مواعيد الافطار في الصوم- تصحيح الاخطاء
بسم الله الرحمن الرحيم
كم كانت أيامنا الخالية هنيئة في مركز تطوير الفقه الاسلامي.
كنا أحبابا من قبل أن ينزغ الشيطان بيننا وكنا إخوة نتواضع لبعضنا البعض ونحترم أفكارنا ونحب أن ننشر العلم بين أبنائنا وبناتنا لعل الأجيال القادمة تترحم علينا وتشعر بأن آباءهم لم ينسوهم بل نقلوا إليهم علومهم فلا يحتاجون أن يبدؤوا من الصفر بل يكملون المسير.
كنت أبحث عن نقاش قديم بيننا حول موعد الإفطار في رمضان لأبعثه إلى أخينا الشاب العزيز الدكتور أحمد مبارك بشير في يمننا العزيز. قرأت التالي وهو بحث غني تم خلال أسبوع واحد فقط، وقلت أسفا على رباطنا المنير الذي انفرط عقده وتضاءل سطوعه. أعود فأدعو الذين تركوا المركز أن يعودوا إليه استجابة لدعوة من يمد يد الاستعانة بهم ليعينونا على فهم دين الله لعلنا نقدم في النهاية علما للبشرية بل للأمة العربية الضائعة وأتباع الديانة الإسلامية المشردين. اللهم اشهد أنني كررت دعوتهم ولا أظن بأن أخي الدكتور كمال شاهين لا يشاطرني بل هو أكثر مني اهتماما بلم الشمل العلمي.
سلام عليكم جميعا
أحمد المُهري
13/1/2018
تابع مركز #تطوير_الفقه_الاسلامي
https://www.facebook.com/Islamijurisprudence/
الأخ الكريم/ محي الدين عبد الغني
تحية طيبة لكم في غربتكم وبعد
ذكرت سيادتكم ما يلي
الميقات الثاني هو: حلول الليل. وكلمة الليل غير محددة، لذلك بينها (النبي) محمد، عليه الصلاة والسلام، بأنها عند غروب الشمس، في المدينة المنورة. قال عليه الصلاة والسلام “إذا غابت الشمس من هاهنا، وجاء الليل من هاهنا؛ فقد أفطر الصائم (أخرجه مسلم في كتاب الصيام …)
وأود التعليق على ما ورد من سيادتكم بما يلي
يا أخي الكريم إنه يستحيل أن يقول النبي هذا التناقض إلا إن كان النبي يجمع بين الأمرين،
أي ليفطر الصائم فلابد أن تغيب الشمس ويجيء الليل
فالليل يعني انتشار الظلام، أما الغروب فيعني سقوط قرص الشمس مع عدم غياب أثرها.يعني عدم وجود الظلمة، فالليل هو انتشار الظلام بينما الغروب لا يزال ينتشر ضوء من أثر الشمس وتتضح الرؤية لذلك فهو ليس بليل
فحين يقول تعالى [ثم أتموا الصيام إلى الليل] ؛ فلابد أ تختار بين أن تعلم بأن الليل هو انتشار الظلام أو أن الليل هو مجرد غروب الشمس مهما كان كل شيئ يظهر بوضوح.
فإذا ما عتبرت بأن الروب هو الظلام أو هو الليل أو ليس بالضرورة أن يكون الليل يعني الظلام فلتفط بمجد غوب الشمس
وإذا كنت تفهم كلمة [الليل] على انها انتشار الظلام أو عدم وجود أثر ضوء الشمس على الأرض فلتفط بعد حوالي ثلث ساعة تقريبا من أذان المغرب
ولابد للمسلم أن يتحرى لدينه، فلابد أن تقوم بما تقوم به وأنت على يقين فأي الأمرين يجعلك على يقين؟…..هذا وبالله التوفيق.
أحمد ماهر
تعليق بسيط من العبد أحمد المُهري على كلام أخيه سيادة المستشار أحمد ماهر حول وقت الليل.
لا أدري هل اطلع سيادة المستشار وكذلك أخي الفاضل محي الدين عبد الغني على ترحيبي برمضان في المودة أم لا؟ قد يكون مفيدا أن يقرأه كل من يريد أن يقرأ هذا التعليق.
سأبدأ بعرض بسيط للاحتياط الذي ينادي به سيادة المستشار من واقع حبه الشديد لله تعالى والذي نتمناه جميعا. يظن سيادته بأن الاحتياط لمن يظن بأن الليل هو انتشار الظلام أن يصبر الصائم ثلث ساعة ليستيقن بالليل. أحتمل بأن سيادته يظن بأن الليل يعني انتشار الظلام فسوف نناقشه بعد هذا المثال.
لو فرضنا أن الفاحشة المشهودة للناس بين الذكر والأنثى والتي يحدد الله تعالى حدا فعليا لها وهو 100 جلدة قد تحققت فعلا. بالطبع أنها بعيدة جدا إلا إذا قام رجل مستهتر وامرأة مستهترة بالعمل في وضح النهار وفي الشارع العام. حصل ما حصل واقتنعت المحكمة بشهادة أربعة شهود يشهدون بحصول الواقعة فعلا دون أن يشتبه القاضي في أنهم كاذبون أو فاسقون فحكم عليهما بالجلد. حضر العبد الفقير مع أخيه سيادة المستشار مع طائفة المؤمنين لرؤية العذاب. قام الجلاد بالجلد وقام العداد بالعد. شك العداد في النهاية بأنه عد 90 أو 100 فما هو الحل؟
سيحكم سيادة المستشار ماهر الذي يراعي الاحتياط على حساب العبيد المعذبين تحت سياط الجلد بأن يجلدوهما 10 جلدات أخرى لنضمن تكامل أمر الله تعالى حبا لله ويقينا بأننا نفذنا أمره تعالى.
وسيقول العبد الفقير المُهري بأن يتوقف الجلد حبا لله تعالى لأن الله تعالى يحب عبيده وقد عين لهما حدا فلا يحوز بأي حال أن نتجاوز ذلك الحد لأننا قد ظلمنا الذين يحبهم الله تعالى ويريد أن ينظفهم من الدرن حتى يعودوا إليه فحسب.
هذا هو السبب في اختلاف رأيي مع من يقف معي في خندق واحد لندعو إلى الله تعالى لعله يرضى علينا فيغفر لنا ويدخلنا جنات النعيم بعد أن ينجينا من العذاب الأليم.
وقبل أن أتحدث عن معنى الليل فإني أقول بأن مجرد اليقين الأولي بتحقق الغروب فإن الليل قد تحقق فعلا لو كان الليل يعني انتهاء الضياء إذ أن الضياء تعني وجود الشمس. ذلك لأن الصائم وخاصة في المناطق القريبة من القطبين يتعرض للجوع والعطش في نهار طويل جدا أكثر بكثير من نهار أهل الحجاز بل كل المناطق القريبة من خط الاستواء. لذلك أرجو من أخي الفاضل سيادة المستشار أن يتفق مع أخينا الفاضل محي الدين عبد الغني بأن الاحتياط الزائد غير صحيح بالنسبة للصيام على الأقل.
وقد حاولت أن أعرف ما يُخفيه أخي الفاضل محي الدين عبد الغني من تفسير دقيق لليل فما تمكنت من كشف القناع كاملا. لا أدري لعله يفكر مثلي.
كما أنني لا أحب أن أفصح عما أظنه فقد أكون خاطئا ولذلك فإني أحذر إخواني وأخواتي في المودة وهم يرون ما أقوله لأول مرة وخاصة أخي عبد السلام المياحي الذي يثق في الرأي العلمي ويعمل به عادة؛ أطلب منهم ألا يعملوا بما أقوله قبل أن تتكامل الفكرة ويتحول القول الفردي إلى رأي مفيد يمكن العمل به. لقد ناقشني أخي الدكتور حازم بالأمس حول نفس الموضوع بالمناسبة وكان كمبيوتري مصابا بالمرض فلم أتمكن من رؤية المناقشات الدائرة بين الإخوة حول هذا الموضوع فلم أفصح له عما برأسي من احتمالٍ خوفا من الإرباك. ولكني الآن بعد عرض الأخ محيي الدين أرى نفسي مضطرا لأكتب عن الموضوع وأكرر دعوتي لزملائي في المودة بأن يخضعوه للنقاش المطول قبل أن يعمل بعضهم به إن اقتنعوا به.
مقدمة:
قال تعالى في نفس آية الصيام: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. فعلينا أن نغير مسير الاحتياط من الطريقة التي ينادي بها سيادة المستشار إلى الطريقة التي يقترحها العبد الفقير إلى الله تعالى وهو مراعاة حال العبيد إرضاء للمولى جل وعلا. كما يجب أن نرى وجوه اليسر موجودة فعلا وإلا لم نحقق إرادة ربنا.
والقرآن يجب أن يكون قابلا للتنفيذ في كل زمان ومكان من بعد نزوله ويجب اعتبار كل أهل الأرض مقبلين على الإسلام وإلا لم يكن القرآن حجة على الناس يوم القيامة. فكلام الأستاذ محي الدين صحيح دون شك طبعا. ونحن نرى في شمال الكرة مدينة في النرويج يقطنها حوالي 10000 نسمة وهم لا يرون الغروب إطلاقا في الصيف كما ينعدم الشروق عندهم في الشتاء. فحسب احتياط سيادة المستشار فإن المسلم النرويجي الساكن هناك وبعد أن ينوي الصيام في أول شهر رمضان من عامنا هذا عليه أن يصبر حتى قدوم الشتاء ليرى الغروب الفعلي وينتظر ثلث ساعة ثم يفطر. هذا لو بقي حيا طبعا أو بقي محتفظا بالإسلام السمح!!!
إذن هناك خطأ يجب أن نكتشفه ونعالجه برأيي؛ فالإسلام ليس وقفا على السعودية ومصر والمغرب العربي بل هو لكل الناس. وقد وعدهم ربهم بأن يكون الصيام السمح أياما معدودات وبأن تكون ميسورة.
والأيام لا تعني الوحدات الزمنية المعروفة بيننا وإلا كان لزاما أن نقول بأن الله تعالى خلق السماوات والأرض في 144 ساعة من ساعاتنا المعروفة وهي غير ممكنة أصلا. هذه الأجسام تحتاج إلى بلايين السنين لتنتشر في الفضاء لأن سرعة حركة الأجسام محدودة مرتبطة بماهياتها. وهي مخلوقة في حين الحركة ولم تكن مخلوقة من قبل فالحركة البليونية لا تنسجم مع 144 ساعة حتى لخلق شمسنا فكيف بالبقية؟
لا نريد الإطالة حتى لا يضيع الموضوع ولكن كلمة الأيام تعني معنى يصدق على ساعات العمل والنشاط أحيانا كما يصدق على دورة أرضية كاملة حول نفسها أي ما يقرب من 24 ساعة. هذا بالنسبة لليوم المصطلح لدينا وهو مختلف تماما عن أيام خلق السماوات والأرض وأيام كوكب بلوتو وأيام الله وبالمفرد (يوم) قد يعني زمن الفقر وزمن الصلح وزمن الغنى وزمن الحرب. هذه الأيام التي نستعملها نحن متفاوتة من حيث المد الزمني ولا يمكن تحديد زمن لغوي لها. فلا يمكن أن نقول بأن يوم الحرب يعني 1000 ساعة مثلا فقد يكون أقل أو أكثر.
لنستدل على المعاني التي تفيدنا في هذا البحث. فمصداق ساعات العمل في مقابل ساعات النوم نجد في الآية التالية من سورة سبإ: وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ (18). فالأيام فيها يعني أوقات النهار في مقابل أوقات الليل. فاليوم فيها بالنسبة لأهل سبأ لا يمكن أن يزيد عن 16 ساعة! إذن ليس معنى اليوم في الآية ساعات الضياء في مقابل ساعات الظلام المعروفة. بل يعني ساعات النشاط النهاري في مقابل ساعات الراحة الليلية. والمقصود من سيروا فيها أي يسيرون في ليالي الصيف وأيام أو أوقات النهار في الشتاء احتمالا والعلم عند الله تعالى.
وقال سبحانه في سورة الحاقة: وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍحُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7).
المهم أن معنى اليوم قد انحرف تماما عن المعنى المتعارف بين عامة أهل اللغة الذين لم يدققوا كثيرا مع الأسف ولم يكتبوا كتبهم بحيادية تامة بغض النظر عن أقوال المفسرين والفقهاء.
وأما صدق اليوم على الدورة الأرضية المعروفة وهي في حدود 24 ساعة فنلاحظه في الآية التالية من سورة فصلت: فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنصَرُونَ (16). وقد عرفنا من قبل بأن عذاب قوم عاد شمل الليل والنهار المعروفين.
إذن ليس لدينا معنى موحد لليوم بل علينا أن ننظر إلى المورد لنعلم المقصود. فالإخوة الذين أرادوا تفسير القرآن وظنوا بأن اللغة مفتاح أساسي لفهم القرآن ليسوا بليغين برأيي. رحمهم الله وإيانا فهم عمليا ادعوا ولم يفسروا ولا أظن بأن الذين يفكرون مثلهم اليوم أو غدا يقوون على تفسير القرآن.
نأتي إلى الليل والنهار. فالليل الذي نعرفه هو عدم الضياء كما قال أخي سيادة المستشار. فهو سلبي وليس إيجابيا. ولكن الله تعالى يقول في سورة الأعراف: إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54). فالليل هنا ليس سلبا بل يمثل قوة موجبة أكثر قوة أو أكثر سرعة من النهار بحيث يقوى على أن يطلب النهار (المسكين). ولو يلاحظ الإخوة والأخوات بأن الليل يأتي دائما قبل النهار في القرآن فهو يعني أمرا آخر قد يصدق على ليلنا المعروف ونهارنا وليس دائما. حتى في آيات الولوج فلا يقول سبحانه مثلا: يولج النهار في الليل ويولج الليل في النهار بل يقول العكس: يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل. فالمعنى المتبادر إلى الأذهان غير دقيق.
ويقول سبحانه في سورة يس: لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40). فالليل والنهار يسبحان ولا يمكن لعدم الضياء السلبي أن ننسب إليه السباحة وهي عمل إيجابي قطعا.
وليس الأمر غريبا على زملائكم تلاميذ القرآن في المودة طبعا فتفسير الليل والنهار عندهم مختلف عن تفسيرها المشهور بين الناس. إن تفسيرهم ينطبق على كل الآيات تقريبا. ولا مجال لذكرها هنا احتراما لوقتكم.
أظن بأننا نكتفي بهذا القدر لنعرف بأن الليل والنهار مفهومان آخران ومن مصاديقهما ليلنا ونهارنا المعروفان.
والآن لننظر إلى الموضوع من زاوية أخرى؛ فنقرأ معا ثلاث آيات من ثلاث سور كريمة.
قال تعالى في سورة الإسراء: وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً (12). هذا ليل جعلي ونهار جعلي وقد أراد الله تعالى بهما وقتي النشاط والاستراحة. كما أراد سبحانه بهذين الجعلين أن نعلم عدد السنين والحساب. ولا ننس بأنه سبحانه يؤكد بأنه قد فصل كل شيء تفصيلا فلا نحتاج إلى الكتب والزبر التي كتبها البشر وإلا كان القرآن غير مفصل مباشرة من عند الله تعالى نفسه. معاذ الله.
وقال سبحانه في سورة النمل: أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ َلآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (86). وليت شعري كيف يسكن المسلمون الذين يعيشون في النرويج في الليل ليصوموا في النهار لو اتبعوا الفقه السائد المعروف الطاغي على الحقيقة بتضليل الشياطين مع الأسف؟
وقال الكريم الرحيم في سورة النبأ: وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11). هذه الآيات الثلاثة توضح تماما المقصود من ثم أتموا الصيام إلى الليل كما أظن. فأرجو من الإخوة والأخوات أن يطيلوا النظر فيها. هنا لم يقل ربنا بأن النهار ضياء ولم يقل بأن الليل ظلام. وهنا ينسب الله تعالى النوم إلى البشر مباشرة باعتبار أن النوم يمثل شطرا كبيرا من الحياة الإنسانية ولا يمكن تجاهله أبدا. ومن هنا يمكن أن نعرف بأن الإنسان هو الذي يعين لنفسه الليل ليسكن فيه والنهار ليقوم بمعاشه وليس للشمس إلا دور الموجه والمساعد. فكلما كانت الشمس أكثر تنظيما لشروقها وغروبها كان البشر أكثر اهتماما بها لتنظيم الليل والنهار وكلما قلت قلَّ اعتماد الناس عليها. ولكن ليس لها دور جبري لتعيين الليل على الأقل. فالإنسان يحتاج إلى الراحة سواء غابت الشمس أم لم تغب وبحاجة إلى أن يرتاح معه من كل المسؤوليات بما فيها المسؤوليات الدينية.
وحتى نطمئن إلى المعنى فإني مضطر أن أصرف أوقاتكم العزيزة في آيات أخر من سورة الفرقان مع مقدمة تفيدكم كثيرا برأيي.
هذه السورة العظيمة تبدأ هكذا: تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1). بالطبع أن نذير العالمين هو القرآن الذي نراه بين أيدينا بفضل الله تعالى وليس الرسول الأمين عليه السلام الذي توفاه الله تعالى ليرتاح من شرورنا نحن البشر. كم هو جميل ومفيد أن نقرأ السورة في الشهر الفضيل ونمعن فيها لنستخرج منها الحكم الكثيرة والكبيرة. من هذه السورة نعرف بأن رسولنا مثل بقية الرسل يأكل الطعام ويمشي في الأسواق فلا يعرف السر في السماوات والأرض كما لا يعرف حقيقة الحياة لمن لا يعيشون معه في زمانه ومكانه كما ظن أخي الفا ضل الذي يبدو بأنه مغترب مثلي.
لكن القرآن أنزله الذي يعلم ذلك فيعلم التطور والمستقبل ويديرها سبحانه ويعلم كيف يرسل قانونا يفيد الجميع ليقفوا جميعا أمامه يوم القيامة فيحاسبهم على أساس مبادئ واحدة متشابهة فلا تشعر أمة بالحيف. ثم يقيس الباقين عليهم دون أن يظلم أحدا، سبحانه وتعالى عن أن يظلم عباده.
من هذه السورة نعرف بأن ربنا سوف يُحاسب الجميع وسوف يسأل المتبوعين ولو كانوا ملائكة أو أنبياء عن التابعين قبل أن يسأل التابعين أنفسهم ليثبت عدله وقسطه يوم النبأ العظيم. فالداعي يدخل النار لو أضل الناس قبل الذين سمعوا كلامه وهم جميعا مسؤولون في النهاية. ولا تزر وازرة وزر أخرى وإنما يُحاسب كل فرد على ما فعل بقدر ما فعل. فالله تعالى لن يُدخل رسله وأنبياءه الجنة قبل أن يُثبت للأمم البشرية والجنية بأنهم كانوا عبيدا طيبين لربهم وكان عزيزا عليهم ما يرونه من تعرض لعذاب الله تعالى من أقوامهم وأممهم.
من هذه السورة ومن الآية التالية نعرف بأن الرسول يتعجب ويشكو من أن قومه تركوا هذا القرآن وليس كتب الحديث المضللة: وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30). لن ترى في كتاب الله تعالى أية إشارة إلى الوحي الثاني المزعوم. إنه إفك بحق.
ومنها نعلم بأن الرسول يتعلم مثل صحابته من القرآن ويتثبت فؤاده بالقرآن. وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً (32). الرسول بنفسه يحتاج إلى 23 سنة ليتعلم القرآن فقد صاحَبَه القرآن حتى الأيام الأخيرة فلا وقت له ليتعلم وحيا ثانيا يُخفيه عن أعين صحابته الكرام ليظهر بعد وفاة آخر تابعي للمحدثين الحزبيين. فالمحدثون ليسوا مثل الصحابة والتابعين مسلمين بخلوص بل هم سنة أو شيعة والله تعالى يرفض كل التحزبات أيا كانت نوعها وعدد أفرادها. فالمحدث أقرب إلى الكذب منه إلى الصدق ولا عبرة أبدا بما نقرأ عنهم وعليهم. ما ورثناه من أعمال وصلوات لا ارتباط لها بالمحدثين. نحتاج أن نفتح عيوننا فقط.
ما الذي يمكن أن يفعله الرسول الأمين مع هؤلاء وأمثالهم: أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إلاّ كَالأنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (44).
والآن لننظر إلى سورة الفرقان هذه كيف تصف الليل والنهار بأن كلا منهما يخلف الآخر فلا واسطة بين الليل والنهار. تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا (61) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (62). كما يقول سبحانه في سورة القصص: وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (73). فالليل والنهار المتقاربان في أكثر بقاع الأرض وغير المتقاربين في قليل من الأراضي القريبة من القطبين هما مجعولان للسكون والنشاط ولكن العبرة ليست بالظلام والضياء. العبرة بالسكون والنشاط. فما هو دور البروج والسراج والقمر المنير كما في آية سورة الفرقان؟
وقبل الإجابة لأوضح بأن السراج والقمر المنير موجودان في كل سماء أو في كل نظام شمسي والقمر باعث للطاقة للأراضي. قال تعالى في سورة نوح: أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16). وسبعة ليست رقما في الواقع بل هو المعدود الذي لا يستقر عده فالقدماء كانوا يرمزون إليه بالسبعة. فسبع سماوات يعني سماوات قابلة للعد بواسطة الله تعالى ولكنها غير ثابتة العد لأنها تموت وتهوى كما تُخلق شموس جديدة دائما وليس لبيان عددها فائدة في الواقع. هذه السماوات التي تعني الأنظمة الشمسية مطابقة ومماثلة لبعضها البعض. فكل نظام شمسي تنطوي على شمس مضيء وقمر محرك للطاقة لضرورات الأرض المسكونة التابعة للنظام الشمسي. وحينما يقول: ألم تروا، فهو سبحانه يعني بأننا قادرون على أن نفكر في بقية العوالم باعتبار أنها مماثلة لنا فكما لنا شمس وقمر فهم لهم أيضا.
والآن نعود إلى البروج والسراج والقمر المنير. لنقرأ الآيتين التاليتين من سورة يونس لنعرف كل الأدوار بدقة واستدلال بإذن الله تعالى: هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) إِنَّ فِي اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6).
عرفنا معنى الشمس ضياء والقمر نورا باختصار؛
وبالإضافة إلى ذلك قدر الله تعالى القمر منازل لنعلم عدد السنين والحساب.
المنازل تعبير عن وقوع القمر في الأبراج السماوية البعيدة الإثني عشر. وهي علامة واضحة على وجود الله تعالى فلا يمكن تصور هذا التنظيم الدقيق في الكون بدون مهندس مصمم ومراقب ومدير لا تفوته أية حركة في الكون. ولو نمعن وندقق فإن كل نظام شمسي في الكون وهي بالبلايين تسير ضمن نظام الأبراج. فقد تكون شمسنا ضمن مجموعة نجمية تكون برجا لنظام أو أنظمة شمسية أخرى. هذا التكافؤ الواضح بين التركيبات الفلكية المهيبة مشفوعة في القرآن بالتقديرات التي نراها في حياتنا.
ولا نترك هذه الفقرة قبل أن نفكر معا في كلمة تبارك التي فتح الله تعالى بها السورة وكررها فيها. كلنا نعرف بأن البركة تعني الزيادة وتبارك تعني تكاثر فهل يتكاثر الله تعالى؟ جميل أن نعرف بأن الذي يتكاثر هو خلق الله تعالى ومعرفته وليس الله سبحانه الأحد المتعالي. يكفيكم بأن تفكروا في هذه السورة فتزدادوا علما ومعرفة بربكم الذي خلق كل شيء فقدره تقديرا. فتبارك الله تعالى يعني تكاثرت الكائنات التي أخضعها الله تعالى لنفسه فمعنى الألوهية يتكاثر ويتبارك فعلا. والله تعالى في هذه السورة كما يبدو لي يريد أن يشير بأن هذا التكاثر ليس اعتباط بل منظم ومدروس ومعقول ومفيد يستفيد كل كائن من أبعد الكائنات. فكم نحن بعيدون عن التجمعات البرجية في السماء ولكننا نستفيد منها. فتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا.
والشمس تقع في تلك الأبراج أيضا بالنسبة للناظر إليها من كوكبنا الأرضي. فنريد بداية أن نعرف عدد السنين من منازل القمر. وبما أن الحديث عن الأعداد فإن الآية التالية موضحة لعدد السنين. قال تعالى في سورة التوبة: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36).
نحتاج إلى الفقرة الأولى من الآية فقط لنعلم بأن الشهور يجب أن تكون 12 لا أقل ولا أكثر. وغير ذلك فهو غير مرتبط بنظام الطبيعة الذي قدره الله تعالى يوم خلق السماوات والأرض. فنحن نوزع السنة الشمسية الطبيعية إلى 12 جزءا نسميها الشهور كما نضرب الأشهر القمرية الطبيعية في 12 ونسميها سنة. كلا الحسابين العدديين مفيدان للحياة في الدنيا وكلاهما مقدران في نظام الملك الربوبي جل جلال مبدعها. ولكن الله تعالى قال في آية سورة يونس بأنه قدر القمر منازل لسببين:
هما أن نعرف عدد السنين والثاني أن نعرف الحساب.
كما قال سبحانه أيضا في سورة الرحمن: الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5).
فهل نتعلم الحساب من عدد منازل القمر؟
إن حساباتنا المتداولة عشرية والحساب المرتبط بالشمس والقمر هو عدد البروج وهو غير عشري ولا يمكن للعامة أن يحسبوا مثل الكمبيوتر بالباينري مثلا. فالمقصود ليس علم الحساب دون شك.
وقد أكد سبحانه المعنى في سورة الإسراء أيضا: وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً (12). فما هو الحساب الذي أشهره الله تعالى اليوم وهو مشابه لعدد البروج. أليس هو الساعات الإثني عشر؟ إن كل الناس يعتبرون النهار 12 ساعة والليل 12 ساعة وينظمون حياتهم بصورة عامة متطورة على أساس الساعات لا على أساس الشروق والغروب ولكن الشروق والغروب علامة فعلية للقريبين من خط الاستواء وقبل أن يتعلموا الساعات. أما اليوم فإنهم أيضا مضطرون للتعامل مع الساعات وإلا فقدوا ارتباطهم بالدول العظمى وتعذر الاتصال المنظم معهم.
هناك مسألة مهمة أخرى يجب أن ننتبه إليها أيضا. إنها مسألة الفجر وحالة الصحو والنور الهادئ الذي يراه المرء في دقائق الفجر حتى شروق الشمس. هذه الحالة مهمة جدا للمؤمنين ويريد الله تعالى أن يحافظ على هذه الرؤية اليومية للمؤمنين ليذكرهم بمسألة مهمة نحتاج إلى معرفتها أيضا. نحتاج إليها لأنه سبحانه يأمرنا بأن نبدأ حياتنا اليومية أو صلاة الصبح مع طلوع الفجر وقبل ظهور الشمس كما يأمرنا أن نمسك من المفطرات في نفس الزمان تقريبا. لكنه سبحانه لم يأمرنا بأن نختم الصيام إلى الغروب وحتى صلاة المغرب والعشاء لم يعين وقتهما متبوعا بذكر الشمس بل اكتفى بالليل بالنسبة للصيام وغسق الليل بالنسبة للصلاة. قال تعالى في سورة الإسراء: أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78). فدلوك الشمس هو ميلان الشمس بعد منتصف النهار أو ما يسمى بالزوال. ونحن نصلي كما عودنا عليه شيخ المسلمين عليه السلام صلاتين في هذا الوقت؛ الظهر في بدايته والعصر في منتصفه. وأما غسق الليل فالغسق هو الوقت الذي نصلي فيه صلاتين هما المغرب والعشاء وهو المطابق للفجر من جهة الغروب لا من جهة الشروق كما اعتدنا عليه.
وكان قدماء المسلمين يسمون صلاة العشاء بالعتمة والعتمة في حقيقتها هي الوقت الذي لا يمكن للمرء أن يعرف فيه وجه صاحبه في السماء الصحو فهو نهاية الغسق أو الشفق عند الغروب وبداية الفجر عند الشروق وقد وصف الإمام علي بن أبي طالب الفجر بأنه حين يعرف المرء وجه صاحبه. لكن الله تعالى لم يسم صلاة العشاء بالعتمة بل اكتفى بصلاة العشاء ولا نريد الإطالة كثيرا لمعرفة السبب في هذا المختصر. وكل البشر اليوم يهتمون بالفجر ويعينون لأنفسهم ثلاث أنواع منها ويسمونها Twilight أو الشفق كما يترجمه المترجمون. فالشفق لديهم عبارة عن دوران الأرض حول نفسها بعيدا عن وجه الشمس 6 درجات ليتحقق الشفق الأول ثم 12 درجة للشفق الثاني و18 درجة للشفق الثالث وهكذا حينما تتوجه الأرض نحو ظهور الشمس ليتحقق ما نسميه الفجر 1و2و3. يسمون الشفق أو الفجر الأول بالشفق المدني ثم الشفق البحري ثم شفق المنجمين. نحن في صيف بريطانيا نرى الشفق المدني ساعة كاملة بعد غروب الشمس حيث يمكننا القراءة والكتابة فيها لو كنا بعيدين عن الحيطان والمدن. فلو جاء أخي المستشار أحمد ماهر إلى بريطانيا وأخذته خارج المدن فسيقول علينا أن ننتظر ساعة بعد غروب الشمس لنفطر.
نعود إلى الصلاة:
أما الصلاة الأولى فسمى الله تعالى وقتها بقرآن الفجر. وقرآن يعني المجموعة المفيدة. بالطبع أنني مختلف مع أخينا الكبير الدكتور شحرور حفظه الله تعالى في معنى القرآن وأعتبر تعريفه بأن القرآن مؤلف من كلمتين: قرأ وقرن غير صحيح. كان عليه أن يرينا كلمات مماثلة في لغة العرب لنناقشه فيها ولكنه اكتفى بما اكتسبه من علم باللغات غير العربية احتمالا. وللدكتور شحرور فضل علي بأنه سبقني في تحليل المسائل القرآنية ولكني تعمدت ألا أقرأ كتابه القيم حينما عرض علي قبل أن أبدأ بالتفسير حتى لا أصاب بالتشتت في ذهني واكتفيت بقراءة عدة صفحات منه فقط لكني اطلعت على صفحات أكثر في أقل من سنة مما مضى.
فكلمة القرآن مشروح في القرآن نفسه هكذا في سورة القيامة: إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19). والله لا يحب كما يبدو أن نسمي القرآن بالمجموعة لأن القرآن أبلغ وينطوي على معنى التجميع المفيد والعلم عنده وحده.
فقرآن الفجر يعني مجموعة الفجر وهي في حدود 6 دقائق بعد ظهور أول خيط من الفجر في الأفق الشرقي حينما تكون الشمس 12 درجة تحت الأرض. ولكن أهمية هذا الوقت هو باعتبارات كثيرة أهمها برأيي هو أن ذلك الصحو الجميل للأفق هو ما يعيش عليه أهل الجنة إلى الأبد. أذكر الآيات الدالة باختصار وهي في سورة المدثر: كَلاّ وَالْقَمَرِ (32) وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (33) وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (34). فالأرض المستقبلية احتمالا محاطة بأقمار تنقل أشعة الشمس إليها على شكل النور القمري وليس الشمس المباشر فلا يرى أصحاب الجنة في الجنة شمسا ولا زمهريرا. هناك تدبر الليل إدبارا أبديا وتسفر الصبح إسفارا أبديا. هي حالة الصباح الباكر في كل الأرض ولكن الكافرين لا يستفيدون منها. قال تعالى في سورة الصافات: أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (176) فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاء صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ (177).
فالله يريد للمؤمنين أن يستفيدوا من هذه الحالة الدنيوية المشابهة للأرض الأخروية ليتشوقوا إلى الآخرة ويطلبوها ويضحوا من أجلها كما أحتمل. ولذلك فبداية الصيام من الفجر فعلا ولكن نهايته بيد الناس الذين يوزعون أوقاتهم توزيعا رباعيا كما نراهم اليوم. فالصباح 6 ساعات من الواحدة صباحا يتبعها 6 ساعات أخرى هي ساعات اليوم وقد يقول البعض في الساعات الأولى صباح الخير وفي الساعات التالية يوم الخير. بون جورنو (Buongiorno)أو بون جور (Bonjour) للصباح وبن جونِ (Bonne journée) أو بونا جورناتا (Buona giornata) لبقية النهار. وبعد الظهر 6 ساعات والمساء 6 ساعات؛ والليل والنهار موزع على هذه الساعات الاعتبارية. يختارون قسما من الرباعيتين للنوم وقسما منهما للنشاط العملي. فالليل هو ما يجعلونه لأنفسهم وليس من غروب الشمس الذي لم يُذكر في القرآن لانتهاء الصيام.
أنا مضطر أن أفصل قليلا خوفا من بعض زملائي مثل أخي المكرم المهندس عبد السلام المياحي المهتم بالعلم أكثر من أي شيء آخر. هذه المسألة فكرة وليست عقيدة وتحتاج إلى المزيد من المناقشة والتوافق مع بعض. ولا ننس بأننا يجب أن نحافظ على التوازن فلو اتفقنا على تعيين أوقات الصيام علميا في بريطانيا مثلا فعلينا بأن نطيل وقت الصيام في الشتاء لما بعد الغروب ليتم التوازن. علينا ملاحظة بأن الصيام يجب أن يكون طيلة يوم نهاري كامل وهو 12 ساعة مضافا إليه حوالي ساعتين وهو وقت الفجر وعلينا أن نحافظ على هذا التوازن بين الشتاء والصيف ونعلن. فليست المسألة بالبساطة التي تتراءى لبعضكم. إنني مستعد للمساعدة بقدر إمكاناتي المتواضعة لو بقيت حيا. والسلام عليكم جميعا ومعذرة من الإطالة.
أحمد المُهري
وانا في انتظار غروب الشمس أشرقت شمس أخری من بين سطور الفقيه أحمد المهري .. لك مني جزيل والشكر والتقدير .. ادعوا الله أن يجزيك خير الجزاء .. رسالتك هذه سأعيد قرائتها مرات ومرات .. بارك الله فيك ونفعنا بعلمك.
عزت هلال
إخوتي الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته …. تقبل الله طاعتكم دوما
ما تعلمته وتعلمه اخوتي حسب ظني من تدبر في كتاب الله على مر السنين في جلسات التفسير اللندنية أعطاني فرصة حقيقية لتسهيل فهم دين الله بل وحتى لفهم العلم الفيزيائي في الكثير من المسائل المتعلقة بنشأة الكون والخلق والتطور وصيرورة الوجود ومصير هذا الكون المهيب بعد الدمار الكوني المحتم وعملية إعادة خلقه في نشأة جديدة لا نعرف عنها شيء إلا ما قاله ربنا من حق في كتابه المكنون. انه ربنا ورب كل شيء. ربنا زدنا علما.
اليوم نستشعر بالمزيد من الرحمة بعدما أصبح المركز والمجموعة بفضل الله موحدين في طريقهما لعبادة الله والدعوة اليه. ربنا آمنا بك فزدنا هدى.
دعائي للجميع بالمغفرة والمزيد من النور والرحمة.
دعاء خاص للذين وقفوا ويقفوا في وجه التحجر والضلال وهم يهتمون بإصلاح أمر الناس بدعوتهم إلى عبادة الله المخلصة عن طريق النور الذي يرونه في كتاب الله وحده ويفضحون عوار التراث الإسلامي الذي ورثناه وفرض علينا قسرا بعدما أضل الناس وأبعدهم عن الكتاب ضالين ومضلين ومستجيبين لدعوة الشيطان الرجيم.
انها فعلا مجاهدة بين الخير والشر. اللهم كن لنا ولا تكن علينا.
أعود لموضوع الليل والنهار وتحديد وقت الإفطار من المنظور العلمي او الفيزيائي:
إن جميع ما توصل اليه الأخوة هو في محل قبول عند الله في اعتقادي لان الأمر بسيط لكن احب ان أوضح بعض الروئ العلمية لعلها تفيد البعض منا على وجه ما.
– المادة والطاقة مرتبطتان ببعضهما ولا يمكن الفصل بينهما وهذا مثبت علميا ومتفق عليه رغم عدم مقدرة العلماء ولحد الآن فك شفرة معرفة مكونات تخليق الكون والتي هي باعتقادي مكونة من شيء واحد مزدوج التكوين. والله بكل شيء محيط.
– لو تخيلنا انفسنا بحجم صغير في عالم النانو أي اقل من مما نحن عليه من طول بعشرة مليار مرة فإننا سوف نرى الوجود المادي الكتلوي من منظار آخر، نخترق معظم الحواجز المادية وسنلج في أسبار عالم مهيب وبالطبع سيكون خالي من الألوان التي نرها ، سنشعر بالجذب المغناطيس والكهربائي ونحن نسبح في عالم الأمواج . حيث لا توجد خطوط مستقيمة للحركة.
– تخيلوا ماذا سنجد لو نزلنا بمقاس مليار مرة اقل مما ذكرنا في الفقرة السابقة وتخيلوا ما ذا سنجد لو صرنا بمقاس آخر أصغر بمليار مرة أخرى .
– ان أصغر بعد او طول ممكن قابل للوجود الفيزيائي من الناحية العلمية او النظرية هو ما يعادل واحد متر مقسوم على حوالي مليار مليار مليار مليار جزء ( حوالي واحد مقسوم على رقم كبير جدا ذي خمسة وثلاثين صفر على يمين الرقم واحد) أو ما يسمى ب ( طول بلاك ) تخليدا للعالم الالماني الكبير ماكس بلانك رحمه الله. وهنا أحب ان اذكر واترحم على العالم الفيريائي المصري الشهيرعلي مصطفى مشرفة الذي عاش في عصر بلانك واينشتاين وعمل وأبدع في مجال محاولة فهم ترابط الطاقة والإشعاع.
– ان مفهوم الليل والنهار باعتقادي ليس محصور بظاهرة الظلام والضياء من منظور العين البشرية واتفق مع ما قدمه أستاذي المهري من قرائن قرآنية . اعتقد انها مرتبطة بمواضيع أخرى لها ما يبررها فيزيائيا وهي تحتاج الى بحوث معمقة وتفصيلية. بشكل مبسط جدا الليل يمثل برأيي حالة مجال جذبي عالي بالمقارنة بالنهار الذي يكون فيه المجال الجاذبي اقل . ولا اريد ان اتوسع اكثر لكي لا أزعجكم . الموضوع المتعلق بالليل له ارتباط بالخلود إلى النوم والسبات الحيواني والنباتي بل اثناء الليل او الشتاء ذي الليل الطويل.
تعلمنا ايضا مقاربة تشبيه النوم بالموت كما وردت في كتاب الله تعالى وتم شرحها في دروس التفسير وكيف تسيطر النفس على البدن اثناء فترة الصحوة في النهار ويفقد الانسان ارادته عند النوم حينما تبتعد النفس ذلك الموجود الطاقوي عن مركز السيطرة على الجسم في مكان ما من الدماغ احتمالا. اما عند الموت او الوفاة التامة فسترحل النفس عن البدن بعدما يعجز البدن عن التفاعل مع النفس فيزيائيا.
– أعود في الختام لموضوع تحديد وقت الإفطار وهو محل البحث والاختلاف في وجهات النظر ، اعود واقدم رأيي من الناحية الفيزيائية البحتة.
باعتقادي يتحقق دخول الليل عند غياب قرص الشمس مباشرة لان مقدار الجاذبية بين الأرض وجسم الصائم يتغير في تلك اللحظة وتصبح المنطقة التي يقف عليها الصائم في مجال جاذبي أعلى مما كان عليه بسبب نزول الشمس عن الأفق و ذلك بسبب تغير مركز جاذبية الأرض إلى نقطة اقرب منها إلى سطح الأرض مما يجعل الجاذبية على ذلك المكان أكثر وهو الإذن الدقيق لدخول الليل. وعليه يمكن تحقق الليل لحظة غياب القرص وهي لا تأخذ أكثر من نصف دقيقة.
هذا مجرد رأي علمي ومداخلة مختصرة جداً لعلها تساعدنا أكثر في فهم مقاصد الكتاب الكريم الذي لا تنقضي معاجزه والله اعلم .
أخوكم عبدالسلام المياحي
…
عادة ما يصدمنى أخى الحبيب الأستاذ أحمد عبده ماهر بأفكاره الدينية .. وهذا في رأيى جيد وصحي .. فقد توارثنا بالفعل أمور في ديننا ولم نراجعها بالقدر الكافي .. أول الصدمات في الآونة الأخيرة كانت عبارة “اللهم صلي على محمد” فكيف ندعوا الله بالصلاة على النبي وهو جل جلاله يصلي عليه بالفعل ” إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) الأحزاب” .. وظللت في حيرة من أمري إلى أن أزال حيرتي أخي الأستاذ غسان ماهر بقوله وماذا يمنع فالله يرحمنا ونطلب منه الرحمة ويرزقنا ونطلب منه الرزق …
أما الصدمة الثانية التى إستدعت إلى ذاكرتي حيرة عشرات السنين فهي تفسيرة لوقت إنتهاء الصيام ” … ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ … (187) البقرة” وقد إتفق الأستاذ غسان مع الأستاذ أحمد على موعد الإفطار بعد آذان المغرب ب 12 إلى 20 دقيقة وفقا للشيعة. إلا أن الدكتور محيى الدين عبد الغني والشيخ أحمد المهري كان لهما رأيين مختلفين.
حجة الأستاذ أحمد عبده ماهر أن “الليل يعني عدم وجود الضوء وليس عدم وجود الشمس لقوله تعالى بسور القصص{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلَا تَسْمَعُونَ{71}
فالليل يكون بغير ضياء وليس بغير شمس”
وهذا معناه أن يختفي تماما أثر الشمس (الضياء) بعد إختفائها ذاتها إلا أن الدكتور محيى الدين عبد الغني رأي أن الليل أيضا يطلق على بداية دخولة على النهار وجاء بآيات عديدة للدلالة على رأيه:
تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ﴿٢٧ال عمران﴾
“يُغْشِي ٱلَّيلَ ٱلنَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً” (الأعراف 54)
وأيقنت أنني أنحاز لرأي الدكتور محي الدين عبد الغني فالآيات السابقة بالفعل تطلق لفظ الليل على بدايته وتداخله مع النهار وليس الظلمة الحالكة (غياب الضياء) تماما (تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ) و (يَطْلُبُهُ حَثِيثاً) وهي نفس الحالة التى نبدأ فيها الصوم ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ) فليس ضياءا تاما ولا ظلمة حالكة، أي أننا نبدأ الصوم عندما يولج الله سبحانه وتعالى النهار في الليل (تُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ) وينتهي الصوم عندما يولج الله سبحانه وتعالى الليل في النهار (تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَار). فنحن نصوم عند بداية ظهور النهار (تبين الخيط الأبيض منه) ونفطر عند بداية ظهور الليل (إختفاء الشمس وتبين ظهور الخيط الأسود من الفجر). كان هذا الرأي مقنعا لي إلا حيرتي لم تنتهي فهذه التوقيتات مستحيلة في بعض البلدان القريبة من القطبين والبعيدة عن منطقة الإعتدال بين مداري الجدي والسرطان.
وجاء تدبر الشيخ أحمد المهري ليحل المشكلة بالنسبة لي فلا الليل ولا النهار يرتبطان بحركة الشمس بل هما مفهومان مجردان يرتبطان بالنشاط الإنساني وحدث أن هذا النشاط الإنساني متوافق مع دوران أرضنا حول نفسها في مواجهة الشمس في منطقة الإعتدال (بين مداري الجدي والسرطان). كيف ذلك؟
يبدأ الشيخ أحمد المهري بقوله تعالى ” … يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ … (187) البقرة” فالصوم فيه بلا شك مشقة فكان التنبيه بأن الله يريد بنا اليسر لا العسر. ورغم أن هذه العبارة إقترنت بتأجيل الصوم للمريض ومن على سفر لعدة أيام أخر إلا أننى لا أجد مانعا أن تكون مبدأ عاما. وأكد الشيخ أحمد المهري “القرآن يجب أن يكون قابلا للتنفيذ في كل زمان ومكان من بعد نزوله”
بدأ الشيخ المهري بإخراج لفظ “اليوم” من إطاره الزمني فله مدلول يتجاوز الإطار الزمنى (24 ساعة) يقول تعالى “وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ (18) سبأ” فاليوم هنا يعنى أوقات النهار في مقابل أوقات الليل “فاليوم فيها بالنسبة لأهل سبأ لا يمكن أن يزيد عن 16 ساعة! إذن ليس معنى اليوم في الآية ساعات الضياء في مقابل ساعات الظلام المعروفة. بل يعني ساعات النشاط النهاري في مقابل ساعات الراحة الليلية. والمقصود من سيروا فيها أي يسيرون في ليالي الصيف وأيام أو أوقات النهار في الشتاء احتمالا والعلم عند الله تعالى” وفي نفس المعنى يقول تعالى “وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) الحاقة” ويدل اليوم أيضا على الفترة الزمنية (24 ساعة كما في قوله تعالى “فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنصَرُونَ (16) فصلت”
إنتقل الشيخ المهري من مفهوم اليوم خارج الإطار الزمنى إلى مفهوم الليل والنهار خارج إطارهما الزمنى المصطلح عليه لغويا. “إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54) الأعراف” فالليل هنا فاعل وليس مجرد ظاهرة كونية .. الليل يطلب النهار. “لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) يس” – يقول الشيخ المهري “فالليل والنهار يسبحان ولا يمكن لعدم الضياء السلبي أن ننسب إليه السباحة وهي عمل إيجابي قطعا”. يقول تعالى “وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً (12) الإسراء” يقول شيخنا أن الله جعلهما وقتي النشاط والإستراحة كما جعلهما لنعلم عدد السنين والحساب. “أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ َلآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (86) النمل” وقال تعالى “وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) النبأ” هنا ينبهنا الشيخ إلى أن لليل والنهار مفهوم وظيفي واضح حيث يقول “ومن هنا يمكن أن نعرف بأن الإنسان هو الذي يعين لنفسه الليل ليسكن فيه والنهار ليقوم بمعاشه وليس للشمس إلا دور الموجه والمساعد. فكلما كانت الشمس أكثر تنظيما لشروقها وغروبها كان البشر أكثر اهتماما بها لتنظيم الليل والنهار وكلما قلت قل اعتماد الناس عليها. ولكن ليس لها دور جبري لتعيين الليل على الأقل. فالإنسان يحتاج إلى الراحة سواء غابت الشمس أم لم تغب وبحاجة إلى أن يرتاح معه من كل المسؤوليات بما فيها المسؤوليات الدينية”.
هكذا يكون القرآن حيا إلى أن تقوم الساعة .. لا زال فيضه يروي الناس إلى أزمان قادمة بعد أحمد المهري ومحيى الدين عبد الغني وأحمد ماهر وغسان ماهر.
رمضان كريم
عزت هلال
13/7/2013
أخي العزيز أحمد المهري
تحياتي وتقديري…وبعد:
يحق لكل من أراد الرد على إحدى رسالاتي أن يرد، لكن إجتزاء جزء من رسالتي والتمحور في الرد عليها أمر لا يفي بالموضوعية
وموضوع صلاة المغرب وضرورة تأخيرها من 20 ـ25 دقيقة ليس أمرا احتياطيا
ولا أمرا اجتهاديا بل هو يختلف من بلد إلى بلد وهو أمرا حسابيا فلكيا لا يفتي فيه أئمة الفقه ولا الفقهاء ولا الدعاة، فذلك أمر قد انتهى زمنه.
فالتقاويم لمواعيد توقيتات الصلوات أمر علمي يحدده علماء الفيزياء والفلك ، ونعود فيه إليهم كمرجعية وهو الأمر الذي أكدته أنا في الجزء الثاني من رسالتي التي رددت سيادتكم على الجزء الأول منها وتركت الجزء الثاني حتى تكوّن لديك عناصر
ردك على رسالتي.
أخي الكريم
لكي تحقق موضوع موعد الإفطار فلابد من حساب موضوع الشفق الأحمر وهذا خارج عن إمكاناتنا العلمية ونحتاج فيه للرجوع إلى علماء ذلك العلم، وهو أمر موجود وجاهز عندهم غير أن القائمين على أمور الإسلام بالدول لا يهمهم أمر الإسلام لذلك فهم على ما هم عليه، وتقوم المطابع بطبع التقاويم ومواعيد الصلوات كما هي منذ عشرينيات القرن الماضي
والإفطار يا أخي يرتبط بالليل ولا يرتبط بمغرب الشمس إلا إن كان غروب الشمس هو الليل.
ولقد حددت في رسالة سابقة بأن الليل يعني عدم وجود الضوء وليس عدم وجود الشمس لقوله تعالى بسور القصص{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلَا تَسْمَعُونَ{71}
فالليل يكون بغير ضياء وليس بغير شمس
فقوله تعالى [ثم أتموا الصيام إلى الليل] تعني أتموا الصيام إلى الوقت الذي يكون بغير ضوء وليس بغير شمس؛ ولقد عبّر الله عن عدم وجود الضوء بآية سورة القصص بأن جعل خاتمة الآية [أفلا تسمعون] وذلك لأن خاصية الرؤية تعطلت بانتهاء الضوء تماما
وأخيرا لمن يقرأ كلامي أن يقنع أو لا يقنع لكن لابد عليه أن يتحرى ويتيقن لدينه وأدائه لشعائر دينه.
خالص تحياتي
أخي العزيز المهندس عزت هلال
أشكرك أنك كنت أول من يكتب حول الموضوع وأدعو ربي لنفسي أن يمنحني قلبا طيبا بطيب قلبك وإيمانا خالصا بخلوصك. دمت لنا ذخرا.
أحمد المُهري
14/7/2013
مرة أخرى أخي المهندس عزت هلال رعاه الله تعالى
قرأت الآن تصورك المفصل بعد قراءتك العادية السابقة فشعرت بأنني لم أكتب سدى وبأن هناك من يشعر تماما ما أقصده دون أن يهتم بقلة بلاغتي أو يعترض عليها. أنت أدركت الموضوع تماما فأشكرك من كل قلبي وأرجو منك أن تتفضل علي بقراءة ما أضفت إلى المقالة السابقة هنا لعلك تزداد قناعة أو تزيدني هدى بفضل ربي وربك.
أخوك
أحمد المُهري
بعد ظهر 14/7/2013
أخي الكريم سيادة المستشار أحمد ماهر
أشكرك وأعتذر من ضعف بلاغتي. فلعل ما كتبته لم يُحظ بقراءتكم وإمعانكم ولذلك غلب الظن عندكم بأنني في صدد الرد عليكم. ليس الأمر كذلك أخي الكريم فأنا كنت بصدد الرد على الفقه السائد بين المسلمين والذي لا يفي بحاجتهم ولا يتناغم مع رحمة ربهم. فأنا كنت ولا زلت معك في نفس الخط ولكنني لست بليغا فقط. وما كتبته كان في طريق الفقه البديل للفقه القديم فحسب. وهدفي هو هدفكم أن نتوسع في الدعوة ليشمل الجميع في كل زمان ومكان ولا نكتفي بالمظاهر الماضية التي ينادي بها الفقه القديم الذي يتجاهل كتاب الله تعالى وينادي بوحي آخر غريب وأجنبي عن كتاب الله جل جلاله.
ما تفضلتم به هو رأي الكثير من الفقهاء والشيعة يعملون به فهم ينتظرون فعلا 20 دقيقة بعد الغروب في بريطانيا و15 دقيقة في الكويت للصلاة والإفطار. أنا لا أريد أن أناقشهم فهم لا يعملون بقول الإمام جعفر الصادق رحمه الله تعالى الذي ينقلون عنه مسألة اختفاء الحمرة في السماء لأن الذين ينقلون عنه الكلام قالوا بأن المقصود كان التحقق من الغروب وليس دخول الظلام. بالطبع لا ينطبق القول القديم والعمل الجديد مع كتاب الله تعالى مع الأسف.
كما لا ينطبق الرأي الذي تفضلتم به مع القرآن أيضا. فأتمنى قبل كل شيء أن تتفضلوا بقراءة ما كتبتُه بدقة حتى نناقش الموضوع الهام معا لعلنا نفيد المسلمين في الغرب كما يستفيد منه الساكنون في الوسط أيضا ولو بنسبة أقل.
وحتى يطمئن سيادتكم بأن الزمن الذي ذكرتموه ليس كافيا لتحقق الليل الأليل حتى في القاهرة اليوم سأنقل لك أوقات ناسا لمدينة القاهرة اليوم أدناه:
القاهرة اليوم:
الغروب: 6:58
الشفق المدني: حيث يمكن أن تقرأ وتكتب فيه ويستمر حتى الساعة 7:25 مساء فهو ليس وقت الليل الليلاء.
الشفق البحري: حيث ترى فيه وجوه الناس لو تخرج من جدران المدينة طبعا، ويستمر حتى الساعة 7:57 فلعلك تسميه الليلة الليلاء ولكن عليك ألا ترفع رأسك إلى السماء لأنك ستراها مضيئة بعد.
الشفق السماوي: يكون في الساعة 8:32 مساء حيث تستيقن بابتداء الليلة الليلاء. بالطبع نحن لا يمكننا في لندن أن نرى هذا الشفق في مثل هذه الأيام ولعدة أشهر فلا أدري ما هو حكم الصيام عندنا؟
وأما في بريطانيا فالمأساة أكبر من أن توصف؛ هي كما يلي:
لندن البريطانية اليوم:
الغروب: 9:12
الشفق المدني: حيث يمكن أن تقرأ وتكتب فيه ويستمر حتى الساعة 9:57 مساء فهو ليس وقت الليل الليلاء.
الشفق البحري: يستمر حتى الساعة 11:02 فلو لم تسميه الليلة الليلاء فإننا لا نرى في بريطانيا حاليا ذلك الظلام الدامس الذي ترونه في القاهرة.
الشفق السماوي: غير متوفر.
هذه الأوقات يعلنها مؤسسة ناسا الأمريكية وليست من حساب العبد لربه كما قلت.
فانظر أخي ماذا ترى؟
لقد تمركز حديثي حول عدم بيان الله تعالى لوقت فلكي نُكمل به الصيام في الواقع. إنه سبحانه حدد بداية الصيام بظهور بوادر الفجر في الأفق ولكنه لم يحدد النهاية باختفاء آخر نور الشفق مثلا أو وسطه أو بداية الغروب أو بداية الظلام حسب فهم العامة من العلماء بمن فيهم سيادتكم لمعنى الليل مثلا.
فبالإضافة إلى ما قلته هناك ولا داعي لتكراره فإني أعرض عليكم و على بقية الإخوة والأخوات الأعزاء عدة مسائل مساعدة أخرى:
-
قال تعالى في سورة الأعراف: وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142). نعلم من الآية الكريمة بأن موسى خرج من بيته للميقات وعين أخاه هارون نائبا عنه في غيابه. فالميقات في الواقع هو أربعون يوما وليس أربعين ليلة. لقد انتظر موسى في الغربة وأسفل الجبل أربعين يوما كاملا والله تعالى سماها أربعين ليلة لأنه ابتعد عن النشاط العادي وأصبح كالمعتكف يقوم بعمل أساسي واحد هو الانتظار إضافة إلى ما يصاحب الانتظار من أعمال ضرورية شخصية أو أعمال عبادية ولذلك لم يعتبر الله تعالى وقته المميز آنذاك أياما كما لم يسم وحداتها ليلا ونهارا بل سماها جميعا ليالي. فلليل معنى آخر أخي الكريم وهو مقصوده تعالى في آية الصيام.
-
يؤكد سبحانه في سورة البقرة بأن المجموعة الزمانية التي ابتعد فيها موسى عن قومه كانت 40 ليلة مرة أخرى في سورة البقرة: وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ (51). أرجو ملاحظة “من بعده” فهو يدل على كامل زمان الغيبة الذي يمثل زمان الوعد.
-
لنمعن مرة أخرى في آية الصيام: أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187). ما هو المقصود من ليلة الصيام في بداية الآية؟ هل هي الليلة التي صمنا قبلها أم الليلة التي سنصوم في غدها؟ أليس المقصود ليالي رمضان، فلماذا لم يقل سبحانه ليالي رمضان بل قال ليلة الصيام وقد ذكر سبحانه اسم شهر رمضان في الآيات السابقة؟
بالطبع أنه تعالى يريد بيان أن الرفث مسموح ليلة الصيام شريطة ألا نكون معتكفين وقد سمى ساعات الصيام بالأيام حينما قال بأن الصيام مفروض في أيام معدودات. لكن ليلة الصيام هي الوقت الذي ينتهي فيه عملية الصيام والإمساك عن الجنس والأكل والشرب من يوم الصيام. فالليلة جزء من اليوم ولكن الله تعالى لم يأت بأي ذكر للنهار في آيات الصيام كما لم يذكر غروب الشمس أو الغسق أو الشفق فمن أين أتينا بها؟ ظن الفقهاء القدامى الذين لم ينالوا حظا وافرا من فهم القرآن لتشبثهم بغير كتاب الله تعالى، ظنوا بأن وقت الإفطار هو عين وقت صلاة المغرب باعتبار توافق الوقتين في أماكن تواجدهم وانتشارهم. والذين انتقلوا إلى الأندلس فهم لم يحملوا كتاب الله تعالى بل حملوا نفس التقولات التي أنفق عليها ملوك بنو أمية بداية ثم انتقل إليهم الكتب التي أنفق عليها بنو العباس الآثمون. والفاطميون في مصر لم يقصروا في تغيير معالم الإسلام بما يتناسب مع ملكهم فضاع المسلمون فعلا حتى في فهم التعابير اللغوية.
أظن بأن المقصود من ليلة الصيام هو ساعات الاستراحة من عناء الصوم باعتبار كلمة الليل وليس معناها غروب الشمس ولا انتهاء الغسق ولا بداية الظلام الكامل في السماء. هذا الليل يعينه الناس بأنفسهم لأنفسهم ويبرمجون عليه حياتهم في المناطق التي تبعد عن خط الاستواء. وهذا الليل لا يتفق مع غروب الشمس إلا قليلا وفي أوقات الاعتدالين الربيعي والخريفي فقط. وكلما ابتعدنا نحو الشمال أو الجنوب لو كان هناك حياة في القطب الجنوبي فإن الاعتدالين يتقلصان. والعلم عند الله تعالى.
-
أطلب من أخي سيادة المستشار وهو محام محترف يدرك التشريع، أن يفكر مليا في الذين يسافرون بالطائرةويتحركون من الشرق باتجاه الغرب تقريبا ولكنهم يسيرون مع الانحراف الموجود في محور الحركة في الأرض وبسرعة تقل عن سرعة دوران الأرض حول نفسها وهي في حدود 1666 كم في الساعة. كل الطائرات الحديثة العادية اليوم تسير في حدود 1000 كم في الساعة. سيخرج الصائم من دبي بعد صلاة الظهر باتجاه أمريكا فلا يجوز له أن يفطر حتى تغرب الشمس كما يقولون. هذا الشخص لو يسافر ضمن عدة رحلات فسوف يصل إلى بعض المدن الأمريكية بعد عشرين ساعة ولن يرى غروب الشمس في طريقه لا في الجو ولا في الأرض ويرى بأنه قد تقدم على وقت الظهر. فعليه أن يصبر أكثر من نصف يوم آخر حتى يتمكن من الافطار.