شركة باسكو وعائلة باهارون
كتب الدكتور : علي البيتي :
تعرضت اسرة ال با هارون وصهرهم السيد المهدي في عدن لأبشع ظلم وجحود وسلب لممتلكاتهم بعد كفاح ومجد ونجاح نتيجة تأميم شركتهم “باسكو” للطيران “BASCO”
من قبل الجبهة القومية والحكومة الجنوبية في العام 1970، بكامل طائراتها الثمان، ومكائن الطائرات، ومعداتها الأرضية، وقطع غيارها، في الداخل والخارج، ومكاتبها، وأصولها، وفروعها في الداخل والخارج، وأموالهم، ومنازلهم، وشركاتهم التجارية الاخرى، وكل ما يملكون من الأصول المنقولة وغير المنقولة، بدون وجه حق، أو تعويض، أو حتى إنذار..وهم الذين لم يقبلوا أن تظل عدن بدون شركة طيران، وتتقطع السبل بالمواطنين في عدن وكافة الجنوب، وان تصبح عدن، بعد تاريخها الحضاري والمزدهر حينها، مقطوعة من العالم الخارجي ،
قامت أسرة آل باهارون ممثلة بزين، ومحمد، وعيدروس، وعلوي، وحسن أبناء عبداللطيف (عبده) باهارون وصهرهم السيد أبراهيم المهدي رحمهم الله
والذين تعود أصولهم إلى دوعن، منطقة الخريبة، في حضرموت عدا صهرهم يعود أصله الى تريم في حضرموت بشراء الطائرات، والمعدات الأرضية، وقطع الغيار، الخ.. من الخارج باموالهم الخاصة، بعد أن رفضت خطوط عدن الجوية Aden Airways حتى بيع طائراتها لهم واوقفت كافة رحلاتها في عدن في يونيو 1967 وقبل الإستقلال بخمسة اشهر، من باب انتقام بريطانيا لعدن نتيجة ما تعرضت له من إهانات بالغة وفضيحة دولية، بعد احتلال كريتر من الثوار لمدة اسبوعين، في ظل وجود قاعدتها الجوية الأكبر في الشرق الأوسط. .قام الإخوان ال باهارون وصهرهم بتغطية الفراغ، وقاموا ايضا” باستيعاب كافة الموظفين لديهم في باسكو رغم التكلفة الباهظة حرصا” منهم على عدم تشريد أي موظف، ولم تتوقف حركة الطيران يوما واحدا” في عدن، وسخرت هذه الأسرة العدنية الوطنية الشريفة إحدى طائراتها من نوع DC 6 حينها لنقل وفد الجبهة القومية إلى جنيف للتفاوض مع بريطانيا حول الاستقلال منذ 21 نوفمبر وحتى 29 نوفمبر 1967 والتكفل باقامتهم في جنيف على حساب أسرة آل باهارون والمهدي وعودة الوفد إلى عدن،
و قام السيد زين باهارون بإعطاء قحطان الشعبي -رئيس الجمهورية حينها – سيارته الفخمة والمكشوفة ليطوف بها في كافة شوارع عدن لتحية الجماهير،
ثم استمرت أسرة آل باهارون والمهدي في جعل طائراتهم تحت تصرف الحكومة الجنوبية والجبهة القومية في رحلات وفودها في الداخل و وإلى الخارج وبالمجان منذ 30 نوفمبر 1967 م وحتى قرار التأميم الجائر في يوليو 1970م..وهكذا كان الجزاء من الحكومة الجنوبية و الجبهة القومية وقادتها التي اصبحت فيما بعد تسمى “بالحزب الاشتراكي”، دون أدنى تعويض أو تقدير أو رد للجميل أو الاعتبار، وهم نفس القادة الذين يرفع البسطاء صورهم اليوم في عام 2014م في الاعتصامات والذين يحلمون ببيريق السلطة للعودة لحكم عدن، وقد أرتكبوا أبشع ومختلف الجرائم ليس فقط في حق أسرة ال باهارون و السيد المهدي فقط، بل في حق كافة افراد الشعب في عدن وكل محافظات الجنوب. ..
اضافات وتوضيحات
السيارة التي في الصورة وفيها فتاح وقحطان الشعبي هذه سيارة السيد زين باهارون – في الصورة أعلاه – التي أعطاها زين باهارون لقحطان الشعبي – رئيس الجمهورية ورئيس الجبهة القوميه حينها – عند عودة الوفد من جنيف يوم الإستقلال في 30 نوفمبر 1967 لتحية الجماهير في عدن. لقد توفى السيد زين باهارون قهرا في العام 1971 بعد تأميم جميع ممتلكاتهم مزيد من المعلومات عن أسرة آل با هارون والسيد المهدي وشركاتهم.. وبدءا اقول تسمى هذه الشركة “شركة الإخوان للخدمات الجوية “،(باسكو) Brothers Air Services Company وتسمى اختصاراً بالإنجليزية” BASCO” والتي كان يديرها السيد حسن باهارون، وهي شركة متفرعة من الشركة الأم “شركة الإخوان التجارية” ومقرها في المعلا والمسماة بالإنجليزية Brothers Trading Company”BTC
والتي كانت يومها من أكبر الشركات التجارية العدنية، وكانت تمثل أكثر من 40 ماركة عالمية من السيارات، والتلفزيونات، والراديوهات، والغسالات، والثلاجات، والمسجلات، والساعات، والكاميرات وخلافه من الصناعات الأمريكية، والبريطانية، والألمانية، والسويسرية وغيرها، مع فرع لكافة أنواع التامين، وكانت هذه الشركة الأم من أكبر الشركات التي تزود المحلات التجارية في التواهي بالمنتجات للسواح الذين يردون بالبواخر السياحية إلى عدن بالإضافة إلى تزويد المحلات الأخرى بالمنتجات في عدن والمحافظات الجنوبية، إضافة إلى التصدير إلى دول الخليج كافة ، و كان يديرهذه الشركة الأم السادة زين، ومحمد، وعيدروس باهارون، وصهرهم السيد أبراهيم المهدي كما كانت لإخوان ال باهارون والسيد المهدي شركة ثالثة تدعى “شركةالاخوان للسفريات”
Brothers Travel Services ” BTS”
في كريتر ويديرها السيد علوي باهارون، وكانت مختصة ببيع تذاكر السفر على كافة الخطوط الجوية العالمية والحجوزات للفنادق في كافة مدن العالم، وكانت وكيل معتمد لمنظمة الطيران الدولية”IATA”،علاوة على أنهم كانوا الوكيل الحصري” لشركة طيران الشرق الأوسط” اللبنانية والتي كانت لها مكتب مستقل في الشارع الرئيسي بالمعلا. وجميع هذه الشركات كانت مملوكة بالكامل لآل باهارون والسيد المهدي …والآن عودا إلى تاريخ إنشاء الباسكو، فقد حصل آل باهارون والسيد المهدي على الترخيص لإنشاء الشركة في العام 1962م، كأول شركة طيران خاصة في الشرق الأوسط، ولكن لم يسمح لها بمزاولة نشاطها خوفا على منافسة ” خطوط عدن الجوية” Aden Airways المملوكة بالكامل للحكومة البريطانية عن طريق الشركة الأم”الخطوط الجوية البريطانية لماوراء البحار”British Overseas Airways Corporation ” BOAC
وفي بداية العام 1966م، سمح لباسكو بأخذ الشحن الجوي فقط دون الركاب إلى المحافظات الجنوبية، حيث بدأت بطائرة واحدة من نوع DC 3 في ظل وجود خطوط عدن الجوية، وكان وكلاء الشحن يومها لباسكو السادة شركة باعبيد ومحسن الخليفي، ثم أضيفت عدد طائرتين أخريين DC 3، وظلت باسكو محصورة في نقل الشحن الجوي، ثم أضيفت طائرة أكبر بأربعة محركات DC 6..وظلت تعمل باسكو تحت كل هذه الظروف والتشديد، في مكتب صغير، بجانب بوابة المطار، حتى يونيو 1967 عندما توقفت خطوط عدن الجوية عن العمل عمدا، ورفضت بيع أي من طائراتها لآل باهارون والسيد المهدي ، حيث قامت ببيع طائراتها لطيران جيبوتي، الامر الذي جعل ال باهارون والسيد المهدي يتحركون بسرعة لتأمين عدد أكبر من الطائرات لسد الفراغ، مع استيعاب كافة الموظفين الذي كانوا في خطوط عدن الجوية،..وبقية الوقائع والأحداث بعد ذلك كما جاء ذكرها في مقالي السابق..مع ملاحظة أنه على الرغم من كل هذه المواقف المشرفة، وحتى قبل التأميم، لم تسمح الحكومة الجنوبية لباسكو من استخدام مكتب خطوط عدن الجوية الرئيسي الفارغ بعد رحيلها، الكائن خارج المطار أمام المدينة البيضاء، إلا بعد التاميم في العام 1970 وتحويل باسكو إلى اليمدا ” طيران اليمن الديمقراطي” بمعنى أن الحقد ظل دفينا ضد “ال باهارون والسيد المهدي” واستكثروا عليهم المبنى، ولو بالايجار ،الذي ظل فارغاً منذ العام 1967 وحتى 1970 عند التأميم، رغم توسع ال باهارون والسيد المهدي في فتح الفروع الداخلية والخارجية للشركة، وشراء الطائرات، وقطع غيارها، ومحركاتها، والمعدات الارضية، الا ان الرفاق في الجبهة القومية والحكومة لم تسمح لباسكو بالانتقال إلى مبنى الإدارة العامة السابقة لخطوط عدن الجوية، و ظللنا نعمل في مبنى ضيق للغاية بعد استيعاب كافة الموظفين العدنيين لأسباب لا تنم إلا عن حقد ونية مبيتة للتاميم الذي كان بمثابة الصاعقة على ال باهارون والسيد المهدي وكافة العاملين في الشركة. ..تلكاته هو واسرته بمافيه قصرهم في خورمكسر الذي أصبح مقرا للجبهة القومية والحزب الاشتراكي، عن عمر يناهز 41 عاما، وقد كان رئيسا للوزراء في عدن أيام بريطانيا منذ 1963 وحتى 1965م . رحم الله الإخوان ال با هارون جميعا زين، ومحمد، وعيدروس، وعلوي، وحسن، وصهرهم السيد أبراهيم حسن المهدي الشريك ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ للأمبراطورية الجنوبية التجارية التي تم تأميمها ظلما” وبهتانا” من الجبهة القومية ..لقد كانوا جميعا، واقولها بكل تجرد، مثالا في الوطنية، والأخلاق، والنبل، والكرم، والمروءة، والشهامة، والتواضع، والتسامح…
**تقديم / د. علي البيتي المستشار الاقتصادي الدولي والخبير المصرفي