الحكم الاخلاقي لدى الطفل 28 – الطفل والسلطة
تابع مركز #تطوير_الفقه_الاسلامي
https://www.facebook.com/Islamijurisprudence
الحكم الأخلاقي لدى الطفل – 51
وبهذه الطريقة يمكن أن ننتقل إلى دراسة البحث الغريب الذي استخدمه دوركايم بتعريف الموضوع الذي يعتبر خيرًا من الناحية الأخلاقية. وهذا الموضوع لا يمكن أن يكون فرديًا ما دامت جميع أنواع الأخلاق تنبذ فكرة الأنانية, ولذلك فلو اعتبرنا كل فرد ممثلاً غير قادر على تقويم السلوك أي ليست عنده أي قيمة أخلاقية، فإن مجموع هؤلاء الأفراد لا تقوم عندهم أي قيمة كذلك (ص 73 Social et Phil)، وعلى هذا “فإنا هنا وقد أبعدنا كل شخص باعتباره فردًا فلا يبقى أي موضوع للنشاط الأخلاقي أكثر من الوحدة التي تكونها مجموعة الأفراد المتصلين بطريقة تجعل منهم مجموعة. أي لم يبقَ سوى الشخص الجماعي” (ص 74).
فالمجتمع إذن يجب أن يعتبر شخصية نوعية مختلفة عن الشخصيات الفردية التي يتكون منها (ص 54) ويصبح حب الغير ما دام الشخص الآخر جزءًا متحدًا في المجتمع. ذلك أنه رغم أن المجتمع شيء مختلف عن الفرد وأنه لا يوجد بالكلية في أحد منا إلا أنه مع ذلك ليس من بيننا إلا من يفكر فيه بطريقة ما (ص 91).
يجب أن نلاحظ أولاً أن مثل هذا التفسير للغيرية قد يستخدم لتسويغ الأنانية، فأنا أتأمل في المجتمع كما يتأمل فيه أي إنسان آخر ومع ذلك فلو تركنا هذا التغيير فإن هذه العبارات التي كتبها دوركايم ذات معنى واحد فقط، وهو أن ما أحبه في الآخرين ليس هو الفرد بقدر ما هو إمكان وجود رابطة محبة، فأنا لا أحب الصديق بقدر ما أحب الصداقة.
ولو أن الحقيقة الأخلاقية بقيت خارجية عن الفرد, أي مفروضة عليه من الخارج, لكانت هذه القاعدة غير الإنسانية ضحلة ما دام الخير يخضع لما رآه، ولقاعدة التبادل التي تؤدي إلى قيام تبادل الفهم، إذن فإن ما نبحث عنه عند الشخص الآخر هو نفس الشيء الذي يجعل الشخص الآخر قادرًا على أن يتخلص من نفسه بينما هو لا يزال هو نفسه.
باختصار, فالخير ليس نتيجة للقسر الذي يقوم به المجتمع على الفرد كما هو الواجب، فالطموح للخير هو مادة مختلفة عن الطاعة التي توجه نحو الأوامر الصادرة. والاحترام المتبادل الذي يكون الخير لا يؤدي إلى نفس الامتثال الذي يؤدي إليه الاحترام من جانب واحد، ذلك الاحترام الذي هو من خصائص الواجب، فمما لا شك فيه أن الفرق بين الاثنين في المجتمعات الحديثة أصبح غامضًا لأن ما يشتمل عليه الواجب يمكن أن يتحد أكثر وأكثر بالخير. هذا هو السبب فى أن الأخلاق عند “كانت” من الناحية الشكلية تقوم على أخلاق الواجب. ولكنها من حيث مشتملاتها تقوم على الرغبة الذاتية وهي تعرف الخير بأنه خير عام يعتمد على التبادل نفسه (ولو أنه يقوم على عقل “كانت” آثار كثيرة عن الغيرية القانونية). أما في الجماعات البدائية فإن المعارضة تكاد تكون تامة بين مجموعة المحرمات القانونية أو الممنوعات التى تفرضها أخلاق الواجب بين قوانين العدل والتبادلية التى تنمو بين الأفراد دون أن تقنن، ففي الجماعات المتميزة فقط نجد أنه كلما تقلصت الالتزامات الدينية جنبًا إلى جنب مع الانقياد كلما انتصرت أخلاق الخير على أخلاق الواجب وأصبحت قابلة للانتقال من جيل إلى جيل حتى يحتوى فعلاً على الواجبات نفسها.
وفي الختام, فإن الصورة الأساسية التي يواجهها أتباع دوركايم تبدو لنا في التوحيد غير القانوني بين القسر والتعاون . فهذا فى دائرة الأخلاق معناه أن توحيد الخير والواجب قد حملناه أكثر مما يجب، والأسوأ من ذلك أن الأخلاق أصبحت تابعة للامتثال الاجتماعي، والواقع أنه لا يمكن قيام ذاتية أخلاقية كاملة إلا عن طريق التعاون. وعلى هذا الأساس يمكن أن نقول إن الاخلاق لا زالت شيئًا اجتماعيًا ولكن المجتمع لا يمكن أن يعتبر كلاً كاملاً ولا مجموعة من القيم الواضحة تمام الوضوح، فأخلاق الخير تنمو بالتدريج وتكون فى علاقتها بالمجتمع في حالة من حالات التوازن المثالية فوق حالات التوازن الكاذبة وغير المستقرة التى تقوم على القسر.
الحكم الأخلاقي لدى الطفل – 52
3- نظرية السلطة عند دوركايم
1- التربية الأخلاقية
الواقع أننا هنا قد وصلنا إلى النقطة الأساسية عندنا وهي آراء دوركايم في علم نفس الأطفال من ناحية علاقته بعلم الاجتماع، ذلك أن محاضراته التي ضمنها كتابه “التربية الأخلاقية Education moral” هي أعظم مجهود وضعه على طريقة علمية يسوغ به نظرياته التى تعتمد عليها التربية التقليدية. فبينما نجد كل علماء النفس تقريبًا مثل ستانلي هول، وديوي، وكلاباريد، وغيرهم يبدأون حديثهم من وجهة نظر الطفل، لا من وجهة نظر المجتمع، ولذلك كشفوا خداع الطرق المدرسية، نجد أن دوركايم على المجتمع ويقترب من الطفل من هذه النقطة بالذات، ولذلك, على العكس منهم, فى غاية المحافظة. ولذلـك يجب أن نختبر صحة بحوثه فى ضوء الحقائق الفعلية لأخلاق الطفل.
ولنبدأ بمناقشة القاعدة المتضمنة، لا لأن هذا البحث عند دوركيم يكون كلاً متطابقًا ولكنه من نواح عديدة نجده قد أكد لنا ما سبق أن قال به في كتاباته السابقة. فدوركايم يري أن وجود ثلاثة عناصر في الأخلاق هي : روح النظام، والتعلق بالمجموعات الاجتماعية، وذاتية الإدارة. فروح النظام أساسي في ذاته ما دامت الأخلاق تتألف من “مجموعة من القواعد التى تقدسها الجماعة, فوضع قواعد للسلوك هو عمل أساسي فى الأخلاق” (ص 30). ولكن فكرة القاعدة تتضمن أكثر من مجرد فكرة النظام, إذ تقوم فيها السلطة أيضا. ويجب أن يفهم من لفظ السلطة ذلك النفوذ الذي يتسلط علينا من أي قوة أخلاقية نعتبرها أسمى من أنفسنا (ص 33).
“الأخلاق, إذن, هي مجموعة من القواعد, والضمير الفردي ليس إلا نتيجة تداخل هذه الأوامر الجديدة. حقيقة إن النظام هو الحالة الوحيدة التي تنمو فيها الشخصية وذلك لأنه أبعد ما يكون عن أي يعطل نمو الفرد واتساع أفقه” (ص 52). ثم أن التعلق بالمجموعات الاجتماعية لا يقل أهمية، فالأفراد نظرًا لخلوهم من أي قيمة أخلاقية فإنهم يتعلقون بالجماعة على اعتبارها النهاية القانونية الوحيدة. على أن هذه النهاية تقوي الشخصية لأنها أبعد ما تكون عن أن تكبح جماح القدرة الابتكارية عند الفرد، فنحن جميعًا كائنات اجتماعية وليس هناك أي تعارض حقيقي بين الفرد والمجتمع (ص 80). أكثر من ذلك “فالدليل على أن الأخلاق من عمل المجتمع أنها تختلف باختلاف المجتمعات” (ص 98). حقيقة إن بين هذا التنوع في الأخلاق يقوم على أساس ثابت لا يتغير، وذلك لأن المجتمع ولو أنه يتطور إلا أنه يحتفظ ببعض الظواهر الثابتة – ” فالمجتمع يبقى متحدًا مع نفسه إلى درجة معينة، وذلك أثناء مجرى حياته، فتركيبة الأساسي واحد دائمًا مهما نال من تغيير، فالنظام الأخلاقي الذى يسير فيه إذن يمثل درجة الاتحاد والثبات” (ص 121)
وأخيرُت يجب أن نلاحظ أن روح النظام والتعلق بالجماعة يكونان فى تحليلنا الأخير ظاهرة واحدة بعينها, فليس هناك لفرد سلطة ولا اعتبار في ذاته ” فالمجتمع وحده يقوم فوق الأفراد، فمنه إذن تنبع كل سلطة، فالمجتمع هو الذي يمنح مثل هذه الصفات الإنسانية والذي يهب السلوك الذاتي, وهو الذي يمنح الاعتبار الذي يرفع الأفراد الذين يتصفون بها فوق أنفسهم” (ص 103). واتحاد النظام مع التعلق بالجماعة يشرح لنا أيضًا عمق الاتحاد بين الواجب والخير”, فالواجب هو الأخلاق بمقدار ما تأمر به، فهو أخلاق باعتبارها سلطة تخضع لها لأنها سلطة لا لأي سبب آخر. أما الخير فأخلاق باعتبارها شيئًا مرغوبًا فيه يستميل الرغبة نحو خدمتها ويثير حنينا تلقائيا. وعلى ذلك فإنه يسهل أن نري أن الواجب هو المجتمع ما دام يضع القواعد ويضع لطبيعتنا حدودًا، أما الخير فهو المجتمع أيضًا بمعنى أنه حقيقة أغنى من حقيقتنا, وبمعنى أنه واحد لا يمكن أن نتعلق به دون أن ينتج ازدياد في كياننا” (ص 110). فهذان العنصران من عناصر الأخلاق هما إذن مجرد “ناحيتين مختلفتين لحقيقة واحدة” (ص 112). وإذا كان حقا أن مجتماعاتنا تعنى بتأكيد الخير فوق عنايتها بالواجب، وأننا قد اخذنا نفقد الإحساس بالنظام الاجتماعي (ص 116) فإن مهمة التربية إذن بصفة عاجلة أن تحافظ على وحدة شعورنا الأخلاقي وذلك عن طريق التوفيق بين الخير والواجب مرة أخرى.
أما العنصر الثالث من عناصر الأخلاق فهو ذاتية الإرادة. ففرض أي شيء مهما كان نوعه على الضمير نفسه يخالف الأخلاق المعقولة”, فهى قاعدة أخلاقية وليست منطقا فقط حتى إن عقلنا يجب أن يعتبر صحيحًا ما اعتبره تلقائيًا كذلك” (ص 123). ولكن حل كانت الذى اعتبر الذاتية إرادة معقولة قد خفض من الالتزام إلى درجة أن اعتبره “صفة عرضية لقانون أخلاقي” (ص 125). على العكس من ذلك, نجد أن من الضروري أن نسوغ الذاتية دون الحط من قيمة قاعدة الالتزام والسلطة؛ “فقد أوضح كانت أكثر من أي شخص آخر أن هناك شيئا في الوجدان يملؤه القانون الأخلاقي حتى في حالة قيام علة في منتهى الرقي. وعلى هذا يمكن أن يقوم لدينا وجدان ديني نحو كائن ما حقيقي أو مثالى يبدو لنا أسمى من الملكة التى نراه فيها. فالواقع أن الالتزام هو عنصر أساسي في الفروض الأخلاقية” (ص 126). ويدعي دوركايم أنه قد وجد هذا التوفيق بين الذاتية والسلطة الاجتماعية في مقارنة قام بها على العلوم الطبيعية. ذلك أنه عن طريق دراسة قوانين الطبيعة، “ففي النظام الأخلاقي هناك مكان للذاتية نفسها وليس هناك مكان لشيء آخر. فكما أن الأخلاق تشرح طبيعة المجتمع، وكما أن المجتمع لا يمكن أن يعرف بطريق مباشر أكثر مما يمكن معرفته عن الطبيعة الفيزيقية، فكذلك عقل الفرد لا يمكن أن يشرع لعالم الأخلاق أكثر مما يشرع للعالم المادي ولكن هذا النظام الذي لم يخلقه الفرد كفرد ولم يقصد إليه بإرادته، قد يصبح كذلك عن طريق العلم” (ص 133). وباختصار, فإن الذاتية تقوم على فهم أسباب وعلل القوانين التى يفرضها المجتمع علينا والتي لا نستطيع أن نختار منها بل علينا أن نتقبلها.
بعد هذا التحليل نجد أن دوركايم يسأل كيف يمكن أن نلقن الطفل عناصر الأخلاق. إن قاعدة دوركايم تصبح مرنة حين يبحث في المسائل التربوية مرونة إلى درجة أكبر مما يظن الإنسان أن النظرية الاجتماعية يمكن أن تصل إليها “فالطفل من جهة لا يمكن أن تقوم عنده العناصر الأخلاقية من تلقاء نفسه ولا بد من أن “نتحرى عن طبيعتها”. ولكن من جهة أخرى نجد أن العمل التربوي بعمل فوق صحيفة بيضاء فللطفل طبيعته الخاصة. ونظرًا لأن هذه الطبيعة هي التي يجب أن نتحرى عنها فإنه يجب إن أردنا أن نقوم فيها بعمل ذي تأثير أن نبدأ فنعرفها” (ص 147).
كانت هذه التعليمات التمهيدية هي التي دعتنا إلى أن نخضع آراء دوركايم لبحث نقدى. ومن سوء الحظ أن دوركايم تحت تأثير “فكرة سابقة” لها قيمتها عنده – وخصوصًا أنها فكرة مرتبة – يري أن الأطفال لا يعرفون أي مجتمع آخر سوى مجتمع الراشد، أو المجتمعات التى انشأها الراشدون (المدارس)، ولذلك نجده يهمل تمامًا جماعات الأطفال التي نشأت تلقائيًا كما يهما الحقائق المتصلة بالاحترام المتبادل. وقد ترتب على ذلك أن التربية عند دوركايم – ولو أنها مرنة من حيث القاعدة – إلا أنها تؤدي بكل بساطة إلى الدفاع عن الطرق القائمة على السلطة، وذلك نظرًا لأنها قاصرة المعلومات بالنسبة لموضوع علم الاجتماع عند الأطفال.
فالسؤال الأول : كيف تكون روح النظام عند الأطفال؟ ينبغي أن نلاحظ منذ البداية “أن الحالات الفعلية التي يجب أن تكونها التربية عند الطفل هي فعلاً حاضرة ولكنها تقوم في شكل إجمالي فقط يجعلها بعيدة كل البعد عن الشكل الذي يتجه نحوه “وهذا بنوع خاص حقيقي بالنسبة لروح النظام” فقط نقول إنه لا يقوم أي عنصر من العناصر المكونة له في عقل الطفل بالكلية” (ص 148). ولعل أحد هذه العناصر هو “تذوق الحياة المنتظمة”. فالطفل سابح في خيالاته وغير مستقر”. الصفة البارزة في حب الاستطلاع عند الأطفال هي عدم الثبات وسرعة الزوال” (ص 149). أما روح النظام فمعناه الاعتدال والضبط الذاتى. فالطفل لا يعرف حدودًا لرغباته ولا ضوابط لميوله العاطفية أو الغريزية. ولكن رغم ذلك هناك صفتان داخلتان في تركيب عقل الطفل وهما يستجيبان لمؤثراتنا ألا وهما: حالة قبول التقاليد عند الأطفال, واستعداد الأطفال للإيحاء، وخصوصًا للإيحاء الإلزامي (ص 153). وفي هذه النقطة نجد أن دوركايم قد وضع ملاحظة نافذة فذكر أنه بالرغم من عدم استقرار الطفل فهو “محب للروتين” (ص 153). فالقواعد المرتبطة بالأكل, والنوم, إلى آخره, توضح لنا السلطة التي تتحكم بها العادة في طبيعته. “وهكذا نجد أن الطفل غير مستقر وهو في الوقت نفسه يكره الجديد” (ص 154). والطفل شبيه الرجل البدائي فى أنه يتمسك بالتقاليد (ص 155). وفي الوقت نفسه فإن كل إنسان قد لاحظ قابليته للاستهواء كما لاحظ النفوذ الهائل للمثل التى يأخذها من المحيطين به عن طبيعته.
هذه هي ظواهر علم نفس الأطفال التى قضت على قيمة كل تلك “المناقشات المعادة حول ما إذا كان الطفل يولد أخلاقيًا أو غير أخلاقي، وعما إذا كانت توجد فى داخله عناصر إيجابية للأخلاق أو لغير الأخلاق . فهذه المشكلة بوضعها على هذا النحو لا يمكن أن يكون لها حل محدود . فالعمل الأخلاقي معناه الامتثال للقواعد الاخلاقية ولكن قواعد الأخلاق شيء خارجي بالنسبة لضمير الطفل، فهى تصاغ بعيدة عنه وهو لا يتصل بها إلا في لحظة معينة من حياته” (ص 167). وهذه اللحظة المعينة التي تتكون فيها روح النظام تأتي حين يذهب الولد إلى المدرسة، أما في الأسرة فإن حب الغير والشعور بالاتحاد يكونان أقوى من الواجب، أما في المدرسة, على العكس من ذلك, فلابد من وجود قواعد. وهذه القواعد يجب أن توضع لذاتها وهي تكون “آلة للتربية الأخلاقية يصعب أن يحل أي شيء آخر محلها” (ص 171). لذلك فإن عمل المدرس هو فرض هذه القواعد ما دام المدرس هو الذى أعلن القواعد للطفل فإن كل شيء يقوم عنده. فالقواعد لا سلطان لها غير الذى يفرضه هو على الأطفال، أي غير الرأي الذي يوحي به إلى الأطفال” (ص 176) “فالمدرسة يجب أن تكون هي قسيس المجتمع”, فكما أن القسيس هو الذي يفسر تعاليم الله فكذلك المدرس هو الذي يفسر الآراء الأخلاقية الكبيرة في عصره وفي مملكته” (ص 177). من جهة أخرى لابد أن ترد سلطة المدرس مكان سلطة القاعدة, فالقاعدة لا تصبح قاعدة إذا لم تكن لا شخصية وإذا لم تعرض كذلك على عقول الناس. عارض دوركايم, إذن, نوع التربية القائم على اهتمامات الأطفال وتحرير القدرة الابتكارية عن طريق “مدارس النشاط” بجميع أشكالها فقد اجاب على مونتين Montaigne بعبارته الكلاسيكية “الحياة ليست لعبًا كلها فعلى الطفل أن يعد نفسه للألم وبذل الجهد، إذ لو تركناه يظن أن كل شيء لعبًا لقضينا عليه قضاءً مبرما” (ص 183) ولهذا يجب ألا نكتفى بوضع نظام ثابت في المدارس بل وأن نفرض جزاءات مدرسية لتثبيت هذا النظام.
#كمال_شاهين