الحكم الاخلاقي لدى الطفل 17
تابع مركز #تطوير_الفقه_الاسلامي
https://www.facebook.com/Islamijurisprudence
الحكم الأخلاقي لدى الطفل – 37
- العدل الحلولي :
هناك مشكلة مرتبطة بالعقاب وهي مشكلة سوف نتناولها يالدراسة قبل أن ننتقل إلى دراسة العدل الموزع وهي مشكلة العدل الحلولي. فلو صحت نظريتنا فإنه كلما كان الأطفال صغارًا (بالطبع نحن لا نعمل حسابًا للسنتين الأوليين) كلما قويت عقيدتهم في سلامة العقوبة التكفيرية وعموميتها. وهذه العقيدة تذهب قبل أن تحل محلها أي قيمة أخرى بمجرد أن تسود أخلاقيات التعاون علي القسر. فالطفل في سني حياته الأولى يجب أن يؤكد قيام عقوبات تلقائية تأتي من الأشياء نفسها ولكنه بعد ذلك قد يترك العقيدة تحت تأثير الظروف التي تؤثر في نموه الأخلاقي، وهذا ما سنحاول توضيحه الآن. ذكرنا للاطفال ثلاث قصص متصلة بهذا وهي :
القصة1: يحكى أن ثلاثة أطفال كانوا يسرقون تفاحًا من حديقة, وبغتة جاء أحد رجال الشرطة فولوا الأدبار وقد ألقي القبض على واحد منهم, أما الآخر فعاد إلى بيته بعد أن تجول في طريق طويل فعبر النهر على قنطرة آيلة للسقوط فسقط في المياه. والآن ما رأيك؟ هل لو لم يسرق التفاح وعبر النهر على هذه القنطرة المكسورة لم يكن ليسقط كذلك في النهر؟
القصة2: في فصل لأطفال صغار السن حرمت عليهم المدرسة أن يبروا أقلامهم بأنفسهم. وقد حدث ذات مرة أن المدرسة كانت قد أدارت ظهرها لهم فأخرج ولد صغير المبراة وأخذ في بري قلمه ولكنه قطع أصبعه فهل لو سمحت له المدرسة ببري قلمه كان يقطع إصبعه كذلك؟
القصة3: كان هناك ولد صغير عصي أمه وأخذ المقص ذات يوم مع أن أمه كانت قد نبهت عليه ألا يفعل ذلك, ولكنه أعاده في نفس المكان قبل أن تعود أمه فلم تلاحظ حدوث أي شيء قط. وفي اليوم التالي ذهب يتنزه وعبر مجرى مائيًا على قنطرة صغيرة ولكن إحدى لوحاته الخشبية كانت مكسورة فانزلقت قدمه وسقط. فلماذا سقط في الماء؟ (وهل لو أنه لم يعصَ أمه كان يسقط كذلك؟)
وقد ألقت الآنسة رمبرت Mlle Rambert السؤالين الأولين على 167 من أطفال جينف وفودوا جورا Vudois Jura(وهؤلاء هم الأطفال أنفسهم الذين سنعنى بهم في بقية البحث في موضوع العقوبة الموزعة وهؤلاء الأشخاص لم يسبق أن استجوبناهم عن العقوبات أو المسؤولية الانتقالية). وقد وضعنا نحن السؤال الثالث وغيره من الأسئلة المشابهة لأطفال من نيوشاتل، أما بالنسبة للسؤالين الأولين فقد استطاعت الآنسة رامبرت أن تحصل على إحصائيات تدل دلالة واضحة على تأثير العمر العقلى للطفل. فإذا تركنا الإجابات غير المتأكد منها وهى حوالى 5/1 المجموعة فإن الإجابات التي تؤكد وجود العدل الحلولي – وهي الإجابات التي يري فيها الشخص أنه لو أن الطفل لم يسرق أو لم يعصَ ما سقط في الماء ولا جرح نفسه. هذه الإجابات نسبتها المئوية كما يلي :
س6 س7-8 سن 9-10 سن 11-12
86% 73% 54% 34%
بالإضافة إلى ذلك يمكن أن نلاحظ أنه في فصول المتأخرين من الأطفال 13-14, فإن نسبة الإجابة من هذا النوع وصلت إلى 57% مما يدل مرة أخرى على أن هذه الإجابات تتناسب تناسبًا عكسيًا مع العمر العقلى. وهاك بعض الأمثلة التي تدل على وجود اعتقاد في العدل الحلولي في الأشياء.
ديب Dep (6) القصة 1: – ما رأيك في هذه القصة؟ – لقد لقي جزاءه، فما كان يجب أن يسرق. – لو لم يسرق التفاح هل كان يسقط في الماء؟ – لا.
شر Chr القصة 3: – لمَ سقط؟ – لقد أسقطه الله لأنه أمسك بالمقص. – وإذا لم يكن قد فعل ما هو خطأ؟ – ما سقط اللوح. – لماذا؟ – لأنه لم يمس (ما كان يجب أن يمس) المقص.
سا Sa (6) القصة 1: – ما رأيك في هذا؟ – الذي ألقي القبض عليه أرسل إلى السجن أما الآخر فقد غرق. – وهل هذا عدل؟ – نعم. – لماذا؟ – لأنه كان عاصيًا. – لو أنه لم يكن عاصيًا فهل كان يسقط في الماء؟ – لا لأنه (ما كان يجب) لم يقص.
جان Jean (6) القصة: – لقد جرح نفسه لأنه كان ممنوعًا أن يستخدم المبراة. – ولو أن ذلك لم يكن ممنوعًا فهل كان يجرح نفسه كذلك؟ – لا، لأن المدرسة كانت تسمح به.
جرا Gra (6) في الإجابات على القصة 1 – ماذا حدث؟ – لقد تكسرت القنطرة. – لماذا؟ – لأنه أكل التفاح. – ولو أنه لم يأكل التفاح فهل كان سيسقط في الماء؟ – لا. – لماذا؟ – لأن القنطرة لم تكن لتنكسر.
بيل Pail(7) القصة 1 – ما رأيك في هذا؟ – إنه عدل فقد لقي جزاءه. – لماذا؟ – لأنه ما كان يجب أن يسرق. – ولو أنه لم يسرق فهل كان سيسقط في الماء؟ – لا. – لماذا؟ – لأنه ما كان ينبغي أن يفعل خطئًا. – ولماذا سقط؟ – لعقابه.
كا Sca(7) – ما رأيك في هذا؟ – إنى أعرف أنه لو فعلنا شيئًا فإن الله يعاقبنا. – من قال ذلك؟ – ولكني لا أعرف إن كان ذلك صحيحا.
القصة 2 : – لقد نال جزاءه فيحب أن يطيع المدرسة. – ولو كانت المدرسة قد سمحت بذلك فهل كان يجرح نفسه أثناء بري القلم؟ – لا, لم يكن ليقطع نفسه أثناء بري القلم. لم يكن ليقطع نفسه لو أن المدرسة قد سمحت له بذلك.
بو Boe (8) القصة 3: – ما رأيك؟ – إنه قد لقي جزاءه، فما كان ينبغي أن يعصى ولو أن ……. إلخ – لا ما كان يسقط لأنه لم يفعل شيئًا.
بريس Pres (9) القصة 1 : – ما رأيك؟ – لقد عوقب كالآخر تمامًا وربما أكثر. – ولو أنه لم يسرق التفاح فهل كان يسقط في الماء أثناء عبوره النهر؟ – لا لأنه لم تكن هناك حاجة إلى عقابه.
تيه The (10)القصة 1 : – لقد عوقب. فما كان ينبغي لأحدهما أن يسرق. فلو أنه لم يسقط في الماء لألقي القبض عليه. – ولو أنه لم يقبض عليه؟ – لسقط في الماء وإلا فإنه يستمر في السرقة.
ديس Dis القصة 1: – لقد عوقب أيضًا. – وهل هذا عدل؟ – نعم. – ولو أنه لم يسرق التفاح فهل كان يسقط فى الماء؟ – لا لأنه في هذه الحالة ما كان ينبغي أن يعاقب.
وننتقل الآن إلى بعض الأمثلة لأطفال لم يعودوا يعتقدون في العدل الحلولي على الأقل بالنسبة للقصص التي ألقيناها عليهم ولكن هذا لا يمنع هذا الاعتقاد من أن يرتبط بأشياء أخرى عن طريق الإزاحة والروحانية التدريجية.
جروس Gros (9) القصة 3 : – لم سقط؟ – لأن اللوح قد تآكل. – هل كان ذلك راجعًا إلى عصيانه؟ – لا. – ولو لم يعص هل كان يسقط؟ – نعم كان يسقط بنفس الطريقة, فاللوح قد تآكل.
فلو Flue القصة 1: – لو لم يسرق فهل كان يسقط أيضًا؟ (ضحك) فالقنطرةليس من المفروض أن تعرف أنه قد سرق التفاح.
بار Bar(13) – ربما كان ذلك مجرد مصادفة. ولكنه يستحق العقوبة.
فرانFarne(13) القصة1 : – لو لم يسرق التفاح فهل كان يسقط في الماء؟ – نعم. إذا كانت القنطرة ستسقط فإنها ستسقط ما دامت في حالة سيئة. ولكنا وجدنا بين مجموعتي الحالات الواضحة سلسلة متوسط من الأمثلة وهي في غاية الأهمية من ناحية منطق الطفل وظاهرتها الأساسية تقوم على القول بأن الحادثة المذكورة في قصصنا هي بالتأكيد عقوبة ولكنها كانت ستحدث على أية حال حتى ولو لم يحدث ذنب سابق.
شيما Schma (6.5) القصة 3: – لمَ سقط في الماء؟ – لأنه كذب. – ولو أنه لم يفعل ذلك فهل كان يسقط؟ – نعم لأن القنطرة كانت قديمة. – إذن لماذا سقط؟ – لأنه عصي أمه. – فهل كان يسقط كذلك؟ – نعم فالقنطرة كانت قديمة. – إذن, لماذا سقط الولد الذي لم يعص أمه؟ – ليس بسبب ذلك. – لماذا ……..
ميرم Merm (9) القصة 2: – ما رأيك في هذا؟ – لقد نال الولد الذي سقط في الماء جزاءه. – لماذا؟ – لقد كان هذا عقابًا له. – ولو أنه لم يسرق التفاح فهل كان يسقط؟ – نعم لأن القنطرة لم تكن متينة. ولكن حينئذ لا يكون هناك عدل إذ أنه لم يرتكب أي خطأ.
فات Vat(10) : – لقد عوقب جزاءً لسوء عمله – ولو أن …….. إلخ ” ربما كان يسقط.
كامب Camp (11) القصة1: – لو أنه لم يسرق فهل كان يسقط؟ – ربما كان يسقط إذا كانت القنطرة مكسورة وربما كان ذلك عقابًا من الله.
من الواضج أن صغار الاطفال لا يشعرون بالتناقض؛ فحالة شيما نموذجية لطفل دون السابعة، فمن المتفق عليه أن الطفل يسقط في الماء لأنه عصي ولكنه قد يسقط حتى إذا لم يعصِ. أما الكبار من الاطفال فعلى العكس من ذلك يدركون الصعوبة إدراكًا كافيًا ولكنهم يحاولون التوفيق بين موضوعي العدل الحلولي والمصادفة. وقبل أن نتناول الموضوع مرة ثانية من وجهة نظر علم النفس الأخلاقي فإنه يستحسن أن نتساءل عما إذا كان يحاول أن يصور ميكانيكية العدل الحلولي في أشياء يعتقد فيها، وكيف يتم له ذلك, فهل يقيم رابطة بين الجريمة وبين العقوبة الطبيعية أم هو يحاول إيجاد وصلات متوسطة في شكل معجزة مثلاً أو نوع من العلية الاصطناعية.
وقد سبق أن استخدمنا فى بعض الأحيان هذا السؤال نفسه. أما عن الأشخاص الذين أجابوا “إن الله قد فعل ذلك” فقد طرحناها جانبًا، فمن المؤكد أن هذه العبارة محفوظة فبعض الآباء ينتهزون فرصة حدوث أي حادث صغير يصيب الطفلليربطوا بينه وبين عصيانه ويؤكدون له قولهم “انظر, لقد عاقبك الله” إلى آخره، ولكنا تركنا هذا التدخل من ناحية الراشد جانبًا فإنا لا نظن أن السؤال “كيف” يمكن أن يواجه الطفل مواجهة واقعية – وأيًا كانت الحالة التي بدأ عليها الاعتقاد في العدل الحلولي يضع بذوره فإنه من الطبيعي أن يري الطفل أن الخطأ لابد أن يجلب وراءه العقاب بطريقة آلية ذلك أن الطبيعة في نظر الطفل ليست مجموعة من قوى عمياء تنظمها قوانين ميكانيكية تعمل على أساس قاعدة المصادفة ولكنها كل منسجم يخضع لقوانين أخلاقية وطبيعية وهي فوق ذلك مختلطة تمامًا حتى في تفاصيلها بنهائية بشرية ومركزية فى الوقت نفسه. فمن الطبيعي أن يبدو لصغار الاطفال أن الليل لابد أن يأتي حتى يسلمنا للنوم وأن عملية الذهاب إلى الفراش كافية لتحريك هذه السحب المظلمة العظيمة التي تجلب الظلام. كما يبدو طبيعيًا عندهم أن حركاتهم يجب أن تتطلب حركات الأجسام السماوية (فالقمر يتابعنا ليحرسنا). باختصار, فالحياة والغرض موجودان في كل شيء فلمَ إذن لا تكون الأشياء مشاركة للكبار في التأكيد بأن العقوبة قد وضعت على المجرم في الوقت الذي تمكن فيه من الإفلات من الوقوع تحت نظر الكبار ؟ وأي صعوبة إذن فيسقوط قنطرة تحت أقدام لص ما دام كل ما في الطبيعة يتآمر على حماية هذا الأمر سواء أكان اخلاقيًا أم طبيعيًا؟ هذا الأمر الصادر عن الكبار وهم العلة في قيامه.
وهذه العقلية تأخذ في الاختفاء بالتدريج عند الكبار من الأطفال من حوالي الثامنة كما أن الاعتقاد في العدل الحلولي في الأشياء يتقلص أيضًا, فالعمليتان بلا شك مرتبطتان.
أما عند الأطفال الذين يحتفظون بهذه العقيدة فهى أندر منا عند الصغار ولذلك فإنا لانميل إلى بحث طريقة القضاء عليها فكل الذي يحدث هنا هو شيء يشبه استخدام الراشد للنهائية؛ فالرجل نصف المتعلم قد يرفض التفسير الديني للكون على اعتبار أنه يناقض العلم، ولكنه مع ذلك لا يجد صعوبة في قبول فكرة أن الشمس موجودة في تمامًا في الكون تمدنا بالضوء. وهكذا نجد أن النهائية ولو أنها في بادئ الأمر مرتبطة بالاصطناعية قليلاً أو كثيرًا غير أنه يأتي عليها الوقت الذي تحيا فيه وحدها كما يحدث لأي رأي عادي. وهي التي يترتب عليها قيام خداع في الوضوح. فكرة العدل الحلولي في الأشياء لا يمكن أن تظهر في عقل طفل الثانية عشرة دون مساعدة ولكنها قد تقوم قلا مثل هذا العقل كما تقوم في عقول كثير من الراشدين دون أن تؤدي إلى خلق مشاكل أو إثارة صعوبات.
ولذلك لم نلاحظ أي تفكير تلقائي خاص بالأسباب الآلية للعدل الحلولي؛ فمثل هذه المشغولية تظهر فقط عند أولئك الذين لم يعودوا يعتقدون أن العالم الطبيعي يقوم بوظيفته على النحو الذي يقوم به رجل الشرطة. وهكذا نجد أن فلوا Flu (12) قد ذكر لنا مازحًا أن القنطرة غير مفروض أنها تعرف إذا كان الولد قد سرق التفاح. أما صغار الأطفال فلم يسألوا أنفسهم ما إذا كانت القنطرة “تعرف” ماذا حدث بل إنهم تصرفوا كما لو أنالقنطرة كانت تعرف فعلاً أو لو أن “المانا” التي ترشد الأشياء جميعًا قد حلت محل القنطرة في المعرفة, ولكنهم لم يضعوا نظرية لهذه العقيدة. وبنفس الطريقة يمكن أن نسأل أنفسنا بماذا كانوا يجيبون إذا أجبروا علي وضع عبارة أكثر دقة. والطفل هنا كلمة في حالة بحثنا عن الاصطناعية والإيحائية عند الطفل لا يتمهل لكي يخترع خرافة من الخرافات التي لا قيمة لها طبعًا كعقيدة ولكنها علامة على وجود صلة مباشرة ولا يمكن توضيحها وقد وضعها لنفسه.
سي Se (6.5) : – ماذا كان يمكن أن يحدث لو أنه لم يجمع التفاح؟وهل تعرف القنطرة ما فعله الولد ؟ – لا. – إذن لماذا انكسرت ؟ – ربما كان الرعد هو الذي أدى إلى كسرها. – وهل يعرف الرعد ؟ – ربما رآه الله وعاقبه إذ سقط عليه الرعد فكسر القنطرة وسقط في الماء.
كوس Cus (6) : – وهل تعرف القنطرة أنه سرق ؟ – لا, ولكنه رآه.
إير Eur (6): – لا بد أن القنطرة عرفت ما دامت قد انكسرت وبذلك عوقب.
وفي القصة 2: – هل تعرف المبراة ؟ – نعم, لقد سمعت ما قاله المدرس فقد كانت موضوعة فوق الدرج وقالت : “ما دام الطفل سيقوم بعملية البري فسيجرح نفسه”.
آر Ar (6) : – وهل تعرف القنطرة ؟ – نعم. – وكيف عرفت ؟ – لقد شاهدت.
جيو Geo (10 ، 7) – لو أنه لم يسرق التفاح فهل كان يسقط فى الماء ؟ – لا، لقد كان هذا عقابًا له لأنه سرق التفاح. – وهل تعرف القنطرة ؟ – لا, لكنها انكسرت بسبب الرياح والرياح تعرف.
وهذه الإجابات يجب ألا نعتبرها طبعًا مرتبطة بعقيدة فيما عدا الأخيرة وحدها فقد نستطيع القول بأنها تتضمن عنصرًا من العقيدة التلقائية، فقد مرت بنا مناسبات شاهدنا منها دور الذكاء الذي يبدو أن الطفل ينسبه إلى الريح.
أما معظم هذه الإجابات إذن فتدل بكل بساطة على أن الطفل يعتبر الارتباط بين الخطأ الذيارتكب وبين الظاهرة الطبيعية التي قامت بدور العقوبة هو ارتباط طبيعي، وإذا أجبر الطفل على أن يجعل هذا الارتباط واضحًا فإنه يخترع قصة : أحياناً اصطناعية وأحيانًا إحيائية. ولكن هذه الطريقة من الإجابات لا تدل على شيء أكثر من أن الطبيعة في نظر الطفل هى شريكة للراشد في الذنب أيًا كانت الطرق التي تستخدمها في هذه العملية.
ومع ذلك فإن الإجابات المتوسطة التي أتينا بها قبلاً تثير مشكلة؛ فبعض الأطفال يرون أن القنطرة قد سقطت كعقوبة وإن كانت ستسقط حتى إذا لم يسرق الطفل التفاح. ولكن هذا يمكن تفسيره بكل بساطة إذا تذكرنا أن شكلاً من أشكال العملية كان قد ارتبط به العقل في فترة من الفترات (مثل الفترة السابقة للعملية الطبيعية والأخلاقية عند الأطفال بين 2-7) لا يمكن أن تختفى مرة واحدة ولكنها تقوم جنبًا إلى جنب مع أنواع التفسير المتأخرة. وهذه المتناقضات مألوفة عند الراشد وهو يجد لها تبريرات لفظية إذ يتوقع ظهورها كثيرًا عند الأطفال. ولننتقل الآن إلى النقطة الرئيسية فنسأل عن وجهة نظر علم النفس الاخلاقي في الحقائق التي سجلناها.
#كمال_شاهين
#تطويرالفقهالاسلامي