مفتاحنا للقرآن

تصحيح أخطائنا التراثية

مفتاحنا للقرآن

QURAN.jpg

 

ونقول مفتاحنا معترفين بأننا نتحدث عن علاقاتنا مع القرآن ولا يمكننا الحديث عن القرآن نفسه وعن مفاتيحه فتلك خاصة بالله تعالى. نحن نريد أن نعرف القرآن بقدر ما هو متاح لنا ونريد أيضا ألا نغفل عما هو فعلا متاح لنا. فالإنسان الذي يتجاوز حدوده فهو ظالم وخاسر كما أن الإنسان الذي لا يقترب من حدوده فهو أيضا إنسان خاسر. نقترب من حدود فهمنا ونقف ولا نتجاوزها ولكننا ضمن تلك الحدود نبحث عن فهم أدق وتعمق أكبر في ما نسمعه وفي ما نعقله. وإذا استعملنا مفاتيحنا فسوف نرى أمامنا آفاقا كبيرة من العلم والمعرفة.

أولا : مفتاح التدبر.

والقرآن لا يحتاج إلى أمثالي لنعين له مفاتيح فهو قد أقر بمفتاح التدبير وسيلة أولى لفهمه. قال تعالى في سورة ص:كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (29). وقال تعالى في سورة محمد: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24). وتحدث القرآن عن التطور البشري وأن القرآن هو نفس الكتب السابقة أو الكتابين السابقين ولكنه يراعي التطور الإنساني. قال تعالى في سورة المؤمنون: أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ الأوَّلِينَ (68). وأعقبها سبحانه بهذه الآية ليقول لنا بأن القرآن مناسب لنا: وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ (71). الذكر المناسب لهم ولتطورهم.

ووضح سبحانه في سورة الأنبياء بأنه تعالى يراعي التطور الفكري مع الجميع فيوحي إليهم ذكرهم وما يناسبهم. قال تعالى في السورة الكريمة: وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ (48) الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَهُم مِّنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ (49) وَهَذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ (50) وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ (51). فآتى الله إبراهيم رشده وآتى موسى وهارون ومؤمني زمانهما ذكرهم كما آتى المسلمين ذكرا موسعا يتناسب مع تطورنا الفكري المتفوق عليهم ولذلك جعل الله هذا الكتاب مباركا. جعله مباركا بالاستدلالات العلمية لنستغني بها عن الأنبياء والرسل بظني القاصر.

 

ثانيا : والمفتاح الثاني حسن استعمال القوة الفكرية.

نتعرف على القرآن بأن نحسن استعمال قدراتنا الفكرية النفسية. قال تعالى في سورة الأنعام: ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِيَ أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (154) وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155). فكان ممكنا للذين أنزل عليهم التوراة (عشرين قرنا قبل القرآن كما أحتمل) أن يعرفوا كل التوراة لو أحسنوا استعمال القدرات الفكرية لديهم. وهذا الكتاب مبارك متفوق على التوراة فعلينا بأن نتبعه سواء كان الرسول موجودا أو غائبا لعل الله تعالى أن يرحمنا بهداه، والهدى من أجلى مظاهر الرحمة. ونلاحظ بأنه تعالى ذكر موسى مع التوراة ولم يذكر نبينا مع القرآن لعدم حاجة البشر إلى الأنبياء مع القرآن كما أظن.

وقال تعالى مخاطبا نبينا في سورة الأعراف: كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ (3). الكتاب منزل على نبينا وهو ذكرى للمؤمنين جميعا هم ونبيهم. ولذلك خاطب  الله تعالى المؤمنين مباشرة بعد تلك الآية ومنع المؤمنين من اتباع غير القرآن الكريم. لم يأمر سبحانه المؤمنين بأن يتبعوا أحاديث النبي كما ظن الكثيرون بل قال اتبعوا القرآن ولا تتبعوا غيره.

 

ثالثا : والمفتاح الثالث هو التعمق في القرآن فلا تكفي النظرة السطحية.

القرآن كتاب عميق يتناول أصول الحقائق ولذلك لا يعلم تأويله إلا الله. والتأويل يعني العودة إلى أوله ومن يدري ما أراده الله تعالى غير نفسه؟ النظرة العميقة ضرورية جدا لنفهم القرآن على ضوء المستجدات العلمية التي يرعاها الله تعالى بالنسبة لنا. سأعطي أمثلة لعل مقصودي يتضح ويتبين:

  1. قال تعالى في سورة القصص: وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77). فلو ننظر إلى المقطع القائل: وأحسن كما أحسن الله إليك؛ فنظن بأن الله تعالى أحسن إلينا فهو ينتظر منا أن نحسن لعبيده فنسعى لأن نشرك الفقراء والمحتاجين معنا في أموالنا. هذا تفسير بديع وجميل ولكن ليس عميقا. علينا أن نعرف وجه الشبه بين ما أحسن الله إلينا وبين ما نحسن إلى الآخرين. لو تجاوزنا المراحل السطحية للفكر سنعلم بأن علينا ألا ننظر إلى ما فكر فيه غيرنا بل علينا أن نفكر بأنفسنا. وحينما نريد أن نفكر فإننا نجمع ما يمكننا جمعه من أنواع الإحسان الرباني ونسعى لتطبيق ما ذكره الله تعالى من أعمال أنبيائه وبقية الصالحين في عملهم بأمر ربهم.

نرى بأن الله تعالى لم يحسن إلى كل الناس بكل ما يحتاجون إليه كما أنه تعالى لم يعط الناس كل ما يملكه. وفوق ذلك نرى بأنه تعالى يُحسن بصورة محدودة وليست مفتوحة. بمعنى أنك تدعوه بكل إخلاص فلا يعطيك كل ما دعوت عادة بل يعطيك مما دعوت إليه. قال تعالى في سورة إبراهيم:وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34). لماذا يعطي الله تعالى السائل من كل ما سأله ولا يعطيه كل ما سأله؟ قد يكون السبب هو أن حاجات الناس متضاربة مع بعضها ولا يمكن أن يعطي كل الناس كل ما سألوه. هذا صحيح ولكننا نراه سبحانه أحيانا يعطي قليلا مما ندعوه مع عدم وجود مانع أو تضارب.

وبعد تفكر عميق نعرف بأن ربنا لا يريد أن يربي عبيده على الكسل والخمول. إنه يعطيهم ما يكفيهم ليكون رأسمال لهم سواء علما أو صحة أو مالا أو قدرات بدنية وغير بدنية. فهو يريد منك أن تتحرك وتكسب ثم يبارك لك بعد ذلك. وهذا ما يفسر المقطع الذي بعده احتمالا: وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها. إذن علينا ألا نربي مجتمعنا على التسول والتكاسل. من الأفضل أن نسعى لدرء الفقر عن أمتنا عن طريق إيجاد الأعمال المناسبة لهم وليس عن طريق فتح أبواب الأكل المجاني والنوم المجاني للفقراء منا. هكذا أحسن الله إلينا وهكذا نحسن إلى غيرنا.

  1. قال تعالى في سورة آل عمران على لسان المسيح عليه السلام: وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِىءُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (49). قال المفسرون بأن الرسول كان يقول للناس الذين يزورونه مدخراتهم من الحبوب وبقية الأطعمة في بيوتهم دليلا على رسالته. كلام جميل ولكن دعنا نفكر. الرسول يريد أن يرضي الناس ليستمعوا إليه وينجذبوا نحوه حتى يهديهم إلى صراط الله تعالى فهل هذا العمل يجذبهم أم يطردهم؟ ما فائدة كشف أسرار الناس والبوح بما في بيوتهم لرسول جاء ليبلغ رسالة السماء؟ هذا ما ينفر الناس. فالمعنى الحقيقي غير هذا. نحتاج إلى التعمق والبحث.

نعود إلى الكشفيات الحديثة مثلا لنرى بأن هناك نوعان من السماد الطبيعي بين الناس. النوع الأول هو السماد العضوي المعروف من روث الحيوانات وتاريخه قديم جدا. والنوع الثاني هو السماد الخليط من بقايا الطعام وأوراق الشجر حيث يحتفظون بها في مكان في البساتين لعدة سنوات فتتحول إلى سماد طيب للزراعة. تاريخ النوع الثاني يعود إلى ألفي سنة كما يقول علماء الزراعة. ذلك تاريخ تواجد المسيح. فالمسيح يقول للناس بأنه يعلمهم كيف يستفيدون من بقايا طعامهم التي لا يمكنهم أكلها ليستفيدوا منها في بيوتهم. والنبأ لا يعني الخبر العادي بل يعني الخبر الهام أو الخبر العلمي العظيم. ولذلك يسمى النبي نبيا. ولكن أن تقول للناس ما يوجد في بيوتهم من طعام ليس نبأ ولا حدثا كبيرا. يمكن أن يكون للشخص جواسيس يبلغونه بما في بيوت الناس فيستغله ذلك الشخص ليقول لهم بأنه يعلم الغيب. فالمسيح فتح بابا علميا لتحسين الزراعة عن طريق استخدام بقايا الطعام للتسميد.

  1. لننتقل إلى السماد العضوي. قال تعالى في سورة الأنبياء: وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلاَّ آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ (79). قالوا بأن شخصا أو جماعة اشتكوا عند داود وسليمان ضد صاحب بستان بأنه لم يمسك غنمه فيتحرك الأغنام تجاه بستان جاره ويوسخون الزرع. لم يتمكن داود العالم الكبير من الفصل بينهم فتولى سليمان تلك القضية العظمى ليقضي بينهم!

أنا لا أدري ما هي أهمية تلك القضية التي يذكرها الله تعالى في القرآن الكريم والتي أخذت وقت وعلم رسولين من رسل السماء؟ وحينما شرحت الموضوع انبرى أخي قصي الموسوي فقال فعلا لو أن الحكاية كانت كما قاله المفسرون لقام الفلاحون بالإصلاح ولم يكن ضروريا أن يراجعوا رسل الله تعالى. فما هي الحكاية بظني القاصر؟ حينما نفكر في الزراعة نرى بأن البشرية لم تعرف شيئا عن السماد لأن معرفة آثار السماد العضوي علم لا يمكن الوصول إليه إلا بالمرور بتجربة يقدرها الله تعالى عادة ليعلم عبيده. وحاجة البشرية إلى السماد تظهر حينما يتكاثر البشر فمعرفة السماد في العصور القديمة قد تكون ضارة بالصالح العام لأن التراب محدود ولا يجوز إهلاكه قبل الحاجة الملحة إليها. هو تماما مثل النفط والغاز المحدودين وكذلك الموارد الطبيعية الأخرى محدودة في الأرض ويجب التقنين للاستفادة منها.

فالحكاية هي أن الفلاحين انتبهوا إلى أن حقلين زراعيين متجاورتين بنفس النوع من الأرض ونفس النوع من الماء ولكن أحدهما ينبت أضعاف الحقل الآخر. فكروا فلم يهتدوا إلى السبب ولذلك استشاروا داوود. زار داوود المكان فلم يهتد إلى السبب وبما أنه كان رئيس دولة فإنه ترك الأمر لابنه سليمان لعله يهتدي إلى السبب فيتعلمون علما جديدا. قام سليمان بتجاربه وزياراته والتفكير في الحكاية والسعي لاكتشاف الفرق بين الحقلين. وأخيرا انتبه بأن هناك فرق بسيط يمكن أن يكون السبب في تضاعف الإنتاج. ذلك هو بأنه انتبه بأن صاحب الحقل المنتج يملك أغناما بجانب مزرعته أو أن هناك مرعى أغنام قريبة منه والأغنام يدخلون المزرعة دون أن يمنعهم أحد. إنهم يأكلون من المزرعة ويرمون البعر هناك فقد يكون لروث الغنم تلك الخاصية.

قام سليمان بالتجربة وأمر بنقل الروث أو بتسليط الغنم على مزرعة أخرى وبجانبها مزرعة بلا روث فرأى بأن تنفيش الغنم في المزرعة هو السبب فأعلن علما جديدا. هناك تعلم الإنسان السماد العضوي من روث الأنعام وفائدته لتسريع وتكثير الإنبات. والكمبوست التي اكتشفه المسيح بعد حوالي ثمانمائة عام هو باعتبار الحاجة إلى المزيد حيث علمه الله تعالى ذلك فيما بعد. وهكذا فإن ربنا يعلم  الناس الكشفيات الحديثة حينما يحتاجون إليها. وعلى نفس الأساس لم يعلمنا ربنا اكتشاف النفط قبل الثورة الصناعية وقبل التكاثر الغريب المفاجئ للبشرية في القرن العاشر الهجري حيث كان ذلك ضارا بنا.

  1. نلاحظ بأن الله تعالى لم يذكر في القرآن بأن الصلاة التقليدية التي أمرنا بالقيام بها مسبوقةً بالوضوء أو الغسل أو التيمم، هي عامل من عوامل كسب الجنان والرضوان. لكنه سبحانه يصب جام الغضب على الذين لا يصلون. معنى ذلك بأن الذي لا يصلي فمصيره النار ولكن الذي يصلي لا تكفيه الصلاة لدخول الجنة. وحينما نناقش السلف وأتباع السلفية سنة وشيعة فهم يقولون بأن ما كان تركه موجبا للنار فإن الإتيان به موجب للجنة بصورة طبيعية. ولكن حينما نتعمق وندرس الموضوع من عدة زوايا نشعر بأنهم أخطأوا. هذا الموضوع في غاية السهولة ولكنهم لم ينتبهوا. لننظر إلى حياتنا الطبيعية. نحن نأكل ونشرب وننام بالضرورة. فلو لم نأكل أو لم نشرب أو لم ننم فإننا قد نموت أو نموت تحقيقا. ولذلك فإن الامتناع عن الأكل والشرب والنوم لفترة غير معقولة محرم قطعا لأنه موجب لهلاكنا وقد أمرنا ربنا بأن لا نلقي بأيدينا إلى التهلكة.

ولكن هل يمكن القول بأن جزاء الأكل والشرب والنوم هو الجنة والرضوان؟ كلا بالطبع فلو كان كذلك فإن كل المجرمين سوف يستحقون الجنان و الرضوان. وهكذا الصلاة فهي ضرورية لتتكامل تجمعاتنا تحت لواء العبادة التقليدية الموحدة. هي من ضرورات الحياة الدنيا ولا مكافأة عليها في الآخرة ولكننا لو تركناها فإننا سوف نخسر الفوائد الدنيوية ونكون قد خالفنا أمر ربنا فسندخل النار. أرجو ملاحظة أننا نعرف الكثير من أسرار القرآن بمجرد التعمق فيه.

هناك مفاتيح قرآنية أخرى ولكننا نكتفي بما هو هام جدا لعلنا نتشجع لنحيي قدراتنا الفكرية التي ماتت إثر التقليد والتراجع إلى الوراء والاتباع الأحمق للسلف، لعلها تفيدنا لمعرفة حقائق التنزيل العظيم. سيكون يوما سعيدا للمسلمين إذا ما رموا بكل التراث في ركن النسيان وعادوا إلى ربهم كما أمرهم ليستعينوا به وحده لكسب المعرفة والعلم وكسب الرضوان والتمتع بفوائد القرآن في الدنيا والآخرة.

أحمد المُهري

11/2/2017

#تطويرالفقهالاسلامي

https://www.facebook.com/Islamijurisprudence

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.