دخل سعيد الى البيت منهكا من عمله ويكاد يجر رجليه جرا من الارهاق وما ان دخل البيت حتى جلس على الاريكة , جائت زوجته مرحبة به وسألته عن طعام الغداء وماذا يحب ان يتناول فرد سعيد باقتضاب :
– لايفرق معي اي شيئ موجود في البيت نعمة من الله
سالته زوجته
– الحمد لدينا اشياء كثيرة في الثلاجة وبفضل المايكرويف سيكون الطعام جاهزا اسرع من تدخل القوات الامريكية في المنطقة .
نظر سعيد اليها وقال :
– بلا سياسة ما عندى خلق قلت اي شيئ يعني اي شيئ
ردت زوجته :
– تحب تأكل رز مع المرق ؟
قال سعيد :
– لا لا الرز كبر كرشي وصار مثل الترسانة النووية ما احد يعرف كيف يتخلص منها مع ان الكل يطالب بتقليصها
ردت الزوجة
– طيب بلا رز ما رأيك اشوي لك دجاجة ؟
رد سعيد
– خلينا بعيد عن الدجاج الواحد صار يوصوص مثل المسؤولين عندما يتحدثون عن الغلاء
قالت الزوجة :
– طيب كبسة ؟
رد سعيد
– لا عمي احنا بلا كبسة صرنا امة مكبوسة مو ناقصين كبس ودعس
قالت الزوجة
– طيب كبة ؟
رد سعيد :
– لا دخيلك الكبة فيها عجن ودق وهرس بتخلي الواحد يتذكر مدن سوريا والعراق وفلسطين اللي صارت مثل الكبة في الجرن .
ردت الزوجة وقد بدأت تتذمر
– امري لله بلاها الكبة تريد جبن وخبز ؟
قال سعيد مستنكرا :
– جبن وخبز ؟ ليش ؟ هل ساتغدى افطارا ؟ ليش كل شي صار بالمقلوب في العالم العربي حتى الوجبات ؟
قالت الزوجة وقد احمر وجهها غضبا :
– تريد فلافل ؟
قال سعيد :
– لا لا هذي فيها خلاف على التسمية ناس تسميها فلافل وناس تسميها طعمية احنا مو ناقصين خلافات عربية عربية فخلينا بعيد عن الفلافل احسن الله يرضى عنك .
جن جنون الزوجة وقالت :
– ولك جننتني خلصني ماذا تريد ان تتغدى ؟
رد سعيد ببرود :
– مثل ما قلت لك اي شيئ متوفر في البيت ماعندي مانع انا رجل سلس ومتعاون مثل مبعوثين الامين العام للامم المتحدة الى المنطقة العربية .