في جلسة ودية تتوسطها اقداح الشاي جلس سعيد الشاب مع رجل في متوسط العمر وهما يتجاذبان اطراف الحديث بكل ود وبعد دقائق خاطب الرجل سعيد وهو يرتشف من كأس الشاي قائلا
– يا سيد سعيد يشرفني ان تتقدم لخطبة ابنتي الوحيدة وانت شاب طيب وخلوق وشخصيا اكن لك كل احترام ولكن اسمح لي ان أسألك كم سؤال من باب التعارف
رد سعيد بابتسامة عريضة
– طبعا يا عمي تفضل باي سؤال تحب وسارد عليك بكل صراحة ان شاء الله
غير الرجل من وضعية جلوسه وبدت ملامحه اكثر جدية وهو يقول :
– بارك الله فيك ياولدي قل لو سمحت ما هو حسبك ونسبك ومن هم عشيرتك واهلك
رد عليه سعيد :
– اما حسبي فهو ديني واما نسبي فهو خلقي وانا ابن عائلة بسيطة وابي رجل من عامة الناس لا قبائل خلفه ولا عشائر تعضده .
رد الرجل
– احسنت بالرد ياولدي فليس اللقب والاسم فخرا لحامله ان لم يكن لديه هو مايضيفه على اسمه وان فخر الرجال فالافعال وليس بالالقاب والانساب .
قل يا ولدي ما تملك من مال الدنيا ؟
رد سعيد قائلا :
– اما المال فليس لي الا ما اكسبه من قوت يومي وعرق جبيني لا املك بيتا ولا ارضا ولا سيارة ولا نقود في البنك ولا اسهما في البورصة ولكني والحمد لله اعمل بجهد واكسب خيرا واتمنى ان اترقى كل يوم .
قال الرجل لسعيد :
– بارك الله بك فالرزق الحلال مبروك والله يزيد على صاحبه من حيث لايعلم اما الدار والسيارة فستاتي في وقتها ان شاء الله .
قل لي كم ستعطي عروسك من المهر ؟
رد سعيد بخجل
– والله ليس لي ان اعطيها سوى نسخة من كتاب الله وبضعة دنانير لا غير وهذا جل ما اقدر عليه
ضحك الرجل وقال لسعيد :
– المهر لايجلب السعادة ولا يضمن دوام الزواج ولكن تقوى الله وحسن العشرة هي ماتديم الحياة الزوجية , توكل على الله ياولدي فاني موافق على هذه الزيجة المباركة وساعطيك من عندي دارا لتسكنا بها وساتكفل بكل مصاريف العرس ان شاء الله .
تفضلي يا ابنتي وادخلي الى الغرفة
احتضن سعيد الرجل وقبل وجنته وشكره على اصالته وكرمه وطيب خلقه .
بعد قليل دخلت امرأة شابة الى الغرفة وقالت لهما :
– مبروك للمرة المئة على الخطوبة لا ادري متى ستقلعان عن لعبة العريس وابو العروس هذه.
من يوم دخولكما مستشفى الامراض العقلية وانت كل يوم تخطب بنته وهو يزوجها لك بلا مهر راح تجننوني معكم انتو الاثنين وهالكلام اللي ما احد يصدقه لا عاقل ولا مجنون وبعدين ليش ماسكين اقداح بلاستيك فاضية وكانكم تشربون شاي ؟.
المهم كل واحد يرجع لسريره وياخذ ادويته بسرعة قبل ما نطفي النور .