“الاقتصاد ……. المعركة
اضلاع القوة : حلقة 1
الاقتصاد .. المعركة
مرحبا دائما
في آخر لقاء بكم كان حديثي عن الاقتصاد الخفي,, وكان المقال هو محتوى حديثي في تيد اكس عدن 2013
و وعدتكم ان اطل عليكم بالحديث عن الاقتصاد من جديد .. ولكن سأنطلق في أعماق ذلك الضلع الأهم في اضلاع القوة
لماذا الاقتصاد …؟
لأنه العلم الاوسع الذي يشمل كل جوانب أسباب دورة عمليات الإنتاج والتبادل والاستهلاك لكل احتياجات المجتمع .. وصحيح أننا نفهم معنى الاقتصاد بمعنى إدارة تلك العمليات للوصول الى تحديد الموارد القادرة على استمرار عملية التبادل وذلك عبر القدرة على رفع الوفرة ، بمعنى أن يكون لديك فائض ما تستطيع من خلاله الحصول على احتياجاتك .
وقد تفهم من ذلك الادخار ، وهو جزء من عمليات الاقتصاد وليس كل عمليات الاقتصاد
لم اجبكم افهم ..لماذا الاقتصاد ؟
ول عدنا لكل ما يحدث للعالم ، تدور رحى تلك الحروب ، والنزاعات وووووو … للوصول الى السيطرة على هذا الاقتصاد … لان السيطرة على أعمدة إدارة الإنتاج والاستهلاك ، يجعل أي دولة تحكم نفسها وغيرها ..
دعونا نعود للتاريخ وسأنطلق من خلاله الى الاقتصاد العالمي اليوم …
ذكرت عملية إدارة القدرة الاقتصادية في سورة يوسف ، مع ذلك النبي الكريم الصديق يوسف بن يعقوب عليهما السلام في إدارة لخزائن الأرض ..رجل اقتصاد من الطراز الأول (الآيات من سورة يوسف ) قال تعالى :
“قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ”
فلو عدنا للآيات ، لرأينا أنها بدا في عملية إدارة المقدرات الحالية للاستعداد بها حتى تشكيل وفرة ، يمكنها ان تعين في وقت الحاجة وهذا ما صنعه وحقق المعجزة حيث ترنح العالم القديم في طلب الغوث من عزيز مصر يوسف الصديق .
الكل يعمل ويجتهد من اجل الحصول على احتياجاته الأساسية وخاصة الغذاء ، ولأن التجارة تنمو احتاج الناس الى وسيلة مقبولة للقيام بعملية التغذية المتبادلة بينهم للحصول على السلع ، فولدت النقود وكانت النقود في البداية كل شيء يقبله الطرف الثاني كسلعة منتجة له ، ولهذا يحضر الطلاب للمعلم في الكتاب بيضا مقابل تعليمهم العلم ، والمعلم يأخذ جزءا من ذلك البيض لصاحب الحنطة للحصول على حاجته من الحبوب وهكذا ، لكتن النقود التي كانت في ذاتها قيمة هي الذهب والفضة ، والتي صكت منها النقود المعدنية واستخدمت في عمليات التبادل ، فمن يملك الذهب والفضة يملك المال ، ومن لا يملك الذهب والفضة فهو بلا مال .
ولأن الذهب والفضة القيمة الحقيقية للنقود ، هي سلعة في ذاتها وصعبة في النقل والحمل بسبب المخاطر الكبيرة فيها جاءت أوراق البنكنوت أو أوراق البنك المعتمدة ، وكانت صكوك يتبادلها التجار بينهم البين وبسبب سمعة تجار بعينهم صارت الصكوك هي وثيقة تثبت أن على التاجر تسليم حامل الصك ما يوازيه من ذهب وفضة ، ومع بروز تشكيل الدولة الحديثة والبنوك المركزية صارت وظيفة اصدار النقود هي وظيفة البنك المركزي في الدول ، ولم تعد وظيفة متاحة لأي أحد وكان أول بنك مركزي تأسس في العام 1609 في هولندا إحدى أهم الدول العظمى في ذلك الوقت وهي مازالت قلب التجارة البحرية في أوربا ومازال الهولنديون هم حضارم أوربا إن جاز التعبير .
رغم هذا التطور مازالت فكرة الدول الكبرى في قدرتها على السيطرة على اقتصاد العالم يكمن في استعمار المناطق الغنية وضمها لها ، والسيطرة على طرق التجارة في العالم ، واستمرت دول الاستعمار واستمرت الغطرسة ، واستمرت أمواج الموت في العالم ، ليموت الملايين في العالم ليتعلم العالم انه لا يمكن بالقوة العسكرية السيطرة على اقتصاد العالم ، تعلمت اليابان ، وتعلم بعدها العالم ان القوة العسكرية مهما كانت ستنهار امام بقية اضلاع القوة ، القوة الخفية ، الثقافة ، جاءت الحربين العالميتين الأولى والثانية لتحصد ملايين البشر ، ولتعلم الدول الكبرى ان نتائج العضلات هي الموت والفناء . لا حياة ولا بناء .
ولان الهدف من الاستعمار هو السيطرة على الاقتصاد ، والسيطرة على الاقتصاد يعني السيطرة على كل مراكز وقنوات التجارة العالمية ، وللسيطرة على ذلك يأتي السؤال الدائم كيف يمكن السيطرة على الاقتصاد العالمي .
جاءت الحرب العالمية الثانية لتوضح للدول الكبرى أن آلية السيطرة على الاقتصاد في وضع آلية لحركة التبادل النقدي ، والتبادل النقدي هدفه خلق حلقة مكتملة لدورة النقد ، ودورة النقد هدفها خلق عجلة الإنتاج والاستهلاك ، فلابد من حسم آلية قوية يمكن ادارتها ولا يمكن إدارة شيء لا يمكن قياسه فلابد من ضوع ابجديات للقياس .. كل ما لا يمكن قياسه لا يمكن توثيقه ومالا يمكن توثيقه لا يمكن من التأكد منه وما لا يمكن التأكد منه لا يمكن قياسه . … ودوماً ستراني اكرر تلك الدورات التي تستمر …. هكذا فكروا وهكذا وضعت آلية لإدارة العالم سياسيا واقتصاديا .. والقوي من يمتلك القوى لإدارة تلك الآلية ….
أسست الأمم المتحدة
ومن الأمم المتحدة جاءت مؤسسات البنك الدولي الخمس عام 1945:
-
البنك الدولي للإنشاء والتعمير
-
مؤسسة التنمية الدولية
-
مؤسسة التمويل الدولي
-
هيئة ضمان الاستثمار المتعدد الأطراف
-
المركز الدولي لتسوية نزاعات الاستثمار