اعادة نشر 2008 : امبراطورية الشر

امبراطورية الشر!

كتبهاأحمد مبارك بشير ، في 27 أكتوبر 2008 الساعة: 07:46 ص

لفترة ليست بالهينة انقطع عن قلمي الكلام ، وصار جامداً بلا حراك منتظراً شيئاً ما ، وحدث .

وفجأة وبلا سابق إنذار تنهار إمبراطورية العصر الحديث ، وتنقرض أسطورتها ، وهاهي حيطان الاقتصاد المتداعي ، تتساقط واحدة تلو الأخرى. وكل هذا كان فجأة وبلا سابق إنذار …

لم يكن فجأة ولم يكن بلا سابق إنذار …

دعوني أخرج عن الإطار لأعود ضمنه في حديثي المقتضب هذا .

في بداية الثانوية العامة . تحديداً بعد التسعين من القرن الماضي ، قرأت كتاباً للشيخ سفر الحوالي ، أقتبسه من كتابات أبو السياسة الأمريكية الحديثة كسنجر ، يذكر تحديداً خطة إحتلال العراق و السيطرة على مناطق الثروة في المنطقة ، ويتحدث عن مسمى جديد سينزل للسوق في التسعينيات ، وهو الشرق الأوسط الكبير ، يتحدث عن أن الخطة تقتضي رفع أسعار برميل النفط ليتجاوز الثمانين دولاراً دعماً لأصدقاء أمريكا وحلفائها وبالتالي دعماً للقوة الأمريكية .. هذا الحديث في السبعينيات ، والكتاب في التسعينيات وبالتحديد في ال1991م والحدث في القرن الواحد والعشرين ، وبالتحديد بعد العام 2001 م ، وصل السعر بلا سبب محدد إلى ما يفوق المئة والأربعين دولاراً وهبط وبلا سبب محدد إلى أقل من الثمانين دولاراً . كتاب يحكي خطة متكاملة وضعها رجل السياسة كسنجر لوضع قواعد القوة الأمريكية في المنطقة التي تمثل قلب العالم .

ولأن خطة الرجل لم تكتمل إلا بخطة أخرى واضحة في فلم عرض في التسعينيات، يتحدث عن ضربة إرهابية تصيب برج التجارة العالمي ، ويموت ما يقارب الأربعة آلاف إنسان ، فلم يعرض بالتحديد أن الهدف هو وضع التهمة على الجماعات الإسلامية ، وبالتحديد من يعيش في أفغانستان . فلم سينمائي أمريكي عرض في ال1998م .

ولأن القصة مهزلة نفذها بالظاهر رجال نعرفهم وبالباطن قادتها أيدي المخابرات الأمريكية ، نفذت .دمرت , وصاحت ياغوثاه هناك من يهاجم أمريكا ، وعليه لابد من الهجوم المضاد ، ضد الإرهاب ، والإرهاب هم أهله ، ورجاله بل نؤكد وباليقين أن كل تفجير بحجم ما حدث من مآسي في بقاع العالم ، نفذته أيدي المخابرات الصديقة أو الحليفة أو الداعمة لسلطة البيت الأبيض أو معارضة له ، و وقع في (الرجلين) ، مداس لهم هؤلاء المساكين ، أو من نسميهم جزافاً الإرهابيين . وعجبي .

خلال ثمان سنوات أنفقت أمريكا مليارات في حربها ضد الزعم والوهم الإرهاب ، وكانت صناديق أموال العرب مفتوحة داعمة مؤيدة ، فلا عجب ومن يرفض طاعة مولاه . وعجبي .

أمريكا القوة الهائلة ، التي هي حلم الرجال والنساء ، صغارهم وكبارهم ، حلم صاحب المال الوفير ، وصاحب المريلة ، كل مستثمر يضع أمريكا هدفاً ، وكل ممول يضع أمريكا أملاً . وعجبي .

وهنا جاء كتاب آخر للشيخ سفر الحوالي بعد إعصار سبتمبر المكذوب علينا ، والخديعة التي صدقناها ، ألفتها أيديهم ، وكتبتها ودبلجتها وصدقناها ، جاء كتاب الشيخ الموسوم بيوم الغضب هل بدأ بانتفاضة رجب ؟ وتحديداً في 2002م، وما يلفت في الكتاب هو نهاية فصوله نقلاً عن أسفار التوراة والإنجيل :

1- (( الزانية العظيمة الجالسة على المياه الكثيرة التي زنى معها ملوك الأرض وسكر كل سكان الأرض من خمر زناها )) الرؤيا ….. أكبر دولة تحيط بها المياه، وكل ملوك الأرض رهن إشارتها يوافقونها رضاً أو غصباً .

2- (( يبكي تجار الأرض وينوحون عليها ، لأن بضائعهم لا يشتريها أحد فيما بعد ، بضائع من الذهب والفضة والحجر الكريم واللؤلؤ والبز والأرجوان والحرير والقرمز .. والعاج والخشب والنحاس والحديد والقرفة والبخور والطيب والخرد والزيت والحنطة والبهائم غنماً وخيلاً ومركبات .. كل هذه البضائع تجارها سيقفون من بعيد من أجل خوف عذابها ، يبكون وينوحون ، ويقولون ويل ! ويل ! .. خربت في ساعة واحدة ! )) الرؤيا.. وهاهو العالم اليوم يجري ويمي كل ما لديه لإنقاذ الإقتصاد المتداعي ، خوفاً على هذه الجميلة من الفناء .

3- ((لأن تجارك كانوا عظماء الأرض إذ بسحرك ضلت جميع أمم وفيها وجد دم أتباع أنبياء وقديسين وجميع من قتل على الأرض )) الرؤيا … لا تقوم قائمة لدولة ما إلا بإستثمرات أمريكا ودعمها .. التايون .. الصين .. الهند .. ماليزيا .. روسيا .. العرب عموماً ….. إلخ . فمن هم تجار الأرض . … ومن قتل أتباع الأنبياء والقديسني أليست جيوش أمريكا أكانت تحارب أو من وراء أيدي المخابرات الصديقة أو العدوة.

وكما قال الشيخ (( إنها دولة الرفاهية والتجارة العالمية والشركات العملاقة .. إنها الدولة التي إذا نزلت بها كارثة كسد الاقتصاد العالمي )) .. والله يستر على الناس

ولكي لا أطيل عدنا للإطار اليوم … إن حاكماً مغفلاً مستبداً ، ظن أن الإمبراطورية المسيحية الحديثة اليوم ستقوم هكذا جزافاً تحت أنقاضنا ودمائنا … لا ! … مليارات أنفقت .. في كل شهر تنفق الحكومة الأمريكية أكثر من عشرة مليارات دولار في العراق وحدها فأين باقي إنفاقاتها ..رجل أحمق صدق نفسه بأنه زعيم العالم .. بوش الأخرق سيرحل .. ولا نعلم أي أخرق آخر سيأتي … كلنا ننتظر .

يحاربون الله .. والله قاهرهم ..

لا إلا إلا الله وحده .. صدق وعده .. و نصر عبده .. وهزم الأحزاب وحده .

نسأل من الله السلامة والستر .. والسلام ختام .

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.