اعادة نشر 2007 : سلطان الوهم المقال الثاني

سلطان الوهم …. المقال الثاني : إعصار التغيير …

كتبهاأحمد مبارك بشير ، في 24 ديسمبر 2007 الساعة: 06:43 ص

المقال الثاني : إعصار التغيير ……………

عاشت أوروبة …. هل تعرفون ؟ ليتكم تعرفون .. أوروبة كلمة محرفة عن العربية القديمة عندما أطلق عرب فلسطين الفينيقيين على تلك النواحي غروبة .. أي موضع غروب الشمس .. وكانت غروبة أوروبا مع التناقل … المهم ليس هذا ما اقصده ….

عاشت تلك الأرض في دمار وقتل وسفك دماء …. لزمن بعد زمن … أتعبتهم حروبهم ودمرتهم .. بحثوا عن حل .. غابت الحلول .. حتى جاءها فجر الإسلام .. ففجر في عقول أبنائها الفكرة .. و وجدوا الفرصة تحت أقدامهم .. حملوها .. فكانت نهضتهم … ورغم هذا .. رغم أن الفكرة في قضاء نزيه …لأن القضاء سيد السلطات …. فكانت عدالتهم …. و من سلطة المعرفة برزوا .. وانتصروا … ولأنهم المنتصر .. سطروا تاريخهم بصدق … ولشر في نفوسهم … دنسوا تاريخنا … فلما عجزوا … سعوا إلينا .. ينهلون …. لم تنفعهم القوة لردع أمة قوتها في نفوسها … فسعوا من جديد … لم يوقفهم اليأس … أو تراجعوا … ربما هو تراجع المحارب الذكي …. يراجع حساباته … ينظر من جديد … بعمق … هناك ثروة .. ولأن أوروبة قائمة على نهب الثروات … فلابد من فكرة ….

لا يمكن إبادة هذه الأمة … ولا يمكن تدميرها .. أو غزوها …. وإذن … فليكونوا تبعاً لنا …. و بالفكرة … نجحوا … تقبلنا أننا مهزومين … تقبلنا الطاعة … الخنوع .. القبول …. والرضا التام … هم المجد لا أحيد عنه .. وهم مصدر التغيير …………..

إنهم يحكمون الكل برضا الكل … ونقدم لهم الثروات بلا مقابل .. سوى عطفهم .. تعاونهم معنا ليخلصونا .. نحن البائسين .. من عالمنا النامي …. لنتقدم … هم حقاً .. إنسانيون … فلنقبل الواقع …

ولكن الواقع يقول أنهم في حروبهم يقتلون منا الملايين … ينقلون لنا رسائلهم بأنهم يخافون الشر المستطير الكائن في قلوبنا … أننا نكرههم … ولذا لهم حق الدفاع عن أنفسهم …. تباً لكم أيها البائسون .. ترعبون الغرب المسكين … المسالم .. …. في حروبهم العالمية .. لم يقتلوا سوى الملايين .. جاءت ثورتهم الاشتراكية … لم يقتلوا سوى الملايين … ولما غزو فيتنام .. لم يقتلوا سوى الملايين .. في حروبهم الباردة لم يقتلوا سوى الملايين. ولما غزو أفغانستان.. لم يقتلوا سوى الملايين … ولما غزو العراق لم يقتلوا سوى الملايين … شيء بسيط وحسابات بسيطة … ملايينكم التعيسة …. لا توازي مئة منهم … فمقتل رجل واحد منهم يعني فناء أمة … هل فهمتم …. القضية سهلة لا تحتاج للتفكير ولذا يجب أن تساعدوهم … فهم مقبلون …. ولا يمكن ردعهم أبداً ….

جاءت أمريكة .. وعلى ذكر أمريكا أيضاً لم لا يعرف فليعرف الآن … لفظة عربية كيف .. لم أقلها أنا .. قالها الجغرافي فالدسيمو لر … أن البحارة (( آلبيركيو فيسبوتشي )) في رحلته بعد كولومبس لأمريكا اليوم كان معظم بحارته من عرب الأندلس وشمال أفريقيا … فهتف ربان السفينة العربي للقبطان آلبير .. معرفاً البحارة به بأنه أميركم … فتعجب آلبير من الكلام وسأل فقيل له أن الأمير تعني قائدهم .. فهنا أطلق استحساناً للفظ الأمير على نفسه اسم ( اميركم) .. والتي حرفت بعد ذلك باسم ( اميركو ) … ومنها اطلق على القارة الجديدة اسم (اميركا ) … وعجبي !… وعدت للمداخلة … المهم

جاءت أمريكا لتثبت ذلك الفكر … ولنطلق عليه نحن القرود المقلدة العالمية .. وكأن العالم كله أمريكا … أفلام عالمية … قصص عالمية … أغاني عالمية .. مزمار عالمي … وهلمه …. علمتنا هوليود بفنها بقصصها بحكايات الأطفال حتى أنه لأجل إنقاذ فرد .. باكتساح كامل وقتل الآلاف بل معنى … ليتم إنقاذ واحد … فرد واحد … ونتباكى .. ونفرح للبطل الخارق الذي قضى على مليون نسمة .. لينقذ طفلة بريئة مسكينة … هي بريئة مسكينة والبقية القتلى عبارة عن … قمامة تم التخلص منها … أنتم أيها السادة مزبلة التاريخ لهم ..

عند هذا الحد .. تفجرت القلوب الشابة … لماذا نصمت .. وبلا محرك أو قائد … تجمع الشباب … وبلا مقابل أو رغبة في مكسب مادي .. سوى رضا الله …. جرتهم النزعة .. النخوة … وبكل هدوء تحركوا نحو بقاع الأرض … ليهزوا .. السوفييت بقوتهم في أفغانستان … ربما بل من المؤكد تلقوا الدعم ربما حتى من عدو السوفيت … لكنهم تلقوه لهدف أعظم وغاية أسمى …. وبضع مئات فقط لم يتجاوزوا ربما الألف حتى … دمروا قوة بنيانها بالمليارات … وجيش تهاوى أمام قبضاتهم …. انتهت المهمة … عادوا …. ولكن الغرب يعلم أن هؤلاء خطر جديد … إنهم سيمنعون استمرار فكرهم .. لابد من محاربتهم … وحاربوهم في ديارهم … أقواتهم ..عائلاتهم .. بل أمنياتهم ..

و بلا سابق إنذار أنفجر الوضع في البلقان .. وبنفس تلك القلوب تحركوا عدد لم يتجاوز الثلاثمائة … هزوا جحافل الصرب … رغم صمت العالم والأمة المخذولة صامتة … قياداتهم صامتة …. هم تكلموا …. تحركوا جعلوا أم أوربة … وأمريكة تصيح يا صرب توقفوا … نحن سنوقفكم قبل أن يرى الكون ما يصنعه هؤلاء فتنسحر القلوب … وحتى اليوم … ما زال هؤلاء يعانون لأنهم تكلموا عندما صمت كل شيء إلا الحجر ……

وهنا فهم الشباب ..فهموا أن عدوهم سيحاربهم … لأنهم شوكة في حلوقهم … سيسعى لتجميدهم … وسيكشر عن أنيابه …. إما نحن أو هؤلاء ….

وهنا تشكلت الشرطة .. نعم إنها جماعة مسئوليتها الدفاع .. وحراسة المواقع ضد عدو يحارب بسلاح الفكرة .. والهزيمة … وخنوع أمة كاملة له … قرروا …. اخطأوا أم أصابوا … لكنهم نجحوا … كشر الذئب عن أنيابه وخلع رداءه … وظهر للعيان …. وفوق ذلك برز للعيان خنوع وذل أمة ممتدة من أقصى الأرض لأقصاها … الشرطة هذه ربما منهم القاعدة .. ولسوا كلهم قاعدة ..على أخطائهم .. وعلى أفكارهم التي قد نرفضها … أو نقبلها

لكنهم بحق … وبلا منازع وبلا تدليس … كشفوا المستور ….

وبسببهم عادة الهيبة لأمة خانعة ذليلة …. مازلت تمشي خلف الركب … وبدأ إعصار التغيير … أين نحن فيه فهو إعصار تسونامي …. سيغرق الغافلين … وسيدمر كل شيء … إما أن نكون جزءاً من هذا التغيير … أو نكون من يصنع التغيير …. إما أن نكون في الصف الأول أو نكون في المؤخرة حيث مواضع الغلمان والعبيد …. إما أن نَتبْع أو أن نُتَبع …………… أرانب تقود الأرانب … أو أسوداً تقود الأسود ….

هؤلاء الشباب .. إنما هم حرس حدود لا أكثر … والآن هنا يريدون منا أن نكون الصناع .. والحرفيين ,,, والتجار ,,, والعلماء ,,,, هم أدوا دوراً ما …. فلنكمل .. أو فليأخذنا الإعصار …

يتبع

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.