اعادة نشر 2006 : دموع وهموم
دموع وهموم
كتبهاأحمد مبارك بشير ، في 2 يوليو 2006 الساعة: 20:18 م
تعجبون تماماً لهذا الصمت العربي والعالمي على ما يحدث في فلسطين ، تعجبون لهذا المسخرة العربية الكبرى من المحيط إلى الخليج يقودها حكام هذه المنطقة بكل خنوع وهدوء أعصاب ، لا سامحهم الله ، لا أعلم إلى أين يقودوننا..؟ إلى الخواء! ، والخضوع التام لأمجادهم التافهة ، وليس لدينا سوى التصفيق ، والتهليل : ( بالدم بالروح نفديك … من هذا؟؟ )) حماقة.
رددناها ، ووقفنا صفاً ، لما تم حصار عرفات ، وقد مات ، و لن نقول إلا ما يرضي ربنا ( غفر الله له ! ) ، هو الآن بين يديه ولذا لا كلام عليه .
قالوا انتخابات ( و صدقنا ) وقد أكثر الظن أن تفوز حماس بنسبة لا تتعدى ال 26% أو أقل ، ويا الله توكلنا عليك ، و جاءت النتائج مفاجئة، ولا أعلم لم هي مفاجأة ، بالله عليكم تتوقعون من شعب يجوع ويحاصر أن يختار مجموعة ممن يوهمونه بالأكاذيب ، فلم يجد أمامه إلا أن يختار من يدير المقاومة ، وكان أن اختار الناس حماس ، وفوضوها لإدارة أحوالهم ، وما هي إلا أيام على توليهم حتى بدأت المناورات لاقتلاعهم ألم تقولوا ديمقراطية المصيبة أن من يساند هذه الهجمة منهم وفيهم .
بدأت المناوشات الأولى عند تشكيل الحكومة برفض فتح الدخول في الحكومة ، ( معليش ) ( خليهم معارضة ) ، وتشكلت الحكومة ، قال لهم رئيس السلطة انتبهوا للأمن أولاً وفي نفس الوقت تم تحويل سلطة الداخلية إلى جزء من سلطة الرئاسة ، بالله كيف تقود حماس الأمن والداخلية في يد الرئاسة ( برضة معليش ) شكلت حماس قوات أمن خاصة ، قامت الدنيا ولم تقعد هذا مخالف للدستور وسلطة الدولة ( وخرابيط كلام ) وهجوم لا له أول ولا آخر ، طيب مش مشكلة ، قالوا لها سلموا المرتبات واهتموا بالمال العام ، وفي نفس الوقت تم تحويل قيادة الخزانة ووزارة المالية تحت يد سلطة الرئيس ، ولما حاولت حماس توفير المال من المعونات وإدخالها فلسطين لا تراهم إلا هبوا وقاموا حماس تحول المال لدعم الإرهاب ، مسخرة غريبة يقودها من كان يشتكي في أيام عرفات من التنازع على سلطة الرئاسة والحكومة حتى أنه استقال حينها ، عجبي ، والوضع كما يقال ( أشتي لحمة من كبشي وأشتي كبشي يمشي ) .
طيب ما قلنا شيء شأن داخلي ، طيب مسخرة أخرى يقودها حكام العرب في التصدي لسلطة حماس ، بدعوى لابد أن تعترف حماس بالاتفاقيات الدولية وبالدولة العبرية ، طيب ما في مشكلة ، إذا كانت إسرائيل حتى اليوم لا تعترف لا بفلسطين ولا بأرض فلسطين ، عيب عليكم لما تشتي تعترف بحد لا زم هذا الحد يعترف فيك ( و إلا أيش ) ، حتى الآن لم تلتزم إسرائيل ولا بأي اتفاقية على الإطلاق وأتحدى من يخبرني بذلك ( أنا أحلق شوربي! ) ن يعني في الأخير مشادات فارغة .
قالوا حماس بتفجر المدنيين الغلابة ، طيب خلاص حماس ستستهدف الجنود ، ماهو جندي إسرائيلي (قصاد مليون مدني من أي ديانة ونوع في فلسطين ) والحكاية عجب !
قالوا السلطة والحرس الرئاسي والجيش الفلسطيني والشرطة الفلسطينية ، ولا جندي واحد بأقل مرتبة عندهم يستطيع يتجاوز خط عبور واحد بصفته العسكرية ، والله لو كان رئيس السلطة ما يستطيع يغادر من باب القصر إلى منطقة داخل فلسطين إلا بتصريح من أتفه عسكري في القيادة الإسرائيلية ،قصور بنوها على سحابة أوهام فلسطين ، وجاءت بعدها غزة وأريحا أولاً ، وبعدين صارت القطاع قطاع غزة ، ولا حقاً صار الموضوع كله رام الله ، ولما كثر الجدل قالوا القصر الرئاسي وما حوله والمطار ولما شالوا المطار ، قالوا القصر بس . والله لتجرعنهم إسرائيل المذلة لأنهم رضوا بالتنازل أكثر من مرة وسيستمر القمع والذل ، كلمة قالها عمر بن الخطاب يوماً (( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ارتضينا العزة بغيره أذلنا الله )) .
يا جماعة أبشركم بشارة ، هذا الضغط سيولد الانفجار، نصيحة يا حكام العرب ، يا أوهام المجد وحثالة العلى والرفعة ، يا أصحاب الكرامة المنحوتة على الأقدام ، نحن شعبكم الخانع الذليل ، تم تجويعنا إسكاتنا أكلتم حقوقنا وضحكنا وصفقنا ، قلتم غداً سترون الخير ، وقد رأيناه وهماً يتجدد ، ومات من مات منا و كلهم يتمنى أن يستطيع أن يضحك ملء فاه ويأكل ملء بطنه ، يتمنى لكنه لم يصل ، وأنتم تترنحون في الملايين التي سكبناها لكم من عرقنا وكدنا .. فهل أنتم مستمعون ، يوم ينادي المنادي ليوم قد أزف ، أما سمعتم (( كفى بالمرء إثماً أن يظلم من يعول )) حديث شريف .
أتعرفون أي زمن هذا ورد من حديث حذيفة بن اليمان بمعناه …. (( ثم يأتي عليكم حكم جبري يدوم فيكم ما شاء الله أن يدوم ، ثم يأتي بعده كم على منهاج النبوة حكم الراشدين..)) إنه زمن الجبابرة وسيزول (( لو دامت لغيركم ما وصلت إليكم )) إنها الأيام والأيام دوال ، ولتصبروا أيها المرابطون بأرض فلسطين قد طال صبركم ولكن الفرج قريب فإما موت وخلود أو ترون الفجر الموعود ، و ما صبركم إلا بالله والله معكم .