اعادة نشر 2006 : اليك محمود سعد
تحية قلبية خالصة .. وأما بعد :
أشكرك على اليوم السابع ، وكما أفرحتنا ولكن نلومك ولو من باب المحبة … أنت تفتح في برنامجك الكثير من القضايا الحساسة والخطيرة ، ولكنك لا تعطيها حقها في التناول والدراسة ، فالوجبة الخفيفة السريعة متعبة على المعدة ولا تعطي النتيجة المرجوة سوى وجع البطن .
وألومك فأنت لا تعطي بعض ضيوفك حقهم في الحديث فقد حضروا ليعبروا فأعطهم من الوقت القليل…
وألومك وأنت من أنت الصحفي اللامع ..ليتك قبل أنت تدخل في موضوع أنت تدخله مسلحاً بالقراءة الجيدة والملمة عنه لتناقش بإسهاب وبتنوع وبقوة .. هكذا نريدك دائما ً ..
عزيزي لم أرسل لك هذه الرسالة للوم بل للمداخلة الطويلة فأرجو ثم أرجو أن تقرأ بإمعان ما أقوله ثم عبر عن رأيك وبصراحة فأن لا أتكلم لوحدي . وإنما أن فرد من أمة .
هل أنت معي أم ستضع رسالتي جانباً .. شكراً كنت أتوقع منك هذا الجواب فأليك التالي:
1- تفاجئني تلك الكلمات التي تحدث بها مضيفك عن الرحم المؤجر … وكأنني أمام فكر … لا داعي ألم يراعي من فكر بهذه الفكرة إنسانية المرأة الثانية التي ستحمل في جوفها في 9 أشهر جنيناً ليس لها وتتلوى ألماً عند ولادته وبعدها يقال هذا المولود ليس ولدك … أي قلب هذا ..وأي قسوة هذه التي تجعل من أنانية إنسان أن يستغل حاجة إنسان آخر … وبأي عقل نفكر وبأي شرع نحكم , لا يمكن أن نتخيل عذاب أم وهي تحمل جنيناً طوال تلك الشهور وبعد تلك الآلم … آه … حسبي الله ونعم الوكيل …
2- أتعجب كل العجب من الحديث عن التربية الجنسية ….. جدي وجدك … جدتي وجدتك … ومن سبقونا تعلموا في الكتاتيب .. ومن سن صغير عرفوا من آيات الذكر الحكيم .. من أين جئنا ، وكيف حملتنا الأم في جوفها من نطفة من أبينا ، وبعلاقة مباحة بزواج حلال . وتعلموا ما يحرم ومايحل وعورات الرجل وعورات النساء والاستئذان ، والعيب والمباح ، فالخطأ ليس نتاج البارحة وإنما تناج اليوم … عندما تحول التعليم تحت إرادة الدولة التي تسيره كما تشاء ، وبأيد محددة في خدمة النظام ، فالناتج … ما تراه وما أرى … عندما تقرأ حديثا لحبيبي رسول الله مع غلام لم يتعد العاشرة تقول هل هذا الحديث لغلام أم لفتى فوق العشرين .. نحن نربي عقول صغيرة ونقول ماذا أصاب أجيالنا .. حرروا التعليم والتربية من ملكية الحكومة إلى ملكية مجلس تعليمي واسع ، يضم أطياف من العلماء والمبدعين أطياف من الشيوخ والنفسيين . وسترون ناتج تلك الخلطة السحرية .
3- التلفزيون … عزيزي … التلفزيون وسيلة التعليم والمعرفة الأولى في العالم وبللا منازع رضينا أو أبينا ، وبأيدينا نجعله مصدر خراب أو مصدر بناء …. فماذا نرى .. تتوقع من تلفزة على المستوى الذي نراه أن تخلق عقولاً نيرة أم شباباً يبحث عن أرضاء ملذاته في أي مكان.. تجاوز (( الحمام )) مع الاعتذار إلى أفحش الألفاظ … صديقي … عندما تنقل لي ثقافة مستوردة وتعلبها بلغة محلية وتقول لي أنا أساعد في انشاء الوعي … ماذا تقدم .. برامج كلها منقولة أو منسوخة أو مقلدة 100 % فماذا تنتج … ثقافة أمريكية خالصة 100% من إنتاج محلي … وكلنا نكذب .. أغاني قمة في الهبوط والعري والسخف .. ونتساءل حرام أم حلال … نريد صرخة مدوية للتغيير … (( حرام///////////////////حرام)) بلا مجاملة للشيخ فلان وللأمير علان ، آسف لهذا القول كلمات رائعة لعبد المجيد في أغنيته الأخيرة غلفت بفيديو كليب ليس فيه من الأغنية إلا صورة المغني …. فما هو الكليب أليس هو التعبير التمثيلي الراقي لكلمات الأغنية … عزيزي … نقدم دراما كل الغرض منها عرض ديكورات الفلل الفاخرة والأزياء الحديثة ومكياجات الفنانات ، والمزيد المزيد …. أهذه هي الدراما .. أليست الدراما هي تعبير عن الواقع بصورة تصحيحية … قدم الخطأ وأري الصواب من خلال الأحداث ولو لم يتبعها البطل ، ولكن على المشاهد أن يتعلم أن نتيجة ما حدث هو تجنب البطل للصواب … أما أن ينها البطل في لحظة واحدة ليتحول إلى سكير أو مدمن أو فاحش .. من قوة وعنفوان إلى طيش .. وكأننا نقول الحل في الخمرة والمخدرات وأرضاء النزوات ..نقول هذه دراما تجارية … حتى الآن لم نشاهد إلا أقل من 10 % من الدرام الجيدة والمتميزة ( كليالي الصالحية _ عندما تغني الزهور…. ) ولا أزيد … تعال إلى الدراما الخيالية (( أمير الخواتم )) انظر إلى الكم الهائل من الرسائل المبثوثة خلال هذا العمل (( لا تستهن بمن هو دونك – في التعاون قوة – الصداقة الحقيقة هي السلاح الحقيقي – ليس الظلام نهاية العالم – لتحقق حلمك ضع كل الأهداف واضحة جلية أمامك – لا تتعب من المصاعب – اكتشف قدراتك الداخلية )) أرأيت عزيزي هذا في فيلم واحد كلف الملايين ، ليقدم رسائل صغيرة من خلال عمل … وتعال معي إلى قصص الأطفال … لدينا كم هائل من القصص … ولكننا لم نر يوماً من يتبناها في مسلسلات تضخ وتكون لها ولوقعها ما نراه للقصص المستوردة بثقافات مرفوضة … ألا نرى روايات الدكتور نبيل فاروق أو قصص الأساطير للأستاذ خالد وهي سلسلة مشهورة جداً من روايات مصرية للجيب ، وغيرها الكثير … وفوق هذا وذاك أليس لدى أحد تخصص إلا بإبراز المواهب الغنائية والرقص والطبل .. هوس جديد يصب للشباب … ألا نريد من شبابنا مواهب علمية ،ثقافية ، ابتكارات ، وووووووووو لم يعد لدينا سوى ( رقصني ياجدع) والله ثم والله … إنها جريمة ومرتكبها معروف سياسة التجهيل والقضاء على المواهب وتكديس البطالة إنها أنظمة ديكتاتورية حاكمة ، كما سمحت يوماً بترويج المخدرات ، ثم بترويج الإرهاب ، واليوم بترويج الترفيه الماجن .. كل ذلك لتبقى فوق الكرسي لا تتزحزح أزاحها الله جميعها بلا منازع …. أتدري ما أسمى حبيبي رسول الله هذا العصر والذي بدأ بنهاية حكم العثمانية … إنه حكم الجبابرة …
4- وماذا عن العري المتزايد بحجة وبدون حجة … حرية ..هي حرة وأنا وأختي و.. أليسوا أحراراً ولهم الحق في حماية حرياتهم … عورة الرجل للرجل (( مابين الصرة إلى الركبة )) ولا يجوز إظهار ما فوق الركبة إلا لسبب مرضي أو للزوجة …. وعورة المرأة للمرأة (( مابين الصرة إلى الركبة )) وعورة الرجل للمرأة (( أن يلبس ما يستره فلا يبرز ولا يظهر فلا ترى منه إلا رجلاً محترما )) فإظهار الصدر والتباهي بحجمه (( لا يجوز )) والمرأة للرجل (( كما السابق )) (( ويضيف الفقهاء أن تغطي رأسها فلا يظهر إلا وجهها … )) … وخلاصة ما تستطيع به المرأة أن تصلي فهو زيها وكذا الرجل..أما التباهي بإظهار الصدر والبطن والأرداف والأفخاذ … ماذا ابقت لتغري زوجها … وهذا ليس في الإسلام بل في كل دين . لا أعتقد أن تمشي يا عزيز يوماً وأنت تبرز بطنك وأفخاذك للناس … ماذا يقال عندها على محمود سعد…. وتحولت المرأة إلى سلعة جمالية تستخدم لإغراء المستهلك بسلعة ما .. فهو نوع جديد من استعباد الجسد ، باسم المدرن و العارضة و…
5- الأحداث الأخيرة في مصر المسئول الأول والأخير هي الدولة والإعلام ، وسائل نشر الجهل والأمية بحقائق الدين وعبادات المعاملات ، خلقت جواً مشحونا .ز كما أوجدت قبلاً الإرهاب المبطن باسم الدين الحق ، يقال ..لماذا لا يكون رئيس الدولة مسيحي ، فليكن ما المانع ، فإن كانت فرنسا يوماً ستختار رئيساً مسلماً فيمكن أن يحدث أن تختار مصر رئيساً مسيحياً .. القضية ببساطة أننا حكمنا الأغلبية فمن هم الأغلبية … ولتعط الحقوق كما ينبغي لا فرق بين مسلم ومسيحي ويهودي وغير كتابي ، الحق واحد والواجب واحد ، يحكمنا في ذلك قانون ودستور واحد . أما أن تحكمنا فئات طاغية ونتوقع خيراً لا أظن … وزارات داخلية ملعونة .. وقضاء مشبوه به إلا في بعض الدول …
6- تصور وكيف لا تتصور 400 مليون نسمة في محيط الشرق الأوسط أو كذا سموه … لا يستطيعون أن يأكلوا من أيديهم ، فهل تتوقع من هذا الكم أي قوة … يقال وكم يقال البطالة والبطالة …. والحل موجود .. لو أخنا مصر مثلاً إن تعدادها وصل للسبعين يسكنون ويتمركزون في أقل من 15 % من مساحة مصر ، تصور أي أن 85 % من المساحة يسكنها الجن المصري … أي عقلية دولة تلك لديها 85 % من الأرض ولا تستطيع أيجاد سكن للمحتاج ، تصور لو تحولت ولو 50 % من هذه المساحة إلى مدن ريفية زراعية .. وأوجدنا لها الماء … ماذا ترى أنت تقود الدولة لتتحول إلى دولة زراعية … بالله عليك كيف تريد أن تصنع دون مواد خام ، تصور كل منتجاتنا تعتمد 80 % على الإستيراد لننتج ( حليب أو جبن أو سيارة ) أي أننا عبارة عن مكائن تنفيذ واستهلاك لا أكثر أي أننا لا ننتج ) ولا خير في أمة لا تأكل مما تزرع ولا تسكن ما تبني ولا تملك ما تصنع ) تصور 80 % من دخل تلك الدول يذهب في استثمارات خارج تلك الدول …. ولوجئنا للأمية قرار واحد سينهيها في سنة .. كم عدد الخريجين لنفترض 100 ألف ماذ لو قلنا لكل خريج علم 100 القراء والكتابة تحصل على شقة .. ماذا ترى 10 مليون قارئ .. في سنة .. لا تقل صعب القرار يعني مصلحة يعني إرادة أمة قادرة على التغيير لتقول لا وألف لا في وجه الظلم …
7- أخيراً وليس آخراً … دعوة للقناة الأكثر شهرة والأكثر تفضيلاً في الشرق الأوسط MBC دعوة لإنتاج عمل متكامل وكبير وبتكلفة عالية وبأداء مميز لسيرة أعظم إنسان ( محمد )) صلى الله عليه وآله وسلم ..ليس سيرته كنبي لا بل سيرته كإنسان … (( الطفل اليتيم ، الشاب الرزين العاقل ، الرجل الخلوق ، التاجر الناجح ، الراعي المتميز ، الزوج وأعظم قصة حب على الإطلاق ، الأب ، المربي ، القائد ، الصديق الرزعيم ،القاضي ،….) خذوا جهدكم الكامل ، وعملكم الحق لإنتاج القصة التي بالفعل ستعلم الكبير والصغير ، المرأة والرجل ، الشاب والفتاة ، العجوز والمسنة ، المدير والفقير , وراعوا إظهار كيانه بتقنية جديدة مع إخفاء الوجه بنور شديد أفضل مما رأيناه في قصة مريم الإنتاج الإيراني الشهير ، ولكننا نريد أفض بل أفضل الأفضل ،وأحسن الأحسن … ومهما أخذ منك الجهد فاعلموا أنكم تبنون بهذا العمل جيلاً للتغيير إلى ألأفضل ..