اعادة نشر 2006 : الفن واهله
الفن وأهله
كتبهاأحمد مبارك بشير ، في 5 نوفمبر 2006 الساعة: 13:23 م
الفن وأهله :
العاقبة للجميع بالمسرة إن شاء الله .
رغم أن الكلام متأخر لكنه لابد أن يقال .
ينتهي رمضان ويدخل شوال وتبدأ القنوات بتبادل الكم الهائل من المسلسلات التي تنافست فيها الدول لتقدمها لهؤلاء الناس الأبرياء ولا أعلم لماذا ارتبط رمضان بكل تلك المسلسلات العربية والحمد لله ما فيها مسلسل مكسيكي وإلا جرحوا صيام الناس فوق ماهو مجروح .
والملاحظ أن أروع الدرامات بغض النظر عن شيء هي السورية أولاً يليها المصرية ، وحتى المسلسلات الكوميدية فإن السورية تنافس بقوة وبأسلوبها الرائع في نقل هموم الناس على رأس القائمة بقعة ضوء ومرايا .
وفي حرب المسلسلات يحاول الخليج أن يبرز بقوة ولكن للأسف بأفكار و نوايا لكتاب القصة ليست بالإيجابية ، وليس الكل فهناك يعباقرة كحياة الفهد و لكن أوجه اللوم وكذلك الاستفسار للكاتبة فجر السعيد و الهدف الذي تعرضه عبر رواياتها وباستغراب أتعجب هل تريد السيدة فجر السعيد أن يكون المجتمع الكويتي أو الخليجي بالصورة التي تعرضها في رواياتها ، والإخراج الغريب للروية الذي يبرز مجتمعاً يعيش في قصور وأي قصور وأثاث وأي أثاث أما مكياج الممثلات (القارح) حتى وهي خارجة من باب الحمام بعد ليلة نوم تجد الأحمر والأخضر والأرجواني ووووو والله غريبة مكياج لا يزول أبداً ، والأكثر حدة في الموضوع هو نقل مجتمع شبه بعيد عن دينه الإسلام يعيش في غربة وكل مشكلة القصة أن فلان لم يتزوج فلانه والفقير تعالوا شوفوا الفقير يعيش في فللا كبيرة ويتمنى كل مناه أن يعيش في قصر … كان هذا نفس السؤال الذي أوجه للمخرج الدوغجي وخاصة في إخراجه للاستعراضات والأغاني التي كلماتها جميلة تجد كل الكليب عبارة عن كذا فتاة يتراقصن وبكل المكياج القارح لا أفهم ما هو الصورة التي ينقلها الدوغجي من الكليب هذا عدا البقية من المخرجين الذين لا يستحوا من عرض امرأة عارية يوماً بحجة الفن عاوز كده !!!!!
الجمهور عاوز كده …. نحن نسأل هل التلفزيون وسيلة ثقافية لتطوير الثقافة ونقل المعرفة بصورة جذابة باستخدام الصور والكلمات ، أم هو سلعة مثله مثل الكيك والشكولاتة ….. فإن كان الأول فأنا لا أرضي الجمهور لزيادة الإفلاس العقلي وتخريب الشباب الذي صار همه الكبير التعرف على وحدة وبعد معرفة سنة لا هو تزوج ولا هو (( عملها )) ولا حول ولاقوة إلا بالله ، يعني إن كنت تنقل ثقافة وتعديل خطأ فامض وابتسم وإن كان غير ذلك فانسحب فوراً .
حتى المسلسلات الدينية التاريخية والسير الذاتية صارت مسرحاً للعبث بالتاريخ بحجة نقل الخبر بشكل يجذب الناس ، كما قلنا ماهو الإعلام … سلعة أم وسيلة معرفة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ولا يعني هذا أن كل شيء سيء على العكس هناك خيرات كثيرة ولكنها تضيع في حجم ما يقدم وما يعرض ،ونجد بعض ما يقدم من كليب أو أفلام ولو كان موضوعه أو كلماته جيدة يضيع وكأننا في عرض لبيع الحسان ويقولوا الشباب ماله كده؟!
رسالة لمن يهمه الأمر … الإعلام رضينا أم أبينا هو من أهم وسائل بناء الثقافة والمعرفة اليوم ، وأثره يصيب الصغير قبل الكبير ، وما مسلسلات الأطفال المدبلجة إلا وسيلة لنقل الثقافة بمفهوم ذلك المسلسل وعلى من يتابع أن يركز جيداً في الفكرة المنقولة عبر تلك الوسيلة ، فنحن بأيدينا وبرضانا ننقل تلك الأفكار والسموم فمن من الرجال العقلاء يحمل على عاتقة تصحيح الواقع لأن الواقع نحن من صنعه ومن يديره أيضاً ، ولأنه كذلك فبأيدينا نغيره ولو بنقل قشة من مكانها فمع الوقت سننقل كل القش ، وكما بدأ عباقرة من الإمارات بوضع فكرة ك ( الفريج) غيرهم يستطيع . وكما عادت سهير رمزي بقصة جيدة وقوية وبشكل متميز نريد من غيرها أن يفعل ، وكما نجح رجال قناة الجزيرة على اختلافنا مع القناة يهودية أو عربية إلا أنهم أثبتوا أنهم منا ويحبون لنا الخير وبكلماتهم التي تلامس القلب نجحوا أن يكونوا في القلب .