يوسف أيها الصديق ح 36 – فلا تبتئس بما كانوا يفعلون

تواصلا مع شرح سورة يوسف :

يوسف أيها الصديق ح 36 – فلا تبتئس بما كانوا يفعلون

حاجة يعقوب هي أن يتعلم أبناؤه حسبما قضى الله تعالى.

استعد الإخوة للقاء العزيز وهم لا يزالون يجهلونه. لم يقل لهم الأب شيئا عما عرفه من قصة يوسف ولكنه بشر أصبح يعدّ الساعات ليلقى ابنه الذي غاب عنه سنوات بل عقودا طويلة.

أسرع إخوة يوسف للعودة إلى العزيز لأنهم وعدوه أن يحملوا معهم أخاهم الذي ساعدهم العزيز في منحهم سهمه من الغلات دون أن يحضر بشرط أن يأتوا به.

كانوا حريصين أن يواجهوا كرم الوزير المصري الكبير بالحسنى ليعرف الوزير أنهم لم يكونوا مفسدين في الأرض وكانوا صادقين.

ومن الطبيعي أن يتهيأ يوسف ليلقى أخاه لوحده، فالمحتمل أنه أبلغ فتيانه الشخصيين أن ينتبهوا لعودة الإخوة فيسعوا لإرسال أخيهم الصغير لوحده إليه.

هذه المسألة من أسهل الأمور في مثل هذه المؤسسات الحكومية. مجرد أن يقولوا للإخوة بأنه مشغول جدا ولكن من الأفضل أن يرى أخاكم قبل كل شيء ثم ترونه حينما يفرغ مثلا.

المهم أنهم أدخلوا الأخ الصغير لوحده على يوسف بعد أن وصلت العير إلى مصر ودخل إخوة يوسف مخازن الحبوب الرئيسية التي اتخذّ يوسف لنفسه فيها مكتبا كوزير يقوم بمهامه بشكل مباشر.

وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴿69﴾.

دخل الأخ الصغير على أخيه الأكبر من أبويه وهو لا يعرفه ولا ينتظر أن يكون يوسف وزيرا في مصر. عرفه يوسف وعرَّفه بنفسه قبل أن يسمح لبقية الإخوة الذين ظلموهما بالدخول عليه.

نعرف من لحن الآية الكريمة بأن يوسف أبلغه بأنه سيبقى عنده في حيلة يحتالها على إخوانه ولعله أبلغه بالحيلة ليعلم كيف يتصرف حتى لا ينتبه أحد منهم. من المفروض أن يبلغه بكل ما نواه لأنه أخبره بأنه أخوه.

ولا أدري لماذا لم يصبر يوسف حتى تثمر حيلته ثم يبلغ أخاه بأنه أخوه. لو كان يريد ذلك لكان من الخير له ألا يطلب من الفتية أن يدخلوا عليه أخاه قبل البقية.

ليس لي إلا أن أقول بأن يوسف الرحيم الودود أشفق على أخيه وكره بأن يمارس المكر الذي مهد له فيضطرب قلب الأخ الصغير لحظات حتى تنتهي المسألة ويختلي به ويقول له كل شيء.

إنه شخص مختلف عن إخوانه ولولا هذا الاختلاف في الخلال والخصال لما منحه الله تعالى النبوة.

إن أول وأهم خُلُق يتخلق به الأنبياء والرسل هو المحبة والشعور بالحب تجاه الغير.

كل الأنبياء يحبون البشر جميعا ولذلك يدعون كل الناس حتى أعداءهم ليؤمنوا برسالتهم فيمنحهم ربهم المغفرة والرضوان ويدخلهم جنات النعيم.

إنهم الصفوة الخيرة الطيبة من أحسن الناس ومن أكرمهم ومن أخلصهم للغير.

لم يصبر يوسف القوي الحكيم أن يرى أخاه الصغير دون أن يُظهر له أعلى أنواع المحبة والحنان، فيصف لنا ربنا الموقف بأنه آوى إليه أخاه.

ومعنى ذلك أنه ضم إليه أخاه الذي لا يعرف القصة ولا يعرف ما سبب هذا الحنان من وزير مصري غريب. لكنه قطع عنه المفاجأة ليبلغه بسرعة أنه أخوه يوسف.

إنه موقف عاطفي يصعب بيانه ويصعب علينا أن نتخيله. والوقت الذي سيصرفه ليس كبيرا لأنه بعد لحظات سوف يلقى بقية الإخوة فيريد أن يخبر أخاه بسرعة عما سوف يفعله ليبقيه عنده. ويريد بالطبع أن يطمئنه بأن أباهما يعرف كل شيء وبأنه استلم الرسالة فسمح لهم بأن يجلبوه معهم ليطمئن الأخ الصغير بأن الأب العجوز لن يصيبه الألم من هول الخبر.

بالطبع أن يوسف أخبره بأن من غير المناسب أن يعلم الإخوة بالقصة قبل أن يتم اختبارهم لأنهم يستقبلون أمرا كبيرا هو صناعة بني إسرائيل.

ومما لا ريب فيه أنه ومن تلك الساعة دخل أخو يوسف في صنع الأسرة الكبرى التي سوف تستلم أكبر رسالة سماوية لأهل الأرض من رب الإنس والجن عز اسمه.

وأما قوله لأخيه: فلا تبتئس بما كانوا يفعلون، فهو أراد إدخال المزيد من الطمأنينة في قلب أخيه الصغير بأن الله تعالى قدر له هذا العذاب لتراه اليوم على رأس الاقتصاد الزراعي في مصر العظيمة.

فلا تهتم بما فعلوه ضدهما لأنهم الذين خسروا ولم يكسبوا.

(ولا تبتئس) تعني لا تتألم ولا تستشعر الالم والحزن. لقد أرى يوسف أخاه وبكل احترام بأن الذين ظلموهما اليوم محتاجون له فالله تعالى أكرمه أكثر بكثير مما فعل إخوانه معه.

ونعرف من جملة يوسف هذه بأنه عليه السلام لا ينوي أي شر ضد إخوانه وبأن قلبه النبوي مليء بالحب وفارغ عن أي عداء حتى بالنسبة للذين أنزلوا عليه أشد العذاب وكادوا يقتلونه.

فهو لم يظلم زوجة العزيز واكتفى بأن يتعرف الملك وحاشيته على براءته مما نُسب إليه.

مثل هذا القلب الطيب يمكنه أن يصنع أمة عظيمة مثل بني إسرائيل.

إنه ميراث إبراهيم الطيب الذي دعا لذريته كثيرا قبل أن يراهم ويستمتع بهم. مثل هؤلاء قلائل في التاريخ البشري.

وأما ما يقوله عامة المفسرين نقلا عن اليهود وبعض قصاصيهم الأسطوريين من أن يوسف دعاهم إلى بيته ثم أدخلهم غرف النوم اثنين اثنين واحتفظ بأخيه باعتباره فردا. ثم بكى وقال له بأنه أخوه ومنهم من يبالغ في بيان ذلك البكاء المزعوم، فإنها أقاويل لا تستند الى دليل مبرم كالقرآن مثلا.

إنهم يظنون بأن العظماء يستنجدون بالبكاء كما نفعل نحن من عامة الناس. والقرآن الكريم لم يذكر البكاء للأنبياء إلا خوفا من الله تعالى وتحت تأثير المعرفة الشديدة بإحاطة رب العالمين ونفوذه في كل صغيرة وكبيرة جل جلاله.

لقد أنزلوا يعقوب من درجة الطموح في صناعة أمة حينما قالوا بأنه بكى حتى ابيضت عيناه.

والله تعالى قال بأن عينيه ابيضتا من شدة حزنه وصبره لا من شدة بكائه.

تم التعارف بين الأخوين واحتفظ الأخوان الصغيران في العمر والكبيران في العقل والمطامح الكبيرة بما اتفقا عليه وجاء بقية الإخوة للسلام على الوزير المصري الذي أكرمهم من قبل وليبدوا له وفاءهم بوعدهم وبأنهم صادقون وأمناء، ومن الطبيعي أن يبدي لهم الوزير ارتياحه وبأنه لم يخطئ حينما وثق بهم وبوعدهم.

بقي يوسف وزيرا غريبا في عيون الإخوة إلا الأخ الصغير الذي أبدى ذلك مخفيا ما يعرفه من حقيقة الوزير.

وحينما نفكر في شخصية الأخ فإنه كان فعلا قويا قادرا على الاحتفاظ بسر عظيم ليس في وسع الإنسان العادي أن يكتمه دون أن يبدو أي تغيير على وجهه.

ولا ننس بأنهم جميعا أحفاد إسحاق وإبراهيم وهم جميعا آباء بني إسرائيل الذين لا زالوا إلى اليوم يتوارثون العلم ويتفوقون على غيرهم في تحقيقاتهم العلمية الكبيرة في أرجاء المعمورة.

إنهم بجوار مشاكلهم النفسية الكبيرة فهم جميعا في غاية الذكاء، ولذلك كانت مهمة الأخ الصغير كبيرة جدا ولكنه نجح دون ريب في الكتمان المطلوب منه.

والأمر يهدينا إلى فراسة يوسف أيضا. إنهم فعلا أناس مميزون عن بقية البشر الذين عاشوا بينهم والذين أتوا من بعدهم. ولا ننس أيضا بأنهم وبعد قبولهم دعوة أبيهم للنظر في المسائل من عدة زوايا قد أصبحوا أعمق إدراكا للمحيط وصار خداعهم وتضليلهم أكثر صعوبة.

فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ﴿70﴾

استمر يوسف ومعه أخوه في إكمال المسيرة لتصحيح توجهات الإخوة الذين يكبرونهما عمرا. قام فتية يوسف بمهمة جديدة هي وضع السقاية في رحل الأخ الصغير حينما يقوم العمال بتجهيز العير.

يبدو بأن الدولة كانت تمنع عامة الناس من الدخول في مكان التخزين ويقوم الموظفون بكامل التجهيز ثم يأتون بالحيوان المحمل إلى صاحبه ليأخذه محمولا.

ولولا ذلك لما تمكنوا من إعادة الأثمان إلى رحالهم في المرة الأولى دون أن يروا ذلك.

ويبدو أيضا أن مكتب يوسف كان على امتداد مكان التجمع الذي يتجمع فيه أصحاب العير مع عيرهم فكان الموظف يأخذ الحيوان من صاحبه ويسير به نحو المستودعات مارا بذلك الممر المؤدي بامتداده إلى مكتب يوسف. أحتمل ذلك إذ لا مجال لاتهام أخي يوسف بدونه كما سنعرف.

فسوف يكون المستودع طرف هذا الممر حتى لا يراه الزبائن القادمون للشراء. فمثلا يأخذون مجموعة من الجمال يحملونها واحدا تلو الآخر ثم يجمعونهم في هذا الممر المتوسط بين مكان التجمع ومكتب يوسف.

وعلينا أن نتصور بأن زيارة إخوان يوسف ليوسف تمت بعد زيارة الأخ له ودون وجوده. فهم قد ذهبوا احتمالا دفعة واحدة حينما خرج الأخ الصغير من المكتب مارا بالمكان الذي يجمع فيه الموظفون الحيوانات للتحميل.

وحينما أدخلوهم أشاروا إلى الأخ الصغير بأن موعده قد انتهى وعليه أن يخرج. خرج الأخ الصغير ويجب أن تكون التهمة بأنه حمل معه دون علم يوسف متاعا من غرفة يوسف وأخفاه تحت أذيال ملابسه حيث لم يكن لديهم جيوب مثلنا. وأقصد بالجيوب أماكن التخزين في الملابس وليس فتحات القمصان لإمرار الرأس منه.

ولا نعرف بالضبط ما هو معنى السقاية، كما نجهل معنى الصواع لكننا سنسعى للكشف عنهما بإذن الله تعالى.

وقد التمست ملاذا يعينني في قواميسنا اللغوية القديمة فلم أرتو منها وقفلت عطشانا كما كنت. سامح الله تعالى اللغويين جميعا، فقد كنا نتوقع منهم أن يكونوا لغويين بحق وليسوا أتباعا للمفسرين والمحدثين.

وليس المفسرون والمحدثون – كما يبدو – أحرارا في نقلهم فهم يعملون لمن ينفق عليهم أو يقلد الخلف منهم السلف دون أن يتحمل عناء التفكير الحر. ولذلك فإني أستأذن من أرباب الصناعة أن أفسرهما بما أفهمه من رسالة السورة الكريمة.

بالطبع أن كلمة صواع لم ترد في غير الآية المذكورة في القرآن ولكن السقاية وردت كثيراً كجذر ومرة أخرى فقط بنفس الصيغة. هي في التوبة:

أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (19).

فلنفهم قليلا عن آية التوبة. علينا أن نقدر كلمة قبل السقاية وهي مصدر لنتعرف بدقة على المقصود؛ فلنقدر الشرف. فيكون المعنى أجعلتم شرف سقاية الحاج كشرف من آمن بالله؟ فالسقاية هنا عمل مهني أو شرفي يقوم به إنسان. وقد يرمزون إليه بحامي الحرم مثلا. فحماية الحرم تعني سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام.

فالسقاية يمكن أن تكون مصدرا تعني مهنة أو مهمة ولكن يصعب أن نتصور السقاية بمعنى الإبريق أو الكوز أو الكوب الناقل لمياه الشرب.

وأما الصواع فهو أيضا مصدر صاع يصوع، صوعا وصواعا و.. ولو اعتبرنا السقاية شرفا مهنيا فقد يكون الصواع شرفا مهنيا بتعيين من الملك.

ثم ننظر إلى استعمال عمال يوسف للكلمتين اللتين تشيران إلى شيء فيزيائي واحد كما يبدو. فقد استعمل القرآن عمل يوسف مع ذلك الشيء سواء بجعله في رحل أخيه أو استخراجه منه مقرونا بكلمة السقاية.

لكنه استعمل خطاب عمال يوسف ثم تعهد يوسف للإخوة الغرباء غير المصريين مقرونا بكلمة الصواع ومنسوبا إلى الملك.

ثم إن القرآن استعمل كلمة السقاية مع الألف واللام وكأنها معروفة بين الذين ارتبطوا بالكلمة وهم يوسف وفتيانه حيث أن السورة لم تشر إليها من قبل لتكون الكلمة مُعرَّفةً بما في السورة.

نعرف من ذلك أن كل الحاضرين بمن فيهم إخوان يوسف يلمسون معنى ذهنيا لكلمة صواع لو أضيفت إلى الملك فسيهتمون بها لكن إخوان يوسف لا يسمون المفقود سقاية بل هو معروف بين أهل مصر أو يوسف وحاشيته فقط.

وبغض النظر عن كون السرقة مفبركة من قبل يوسف فإن المبررات يجب أن تكون صحيحة حتى لا تنجلي حقيقة المسألة لأحد غير يوسف و أخيه.

فالصواع الذي جعلوه داخل رحل الأخ الصغير والمسمى عند بعضهم بالسقاية وعند عامة الناس بصواع الملك يجب أن يكون على درجة كبيرة من الأهمية بحيث يسمح ليوسف أن يترك مكتبه مهرولا وراء المشتبه بهم ويسعى بكل جهده ولو بأن يعطي هدية لمن يُعطي اية معلومات تساعد في استرجاعه.

إنه فعلا منسوب إلى الملك ومسؤول خزائن الأرض المصرية 57.

يتبع …..

( هامش 57:  حينما ننظر إلى آثار القدماء نجد بأنهم كانوا مختلفين عنا بعض الشيء من حيث أننا نرمز بصور على الورق وهم يرمزون بصور وتماثيل فعلية ملموسة لعدم انتشار الطباعة والورق وما شابهها عندهم.

حتى اليوم نرى بأن المجتمعات الأمية تسعى للإعلان عن مرشحي الانتخابات البرلمانية بالصور. نرى مثلا مرشحي باكستان يرمزون لأنفسهم بالسيف والشراع والسيارة والحنطة حتى أنهم يضعون نفس الصور الرمزية بجوار أسماء المرشحين في ورقة الانتخاب النهائية فيضع الأمي علامة الموافقة بجوار الصورة التي ترمز إلى اسم من يريد أن يصوت له.

فقبل 4000 سنة كان الملوك يرمزون إلى قوتهم بما يتناسب مع شؤون بلادهم ثم يصنعون منها تماثيل أو قطعا تُقدم كأمر بيد أصحاب الشأن.

هذا الشيء يسمى أمر الملك أو صواع الملك.

والصواع احتمالا يدل على حالة الطاعة والانقياد المساوق للانصياع في اللغة. والانصياع في قواميسنا اللغوية يدل على تفرق المتحركات مثل الحيوان أو البشر استجابة لأمر أو دعوة من هو أقوى منهم.

مثال ذلك استجابة المعزى لأمر الراعي الشاوي. والتفرق لا يعني الانتشار دائما بل يعني امتثال الأمر بترك الحالة التي هي فيها، فلو كانت مجتمعة حول مأكل مثلا ثم أمرها الراعي بترك الأكل ابتعدن عن المرعى انصياعا لدعوته، وأما لو كانت منتشرة ودعاها إلى التجمع للعودة تحركن باتجاهه للتجمع.

فصواع الملك علامة عامة تدل على أمر إلزامي أصدره الملك وأعطى المأمور علامة يستدل بها على أنه يحمل أمر الرئيس الأعلى للدولة. لكن السقاية خاصة بأهل مصر.

مثاله ما نراه من رموز وعلامات لكل دولة بمقتضى اهتماماتها فهناك من يرمز للدولة بالسفينة باعتبار أغلب السكان من صانعي السفن ، إن كانوا أصحاب هذه الصناعة، وهناك دلة القهوة والأسد المجنح والإنسان ذو الأيادي الستة والأسدان الماسكان بالعلم وما شابه ذلك من علامات للدول والحضارات والتجمعات الكبرى في الأرض.

فرمز الدولة المصرية هي السقاية باعتبار النيل العظيم وسيطرة مصر على القسم الأساسي من مصباته في مصر والسودان. ولا ضير بأن يكون الرمز طاسا أو كوبا مزركشا أو مذهبا أو مرصعا. لكنه خاص بالبلاط والملك يعطي أمثاله لوزرائه ولحاملي أوامره الكبرى مثل قواد الجيش والشرطة. فكل أصوعة ملك مصر تظهر على السقايات باعتبار مصر.

ملوكنا وزعماؤنا الحاضرون يكتفون بكتابة الأمر على ورقة طُبع عليها رمز الدولة أو شعارها فيحتفظ بها الوزير على طاولة عمله أو يعلقها على جدار مكتبه أو يضعها في برواز يُثبتها على إحدى رفوف مكتبته أو نوافذ غرفة عمله.

هي شيء رمزي ثمنها في أنها تصدر عن السنام الأعلى وسوف يسبب ضياعها فشلاً ذريعا وخجلا كبيرا أمام الرأس الأكبر. نهاية الهامش 57.)

أحمد المُهري

#يوسف_ايها_الصديق

تابع مركز #تطوير_الفقه_الاسلامي

https://www.facebook.com/Islamijurisprudence/

ان كان لديكم الرغبة في الانضمام لمجموعة النقاش في المركز برجاء ارسال بريد الى :

islamjurisdev@gmail.com

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.