مسائل القبلة ان غادرنا الارض ، ونقل الدم ، والاسلحة النووية ، واطفال الانابيب وغيرها


استكمالا لرسالة الأخ ابو الزهراء العبودي نلخص بيان الشيخ المُهري حول تلك المسائل ويلي النص الكامل: 

تساءل فيها العبودي عن الحياة التي تعقدت وتحتاج الى تشريعات السماء ، وجاءت الرسالة بمسائل منها خروج البشر من الكوكب الارضي ، واتجاه القبلة ان غادر الناس الى الفضاء ، وعمليات نقل الدم ، والاسلحة النووية ، وغيرها ….  

اولا : ان وصل البشر الى الكواكب قد تكون نعمة من الله تعالى الذهاب اليها لاعمارها لا لتدميرها لان تدميرها قد يؤدي لكوارث اكبر . 

ثانيا : عن اتجاه القبلة خارج الارض ، القدس مقدسة واهم من مكة المحرمة ، والتوجه للكعبة لتوحيد التوجه ، فيمكن ان يتم التوجه لاي اتجاه و الوجهة لله تعالى. 

ثالثا : لم يمنع الله تعالى نقل الدم او الاعضاء ، وما يمنعه احد لا يلزم لنا ولا حجة علينا . 

رابعا : استخدام اي شيء في منفعة الناس خير ، منها تفكيك الذرة لتوليد الطاقة ، والاسلحة النووية العقل يحرمها الا ان  الدفاع مسألة عقلية ايضا ، وآيات القتال جميعها خاصة بالرسول ، ولا جهاد الا في حدود الدفاع ولابد من الاعداد والقوة . 

خامسا : استخدام النفط والغاز الذي تشكل منذ ملايين السنين في خدمة الانسان وما يحرمه الله هو الاسراف فيه واهلاك ما تستحقه الاجيال القادمة ، وهذا الاسراف يهلك الارض ويدمرها والتي قد تبدأ فيها الحياة بالافول بعد 3500 سنة . 

سادسا :  عن تلويث الكوكب ، لا يمكن تحريم كل شيء لاننا نراه سلبيا ، فكل نظام مفيد قد يضر. لكن تقنين كل شيء ضروري ويقوم بها البشر.

سابعا :   أطفال الأنابيب لا يناقض القرآن إطلاقا.

ثامنا :  مسألة حمل الرجال بدل النساء.فهل هو رجل طبيعي ، ام خلل وراثي ، وان كان لا ندري هل ستنجح العملية في المستقبل أم لا؟ وفي الظن هذا محرم  فتغيير خلق الله محرم . 

تاسعا : عملية صناعة إنسان كامل  العلم لم يصل إلى ذلك بعد وليس هناك أمل في المنظور القريب بقدر علمي المتواضع.

عاشرا : مسألة إنتاج بشر بدون تلقيح فهل تقصد إنتاج إنسان بالاستنساخ؟  على كل حال لا داعي لأن نبحث عن صحة هذا المشروع دينيا من واقع القرآن الكريم قبل أن تتم تجربة واحدة على الأقل لنرى . أما استنساخ الأعضاء لعلاج المرضى فلا أظن بأن هناك أي إشكال في ذلك قرآنيا. 

حادي عشرة : لا أرى في استخدام الكحول أي تحريم. ذلك لأن الله تعالى حرم الخمر باعتبار السكر ولم يقل بأن قليله حرام أيضا. 

ثاني عشرة : الأطعمة المعدلة وراثيا قد تضر بالناس  هناك سوف تمنعها الأنظمة .

ثالث عشرة : الجملة الكريمة (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) تمثل مسألة عقلية في واقعها. فالعاقل لا يجوز له أن يؤذي نفسه أذى كبيرا قد تعجل له الموت أو تنقص من عمره. 

رابع عشر : موضوع سجن الحيوانات أخلاقي أكثر من أن يكون دينيا. ولعلهم يصدرون قانونا مستقبلا.

ختاما : على كل حال، فإن الموضوع أخلاقي وعلينا ألا ننتظر من التشريع السماوي أن يتدخل في كل صغيرة وكبيرة عندنا. 

مسائل الاخ ابو زهراء العبودي : 

 حياة البشر تعقدت ظهرت فيها امور غير مالوفة لاسلافهم تحتاج الى تشريعات سماوية

خروج البشر من كوكب الارض الى الكواكب الاخرى هل هو حلال ام حرام ؟ وكيف لبشر ان ينقطع عن الارض…مثلا كيف يصلي المسلم على القمر والمريخ وهو ملزم بالصلاة على التراب …كيف يحج ؟ كيف يجاهد مثلا؟ كيف يصلي الى القبلة؟
عمليات نقل الدم ونقل الاعضاء…كيف لامراة تجري في عروقها دماء رجل وكيف لشخص ان يعيش بجسد غيره…طبعا شهود يهوه وهم فرقة دينية مسيودية اي مسيحية يهودية يحرمون نقل الدم ونقل الاعضاء
الاسلحة النووية حلال ام حرام؟
تعليب الاطعمة حلال ام حرام؟
تفكيك الذرة حلال ام حرام؟
استخراج الفحم والنفط والغاز حلال ام حرام؟ وكيف لنا ان نعرف ان من حق الانسان او ليس من حقة بعثرة باطن الارض واكل احشاءها بظرف 300 سنة بينما احتاجت مليارات السنين لتتكون؟
ماذا عن النفايات النووية والعادية وتلويث الكوكب ؟
نظام ال جي بي اس والانترنت ومواقع التواصل والاعلام ماهو حكمها وقد تحولت الى ادوات للتجسس وانتهاك خصوصية البشر
اطفال الانابيب
حمل الرجال بدل النساء 
انتاج بشر بدون تلقيح 
استخدام الكحول في الادوية 
الاطعمة المعدلة وراثيا
سجن الحيوانات في المزارع للبيض واللحوم 
ملايين الاسئلة عن اشياء استجدت في حياة البشر لم تكن على عهد الديانات القديمة
عندما ننظر الى الصراعات الدينية والى تعدد شراح الديانات والى تضارب اراؤهم وتناقضها داخل الديانة الواحدة نعرف ان البشر اليوم احوج منه للانبياء والرسل من اي زمن ماضي
ماهي ثروة ابو لهب مثلا مقابل الدخل الفردي اليوم فكيف بالثروات المليونية والمليارية وماحكمها 
هل فكرت بمصدر الكوبالت والليثيوم الذي يبنى منه هاتفك المحمول ؟
هاتفك المحمول لم يكن ليظهر لولا الاطفال الذين يموتون بحفر التعدين عن الكوبالت 
كل اصبع موز تاكله مقابله راس او اصبع طفل افريقي
هل ثم غضب الهي على فساد البشر؟

أبو زهراء العبودي

……..

اجابه الشيخ أحمد المُهري بالبيان التالي : 

بعض المسائل المعلقة برأي الأخ الكاتب.

أسعى فيما يلي أن أبحث عن حل للمسائل التي أوردها الأخ الكريم في مقالته:

1.

خروج البشر من كوكب الارض الى الكواكب الاخرى هل هو حلال ام حرام؟.

قال تعالى في سورة الرحمن: يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلاّ بِسُلْطَانٍ (33) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (34) يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ (35). اعتبر الله تعالى النفوذ في أقطار السماوات والأرض نعمة من الله تعالى ولكنه في الآية التالية أخبرنا بأننا كبشر وكذلك الجن لن ننتصر على الكواكب والأقطار السماوية. ذلك لأن بواطنها مليئة بالنار والنحاس المذاب ولا يمكن النفوذ منها. فهو أجاز لنا ولكنه أخبرنا بعدم إمكانية النفوذ. ونحن في الواقع نسعى للذهاب إلى سطوح الكواكب ولم يسع أحد حتى اليوم للدخول في أعماقها ولا لتدميرها. يعلم الجميع تقريبا بأن تدمير أي كوكب قد يؤثر في الحياة الإنسانية في الأرض.

2.

وكيف لبشر ان ينقطع عن الارض…مثلا كيف يصلي المسلم على القمر والمريخ وهو ملزم بالصلاة على التراب …كيف يحج؟ كيف يجاهد مثلا؟ كيف يصلي الى القبلة؟.

قال تعالى في سورة البقرة: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (143) قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144). كانت القبلة باتجاه القدس حينما وصل الرسول عليه السلام إلى المدينة. ولعلكم تعلمون بأن القدس في القرآن أهم من مكة كثيرا. وحتى لا تقعوا في ريب فإن الله تعالى اعتبر مكة محرمة أو البلد الحرام بمعنى أنها مسجلة عند الله تعالى بأن تبقى ولا تزال معالمها فهي محرمة. مكة في واقعها متحف قديم خلق الله تعالى فيها الإنسان الأول والأنعام الأربعة فلا يجوز مسها إلا في حدود السكن والحج. فهي مدينة مسجلة كمتحف. وأما القدس أو الأرض المقدسة فقد تجلى فيها نور الله تعالى ولذلك سماها الله قدسا باعتبار قدسيته والكعبة ليست مقدسة بل هي محرمة فقط. فرضي الله تعالى بأن يتركوا التوجه نحو القدس ويتجهوا إلى مكة. تدل ذلك على أن التوجه إلى مكان معين ليس مهما عند الله تعالى ولكن توحيد التوجه مهم جدا حتى يتجه الناس جميعا جهة واحدة إرضاء لربهم. قال تعالى في سورة البقرة: وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115).

فلا داعي للتوجه إلى القبلة إذا سافر المسلم في الكواكب الأخرى بل إلى أية جهة يتوجه المصلي ويقصد بها وجه الله تعالى احتياطا كما أظن.

أما الصلاة على التراب فلم يأمرنا ربنا بذلك. لا توجد آية في القرآن تأمرنا به.

3.

عمليات نقل الدم ونقل الاعضاء…كيف لامرأة تجري في عروقها دماء رجل وكيف لشخص ان يعيش بجسد غيره…طبعا شهود يهوه وهم فرقة دينية مسيودية اي مسيحية يهودية يحرمون نقل الدم ونقل الاعضاء.

لم يمنع الله تعالى نقل الدم ولم يمنع نقل الأعضاء ولا تأثير في نقل دم رجل إلى امرأة أو العكس. والواقع أن جسد الإنسان يتمثل في رأسه ولا يمكن تبديل الرأس ولا سيما المخ. وما يفعل شهداء اليهوه ليست ملزمة لأحد. ناقشتهم في عدة مواضيع ومنها هذا الموضوع قبل فترة طويلة ولا أتذكر جوابهم بالكامل لكن ادعاءاتهم ليست منطقية. إنهم يحللون ويحرمون حسب مزاجهم وحسب فهمهم ولديهم بعض الأحكام الطيبة كما أنهم يؤمنون ببعض التشريعات الفاسدة. فمثلا لا يجيزون الدخول في الانتخابات لأي سبب كان. قلت لأحدهم لو فرضنا بأن الحكومة أعلنت الانتخابات للرئاسة وكان الرئيسان المقترحان أحدهما هيتلر السفاك والآخر رجل مسالم فما تفعل؟ قال لا أدخل الانتخابات. قلت له لو أخبروك بأن الشخص الأقل خطورة من هيتلر يحتاج إلى صوت واحد ليتغلب على هيتلر فهل يجوز لك أن لا تمنحه صوتك؟ قال: ما علي من ذلك؛ أنا لا أنتخب لأن الانتخابات غير شرعي. قلت استعمل عقلك لترى بأنك بعملك هذا قد تأتي بهتلر جديد يحكم بلدك فهل عقلك يقبل ذلك؟ والخلاصة بأنه بقي متزمتا في رأيه. فلا عبرة بآرائهم. وهم ليسوا فرقة مسيحية يهودية برأيي ولكنهم يعتقدون بوجوب العمل بكل الكتاب المقدس فهم في هذه الجزئية أكثر تدينا من غيرهم فقط.

4.

الاسلحة النووية حلال ام حرام؟
تعليب الاطعمة حلال ام حرام؟
تفكيك الذرة حلال ام حرام.

العقل يحرم أسلحة الدمار الشامل ولكن لو حصل عدوك عليه فمن واجبك أن تسعى لتحصل عليه. قال تعالى في سورة الأنفال: وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ (60) وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61) وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62). هذا هو حكم القرآن الكريم وهو حكم الله تعالى طبعا. علينا بأن نتجهز ضد عدونا وهذا لا يعني بأن نستعمل قدراتنا ضده. لو أن اليابان كانت تملك القنبلة النووية لما تجرأت أمريكا من الهجوم عليها؛ تماما مثل كوريا الشمالية التي تملك ذلك فتخاف منها الولايات المتحدة الأمريكية مع كل هيبتها.

لكن المعاهدات الدولية الجديدة تحول دون تمكن دولة من استعمال القدرات النووية. على هذا الأساس يمكن للبرلمان أن تشرع عدم امتلاك القدرات النووية. المهم أن الأمر يعود إلى البرلمان برأيي. فالله تعالى لم يمنع من التزود بالسلاح ولكن في حدود إرهاب الأعداء. لم يأمر الله تعالى أحدا بخوض الحروب عدا الدفاع. لا يوجد في القرآن أي إذن بفتح البلدان فكل الفتوحات التي قام بها المسلمون غير شرعية. لا يوجد أي إذن لأي شخص بمن فيه الرسول نفسه عليه السلام بإعلان الحرب. إنما الدفاع مسألة عقلية لم يمنعها القرآن الكريم. ولو نقرأ آيات القتال في القرآن نجد بأنها جميعا شخصية خاصة بالرسول وكلها دفاعية. حتى فتح مكة أذن بها الله تعالى ليستعيد أهل مكة أموالهم ويساعدوا الذين طلبوا من ربهم أن يقويهم ضد الذين استضعفوهم. ولا يوجد أي إذن لأي شخص في الوجود بأن يعلن الحرب ضد أحد. فلا جهاد في الإسلام إلا في حدود الدفاع الذي يتفق مع العقل.

أما تعليب الأطعمة وتفكيك الذرة فالقرآن لم يمنع منهما وما المانع من ذلك إن لم يكن فيهما ضرر على البشرية أو على ممتلكاته وخاصة طعامه وشرابه؟

5.

استخراج الفحم والنفط والغاز حلال ام حرام؟ وكيف لنا ان نعرف ان من حق الانسان او ليس من حقة بعثرة باطن الارض واكل احشاءها بظرف 300 سنة بينما احتاجت مليارات السنين لتتكون؟.

قال تعالى في سورة الأعلى: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاء أَحْوَى (5).

نظرة أولية إلى الآيات تشعرنا بأن الله تعالى بصدد بيان ما فعله لنا قبل أن نتواجد في الأرض فنسبحه لما فعله سواء في خلقنا وفي منحنا النفس الإنسانية مستوية مع أبداننا أو في تقديراته الأخرى. هناك عصر نباتي قديم في الأرض وقد انقرض ذلك العصر بالكامل كما يظنون. فهناك الديناصورات وكذلك الأعشاب المناسبة لهم والأشجار الضخمة وكلها احترقت بأمر الله تعالى وتحولت إلى غثاء أسود. تلك هي النفط والفحم الحجري اللتين ورثناهما وهما مصنوعتان لمن يحتاج طبعا. ولو لم نسرف فيهما فلا وجه لتحريمهما. يحتمل البعض بأنها اندثرت بفعل النيازك وهناك آراء أخرى لكن الجميع يقبلون بأنها هي التي تحولت إلى الوقود الطيب المفيد لنا. بالطبع علينا أن نستعمل عقولنا اليوم فنستفيد من النفط للبتروكيماويات ونسعى لاستخلاص الطاقة من الشمس والشلالات والرياح وغيرها من الطاقة النظيفة إضافة إلى الغاز. فالأمر عائد إلينا وإلى عقولنا.

وأما تساؤلكم عن جواز بعثرة ما في باطن الأرض التي استمرت صناعتها مليارات السنين ونحن نستهلكها أو نسرف فيها خلال عدة قرون فقط؟ إنه تساؤل طيب وفي محله في الواقع لكننا نعود إلى كتاب ربنا لنرى السبب في خلقها. قال تعالى في سورة البقرة: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29). فكل ما في الأرض مخلوقة للإنسان في واقعها ولذلك نرى ربنا يذكر بعدها مباشرة السبب في خلق الإنسان بقوله الكريم: وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (30). وبملاحظة آية أخرى نعرف بأن الإسراف محرم. قال تعالى في سورة الأعراف: يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32). فهو سبحانه أخرج لنا كبشر بجميعنا كل الطيبات من الرزق مأكلا ومشربا وملبسا ومسكنا ومركبا وكل شيء بما فيها الزينة. لكنها كلها متاحة في الآخرة فقط لذين آمنوا في الحياة الدنيا. فكلها لنا والإسراف فقط حرام.  

ذلك يعني بأن البشرية مأمورة بدراسة كل شيء ليضمن عدم الإسراف كما أن عليه بأن يسعى لعدم الفساد والتدمير في الأرض فهو محرم أيضا. قال تعالى في سورة المائدة: إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33). فهو سبحانه يقر بأشد العذاب ضد الذين يفسدون في الأرض وهم الذين يدمرون الأرض فيظلمون الموجودين ومن سيأتي بعدهم.

ولا ننس بأن عمر البشرية في الأرض قد ينتهي بصورة طبيعية بعد حوالي 3500 سنة حيث تبدأ الحياة بالأفول شيئا فشيئا كما أظن. والعلم عند الله طبعا. ونحن نزداد علما يوما فيوما فنتعلم كيفية الاقتصاد في الثروة التي مضى على إعدادها ملايين بل بلايين السنين. لكن المجرمين والفاسدين يشعلون الحروب المدمرة فيدمرون البشر والحجر وعلى الإنسانية إيقافهم عند حدهم ليتوقف الفساد في الأرض بإذن الله تعالى.

القول بأن البشر قد يستفيد أكثر من حقه ليس صائبا كثيرا إلا إذا قلنا بأنه قد يفسد في الأرض. لنستحضر ما فعله سلفنا قبل مئات السنين. كانوا يذبحون بقرة ليطعموا أنفسهم ولو كان عددهم قليلا؛ يأكلون من لحمها ما قووا ثم يرمون بالباقي للطيور الجارحة مثلا لتعذر إمكانيات الحفظ لديهم. فهل يمكن اعتبارهم مسرفين مثلا؟ كلا؛ ليسوا مسرفين إلا إذا دمروا وتعمدوا الإسراف ولكنهم لم يتعرفوا على طرق الحفظ والصيانة مثل التبريد والتثليج والتعليب والتيبيس وغير ذلك من أساليب الاحتفاظ بالمأكولات. هناك الكمبوست مثلا وهو مشار إليه في القرآن أيضا وهو من اختراع المسيح عليه السلام كما أظن؛ كما أن هناك السماد العضوي وهو من اكتشافات سليمان عليه السلام في القرآن. كل ذلك طرق علم الله تعالى إياها خلقه ليستفيدوا من الأرض وما فيها خيرَ استفادة. لكنه هناك إسراف لا مفر منه أحيانا. مثال ذلك هو الأمطار التي قد يذهب كثير منها سدى في ظاهره. والخلاصة بأن من واجبنا أن نسعى والله تعالى سيعلمنا المزيد تباعا تبعا لنظامه. قال تعالى في سورة طه: قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50).

ولنعد قليلا إلى مسألة تفكيك الذرة وصناعة الأسلحة النووية. لو كان تفكيك الذرة بغية استخراج القوة الهائلة فيها وتحويلها إلى الكهرباء مثلا فما ضير ذلك؟ ولكن لو كان الهدف تدمير البشر وما يملك فهو بالتأكيد محرم حتى في القوانين الإنسانية ولا سيما القوانين الدولية. تفكيك الذرة لا يضر بالأرض إصالة ولكنه قد يضر باعتبار نوع التفاعل الذي يوظفونه. القاعدة أن كلما يفسد الأرض أو يؤثر في حياة الناس فهو محرم طبعا.

6.

ماذا عن النفايات النووية والعادية وتلويث الكوكب؟

نظام ال جي بي اس والانترنت ومواقع التواصل والاعلام ماهو حكمها وقد تحولت الى ادوات للتجسس وانتهاك خصوصية البشر.

لقد تحولت الإنسانية برمتها إلى أسرة واحدة لها برلمان دولي واحد وهم يفكرون في كل هذه المسائل ويسعون لنشر وتعميم الحلول لكل مشكلة. كل نظام مفيد قد يضر. أبسط مثال لها هو السكين فهو ضروري للإنسان ولكن المجرمين يستعملونها لقتل البشر فهل يمكن أن نمنع من صناعة السكاكين مثلا؟ نظام الجي پي إس مفيد لا يمكننا اليوم أن نعيش براحة بدونه فلا يمكن تحريمه وليس لنا في كتاب ربنا أي دليل على تحريم هذه الأنظمة. لكن تقنين كل شيء ضروري ويقوم بها البشر عن طريق المنظمات الدولية التي علمنا إياها ربنا لحماية أنفسنا وممتلكاتنا. وبالمناسبة هناك إشارة جميلة إلى مسألة تغطية الكوكب بثمان نقط كما هو في الجي پي إس. قال تعالى في سورة الحاقة: وَانشَقَّتِ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16) وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17). تتحدث الآيتان الكريمتان عن الدمار الكوني الشامل وكيف تتجمع كل الكواكب في مجموعة واحدة وهي فاقدة الجاذبية من أطرافها لتحمي نفسها. هناك ثمان مجموعات من الملائكة أو ما يشابه الملائكة مسؤولون عن مد التجمع الكروي الجديد بالجاذبية من ثمانية جوانب للكرة بحيث تغطي كل الكرة. ونظام التموضع الدولي يقوم بافتراض ثمانية زوايا حول الأرض فتنصب في كل زاوية ثلاثة أقمار تتحرك في زاويتها لتغطي مجموعها كامل الكرة الأرضية. والإضافات التي تمت فيما بعد حيث أضافوا 6 أقمار أخرى ليبلغ العدد 30 قمرا فإنها أقمار احتياطية في الواقع. بالطبع أن مهندسي التموضع لم يستفيدوا من القرآن ولم ينتبهوا إليه لكننا المؤمنون بالقرآن نرى بأن القرآن تحدث عن زوايا التموضع بالإشارة طبعا. هناك إشارة أخرى بأن العرش وهو يعني كل الكواكب الغازية وكل الكواكب الصلبة معا محمولةٌ طاقويا في جوانب الكون. هناك قبة سماوية تحيط بكل الكون وهي تتبادل الجاذبية مع الكواكب الجانبية ولكنها هي بنفسها تحتاج إلى جاذبية من خارجها حيث لا كون ولا هم يحزنون. هناك تقوم كائنات أخرى غير مادية بحماية الكون ونحن لقلة علمنا نسميها ملائكة طبعا. قال تعالى في سورة غافر: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7). ذلك هو نظام التموضع الكوني جل خالقها وحاميها وسبحانه وتعالى.

والله تعالى حرم التجسس ولكن البشرية تخالف حكم الله بمن فيهم المسلمون والذين يقيمون الحكومات الدينية أيضا. قال تعالى في سورة الحجرات: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ (12). ألا يعني ذلك بأن التجسس حرام وبأن نظام الكون الذي يديره الله تعالى كاف لحمايتنا فلا نتدخل في خصوصيات الأفراد.

7.

اطفال الانابيب

حمل الرجال بدل النساء

انتاج بشر بدون تلقيح.

أطفال الأنابيب لا يناقض القرآن إطلاقا. إنه وسيلة جيدة لحماية الحيمن الضعيف من الموت قبل أن يتم عملية صناعة الخلية الأولى داخل بويضة الأم. فالإنسان في الأنابيب يعود إلى رحم أمه و الحيمن المنتقل إليه هو حيمن أبيه. لكن الإشكال الكبير في الذين يأتون بـ حيمن من غير أبيه. هناك يكون الابن لمن هو مالك ذلك الحيمن وليس زوج أمه. ذلك الطفل لا يرث أباه ولو كانت أنثى فهو ليس محرما معه طبعا. علينا أن نعرف بأن الله تعالى هو مالك الطبيعة وله نظام طبيعي لإدارة الكون ونحن نعرف القليل من ذلك النظام المتقن. فالولد آنذاك ليس ابن ذلك الزوج طبيعيا فالزوج ليس أبا لذلك الطفل.

نأتي إلى مسألة الفاحشة. ليس سهلا أن نفهم حقيقة ما فعلته الأم في نفسها حيث حملت خلايا أحادية من غير زوجها. إنها لم تأت بفاحشة طبعا حيث لم يكن هناك تلاق جنسي بينها وبين صاحب ذك الحيمن المولد. أنا في الوقت الحاضر يصعب علي فهم الحكم الشرعي بالنسبة للأم فقط. قد يكون هناك من هو أعلم مني فيتحدث عن الحكم الشرعي من واقع القرآن الذي نؤمن به. لا عبرة بإخواننا أصحاب الفتاوى فهم ليسوا وكلاء عن الله تعالى لنتقبل أحكامهم وفتاواهم البائسة.

أما مسألة حمل الرجال بدل النساء. فالرجال في الأصل فاقدون لجهاز صناعة الطفل. كما أن هرموناتهم غير متشابهة فالمتحولون جنسيا قد لا ينجبوا إطلاقا وهناك خطورة الموت كما يقوله بعض الأطباء. هناك أحاديث كثيرة يتناولها الأطباء حول الموضوع ولا ندري هل ستنجح العملية في المستقبل أم لا؟ ولو نريد أن نعرف فتوى القرآن الكريم فهو كما أظن محرم لقوله تعالى في سورة النساء:إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا (116) إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا (117) لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ َلأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا (118) وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا (119). فتغيير خلق الله محرم لأنه من وعد الشيطان الرجيم الذي لعنه الله ذاكرا وعوده المرفوضة شرعا.

وأما عملية صناعة إنسان كامل بنفسه من غير طريق الأرحام فهو مستحيل قرآنيا بقدر علمي المتواضع. قال تعالى في سورة يس: سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الأرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ (36). فهناك بدن مصنوع من الأرض وهناك نفس مصنوعة من نفس إنسان آخر وهناك أمر آخر لا نعلم عنه شيئا. والحديث في الآية هو عن الأزواج البشرية وليس عن كل الأزواج الحيوانية والنباتية لأنه سبحانه استعمل الضمير هم (أنفسهم) فهو ضمير خاص بالمدركين. ولا أظن بأن الأرحام المزروعة للذين غيروا جنسهم يمكن أن تؤدي إلى نفس النتيجة. على كل حال فالعلم لم يصل إلى ذلك بعد وليس هناك أمل في المنظور القريب بقدر معلوماتي البسيطة.

وأما مسألة إنتاج بشر بدون تلقيح فما عرفت المعنى بالضبط. هل تقصد إنتاج إنسان بالاستنساخ؟ لو أردت ذلك فهو ليس متاحا بظني. ولا أظن بأن العلم يمكن أن يصل إلى استنساخ إنسان كامل في المستقبل بغض النظر عن المسائل الأخلاقية التي يستند إليها الذين يمنعون من تجارب الاستنساخ. على كل حال فلا داعي لأن نبحث عن صحة هذا المشروع دينيا من واقع القرآن الكريم قبل أن تتم تجربة واحدة على الأقل لنرى كيفية ذلك. أما استنساخ الأعضاء لعلاج المرضى فلا أظن بأن هناك أي إشكال في ذلك قرآنيا. إنه ليس داخلا ضمن عملية تغيير الخلق المحرمة في القرآن بقدر علمي القليل.

8.

استخدام الكحول في الادوية 
الاطعمة المعدلة وراثيا
سجن الحيوانات في المزارع للبيض واللحوم.

لا أرى في استخدام الكحول أي تحريم. ذلك لأن الله تعالى حرم الخمر باعتبار السكر ولم يقل بأن قليله حرام أيضا. نحن بالطبع لا نشرب حتى قطرة من الخمر احتياطا ولكن استعمال أي كحل بما فيها المسكرات في الدواء ضرورة يصعب تفاديها فهو علاجي وليس الدواء مع القدر القليل من الكحول داخل ضمن المسكرات دون ريب.

الأطعمة المعدلة وراثيا قد تضر بالناس فإذا ثبت ضررها يوما ما حد تعجيل الموت مثلا فقد تدخل ضمن الآية التالية من سورة البقرة: وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195). موضوع الآية هو المنع من عدم الإنفاق التي قد تؤدي إلى انتشار السرقة والقتل من قبل الجائعين طبعا. لكن الجملة الكريمة (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) تمثل مسألة عقلية في واقعها. فالعاقل لا يجوز له أن يؤذي نفسه أذى كبيرا قد تعجل له الموت أو تنقص من عمره. والقرآن يحرض على حماية الإنسان نفسه فبهذا الاعتبار لا يجوز له القيام بأي عمل يؤدي إلى الموت في النهاية. لكن الموضوع قد يكون غير وارد ضمن المهلكات والعلم عند الله تعالى. ولذلك فنحن نأكل من تلك الأطعمة حتى يتبين أنها في غاية الضرر. هناك سوف تمنعها الأنظمة الحكومية بل قد تمنعها الأمم المتحدة.

وموضوع سجن الحيوانات أخلاقي أكثر من أن يكون دينيا. والواقع بأن البشر منذ القدم كانوا يحصرون الدجاج في بيوتهم خوفا من الضياع أو السرقة. لكن التجار اليوم يحصرونها في قاعات غير أخلاقية في الواقع لأن الحيوان بحاجة إلى التفسح إلا أننا من الصعب أن نقول بأن ذلك حرام شرعا. وقد بدأ بعض المؤسسات بتشجيع بيع البيض من غير طيور الأقفاص ولعلهم يصدرون قانونا مستقبلا. على كل حال، فإن الموضوع أخلاقي وعلينا ألا ننتظر من التشريع السماوي أن يتدخل في كل صغيرة وكبيرة عندنا. وختاما أشكر الأخ الكريم أن شجعني على مناقشة كل المسائل التي مر على خاطره وأتمنى أن تكون أجوبتي مقنعة له ولغيره. وأنا دائما بانتظار من يصحح أخطائي. تحياتي له ولمن يطلع على هذه المقالة ومعذرة من التطويل.

أحمد المُهري

21/6/2019ِ

#تطوير_الفقه_الاسلامي 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.