لماذا تأخذ الدولة ضرائب من المواطن؟

لماذا تأخذ الدولة ضرائب من المواطن؟
منطق الضرائب في الدولة الديمقراطية الحديثة معروف تختصره عباره “الضرائب من اجل التمثيل” Taxation for representation
المواطن يدفع الضرائب مقابل (حق التصويت) أي حقه في اختيار من يمثله في سلطات الدولة، وفي مقابل (حق الخدمه) لأن الضرائب تتحول الى بنى تحتية وخدمات ودعم صحي وتعليمي وتنموي.
الضرائب في الحقيقة تعود الى جيب المواطن على شكل شوارع نظيفة ومدن منظمة وتعليم مدعوم وخدمات صحية راقية وأمن وحماية على مدار الساعة.
والدولة الحديثة لا تأخذ الضرائب الا من ذوي الدخل المنتطم، اما من يعانون من البطالة او انقطاع الراتب فهي تدفع لهم اعانات شهرية ولا تلاحقهم بطلبات الجبايات والزكوات. 
لكن الوضع في الدول الاستبدادية مختلف.. 
فالدولة لا تأخذ ضرائب من المواطن ولا تعطيه حق التصويت وربما يكون في هذا جزءا بسيط من العدالة.
أما أسوأ تطبيق لجمع الضرائب فنجده في دول العصور الوسطى بشكل عام ، وفي الدولة السلطانية الاسلامية بشكل خاص إذ ان السلطان يتشدد في جمع الزكوات والجبايات من الرعايا دون ان تعود اليهم على شكل خدمات او حق التصويت.
بل إن دفع الضرائب يكتسي طابعا دينيا في الدولة السلطانية المستبدة لأن رفض دفع الضرائب (زكاة، جزية، عشور..) قد يعتبر خروجا على الدين.
والسلطان او الخليفة يدعي انه يجمع الضرائب بتكليف الهي لا مجال للاعتراض عليه “خذ من أموالهم …”
ورغم ان القاعدة تقول ان الزكاة على القادرين فقط الا ان الممارسة في الدول السلطانية كانت مختلفة، فكان الفقير يعاني ايضا ويدفع الزكوات والاتاوات التي تقدر عشوائيا.
ان اول حرب في الاسلام هي حرب جمع ضرائب “الزكاة” التي قادها ابو بكر ضد من رفضوا دفع الزكاة الى حكومة المدينة بحجة ان دفعها لفقرائهم اولى.
المنطق في ذلك الزمن كان يرى ان الزكاة حق من حقوق النبي تنتقل بعد وفاته الى نائبه الخليفة. وظلت العلاقة بين الخليفة والرعية علاقة جباية في مقابل السلامة من الأذى.
يحاول البعض اليوم اعادة تكرار سيناريو الدولة السلطانية السلالية الطائفية لكن بممارسات ابشع واشد استبدادا تمتص الصدقات من الفقراء وتصطاد كل فلس يحاول المواطن ان يصرفه حتى ولو كان نذرا او كفارة او صدقة…. ممارسات بشعة تفرض الجبايات على العاطل والفقير والنازح والهارب والمظلوم.

حسين الوادعي

#تطوير_الفقه_الاسلامي 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.