الثورة والثورة

الثورة والثورة

في النظام الديمقراطي الحقيقي كل مواطن هو ثائر..لكنه يدلي بصوته في الانتخابات و يشارك في الرقابة على أهل السلطة، بدلا من حمل السلاح…برناردشو كان يرى ان بريطانيا تشهد ثورة كل 5 سنوات ، هذه الثورة هي الانتخابات!فاذا كان هدف الثورة الاطاحة بالنظام القائم ووضع نظام اخر مكانه، فان هذا ما تفعله الانتخابات.الثورات السياسية ثورات مؤقته تنتهي بسقوط القيصر، وبعد ذلك يبدا الثوار بتشييد ديكتاتورية جديدة تحتاج بدورها لثورة اخرى للاطاحة بها، بينما الديمقراطية ثورة مستمرة في التشريعات والعقائد والقيم تصحح نفسها بنفسها وتجفف منابع التوتر والاستبداد بالياتها الداخليه..الثورات المسلحة ثورات جزئية تهتم بتغيير النظام السياسي وتتغاضى عن الانظمة الاجتماعية والاقتصادية المساندة لها..بيما الديمقراطية ثورة شامله تطرح للنقد والتغيير كل الانظمة السياسية والثقافية والقيمية وتغيرها من جذورها اذا اقتضى الامر..الثورات السياسية تهتم بالماضي، بتغيير النظام او الملك او الرئيس، لا تحمل الا رؤية شاعرية غامضة عن المستقبل،بينما الديمقراطية ثورة مستقبلية تنظر الى ما يجب أن نكون عليه في الغد وما الذي نحتاجة لنستمر وننمو في المستقبل..في الديمقراطية أنت مواطن ، في الثورات انت مقاتل..نجح الغرب في تحويل الديمقراطية الى ثورة دائمهوفشلنا في تحويل الثورة إلى ديمقراطية حقيقية..

حسين الوادعي

#تطوير_الفقه_الاسلامي

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.