فضائل الإنسان ورذائل الكهان

فضائل الإنسان ورذائل الكهان
تتجلى أعمق أزمات الخطاب الديني الكهنوتي في الخلط الفظيع الذي يرتكبه في تحديد معاني الفضيلة والرذيلة. وقد يصل الخلط الى درجة تتحول فيها الرذائل الى فضائل دينية تفرغ الدين من روحانيته و تجعله معاديا للحياة والانسان.
الحب رذيله!
الحب مثلا رذيلة عند أديان الكهنة وحفرة من حفر الشيطان. فالحب عند الفقهاء مرض في القلب واختلال في التدين والهاء عن العبادة والصلاة التي تتطلب (حسب الخطاب الديني) قلبا مملوءا بحب الله وحده. حتى حب الأم والاب يجب ان يظل محدودا وهامشيا حتى لا ينافس حب الاله. بل ان حب الاب والام والوطن يجب ان يكون مشروطا بالتزامهم بتوجيهات الشيخ او الكاهن.(انظر فقط ماذا كتب كبار الكهنة من امثال ابن القيم وابن تيمية والغزالي عن الحب)اما الكراهية فهي فضيلة دينية مشهورة عند الفقهاء. يجب ان تكره لتكون مؤمنا فاضلا. يجب ان تكره من يختلف عن دينك او مذهبك او رايك. يجب ان تكره النساء والفكر الحر والفن. و كلما زادت كراهيتك علوت درجة في سلم الايمان. فالمؤمنون تاريخيا كانوا مشغولين باخراج الناس من دائرة الايمان عبر تكفيرهم وكراهيتهم بمقدار انشغالهم بادخالهم الى حظيرة الايمان عبر السيف.  (اليست “الولاء والبراءعقيدة تأسيس الكراهية عند المسلمين؟)
العقل ضلال!
لنأت لفضيلة أخرى هي العقلانية. قبل عصر العلم والعقل كان عالم الانسان مسكونا بالاشباح والشياطين والقوى الغامضة. لكن العلم جعل العقل حاكما وموجها لكل مجالات الحياة. العقل هو صانع انسانية الانسان بما قدم له من قدرات تجعله يتجاوز حالة الطبيعة الى حالة الحضارةلكن العقل قمة الرذائل الدينية عند الفقهاء والكهنة. فالعقل سبيل الضلل والتيه ، وهو اداة ضعيفة عاجزة عن الفهم عند فقهاء المقدس. “ابليس هو اول العقلانيين”…هكذا يحدثنا الخطاب الديني. اما العقل الوحيد الذي يعترف به الفقهاء والكهنة هو |العقل المستقيل” على حد تعبير الجابري. انه العقل الذي لا يفكر حسب اليات المنطق بل يبحث عن عقلنة وتبرير للمسلمات والخرافات الدينية، والعقل الذي يتقبل كل التناقضات الدينية ويعتبرها قمة. العقل ضلال اما الجهل عندهم فهو ام الفضائل واساس الايمان! 
المساواة كفر!
فلننتقل الى فضيلة المساواة. إن المساواة ارقى الفضائل الانسانية لكنها في الخطاب الديني قمة الخطايا. وهل يوافق الكهنة على المساواة بين المؤمن وغير المؤمن؟ اوبين ديني وبقية الاديان؟؟ او بين طائفتي والطوائف الاخرى؟ او بين الرجل والمراة (والمراة عندهم هي نموذج النقص ومطية الشيطان). وهل يقبل رجال الدين مساواتهم مع العامه؟ ان المساواة ترعب الخطاب الديني لان لا شيء يرعب المتدين الغيور اكثر من وضع عقيدته على قدم المساوةا مع العقائد الاخرى. لكن العقل الانساني يرى في عدم المساواة قمة الاهانة للكرامة الانسانية وذروة التشويه للمجتمع.
أتريدون أن أذهب بالحديث إلى فضائل دينية اخرى مثل الحرب (الجهاد) والقتل والفقر والقناعة والكآبة والكبت والعنف (ضرب النساء والاطفال) والخنوع والاتكالية والتكفير وغيرها من فضائل الكهان؟ لا أعتقد انني بحاجة لذلك الان ما دامت الفكرة وصلت وصرت تعرف كيف يحول خطاب الكهنوت أفظع الرذائل الى فضائل دينية باستخدام التزوير والتبرير والتحريف..يومكم سعيدحسين الوادعي#تطوير_الفقه_الاسلامي

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.