المؤمنة كاترين 26- بني اسرائيل

المؤمنة كاترين

المقطع السادس والعشرون

زواج مرفوض

أعجب الحاضرون بأخلاق ماري وعلمها وأدبها وحسن خصالها بحيث لم يتمكنوا من إخفاء مشاعرهم تجاهها. يبدو بأنهم جميعا فكروا في السعي لإبقاء ماري معهم في الكويت لإحياء الجلسات العلمية التي بدأت بها في بيت كاترين. لقد أحبوها من كل قلوبهم وشعروا بأنهم بحاجة إلى مثلها لتنشر بينهم الحب والفضيلة وكل معاني الإحسان والطيب.

ساترين:

لا أدري كيف يتيح لنا أن نبقى على صلة مع الحبيبة ماري. لقد أحببتها من كل قلبي وأشعر بأنني محتاجة إلى علمها وأدبها لأتعلم منها ولأقلدها في الفهم والعمل.

كاترين:

أظن بأنني مشتاقة أكثر منك يا ساترين. أنت رأيت جانبا من جوانبها المشرقة وأنا رأيت أكثر من جانب. لكن علينا بأن نعلم بأن لكل إنسان ظروفه واهتماماته فهل نحن لا زلنا في البيوت التي ولدنا فيها مع آبائنا الذين أحبونا وساعدونا حتى أوصلونا إلى العلم والمعرفة ثم تركناهم مضطرين لنستمر في معترك الحياة بقوة وبيسر؟

توم:

أشعر بأن جلستنا هذه تشع الخير والبركات وأشعر بأن العم محمود وزميلنا علوي وزميلتنا العزيزة كاترين إضافة إلى العزيزة ماري هم بناة هذه الجلسة الخيرة. ولكنني مع شعوري المماثل لشعور ساترين أرى بأن غياب ماري يُحدث شرخا في تجمعنا اليوم. بمعنى أننا قد نجتمع كثيرا ولكن بدون أن نستمتع بأسئلة ماري ونستعين بحسن فهمها وسعة مدركاتها.

فريجا:

منذ اللحظات الأولى هذه الليلة وأنا أفكر في أن نسعى لتزويج ماري في الكويت لأنني أحببتها منذ البداية. فبالزواج سوف نبقيها بيننا وسوف نراها كثيرا ونستمتع بمرافقتها ومحادثتها.

ماري:

أشكركم جميعا وأشعر بأنني بسفري عنكم سوف أحمل معي ذكريات لا تُنسى وصديقات وأصدقاء لا يفارقوني في خيالي وفي أعماق قلبي النفسي. وأقول للعزيزة فريجا:

ليس الزواج أن يتقدم فتى لفتاة لا يعرفها يطلب يدها لأنه معجب بها أو كلاهما معجبان ببعضهما البعض. ذلك زواج غير ناجح وغير صحيح. ما قمت بما قمت به بين علوي وكاترين إلا بعد أن اطلعت على الزمالة الطويلة في العمل بينهما وعلى احترام كل منهما للآخر وعلى الحرمات التي يهتم بها كل منهما مع صاحبه. قرأت حكاية طويلة بين علوي وكاترين خلال التحدث إليهما في لقاءات قليلة ورأيت بأن هناك نقصا بينهما يمكن تلافيه بكل سهولة ولذلك وبعد تفكير طويل وطلب الخير من الله تعالى أقدمت على تقديم كل منهما للآخر. كانت العملية ناجحة لأنها تمت بعد دراسة كافية وبعد أن أمضيت وقتا كافيا لمعرفة أسرار الحياة الخفية لدى كل منهما. فهذا بإذن الله تعالى زواج موفق؛ ولكن ما تتفضلون به لا يمكن أن نسميه زواجا.

الزواج إخواني وأخواتي لا يعني إشباع الشهوات الجنسية كما يتصورها عامة الشباب. إنه التزامات مالية وعاطفية واتفاق كبير بين نفسية كل من الزوجين واستعداد متقابل للتضحية في سبيل الشريك وعلى رأسها التقوى من الله تعالى. إن كلا منهما خلق مملوك لربنا وعلى كل واحد أن يحب خلق الرحمن ويحترمه ويضحي في سبيله. أما سمعتم عن المسيح عليه السلام كيف كان مستعدا للتضحية في سبيل البشرية وهكذا بقية رسل الله تعالى الذين أحبوا الناس جميعا وساعدوهم جميعا ولم يفرقوا بين من يتبع دعوتهم أو لا يتبع. لعل بعضكم اطلع على القرآن الكريم حيث يخاطب الرسول محمد عليه السلام في سورة الكهف: فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6). باخع نفسك يعني مؤذ نفسك.

كان النبي يتألم من أن المسيحيين لا يؤمنون بالدعوة السماوية الجديدة وذلك ما سيؤدي إلى آثار خطيرة في علاقاتهم مع ربهم وفي مستقبل الحياة الأبدية بالنسبة لهم. وكان كذلك بالنسبة لكل أهل الكتاب بمن فيهم اليهود. قال تعالى في سورة الشعراء: لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3). ولعلكم سمعتم اهتمامه الكبير بالمشركين.

إن رسل الله تعالى أحبوا البشر جميعا وضحوا في سبيلهم ولذلك آمنوا بهم ولولا ذلك لما آمن بهم أحد. لقد ترك أصحابهم دين آبائهم واتبعوا الرسل لأن الرسل أحبوهم وأشعروهم بقلوبهم النقية المليئة بالمحبة والصدق والخلوص لكل إنسان باعتبار إنسانيته لا باعتبار قرابته ودينه.

والله تعالى في القرآن الكريم يعبر عن مسألتين فقط بالميثاق الغليظ. هما ميثاق الله تعالى مع النبيين وميثاق المرأة مع زوجها. قال تعالى في سورة الأحزاب: وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا (7). وقال سبحانه في سورة النساء: وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا (21).

العم محمود:

يا أخت ماري. أجدت وأحسنت فأنت فتاة مثالية حقا. فأرجوك ألا تعاتبيني لو أكملت الميثاق الغليظ بميثاق ثالث في الكتاب الكريم. قال تعالى في نفس سورة النساء: وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُواْ فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا (154). ذلك هو الميثاق العظيم مع بني إسرائيل وهو ميثاق معروف لدى كل أهل الكتاب وموضح في الكتاب المقدس أيضا. لكن الله تعالى كما أظن يتحدث في الآية الكريمة عن ميثاق التوراة مع بني إسرائيل والعلم عنده سبحانه.

ماري:

شكرا، يا عم بل أنا أشكرك على كل ما تعلمته منك. أنت بيننا لتصحح أخطاءنا، عفوا، أخطائي ولا سيما فيما يخص كتاب الله تعالى.

كاترين: 

نحن كلنا تلاميذ في مدرسة الحياة ومن هو أكثر علما في موضوع فإنه يفيض على غيره من علمه والعم محمود مرحب به دائما ليصحح أخطاءنا.

الحاضرون والحاضرات:

صحيح.

كاترين:

كلنا حريصون على أن نرى ماري بيننا أكثر من سفرة صدفة وكلنا نحبها ولكنني أشعر في أعماقي بأنها قد تبقى بيننا أكثر مما تظن هي بنفسها. لا أدري هل هي مسألة خيال أو مسألة حب وإكرام وعلاقة قلبية لا تقاس بمقاييسنا المعتادة. أم هي تمنيات كبيرة كبرت في قلبي حتى أصبحت أشعر بأنها حقيقة. لا أدري ولا أريد لها إلا الخير ويهمني مصالحها ولكننا سنرى مكانها خاليا بيننا لو تمكننا من التجمع. العم محمود إنسان لا يمكن أن أستغني عنه في الجلسات الدينية ولكن في الحقيقة بأن ماري هي التي تمكنت من إقناع العم محمود للمشاركة معنا.

محمود:

فعلا على الرغم من أنني أشعر بالسعادة بأن لي جارة طيبة هي كاترين. لكن لماري تأثير غريب في الإقناع وفي إخراجي من البيت وأنا في سن أحتاج معه إلى الراحة. أدعو لماري ولكم جميعا من كل قلبي أن يوفقها الله تعالى وإياكم لما فيه سعادتكم.

ماري:

هل لنا أن نختم جلستنا التي أتعبنا فيها العم محمود بسؤال أخير لتكون خاتمة جلستنا مفيدة لنا جميعا.

محمود:

بالطبع، ممكن.

ماري:

عن إذن الإخوة والأخوات فإنهم لم يسألوا ولذلك سمحت لنفسي بأن أسأل؛ سؤال أتمنى أن يلقى موافقتهم جميعا. هناك اهتمام غريب في القرآن الكريم ببني إسرائيل. الاهتمام كما أرى ليس دينيا وليس باعتبارهم أو باعتبار أكثرهم يهودا يتبعون التوراة. كما أننا لا نجد نفس الاهتمام بالمسيحيين الذين يتبعون التوراة إضافة إلى كتاب الله تعالى المحدث بعدها وهو الإنجيل. فما السبب؟

فريجا:

أظن بأن الموضوع مهم جدا بالنسبة لي أنا لأنني فلسطينية وأعاني أنا وأهلي من بطش بني إسرائيل.

محمود:

أنا لا أحب أن أتطرق كثيرا للقضية الفلسطينية من واقع القرآن الكريم. كما أظن بأن هناك حلا قرآنيا لو صدق ظني فإنه الحل الذي سوف يُفرض يوما على الفريقين المتحاربين في أرض فلسطين. يكفينا اليوم أن نقول بأن اليهود يظلمون أهلينا ومن حقهم أن يدافعوا عن أنفسهم وأن يستعيدوا الأرض التي اغتصبها منهم الإسرائيليون ظلما وعدوانا.

لكنني سوف أرد على سؤال ماري فقط. وفي البداية دعني أقول لكم بأن بني إسرائيل يجب أن يبقوا حتى نهاية الحياة في هذا الكوكب كما أحتمل. قال تعالى في سورة الأعراف: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (167). ألا تدل الآية الكريمة بأنهم باقون حتى يوم القيامة ليسوموهم سوء العذاب؟ فلو زالوا فلا معنى بأن يسلط الله تعالى على بني إسرائيل من يسومهم سوء العذاب إلى يوم القيامة. ولهذا السبب أرجو ألا يفكر أحد في رمي بني إسرائيل بالبحر.

ويقول سبحانه في سورة الإسراء: فَأَرَادَ أَن يَسْتَفِزَّهُم مِّنَ الأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعًا (103) وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104). فهناك وعد لهم من يوم أن أغرق الله تعالى فرعون وقومه في اليم بأن يعودوا إلى الأرض لفائف. يعني على شكل جماعات من كل مكان. والأرض هي الأرض المقدسة وليست مصر. ذلك لأنهم كانوا في مصر ويريد فرعون أن يبقيهم في مصر ولكن موسى كان يريد أن ينتقل بهم إلى أرض أخرى قريبة من الأرض المقدسة. وهم فعلا قد عبروا البحر إلى الجانب الآخر ثم عاد البحر إلى الحالة العادية كما كان وأزيل اليبس الذي أوجدته العصا في الظاهر. وكل الحكايات بعد ذلك تتحدث عن أن المؤمنين انتقلوا مع موسى خارج مصر. الذين بقوا في مصر من بني إسرائيل هم الذين كانوا في خدمة القصور الفرعونية، وهم الذين ورثوا جنات الفراعنة لفترة طبعا. هم كما أظن يمثلون غير المؤمنين من بني إسرائيل.

وما نراه اليوم هو أنهم جاؤوا لفيفا من كل مكان وسكنوا قريبا من القدس. لو كان المسجد الأقصى هو نفس المسجد الموجود في القدس وأنا أحتمل ذلك فإن الفلسطينيين سوف يبقون في القدس الشرقية وهي القدس الأصلية حتى لو تمكن اليهود من إبعادهم اليوم. قال تعالى في نفس سورة الإسراء: إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ ِلأنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا (7). هذا باختصار بعض أحوالهم.

والآن نسعى لنفهم السر في اهتمام رب العالمين ببني إسرائيل. كلنا نعلم بأنها هي أقدم أسرة بشرية في الأرض عمرها أكثر من أربعة آلاف عام منذ أيام إسرائيل عليه السلام. ولننظر إلى حكاية أخرى من القرآن الكريم لنعرف بعض السر في هذه العائلة الكبيرة. قال تعالى في سورة المائدة بعد بيان حكاية ولدي آدم الذين قربا قربانا فتقبل من أحدهما فقتله الأخ الآخر: مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32). ما هو ارتباط بني إسرائيل بولدي آدم؟ الحقيقة أن التشريع المرسل إليهم هو أول تشريع سماوي كامل إلى الجن والإنس. وكل الحكايات من موسى ومن بعده من الأنبياء تتحدث عن بني إسرائيل باعتبارهم الأسري وليس باعتبارهم يهوداً. وللمزيد من العلم فإن هناك أمرا علميا آخر لا يسعنا بحثه وباختصار فهو أن القيامة لا تقام على أساس ما فعله الناس فقط بل على أساس ما فعلوه مع ملاحظة أحوالهم ومشاكلهم وقدراتهم التطورية وارتباطهم بالكتب السماوية كما أن الله تعالى سوف يطبقهم على بعضهم البعض ويسمي تلك العملية بالشهادة في القرآن الكريم. الشهادة هناك بمعنى النموذج في عرفنا الحديث، والعلم عند المولى عز اسمه.

السؤال ليس عن موضوع بسيط وأنا أسعى لتبسيط الجواب ما أمكن فلا تلوموني.

الحاضرون بقيادة ماري:

نحن متشوقون لمعرفة الحقيقة القرآنية ولا لوم عليكم حضرة العم.

محمود:

قال تعالى بعد بيان حقيقة بقائهم حتى يوم القيامة في سورة الأعراف: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174). لنلاحظ واو العطف قبل الآيات الكريمة فهي معطوفة على حكاية بقاء بني إسرائيل تقريبا. الحديث في هذه الآيات لبيان أن الأسر التي نراها لا ترث كل شيء من آبائها بل هناك فصل طبيعي بين الأب وابنه من البداية أي من قبل أن تتم المواقعة بين الأبوين. والسبب في ذلك ليمنع سبحانه من القول بأننا ورثنا الشرك من آبائنا.

فهناك اهتمام سماوي كبير لبيان أن الأبوة والبنوة الطبيعية الضرورية في هذا الكوكب لا تؤثران في حقيقة الإنسان. ولذلك نرى بأن الله تعالى أقام اختبارين عظيمين متشابهين في هذا الكوكب: أحدهما اختبار أسري واسع لبني إسرائيل وإنزال التوراة عليهم والآخر اختبار غير أسري على أساس القوانين والتشريعات فقط للأمة الإسلامية وإنزال القرآن عليهم بدون الاهتمام بأسرهم. هذان اختباران أسري وغير أسري لمشاهدة تأثر الأمم بالأسر والفرق بينها وبين تأثرهم بالقوانين والعقود.

أظن بأن الله تعالى سوف يثبت للأمم بأن الاختبار غير الأسري كان أكثر توفيقا من الاختبار الأسري ولذلك فإن الأبناء لم يرثوا عقائد الآباء وإنما ورثوا بعض الصفات الطيبة من آبائهم. والعلم عند المولى.

ماري:

ليس الموضوع سهلا قابلا للاستيعاب في جلسة واحدة ولكنني مقتنعة الآن بأن هناك حكمة عظيمة لتكوين الأسرة الإسرائيلية من سلالة إبراهيم وتكوين أسر من نفس إبراهيم غير مهتمة بالأسرة إلا قليلا ولكنها مهتمة بالقوانين السماوية.

يبدو بأن القيامة ليست قيامة بسيطة كما يتصورها الكثيرون فهي قيامة شديدة التعقيد ولا يشعر بها إلا الذين يفكرون في سياسات رب العالمين جل جلاله. ولكن بقي في ذهني سؤال بسيط أتمنى أني يكون جوابه بسيطا أيضا.

محمود:

تفضلي يا ماري.

ماري:

أين الذين يسومون الفلسطينيين سوء العذاب اليوم بعد حكاية الهولوكوست المؤلمة؟

محمود:

هل ترين بأنهم يعيشون الهناء وهم حريصون أشد الحرص على الحياة الدنيا وفي كل ساعة يتوقعون هجوما فلسطينيا عليهم؟ إنهم معذبون فعلا ولا يشعرون بالأمان على الرغم من أنهم يملكون الكثير من المقومات الصناعية والتجارية والزراعية والعسكرية.

ماري:

شكرا يا عم محمود.

الجميع:

شكرا يا عم محمود وشكرا يا ماري وشكرا يا كاترين ونتمنى لك ولعلوي حياة سعيدة طيبة بجوار بعضكما البعض.

يتبع: مفاجأة سارة لماري!

أحمد المُهري

6/7/2019

https://www.facebook.com/Islamijurisprudence/


اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.