أمي ستدخل النار

لوحة فنية أخرى ، لم يرسل لي كاتبها بحثت حتى وجدت رابطا بين اللوحة والكاتب الشاعر من مصر :  حسن يوسف عبدالعزيز ، وللاسف وجدت ان القصة منثورة في كثير من المنتديات والصفحات وليس هناك اشارة لراسمها ، انظروا اليها معي كما هي جميلة وبسيطة تحمل معنى واحد ، اتعبتمونا رجال الدين صرتم اسوأ من بابا الكنيسة في العصور الوسطى تحكمون باسم الله وكأن قرار النار والجنة بايديكم ، الا فاتقوا الله  :
 
 
امى ستدخل النار
mum2.jpg
 
     كنت اعتقد وانأ صغير ان امى ستدخل الجنه بغير حساب ليس لأنها تصلى الفجر فى ميعاده ولا تفوتها ركعة واحده من الصلوات الخمس ربما يكون احدكم قد شاهد هذه السيده النحيفة فى احد شوارع المدينه المزدحمة… ربما نظر اليها وأشفق عليها من كل هذا الحمل الذى تحمله فوق رأسها والذى يزيد عن وزنها  ..وانأ صغير ذهبت معها الى هذه الرحله الكفاحية . 
       تستيقظ قبل اذان الفجر وتبدأ فى وضع الاشياء التى جمعتها من بيوت القرية والقرى المجاوره فى اليوم السابق من بيض وسمن وجبن وأشياء اخرى ترصها بانتظام داخل القفه ثم تضعها فوق رأسها . المسافة بين بيتنا والكوبرى الذى نستقل السيارة من امامه اكثر من كيلو متر تمشى  متثاقلة تجر  قدميها حتى نصل الى الكوبرى لنجد مجموعه كبيره من النساء ينتظرن، كل واحده تضع حملها امامها .كنت انظر اليهن  يحملن نفس النظره الحزينة التى تبدو دائما فى عينى امى…. اغلبهن ارامل او مطلقات يجرين خلف لقمة العيش التى لا تاتى ابدا بالساهل ..كنت استمع اليهن وهن يتبادلن الحديث عن الظروف السوداء التى يعشن فيها ….تأتى سياره ربع نقل وتجرى كل واحده لتلحق مكانها، تجلسن متلاحمات مع الاشياء التى احضرنها للبيع فى المدينه. تبدأ بعد النزول …رحله اخرى بين الزحام حتى مكان السوق. 
      تخيلوا ان هذه السيده التى تبدو وكانها تعرضت لصعق كهربائى من نحافتها وشحوب وجهها تقوم بهذا العمل يوميا ،مع ذلك لم تتبرم يوما ودائما تحمد الله على ما هى فيه. 
  انا لا احكى عن قصة امى ولن اخوض فى تفاصيل ترك ابى للبيت جريا وراء نزواته …ليس هذا هو الموضوع ولكنه مقدمه لموضوع اخر . 
      كنت استمع لاحد شيوخنا الاجلاء لا اتذكر اسمه فهم كثيرون والحمد لله وهو يتكلم عن المرأه المسلمه والحجاب والنقاب ،قال فيما قال : ان المرأه لا تخرج من بيتها الا ثلاث مرات ، مره من بطن امها ،ومره من بيت ابيها الى بيت زوجها ،ومره من بيت زوجها الى القبر …وتكلم عن الحجاب الشرعى الذى بينه حبر الامه ابن عباس وهو اللباس الذى يغطى جميع اجزاء جسد المرأه فيما عدا عين واحده من عينيها لا اتذكر اليمنى ام اليسرى ..وقال ان اى امرأه لا تلتزم بهذا الحجاب باءت بغضب من الله وكان اسلامها ناقصا مهما فعلت …وتكلم الشيخ عن ان صوت المرأه عوره وتعطرها زنى وخروجها من البيت فسق ورجس من عمل الشيطان. 
            فى اليوم التالى اتصلت بالبرنامج وقلت له ان امى تخرج للبيع فى السوق وهى تضع طرحه على رأسها مثل كل نساء القرى…. عندنا فاجابنى بلغته الدارجه بص يا بنى الاسلام ما فيهوش بين بين اما النقاب الشرعى اللى انا بينته وما عداه حرام حرام حرام …اما بالنسبه لموضوع الخروج لو قعت امك فى البيت ربنا هيرزقكم من حيث لا تحتسبوا  ..ولو الخروج لازم يبقى يكون معاها محرم .. 
        كنت انوى ان اسال الشيخ على صوت امى وهى تنادى على بضاعتها فى السوق هل هو عوره ام لا لكننى تراجعت وتخيلته يقول لى خليها تجيب تسجيل يكون بصوت راجل …. 
       اصدر الشيخ قراره من مكتبه المكيف بان امى اثمه ،ومذنبه ، وستدخل النار بذنبها .   
       اتخيل الان مشهد يوم القيامه العظيم وشيوخنا الاجلاء مع زوجاتهم المنقبات يقدن العربيات المرسيدس الى جنه الفردوس بينما امى المسكينه تساق الى جهنم مع قارون وفرعون وهامان لانها لم تلتزم بالحجاب …ربما سيسألها الله لماذا لم ترتدى الحجاب الاسلامى الوهابى…  ستجيب بفطرتها وحياتك يارب لا اعرف ابن عباس ولا ابن حنبل.. ربما ستحكى له عن عذاباتها فى الدنيا وكفاحها المرير من اجل ان تربى خمسه ابناء و تكفيهم شر الجوع … لكن كل هذا سيذهب هباء… لان المسكينه لم تكن تعرف ابن عباس ولم تقرأ او تسمع عن حجاب ابن عباس الذى يظهر من المرأه عين واحده لا ادرى اليمنى او اليسرى..
 
كتبها : حسن يوسف عبدالعزيز 
اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.