5 – أين الله؟

كثيرا ما نسمع مثل هذا السؤال من أطفالنا ولا نعرف كيف نرد عليهم لأن عقولهم في النهاية لم تنضج بعد فهي محدودة في سن الصغر. ولعلنا نلجأ إلى ما في عصرنا الفعلي من حقائق طاقوية لنساعدهم وهو الطريق الأسلم كما أظن. فنقول لهم:

أين الكهرباء؟

في الأسلاك.

وهل كل الأسلاك محملة بالكهرباء؟

كلا، ولكننا نوصل سلك الكهرباء بمصباح ونوصل الطرف الآخر من المصباح بالأرض فإذا أضاء المصباح علمنا بأن السلك مشحون بالكهرباء.

هذا يعني بأن الكهرباء ليست من نتاج الأسلاك بل هناك مصدر آخر لها فما هو مصدر الكهرباء؟

المولدات الكهربائية الضخمة التي تنتج الكهرباء وترسلها إلينا عبر أسلاك في غاية الصلابة وتخفف ضغط الكهرباء عن طريق المحولات المتعددة في طريقها إلى أسلاكنا المنزلية. فنحن نرى آثار الكهرباء باستعمال المصباح ونعلم بوجود مولدات ضخمة وراءها حينما نلمس ضوء المصباح. فما ذا لو صببنا الماء على الأرض الصالحة؟ سنجد بأن الأرض اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج.

هناك نعرف بأن وراء هذه الأرض قوة مهيبة تمد الأرض بالطاقة الضرورية لتنمو وتربو وتنتج ولكننا لا نرى مصدر تلك القوة ولا نرى أسلاكاً في الوسط. تلك القوة هي قوة الله تعالى المحيط بكل شيء والذي يمد كل شيء بما يحتاج إليه من طاقة ولكننا نكتشف ذلك إذا استخدمنا مصابيحنا مثلا لنرى بأن القوة موجودة دون انقطاع. فقوة الله لا تأتينا من مولدات قد تتوقف ولكنها تأتي من الله الذي لا يتوقف أبدا. كما أننا لا نرى أسلاكا بعيوننا كما لم نر الكهرباء في حالة المصباح الضوئي. بالنسبة لله تعالى فإن مصدر القوة ومسار القوة كلها غير مرئية بالعيون ولكنها موجودة لأننا نرى آثارها. فالله تعالى حاضر وهو معنا ويمكننا أن نرى آثاره إذا اتبعنا قوانينه أو إذا لجأنا إليه بالتضرع والدعاء حينما تقفل الطبيعة علينا أبوابها. 

أحمد المُهري

#تطوير_الفقه_الاسلامي

https://business.facebook.com/Islamijurisprudence/