تصحيح أخطائنا التراثية – الطهارة قبل الصلاة

تصحيح أخطائنا التراثية – الطهارة قبل الصلاة

بسم الله لرحمن الرحيم

قلت في تعريف الصلاة: الصلاة شعيرة رياضية بشرية خاشعة تجاري فيها النفس البدن أمام الله تعالى استدرارا لرحمته.

فالنفس والبدن يشتركان في أداء الصلاة ولو أن الإرادة كلها تابعة للنفس. وبما أنها شعيرة فيجب إظهارها وإشعار الآخرين بها. هي ليست كالإنفاق الذي يجب السعي لإخفائه جهد الإمكان كما أن الصلاة التقليدية العامة ليست كالتهجد. وبما أن البدن مشترك في الصلاة وبما أن الصلاة في حقيقتها تقام جماعة حتى ولو صلينا فرادى. فنحن نقصد بالصلاة الفردية التأسي بالجماعة. ذلك لقوله تعالى في سورة البقرة: وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ (43).

وقال تعالى في سورة البقرة أيضا: حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ (238) فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ (239). ولو نلاحظ بأن الآيتين وردتا وسط أحكام الطلاق فلعل السبب هو أن الذي أمر الله تعالى به أن يوصل دائما وأبدا دون تقطيع هو الصلاة، ولكن الزواج وهو رباط شريف ومهم ولكن يمكن قطعه أحيانا. بالطبع أن المواثيق التي أمرنا الله تعالى ألا نقطعها ليست محصورة في الصلاة التقليدية وأساسها هو الميثاق الطبيعي الموجود مع كل إنسان حين خلقه في رحم أمه وسنتحدث عنه ضمن هذه التصحيحات للتراث إن شاء الله تعالى مستقبلا. وإذا تجاوزنا الميثاق الطبيعي الخَلقي فإن هناك مواثيق أخرى يجب التمسك بها وأهمها بالنسبة لمن جاء بعد نزول القرآن هو ميثاق القرآن. هناك سبع سور قرآنية متتالية تبدأ بفاتحة “حم” وهي كلها تؤكد بأن القرآن هو حجة الله تعالى على الناس بعد نزوله. ولا نجد في القرآن حججا بشرية كما يزعم البعض. فالحاء هو الحجة والميم كما قلنا من قبل يعني التمسك بما قبله. فيجب التمسك بالقرآن بمعنى أننا لا نفارق القرآن كمفاهيم وليس كتعابير نتلوها ونترنم بها.

وتأتي أهمية الصلاة في سورة الأعراف حيث يقول سبحانه: وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (170). هذه الآية تتحدث عن الذين جاؤوا مع الرسول موسى حيث أنزل الله تعالى أول كتاب سماوي للإنس والجن حتى نزول القرآن الكامل المبارك. فوجوب التمسك بالكتاب السماوي مشفوع بإقامة الصلاة وهو يعني بأن لا تمسُّك بالتوراة والإنجيل والقرآن بلا صلاة. وإخواننا الذين يظنون بأن العمل الصالح والإيمان يكفيان لدخول الجنة فهم يقطعون القرآن تقطيعا. وكذلك إخواننا الذين يلحون بأن الصلاة تعني التعامل الطيب مع بعضنا البعض فهم في ضلال أيضا. معنى قول أولئك بأننا علينا بأن نتوضأ حينما نريد أن نساعد فقيرا أو نغني لنطرب الناس وهو من الأعمال الصالحة التي تدخلنا الجنة حسب تعبيرهم هداهم الله تعالى وإيانا.

وقال تعالى في سورة المائدة: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (69).

فالعمل الصالح يجب أن يقترن بإقامة التوراة والإنجيل والقرآن معا والصلاة أمر إلهي في الكتب الثلاث ولا يجوز تركها. ذلك لأن الصلاة التقليدية الشعارية هي التي تعلمنا كيف نبقى دائما في حال الصلاة. قال تعالى في سورة المؤمنون: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلاّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ ِلأمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ.

وقال تعالى نفس الشيء في سورة المعارج بفارق بسيط: الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ (24) لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلاّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31) وَالَّذِينَ هُمْ ِلأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32) وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34). والفرق بينهما هو أن سورة المؤمنون تتحدث عن الذين نالوا الدرجات الرفيعة من الإيمان واستعدوا للتضحية في سبيل العقيدة بالله تعالى. إنهم لا يكتفون بالصلاة الواجبة بل يهتمون بالنوافل فهم على صلواتهم يحافظون. لكن سورة المعارج تتحدث عن الذين ينجون من عذاب جهنم فهم من الدرجات غير الرفيعة من المؤمنين وهم على صلاتهم التقليدية يحافظون. هؤلاء يبقون على الخوف من الله تعالى ويتقونه ولا يعملون عملا دون أن يعتبروا الله تعالى ناظرا إليهم فهم على صلاتهم دائمون. تلك هي الصلاة الحقيقية التي يريدها الله تعالى لعبيده وقد أمرنا بالصلاة التقليدية ليذكرنا بها خمس مرات يوميا.

وأما المؤمنون الذين نالوا الدرجات الرفيعة فإن صلاتهم الدائمة تسبب لهم الخشوع الدائم المتواصل للقدوس العزيز فهم في صلاتهم خاشعون والعلم عند المولى عز اسمه.

هذه الصلوات التقليدية التي تساعدنا على تحجيم غرورنا والتخلي عن مميزاتنا وعدم التعالي على بقية خلق الله تعالى فهناك شروط يجب مراعاتها حين الامتزاج بالخلق بحيث لا نسبب لهم ما يكرههم ويكدر صفوهم. فعلينا بأن نطهر أبداننا قبل الالتحاق بالجماعة كما أن علينا أن نفعل نفس الشيء حينما نريد أن نصلي بمفردنا أيضا. ذلك لأن الصلاة التقليدية في حقيقتها تُقام بين المؤمنين وتسمى صلاة الجماعة ولكن الصلاة الفردية صلاة ناقصة من حيث الشروط ولكننا نسعى لنستوفي ما يمكن استيفاؤه من شروط صلاة الجماعة. فالأذان مثلا شرط لإعلام المؤمنين بوقت ومكان الصلاة ليجتمعوا ولكننا نؤذن حتى في صلواتنا الفردية لنتأسى بالجماعة وحتى لا ننسى بأننا أعضاء مع بقية المصلين ولسنا مفترقين عنهم.

والله تعالى أمرنا بأن نطهر أبداننا قبل صلاة الجماعة فنحن نطهرها قبل الصلاة كما نتأسى بالمصلين جماعة فنطهرها لصلواتنا الفردية أيضا. قال تعالى في سورة المائدة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6). ولننظر إلى الآية الشاملة ونتعرف على معانيها كما هي دون إضافة أو تنقيص.

الخطاب للذين آمنوا وهم الصحابة المؤمنون بالرسالة الجديدة. لكن الموضوع هو التطهير للصلاة والصلاة واجبة على الجميع فالوضوء ليس محصورا في الصحابة بل لجميع المسلمين. والغرض من الوضوء والغسل والتيمم هو إرادة الخالق العزيز لتطهيرنا. (مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ). ما هو نوع التطهير هنا؟ هل هو تطهير معنوي أم تطهير مادي لأبداننا؟ مما لا شك فيه أن التطهير المعنوي مرتبط بنفوسنا ولا معنى لأن نغسل أبداننا بالماء. فالتطهير هنا مادي وليس معنويا. أمر سبحانه بأن نتوضأ لإقامة الصلاة ولم يأمرنا بأن نتوضأ لأي عمل آخر. فالذين يقولون بعدم جواز مس خط القرآن بلا طهارة فهم يتحدثون عن أمر خارج القرآن ولا عبرة بقولهم.

يستشهدون بالآيات التالية من سورة الواقعة لإثبات ذلك: إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78) لا يَمَسُّهُ إِلاّ الْمُطَهَّرُونَ (79). والمس هنا ليس مسا فيزيائيا كما تراءى لهم. لو كان ذلك لقال سبحانه: لا تمسوا خط القرآن إلا إذا تطهرتم للصلاة. ذلك لأن الوضوء ليس لكل عمل بل هو لإقامة الصلاة ولا يمسه ينفي عدم نيل المس ولا ينهى عن أمر. فالمس في آية الواقعة مس معنوي كقوله تعالى في سورة آل عمران: إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120). ويعني بذلك أن الذي لا يطهر نفسه فإنه لن ينال القرآن ولا يفيده كتاب الله تعالى.

فالتطهير في آية الوضوء تطهير فيزيائي بالماء وغيره ونأتي بها بأمر الله تعالى لنكون طاهرين نظيفين بدنيا حينما نقف مع بعض في الصلاة. هكذا نزيل كل مظاهر النفور والكراهية كالروائح الكريهة أو البدن المتسخ بالتراب وغيره حينما نختلط بغيرنا. نبدأ بالتالي:

فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ: اليد معروف لدى الجميع والأمر هو أن نغسل يدينا إلى المرافق والمرفق معروف أيضا وهو المفصل بين اليد والذراع. لم يقل سبحانه بأن نصب الماء من أعلى إلى أسفل أو من أسفل إلى أعلى  ولم يقل بوجوب غسل اليد اليمنى باليد اليسرى والعكس بالعكس، كما لم يقل بوجوب غسل الوجه باليد اليمنى أو اليسرى. والعملية عملية تطهيرية لتصبح وجوهنا و أيادينا نظيفة طاهرة ونحن نطهرها بالماء ولو كانت نظيفة لنكون مثل بقية المؤمنين ولنتبع أمر ربنا بغسل الوجه واليد قبل الصلاة. كل الإضافات التي يقولها الفقهاء فهي مرفوضة ولا عبرة بها. ولا نحتاج إلى أن يوضحوا لنا حدود الوجه ولنعم ما ينقلونه عن المرحوم الشيخ محمد عبده حيث قال لتلاميذه وهم يناقشون حدود الوجه، قال ما معناه: كل إنسان يعرف وجهه ولا يحتاج إلى تعاريفكم.

فيمكن أن نغسل وجوهنا بقصد الوضوء ونحن نسبح في الماء أو على المغسلة أو تحت الرشاش في الحمام. وليس القصد أو النية ضرورية بل مجرد معرفة بأنك الآن تتوضأ كاف دون ريب.

وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ: ليس المقصود من المسح هو المسح بماء الوضوء كما يقول بعض الفقهاء بل المقصود هو التنظيف والتطهير. وبما أن الرأس عادة ما تكون مشبعة بالزيوت الطبيعية أو الزيوت التي يستعملها الناس لأغراض الزينة، فإن صب الماء لا يكفي بل يحتاج الرأس إلى أن نمسحه بيدينا ليزول الدرن والزيت وأي عالق آخر. فالمسح لا يعني عدم الغسل بالماء بل هو المسح حين الغسل بالماء كما يتراءى لي. وبما أن الكثير من الناس رجالا ونساء يزينون شعر الرأس فلا داعي لإزالة الزينة ويمكن الاكتفاء بمسح قسم من الرأس بحيث لا تتأثر الضفائر أو أي نوع من أنواع التصفيف الذي اعتاد عليه الإنسان. لا يريد الله تعالى أن يحرجنا بأي وجه كما ذكر سبحانه في نهاية الآية بل يريد لنا النظافة والطهارة دون أن نخسر شيئا.

والرجلان عادة ما تكونان أكثر اتساخا من اليدين فيجب مسحهما حين غسلهما لنضمن إزالة العوالق لتصبح رجلانا نظيفتين طاهرتين حتى لا نزعج بقية المصلين. ولم يذكر الله تعالى بداية للرجلين فهو يعني بأن علينا غسل رجلينا بالكامل حتى الكعبين في جانبي مفصل القدم مع الساق.  ودعني أعترف هنا بأن وضوء بني جلدتي من الشيعة ليس صحيحا ولا مطابقا لأمر الله تعالى وبأن وضوء السنة أكثر انطباقا مع القرآن الكريم. هذا لا يعني بأنني لا أصلي وراء الشيعي لأن وضوئه باطل عندي. إنه يتوضأ كما يعتقد وليس مقصرا ولكن على الجميع أن يسعوا لتصحيح أعمالهم بما يتفق وينسجم مع كتاب ربهم. أنا أصلي خلف الشيعي والسني والأباضي وأي مذهب إسلامي آخر مع أنني لا أعتقد بالمذهبية إطلاقا وأرى وجوب الاكتفاء بالإسلام. لقد حرم الله تعالى المذهبية بقوله الكريم في سورة الروم: مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32).

انتهى الوضوء ونأتي إلى دوافع الغسل:

وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ: الجنابة معروفة وتتحقق عادة بالارتباط الجنسي بين الزوج والزوجة. ولكن لو أتى أحد بارتباط محرم سواء بين الرجل وجنسه أو بين الرجل وغير زوجته من النساء وأراد الصلاة فلا يجوز منعه من الصلاة حتى لو أتى بالفاحشة. عليه بأن يتبع أحكام الغسل كما اتبعه الذين آمنوا برسولنا وهم جميعا من صحابته. ولو تم الالتقاء الجنسي بين شخصين سواء في المسار الصحيح أو في المسار الغلط كالفاحشة بين الذكرين ولم يتم الإنزال فإنهما جنبان قطعا. ذلك لأن لفظة الجنابة تعم كل ارتباط جنسي باعتبار المجانبة لا باعتبار الإنزال. فالمطلوب من المجنب ذكرا أو أنثى أن يتطهر.

لم يذكر الله تعالى كيفية التطهير ولكننا نعلم بأنه لم يقصد التطهير النفسي فالتطهير النفسي ليس بيدنا ولكننا نسعى والله يطهرنا. كما أنه سبحانه لم يعين ما نطهره من أبداننا كما تفضل علينا سبحانه في حالة الوضوء. إذن المطلوب أن نغسل كل بدننا. والكيفيات التي يذكرها الفقهاء للغسل ليست مذكورة في القرآن ولكنها ليست سخيفة. على الإنسان أن يطهر بدنه بعد الجنابة ليصير طاهرا بدنيا. فإما أن يدخل التجمعات المائية كالبحر والنهر والأحواض الكبيرة بكل بدنه فيكون قد تطهر أو أن يصب الماء على رأسه وأطرافه بالطريقة التي يراها سهلة عليه فيكون قد تطهر بدنيا وهذا كل ما هو مطلوب منه. فلو طهر الإنسان كل بدنه بعد الجنابة فلا يحتاج إلى وضوء لصلاته. ذلك لأنه سبحانه وفي نفس الآية التحضيرية للصلاة اكتفى بجملة “فاطهروا”.

ثم تشرح الآيات الحالات الشاذة الطارئة كما يبدو ولم يجد المرء معها ماء، فتقول:

وإن كنتم مرضى:

مع ملاحظة ولم تجدوا ماء نعلم بأن المقصود من المريض هو الذي يصعب عليه استعمال الماء. قد يكون الماء الحار غير ضار به ولكن الماء الحار ليس في متناول يده. وقد يكون الماء عموما يضره حتى احتمالا فلا يجوز له استعمال الماء على بدنه. هناك الكثير من المجروحين، والأطباء ينصحونهم بعدم غسل أبدانهم بالماء قبل أن يلتئم جروحهم. كما أن هناك بعض المصابين بالحمى الشديدة ويخافون من غسل أبدانهم بالماء. ومثلهم من دخل وقت الصلاة ولا يملك الماء للوضوء أو للغسل فهو مشمول بالآية.

أو على سفر:

المسافرون على ظهور الحيوانات قديما لم يكونوا قادرين على حمل الماء الكافي للوضوء والغسل فهم مشمولون بالآية.

أو جاء أحد منكم من الغائط:

قال الفقهاء الكرام بأن الغائط يعني مكان التبرز والتبول وقال بعضهم هو الخرء! لا أدري من أين أتوا بهذا المعنى السخيف؟ والغريب بأن كلمة الغائط وردت مرتين في القرآن في سورتين تتحدثان عن أجمل مظاهر الحياة. وردت في سورة النساء وهن يمثلن جمال الحياة البشرية كما وردت في سورة المائدة وهي سورة الطعام والمأكل والطعام من أجمل مظاهر الحياة الإنسانية. وليس الغائط في اللغة العربية بمعنى البراز.

قال ابن فارس في مقاييس اللغة: الغين والواو والطاء أصلٌ صحيح يدلُّ على اطمئنانٍ وغَور. من ذلك الغائط: المطمئِنُّ من الأرض، والجمع غِيطان وأغواط. وغُوطَة دِمَشْقَ يقالُ إنها مِن هذا، كأنها أرضٌ منخفضة. وربما قالوا: انغاطَ العُودُ ، إذا تثَنَّى، وإذا تثنى فقد انخفَضَ، وقياسُه صحيح.

وقال ابن منظور في لسان العرب: الغَوْطُ: الثَّريدةُ. والتَّغْوِيطُ: اللَّقْمُ منها، وقيل: التغويط عِظَمُ اللَّقْمِ. وغاطَ يَغُوط غَوْطاً: حَفَر، وغاطَ الرجلُ في الطِّين. ويقال: اغْوِطْ بئرك أَي أَبْعِدْ قَعْرَها، وهي بئر غَوِيطة: بعيدة القعر. والغَوْطُ والغائطُ: المُتَّسِعُ من الأَرض مع طُمَأْنينةٍ، وجمعه أَغْواطٌ وغُوطٌ وغِياطٌ وغِيطاتٌ، صارت الواو ياء لانكسار ما قبلها.

انتهى النقل.

لم يذكر ابن فارس المعنى السخيف للغائط كما قاله الفقهاء والمفسرون. وأما الراغب الأصفهاني فإنه تجاهل الكلمة في المفردات كعادته حينما تستقر آراء الأمة على معنى غير صحيح، ولكنه ذكر رأي الفقهاء في تفسيره وهو نقل وليس تحقيقا. وأما ابن منظور فإنه بدأ بنقل المعنى اللغوي الصحيح ولكنه في النهاية ذكر التفسير السخيف أيضا. والمؤسف بأنه يعتبر الغوطة هي الثريدة في بداية تعرضه للكلمة ولكنه لا يرفض مقولات المفسرين بأنها الخرء فلعله كان خائفا منهم!

ولننظر إليه كيف يعلل التفسير السخيف: وفي التنزيل العزيز: أَو جاء أَحد منكم من الغائط؛ وكان الرجل إِذا أَراد التَّبَرُّزَ ارْتادَ غائطاً من الأَرض يَغِيبُ فيه عن أَعين الناس، ثم قيل للبِرازِ نَفْسِه، وهو الحدَثُ: غائط كناية عنه، إِذ كان سبباً له.    انتهى النقل.

كلتا العلتين باطلتان. فلم يكونوا ليذهبوا إلى المطمئن من الأرض لقضاء الحاجة وحتى لا يراهم الناس بصورة خاصة ولم تكن الغوطات في متناول يد الجميع لكن الجميع بحاجة إلى التبرز. كما أن تسمية الشيء باسم المكان ليس شائعا بين العرب. هل سمعنا أحدا يسمي القدر مرقا أو يسمي البيت إنسانا أو يسمي النهر قربة أو يسمي الجمل هودجا؟؟

وذكر الجوهري في الصحاح نفس التفسير والتعليل الغلط كما فعل ابن منظور وقال الصغاني في العباب الزاخر نفس الشيء ولكنهم جميعا اعتبروا الغوطة والغوط والتغوط هو المكان المطمئن وكذلك دخول الأقدام في التراب كمعاني أولية لجذر غوط. واتبعهما فيما بعد الفيروز آبادي في القاموس ولكن بحذر فاكتفى بقوله: والغائط كناية عن العذرة.

ثم إن التبرز وكذلك التبول هما حالتان عامتان لكل البشر فلا معنى لأن يقول سبحانه: وإذا جاء أحد منكم من الغائط. لقد اعتبر القرآن المجيء من الغائط مسألة قليلة الوقوع أقل من ملامسة النساء حيث عطف عليها قوله الكريم: أو لامستم النساء. لاحظوا الفرق بين “إذا جاء أحد منكم” وبين “أو لامستم” من حيث شمولية الثاني تقريبا وندرة الأول. فالمعنى الذي أجمع عليه الفقهاء معنى سخيف وغير منطبق مع الآية الكريمة ولا مع اللغة العربية.

وينقل ابن منظور الحديث التالي في لسان العرب: وفي الحديث: تنزِل أُمّتي بغائطٍ يسمونه البَصْرةَ أَي بَطْنٍ مُطْمَئِنٍّ من الأَرض.    انتهى النقل.

فكيف رضي البصريون بأن يصف الرسول عليه السلام بلدهم بأنه الغائط؟ ولم يأتوا بأي شعر عربي قديم أو جديد لنفس المعنى. لقد ذكر ابن منظور ستة أبيات والصغاني ثلاثة أبيات وكلها ليست بمعنى التبرز أو الخرء. فنجزم بأنهم تحدثوا بلا دليل ونأخذ بالمعنى الأولي للغائط وهو البراحات الكبيرة والبطون المنحدرة في الأرض أو ما يجاريها. فحينما يصعد الشخص من منخفض إلى أعلى فإن رجليه تتوسخان ولعل وجهه ورأسه يتعرضان للتراب فعليه الوضوء لتطهير الأماكن الظاهرة التي لم تُستر عادة من البدن وتخليصها من الغبار والوسخ.

وأضاف أخي المهندس عبد السلام المياحي حينما شرحت الآية في التفسير بأن كل المصانع والورشات المهنية الكبرى عادة ما تستقر في الأماكن المنحدرة فلعل المقصود هو أن الله تعالى كتب على عمال المصانع ومن يخرج منها أن ينظفوا أماكن من بدنهم قبل الصلاة حتى يضمنوا الطهارة والنظافة. وقد أجاد عبد السلام في فهم معنى الغائط برأيي فأبديت ذلك للزملاء الكرام.

لكن الله تعالى أمر بأن نتوضأ للصلاة ولم يقل بأن وضوء صلاة الصبح مثلا لو لم يبطل فهو كاف لصلاة الظهر. ولذلك أظن بأن علينا أن نتوضأ حينما نريد إقامة الصلاة ولو أقمنا الظهر والعصر معا أو جلسنا في المسجد لصلاة المغرب ومن بعدها العشاء فلا نجدد الوضوء كما أظن والعلم عند المولى سبحانه وهو الغفار إذا أخطأنا في فهم أوامره الكريمة. فالمقصود حينئذ بأن الذي يعمل في المنحدرات فعليه بأن يتوضأ بعد أن يتخلص من المنحدر ولا يجديه الوضوء أو الغسل هناك ثم يصعد إلى المسجد.

أو لامستم النساء:

ملامسة النساء تعني الملامسة الجنسية المعروفة وهي للجنسين ولكن العرب ولعل غير العرب يتحدثون عن شهوات النساء ويقصدون بها شهوات الرجال والنساء. وملامسة النساء موجبة للغسل الكامل طبعا.

فالذين هم مرضى أو على السفر أو جاؤوا من المنحدرات أو مارسوا الجنس وكانوا فاقدين للماء فعليهم التيمم بدل الوضوء أو بدل الوضوء والغسل معا. فما معنى التيمم؟ ههنا نرى رأيا سخيفا أيضا اتفق عليه سلفنا رحمهم الله تعالى وإيانا. يقولون بأن التيمم يعني بأن تضرب يديك على التراب حتى تلتصق التراب بهما وبعضهم يكتفي بمس التراب ثم يمسح بهما بعض الوجه واليدين!! هذا رأي مضحك فعلا لمن يتعمق في الآية التي تتحدث عن رغبة الله تعالى في تطهيرنا. فالتراب يزيد من الوسخ وليس مطهرا كما يزعمون. ولنتعمق في معنى كلمات المقطع الشريف من الآية الكريمة.

فتيمموا صعيدا طيبا:

يتفق أرباب اللغة تقريبا على أن التيمم يعني القصد والتقصد. وقال بعضهم بأن معنى تيمموا صعيدا طيبا يعني اقصدوا صعيدا طيبا. وأما معنى الصعيد ثم الصعيد الطيب، هو المشكلة اللغوية لدى أرباب اللغة الذين تعثروا في فهم الكلمة. ظنوا بأن الصعيد تعني وجه الأرض وأتوا بالآية التالية من سورة الكهف دليلا على ادعائهم: إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً (7) وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (8). فلننظر إلى الآيتين باختصار.

ما على الأرض:

يعني النباتات التي تزين الأرض من زرع وشجر.

جاعلون ما عليها صعيدا جرزا:

يعني سنجعل النباتات صعيد جرزا. فما معنى الجرز؟

قال الراغب في معنى الجرز: قال عز وجل: {صعيدا جرزا} [الكهف/8]، أي: منقطع النبات من أصله، وأرض مجروزة: أكل ما عليها، والجروز: الذي يأكل ما على الخوان.  انتهى النقل.

أرض مجروزة تعني أرض مأكولة ما عليها. كيف تتحول نباتات الأرض إلى لا شيء حتى يكون معنى الصعيد الجرز، الصعيد التي لا نبات فيها بفرض أن الصعيد تعني وجه الأرض؟ هل هناك حيوانات تأكل كل النباتات، بمعنى أن تأكل الأشجار والأزهار والفواكه وكل الزرع حتى تتحول الأرض المشجرة المزينة إلى أرض بلا نبات؟ أم هل الأرض الجرز تعني الأرض المحروقة حتى نفترض بأن المعنى هو أرض احترقت نباتاتها. لم يقل أي منهم بأن الجرز تعني المحروقة.

وفي سورة الكهف آية أخرى عن الصعيد وهي: فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاء فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40). ولننظر إلى معنى الزلق.

قال ابن فارس في مقاييس اللغة: الزاء واللام والقاف أصلٌ واحدٌ يدلُّ على تزلُّج الشيء عن مقامهِ. من ذلك الزَّلَق.  انتهى النقل.

كيف يمكن أن نتصور نزول حسبان من السماء على بستان فتتحول البستان إلى أرض ملساء متزلجة؟

ومن حسن الصدف قصة حصلت لي حينما كنت أسكن مدينة طهران الإيرانية قبل حوالي ثلاثين عاما. وكان لدينا فلاح يأتي بعض الأيام لإصلاح الشجر والزرع في البيت. وذات يوم رأيته جاء ثم ذهب وعاد بسرعة ومعه رشاش وبدأ يرش الشجر. قلت له ما هذا؟ قال انظر لقد نزلت (الشتة) في الليلة الماضية وأكلت كل الفواكه وقال لي أنظر لقد تحول كل الثمار إلى مادة لزجة. سألته عن (الشتة)، فقال هي دويبة صغيرة جدا تأتي بالملايين فتهجم على الفواكه وهي مثل الجراد بل أخطر من الجراد. تألمت يومها ولكنني حين تفسيري لآية الكهف قبل عدة سنوات فرحت بأنني رأيت بأم عيني كيف أنزل الله حسبانا على الشجر في بيتنا فأصبح صعيدا زلقا.

فبالتأكيد أن الآيتين تتحدثان عن النبات ولا تتحدثان عن الأرض. وليس الصعيد بمعنى الأرض أو وجه الأرض كما قالوا. هذا من أخطائنا التراثية الكبرى مع الأسف. ولا أدري من أين بدأ العرب بهذا الخطأ حتى أوصلهم إلى أن الصعيد تعني الأرض المتربة أو غير المتربة فقالوا بأن التيمم يعني أن تضرب بيديك على الأرض المتربة ثم تمسح بها وجهك؟! بالله عليكم هل هكذا يطهرنا الله تعالى؟ والمشكلة أن جملة التطهير وردت مباشرة بعد التيمم. ثم ما معنى الصعيد الطيب؟ ولماذا وصفها الله بالطيب؟ فهل قصد القرآن الكريم أراضي مخصوصة للتيمم؟ ولو كان ذلك فلماذا لم يوضحوا لنا المقصود من الأرض الطيبة لنميز بين الصعيد الطيب والصعيد غير الطيب؟ والواقع أن ما فعلوه لخابيط شخابيط لا غير!!

والحقيقة، أن كلمة الصعيد ليس معناها الأرض بل معناها ما ينبت على الأرض وسماه صعيدا باعتبار تحركه الصعودي نحو الأعلى. هل صعيد مصر أرض مزروعة خضراء أم أرض فارغة من الزراعة؟ وتسمى صعيد مصر صعيدا باعتبار استمرار تحرك النباتات فيها بثمارها وأزهارها نحو الأعلى وليس باعتبار كونها جزءا من الأرض. فالصعيد تعني النباتات التي تصعد على الأرض. هذه النباتات تمثل الفواكه والأشجار غير المثمرة كما تمثل الأشجار الموردة. والورود تحمل الرائحة الطيبة فالصعيد الطيب تعني الورود الطيبة. وكان العرب يوم نزول القرآن يستعملون الروائح والعطور بكثرة لأنهم كانوا يسافرون إلى الشام وينقلون معهم العطور من هناك.

فمعنى الآية بأننا حينما احتجنا إلى الماء لغسل أماكن الوضوء وتنظيفها أو لغسل البدن عند الجنابة ولم نتمكن من الحصول على الماء أو من استعمال الماء فعلينا بأن نتوجه نحو العطور لنعطر وجوهنا وأيدينا ثم نلتحق بالمصلين مع رائحة صناعية طيبة حتى لا يكرهنا أحد وحتى لا نكون سببا لتنفر الناس من المسجد. هذا هو معنى التيمم بدل الوضوء وبدل الغسل. ولا ننس بأن الغسل يورث النشاط البدني بعد أن خمل البدن نتيجة الممارسة الجنسية مع الجنس المخالف أو في النوم. والعطور يمكنها أن تحل محل الغسل بالماء مؤقتا. وأنا أوصي المؤمنين بأن يوفروا بعض قناني الكولونيا في أماكن الوضوء في المساجد ليستعين بها من يحتاج إلى التيمم ويتركوا خزعبلات السلف الذين أشغلوا المؤمنين قرونا من الزمان بالتيمم بالتراب!!

أحمد المُهري

5/2/2017

#تطوير_الفقه_الاسلامي

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.