ثقافة القرآن للمبتدئين 1 – الله

ثقافة القرآن للمبتدئين 1 – الله

الله في الأصل كلمة مشتقة من أله، يأله بمعنى خضع يخضع. فالله يعني المخضوع له بشدة وسعة وشمول. فكل الكون وكل ما في الكون خاضع له جل جلاله. هذا الخضوع ليس باعتبار أن الله تعالى خلق الكائنات فليست كل الكائنات مدركة. الشمس خاضعة والقمر خاضع والهواء والماء وكل الذرات خاضعة له وهي كلها لا تدرك. إنها جميعا تسير ضمن قوانين وضعها الله تعالى مستفيدا من قوانين الطبيعة لتسير كلها وفق نظام معين يحقق هدف الجبار عز اسمه. فاسم “الله” هو اسم يدل على النظام وليس الله هو النظام طبعا لكنه سبحانه باعتبار نظامه الشمولي الصارم يسمى الله، والعلم عنده سبحانه.

ولو ننظر إلى الشركات الكبرى اليوم لنجد مديرا واحدا يدير شركة لها أكثر من ألف فرع في العالم وهو مطمئن بأن فروعه تسير سيرا صحيحا إلا ما ندر. ذلك لأنه يضع نظاما صارما لا يمكن تخطيه بسهولة كما يضع لنفسه نقاطاً للمراقبة دون أن يفصح عنها حتى لأقرب مساعديه ليطمئن على حسن سير العمل. فكيف برب العالمين وهو سبحانه لا يحتاج إلى نقاط مراقبة لأنه بنفسه محيط بكل شيء وعالم بكل شيء فهو قادر على تثبيت نظام صارم لسير الكائنات خاضعة لربها دون أن تخطئ؟ ونحن حينما ننادي ربنا فنقول: اللهم؛ نقصد بأنه سبحانه هو ملك النظام العظيم ونرجوه أن يساعدنا في السير مع نظامه بيسر. ولكننا حينما نناديه بقولنا: رب أو ربنا فنحن نقصد بأنه هو الذي أوجدنا وربانا بعنايته فنرجوه أن يزيدنا هدى ونعمة حتى لا نحتاج إلى غيره وحتى نبقى مدينين له وحده. كما نناديه ربنا حينما نريد منه أمرا مغايرا للنظام كأننا نطلب منه الشفاء خارج نظام الطب الذي هو نظام رب العالمين في واقعه. أو نطلب منه المطر في وقت لم تجتمع مكونات الطبيعة للإمطار في مدينتنا ونحن نحتاج إلى المطر وما شابه ذلك.

فعلينا أن نبذل المزيد من التوقير والاحترام حينما ننطق باسم الجلالة وهو “الله” فهو اسم خطير يبعث بالخشية في قلوب المتقين.

أحمد المُهري 

#تطوير_الفقه_الاسلامي

https://www.facebook.com/Islamijurisprudence

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.