حكايات من مركز تطوير الفقه الإسلامي : حكاية الأخ سعد المرجوشي

حكايات من مركز تطوير الفقه الإسلامي : حكاية الأخ سعد المرجوشي

سعد سعد المرجوشي صناعي كبير في المحلة الكبرى وله مصنع للغزل والنسيج به حوالي 200 موظف وعامل يعملون بإخلاص وهو راض عنهم جميعا.  لكنه لاحظ في الفترة الأخيرة أن أحد العمال واسمه زينهم الميال قد تعلم من أئمة الجمعة بعض الخطب وبدأ يدعو عمال المرجوشي إلى ثقافة السنة والجماعة وإلى تقبل ما قام به السلف من خدمات جليلة للإسلام لولاها لما انتشر هذا الدين. ومن أهم ما فعلوه هو الدعوة إلى الجهاد وإلى قتل كل من يقف أمامهم, وسبي نسائه, ومصادرة أمواله, حتى ترتوي شجرة الإسلام بدماء الكافرين ويتقوى اقتصاد المسلمين بأموال أعداء الإسلام.

اشمأز المرجوشي من مقولات زينهم واعتبره إنسانا فاقد الضمير والوجدان وقرر أن يحاربه علميا, ذلك لأن طرده سوف لا يقطع دابر أفكاره الضالة المضللة.  استمع إلى بعض خطبه في المصنع فرآه دائما يستعين بحديث شريف وأحيانا بآية كريمة يشرحها حديث شريف. فكر في المواجهة واتصل بصديقه محزون الأتاسي ليقول له صاحبه: اتصل بالدكتور كمال شاهين في الاسكندرية فلعله يساعدك وهذا عنوانه الإلكتروني.  قام المرجوشي بالاتصال بالدكتور كمال فأبلغه الدكتور كمال بأن من الخير له أن يتثقف ثقافة دينية صحيحة بمراجعة مركز تطوير الفقه الإسلامي وأعطاه عنوانه.

فكر المرجوشي مليا في رسالة الدكتور كمال ورأته زوجته في حيرته واستفسرت عن السبب.  قالت له بأنها تعرف طبيبا حاذقا في القاهرة وهو في نفس الوقت يعرف الكثير عن الفلسفة والدين واسمه طبيب محمّد سلامه.  كان جواب سلامه للمرجوشي نفس رد شاهين.  تعجب المرجوشي من هذه الصدفة وقرر أن يتصل بأناس آخرين فهداه أحد أقاربه إلى المهندس عزت هلال وبأنه مهندس بارع ورجل متفتح ومتدين فراسله وكان جواب عزت نفس رد شاهين وسلامه. احتار المرجوشي ولم يعتبر ذلك صدفة ولكنه أراد التوسع في البحث فاتصل بصديق له في سويسرا اسمه محتار بن مختار فهداه الصديق إلى الدكتور أحمد حسني عمر سعد واتصل به واستلم نفس الرد.

ثارت غريزة حب الاستطلاع عند سعد المرجوشي وسأل صديقا اسمه ممدوح سالم في لندن فأعطاه عنوان عبد السلام المياحي وكان أن استلم نفس الرد من المياحي. كاد المرجوشي يجن من هذه الصدف الغريبة بعد أن اطمأن بأنهم لا يمكن أن يكونوا متواطئين فجمع نفسه بكل شجاعة ودخل المركز الالكتروني لمركز التطوير فرأى بأن المركز يدعو إلى اتباع القرآن والاستماع إلى أحسن الحديث وترك ما كتبه البشر من أحاديث شريفة أو غير شريفة.  استمر المرجوشي عدة أشهر في قراءة مناقشات ومقالات مركز تطوير الفقه السني ثم مركز تطوير الفقه الإسلامي وتعلم الكثير من الأسس القرآنية الصحيحة ثم فكر في نفسه. يا هذا؛ من هم هؤلاء وكيف اهتديت إليهم وكلهم يدعون إلى الله تعالى الهادي الحقيقي.  كمال شاهين يدعو إلى المركز وكذلك هلال, وسلامه, وأحمد عمر سعد, والمياحي, كلهم يدعون إلى المركز والمركز يحصر الهدى في الله تعالى فمن الذي هداني في الواقع.

لقد هداني الإخوة جميعا إلى مركز علمي وهداني المركز إلى الله تعالى وهداني الله إلى صراطه المستقيم. قال تعالى في سورة الشورى: وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ (53). ظل المرجوشي ليلة كاملة يفكر فيما حصل. من الذي جمع هذه الصدف وما هو دور رسول الله الهادي ومن هو الهادي الحقيقي. إن رسول الله يدعو إلى القرآن وليس إلى البخاري وكتب الصحاح ولا إلى نفسه وشاهين ورفاقه يدعون في النهاية إلى القرآن وليس إلى أي من أشخاصهم ولا إلى كتب البشر. فالهادي الحقيقي هو الله تعالى والذي هدى قومه إلى الله تعالى وكتابه المنزل هو الرسول وكل من سار على درب الرسول هدى من سأله إلى نفس الكتاب الذي هدى الرسول إليه قومه.  هكذا يهدي الرسول قومه, وهكذا يهدي المخلصون أهلهم, وهكذا يهدي الله تعالى الجميع, والله تعالى في النهاية هو الهادي الحقيقي, وكل من دونه يهدون الناس إليه سبحانه, وهو سبحانه يهدي إلى الحق, وصدق الله تعالى حيث قال في سورة يونس:

*قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35) وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (36) وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (37) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (38) بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (39) وَمِنهُم مَّن يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُم مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ (40) وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ (41) وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ (42) وَمِنهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ (43) إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (44).*

تعلم سعد سعد المرجوشي الكثير من القرآن وعرف كيف يبطل ادعاءات زينهم الفاسدة, ويحبط كيده, وأعاد الطمأنينة وحب عبيد الله تعالى إلى عماله, وهداهم إلى أن الله خلق الناس ليعيشوا بسلام ووئام ولم يخلقهم ليقتلوا بعضهم البعض.   وهكذا عرف المرجوشي أن الذي يبحث عن الحقيقة فسوف يصل في النهاية إلى كتاب الهدى ويستغني عن كل كتاب وكل إنسان عدا من يهديه إلى القرآن, ويعلمه أحكام القرآن, ولغة القرآن, وهدى القرآن.

أحمد المُهري

2/11/2015

ما كل هذه العظمة؟  حيا الله المُهري, وأعطاه الصحة والعافية وطول العمر.  وما كل هذه العظمة؟ 

كمال شاهين 

#تطوير_الفقه_الاسلامي

https://www.facebook.com/Islamijurisprudence/

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.