تقديس الشيوخ!! ابن تيمية يعلم الغيب، ويقرأ اللوح المحفوظ!!!

تقديس الشيوخ!!

رفض البعض حديثنا عن تقديس الشيوخ ورفعهم الى مكانة الانبياء والمرسلين بل وصل بهم البعض الى الحديث عن خرافة معرفتهم للغيب وأن البعض منهم يقرأ اللوح المحفوظ، نعيد نشر هذه المقالة التي سبق أن نشرناها قبل سنة عسى أن يستيقن الشاك.

ابن تيمية يعلم الغيب، ويقرأ اللوح المحفوظ!!!

يعمد كثير من المعلقين، إلى إظهارنا بمظهر المغرض، الذي يختلق الأمور اختلاقا، أو بمظهر الجاهل الذي لايعرف إلى الحق سبيلا، وإلى المعرفة طريقا، ونحن كعادتنا، لانلتفت إلى حملة التهريج المرافقة لبحوثنا ومقالاتنا وشذراتنا ولانلقي لها بالا، فأكبر جواب عليها، هو الاستمرار في البحث والتنقيب في بطون كتب التراث الديني، التي عششت قرونا بيننا، وتعاملنا معها -مع كامل الأسف- على أساس أنها الحق الذي لاباطل معه، في حين أنك تجد عند التمحيص أن أكثرها هو الباطل الذي لاحق معه.ومن ذلك ما سأنقله لكم اليوم من كتاب “مدارج السالكين” وهو لأحد رموز وأقطاب الكهنوت الديني، “ابن القيم” وهو يتحدث عن شيخه ابن تيمية، الذي رفعوه إلى مقام لايضاهيه أي مقام، ونسبوا إليه من الخرافات ما يضيق به صدر من يملك ذرة من عقل، حيث نسبوا إليه معرفة الغيب، وكذا قراءته لما في اللوح المحفوظ، وكعادة المقلدة-المكفرة ستجدهم يعملون على السب والشتم والتكفير واللعن، كما يكون رد فعل كل عاجز عندما يفتضح أمره، ولايجد بين يديه حجة يدافع بها عن شيوخه المبجلين، إلا برفع عقيرته بالصراخ والنباح مع كامل الأسف، لهؤلاء نقول:”مسيرة التنوير ماضية بأهلها في طريقها تهدم الأساطير بمعول العقل، وتكسر الأصنام وتمحي الظلام ، ولن تتراجع، فمن أراد النجاة فليتخذ مقعده في سفينتها، وإلا فإن الغرق مدركه لامحالة، وإليكم النص كما نقلته من كتاب مدارج السالكين، يقول ابن القيم:”ولقد شاهدت من فراسة شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – أمورا عجيبة . وما لم أشاهده منها أعظم وأعظم . ووقائع فراسته تستدعي سفرا ضخما .أخبر أصحابه بدخول التتار الشام سنة تسع وتسعين وستمائة ، وأن جيوش المسلمين تكسر ، وأن دمشق لا يكون بها قتل عام ولا سبي عام ، وأن كلب الجيش وحدته في الأموال . وهذا قبل أن يهم التتار بالحركة .ثم أخبر الناس والأمراء سنة اثنتين وسبعمائة لما تحرك التتار وقصدوا الشام : أن الدائرة والهزيمة عليهم . وأن الظفر والنصر للمسلمين . وأقسم على ذلك أكثر من سبعين يمينا . فيقال له : قل إن شاء الله . فيقول : إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا . وسمعته يقول ذلك . قال : فلما أكثروا علي . قلت : لا تكثروا . كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ . أنهم مهزومون في هذه الكرة . وأن النصر لجيوش الإسلام . قال : وأطمعت بعض الأمراء والعسكر حلاوة النصر قبل خروجهم إلى لقاء العدو .وكانت فراسته الجزئية في خلال هاتين الواقعتين مثل المطر .ولما طلب إلى الديار المصرية ، وأريد قتله – بعدما أنضجت له القدور ، وقلبت له الأمور – اجتمع أصحابه لوداعه . وقالوا : قد تواترت الكتب بأن القوم عاملون على قتلك . فقال : والله لا يصلون إلى ذلك أبدا . قالوا : أفتحبس ؟ قال : نعم ، ويطول حبسي . ثم أخرج وأتكلم بالسنة على رءوس الناس . سمعته يقول ذلك .ولما تولى عدوه الملقب بالجاشنكير الملك أخبروه بذلك . وقالوا : الآن بلغ مراده منك . فسجد لله شكرا وأطال . فقيل له : ما سبب هذه السجدة ؟ فقال : هذا بداية ذله ومفارقة عزه من الآن ، وقرب زوال أمره . فقيل : متى هذا ؟ فقال : لا تربط خيول الجند على القرط حتى تغلب دولته . فوقع الأمر مثل ما أخبر به . سمعت ذلك منه .وقال مرة : يدخل علي أصحابي وغيرهم . فأرى في وجوههم وأعينهم أمورا لا أذكرها لهم .فقلت له – أو غيري – لو أخبرتهم ؟ فقال : أتريدون أن أكون معرفا كمعرف الولاة ؟[ ص: 459 ] وقلت له يوما : لو عاملتنا بذلك لكان أدعى إلى الاستقامة والصلاح . فقال : لا تصبرون معي على ذلك جمعة ، أو قال : شهرا .وأخبرني غير مرة بأمور باطنة تختص بي مما عزمت عليه ، ولم ينطق به لساني .وأخبرني ببعض حوادث كبار تجري في المستقبل . ولم يعين أوقاتها . وقد رأيت بعضها وأنا أنتظر بقيتها .وما شاهده كبار أصحابه من ذلك أضعاف أضعاف ما شاهدته . والله أعلم” .

مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين

أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ( ابن قيم الجوزية)

دار الكتاب العربي

سنة النشر: 1416 / 1996م

فصل في منازل إياك نعبد » فصل منزلة الفراسة

الجزء الثاني الصفحة:458-459

رشيد أيلال

#تطوير_الفقه_الاسلامي

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.