لماذا اختفى كفار قريش من الشاشة؟

قبل البدء في مقال الكاتب حسين الوادعي عن ما عرف بالعصر الجاهلي وكفار قريش ، في ظني هذا المسمى مظلمة تاريخية (العصر الجاهلي) واما محاولة التجريح في شخصية ما ليس من الحكمة ويأتي بنتائج عكسية انقل مقدمة من مقال الخلافة واختيار الحاكم للشيخ احمد المُهري زاده الله علما كمقدمة كمدخل اراه مفيدا عن خير أمة :قال تعالى في سورة آل عمران: كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110). كنتم لا تعني الحال بل تعني الزمن الماضي قطعيا لأنه تعالى يخبر بقوله كنتم وإلا قال أنتم. فالله تعالى يريد أن يوضح لنا السبب في اختيار أولئك القوم لإنزال القرآن عليهم كما يتراءى لي. هم أهل مكة عموما قبل نزول الوحي وما ذكره سبحانه في الآية من أحوالهم لا زالت موجودة حتى يومنا هذا. فقول الإخوة لتكونوا خير أمة قد لا يكون صحيحا أو قد لا نفهمه من الآية الكريمة. وليكن واضحا لمن يريد التحقيق بأن الفعل الماضي يدل على التأكيد ولذلك فإن وعود الله تعالى دون غيره يمكن أن تأتي بالفعل الماضي كالإخبار والإنباء. 
انتهى النقل … والى تساؤل الاخ العزيز حسين الوادعي : لماذا اختفى كفار قريش من الشاشة؟
بمناسبة اقتراب شهر رمضان تذكرت أن احدى متع طفولتنا كانت مشاهدة المسلسلات الدينية التي تدور احداثها حول الصراع بين المسلمين وكفار قريش.لكنني لاحظت ان هذه المسلسلات اختفت منذ فترة طويلة.وعندي تفسير ظريف لسبب اختفائها.الحقيقة ان منتجي الدراما والممثلين اكتشفوا ان كفار قريش أظرف من مسلمي قريش!أو على الاقل هكذا قدمتهم الدراما.ولعلكم تتذكرون ان الكفار كانوا دائما يظهرون وهم يقهقهون دائما ويشربون أفخر الخمور ويأكلون أشهى اللحوم  ويلبسون أزهى الثياب الملونة، بينما كان المسلمون يظهرون في ثياب بيضاء (غير مكويه) ، يتحدثون بصوت باك والدموع تكاد تسقط من عيونهم، وحديثهم كله حزين وجنائزي.حاول كتاب ومنتجي الدراما تقديم صورة بشعة لكفار قريش، لكنهم قدموا صورة ظريفة ومحبوبة لأناس يحبون الحياة والضحك والمتعة، ألى درجة ان “كفار قريش” اصبحوا احد مصار النكات الشعبية المفضلة.وحاول النجوم الذين أدوا أدوار كفار قريش، ما أمكنهم، تقديم شخصيات بشعة مكروهة، لكن لأنهم ممثلين كبار قدموا شخصيات علقت في إذهان المشاهدين أكثر مما علقت شخصيات مسلمي قريش. الى درجة أنا احببنا “ابو لهب” التلفزيوني اكثر مما احببنا الصحابة التلفزيونيين. إلى هنا.. والأمور تحت السيطرة.لكنني أظن أن أهم سبب لغياب مشركي قريش من الشاشة هي تلك الصدمة التي واجهها الضمير الاسلامي وهو يقرأ في كتب التاريخ والتراث ويكتشف أن كفار قريش لم يكونوا بتلك القسوة مقارنة بمسلمي قريش!ولا شك أن المسلم المعاصر صار يضحك وهو يقرأ في كتب التربية الدينية عن “صور ايذاء المشركين للرسول” ويجد ان هذا الايذاء لم يتجاوز رمي الاشواك في طريقه، أو شتمه واتهامه بالسحر والجنون. وحتى عندما تآمروا لقتله منعتهم أخلاقهم العربية من اقتحام البيت وقتله وهو نائم ، وفضلوا انتظاره حتى يخرج ليقتلوه وجها لوجه.ولك أن تقارن هذا بالطريقة التي واجه بها مسلمي قريش خصومهم، وكيف أن كل قبيلة تأخرت في الاستجابة لأفكارهم كان مصيرها السيف والغزو.بل قارن “جرائم” كفار قريش بما ارتكبه المسلمون بعد وفاة النبي (ص) في احداث السقيفة واحداث الفتنة الكبرى لتعرف المأزق الذي واجه كتاب الدراما وهم يحاولون تقديم  دراما تعتمد على شيطنة كفار قريش!قد تكون المشكلة في كتب التراث التي نقلت صورا خاطئة عن سلوكيات المسلمين. وقد يكون مسلمو قريش مظلومين مثلهم مثل كفار قريش..لكنني ما أنا متأكد منه أن الزمن الجميل لدراما كفار قريش الودعاء اللطفاء رحل بدون رجعة.ولعلنا سنشتاق لعودتهم كثيرا.. (عودتهم في الدراما طبعا وليس في الواقع)رمضانكم مبارك مقدما …

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.