تصحيح اخطاءنا الترثية – ح 2 – هذا التراث السخيف

هذا التراث السخيف

quaran2

أخي العزيز الدكتور أحمد مبارك بشير حفظه الله تعالى,

أشكرك على رسالتك القيمة وقد نصحني أخ عزيز آخر أن أرسل المواضيع القادمة لتصحيح اخطائنا التراثية أسبوعيا وأتمنى أن يوفقني ربي لذلك. كما أشكر أخي الأستاذ الدكتور كمال شاهين على نشره الفصل الأول وأرجو أن ينشر الفصول القادمة بإذن الله تعالى. كل ما أريده وأظن بأنكم تشاركوني فيه هو أن نكمل الصورة في أذهان أحبابنا من مختلف الفرق الإسلامية لعلهم يتقبلوا بأن القرآن لم يتحدث عن المسائل المذهبية إطلاقا إلا بالنفي والرد. يريد الله تعالى من عبيده أن يسلموا له ويخضعوا له وحده ويمنع من أن نخضع لأي إنسان آخر. لا يوجد إنسان فوق بشري بل كل الأنبياء كبارا وصغارا بشر مثلنا وإخوان لنا ولا يجوز أن نطيعهم في آرائهم الشخصية بل نطيعهم في رسالاتهم السماوية وفي سننهم التي أمرهم الله تعالى بها مثل الصلوات الواجبة والمستحبة والحج وأحكام غسل وكفن ودفن الموتى وهي أحكام مشابهة لجميع الديانات السماوية. أظن بأن كل السنن العملية قديمة إبراهيمية وبعضها مثل سنة الدفن في الأرض من أيام أبينا آدم رحمه الله تعالى.

 

المشكلة الكبرى في المذاهب القديمة والإسلامية هي أن أتباع الرسل تغيروا بعد رسلهم شيئا فشيئا مع الأسف. قال تعالى في سورة مريم: أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا (58) فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) إِلاّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا (60). والآيات تدل دلالة واضحة على أن التوبة تعني العودة إلى الصلاة وترك الشهوات مضافا إليها الإيمان والعمل الصالح وليس الإيمان والعمل الصالح بدون الصلاة ومع اتباع الشهوات كما يظن بعض أهل الفضل.

 

وقال تعالى في سورة الأعراف موضحا أحوال بني إسرائيل بصورة خاصة: وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَمًا مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (168) فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مُّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ (169) وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (170). نلاحظ بأن الله تعالى أضاف التمسك بالكتاب عليهم لأنهم استلموا أول كتاب سماوي عام للإنس والجن فمعناها بأن العمل الصالح مسبوقا بالإيمان ومشفوعا بالصلاة صارت غير كافية ووجب اتباع التوراة أيضا.

 

إن أحوال وأعمال الأمم السابقة مشابهة لأحوال وأعمال المسلمين فنحن أيضا تركنا الرسالات والكتب السماوية شيئا فشيئا. لكن الفرق بيننا وبينهم هو أن الله تعالى أنزل التوراة مكتوبة على ألواح وسلمها بيد عبده موسى عليه السلام وأنزل القرآن على صدر عبده محمد عليه السلام. والسبب الظاهر هو أن موسى تربى في قصر فرعون الذي استهدف اتخاذه ولدا له ولذلك فهو بالتأكيد كان قد تعلم القراءة والكتابة وبعض العلوم في قصر ملكي حصر كل شيء حتى العلم في حوزة الحكومة. ولكن نبينا عاش في بيوت أشراف قريش فجده عبد المطلب ثم عمه أبو طالب لم يكونا ملكين ولا دليل على أنهما كانا غير أميين. فنبينا عاش أميا لا يجيد القراءة والكتابة بتقدير من الله تعالى طبعا.

 

والفرق الآخر بين التوراة والقرآن هو أنه تعالى لم يِعد بصيانة التوراة ولكنه وعد بصيانة القرآن. ولذلك لا نرى التوراة الأصلية ولكننا نرى قرائين باختلافات بسيطة في الحركات باعتبار أنها لم تكن مكتوبة. قام إخواننا من بني إسرائيل بعد وفاة المسيح بعمل تغييرات في أصل الكتابين السماويين حتى حذفتا تماما وحل محلها الكتب البشرية. كان المسيح خاتم أنبياء بني إسرائيل وكل تلك الضجة والمعجزات الكبرى في ميلاده وفي شخصه كان لتثبيت خاتميته وقطع الوحي من بعده. والذين جاؤوا من بعده ادعوا بأنهم يستوحون من الله تعالى وكتبوا زبرا وكتبا باسم السماء. وهكذا حصل لنا فنحن تحولنا إلى مذاهب من أصلين أساسيين هما السنة والشيعة.

 

اهتم السنة بذكر الكرامات السماوية لأقطابهم الدينية كما اهتم الشيعة بذكر نوع من الوحي لأقطابهم الدينية. فاليهود والمسيحيون والشيعة والسنة لم يعترفوا عمليا بانقطاع الوحي انقطاعا كاملا بعد عيسى ومحمد عليهما السلام. قال تعالى في سورة المؤمنون: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51) وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52) فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53) فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54). الزبر تعني الكتب الثقيلة وأظن بأنه تشير إلى أنهم اتخذوا أشكالا سماوية مرتبطة بالوحي.

 

قال تعالى في سورة آل عمران محذرا المسلمين: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ (144). ذلك التحذير كان في مكانه فقد انحرف المسلمون عن جادة القرآن الصحيحة واتبعوا تراثا سخيفا مليئا بالمتناقضات وأهمها التناقض والتضاد مع كتاب الله تعالى.

وأما قولكم عن حرمة لحم الخنزير لدى المسيحيين فكلامكم صحيح هو محرم في التوراة ومن واجب المسيحيين العمل بالتوراة بأمر المسيح عليه السلام حيث نقل إنجيل متى (ماتيوس) إصحاح 5 الآية 17،  وهو أول كتاب في العهد الجديد الجملة التالية من المسيح: «لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ. الناموس يعني التوراة. والتوراة تحرم الخنزير بكل شدة كما تعلمون. التوراة في الواقع تحرم كل الحيوانات الدابة على الأرض باستثناء الأنعام الثلاثة الصغيرة وهي البقر والمعز والضأن. الغزال والوعل من أنواع الماعز كما أن الثيران من أنواع البقر كما أظن.

 

والقرآن أضاف الجمل وقال تعالى بأنه لم يحرم الجمل بل إسرائيل حرمه على نفسه. قال تعالى في سورة آل عمران:كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (93). لكن بني إسرائيل مع الأسف بحثوا عن فرق في قدمي الأنعام فحرموا الجمل هكذا: سفر اللاويين  إصحاح 11، 3: كُلُّ مَا شَقَّ ظِلْفًا وَقَسَمَهُ ظِلْفَيْنِ، وَيَجْتَرُّ مِنَ الْبَهَائِمِ، فَإِيَّاهُ تَأْكُلُونَ. وقال في نفس السفر 11، 4: إِلاَّ هذِهِ فَلاَ تَأْكُلُوهَا مِمَّا يَجْتَرُّ وَمِمَّا يَشُقُّ الظِّلْفَالْجَمَلَ، لأَنَّهُ يَجْتَرُّ لكِنَّهُ لاَ يَشُقُّ ظِلْفًا، فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ.  ونفس السفر 11، 7: وَالْخِنْزِيرَ، لأَنَّهُ يَشُقُّ ظِلْفًا وَيَقْسِمُهُ ظِلْفَيْنِ، لكِنَّهُ لاَ يَجْتَرُّ، فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ. كما قالوا في سفر التثنية 14، 7: إِلاَّ هذِهِ فَلاَ تَأْكُلُوهَا، مِمَّا يَجْتَرُّ وَمِمَّا يَشُقُّ الظِّلْفَ الْمُنْقَسِمَالْجَمَلُ وَالأَرْنَبُ وَالْوَبْرُ، لأَنَّهَا تَجْتَرُّ لكِنَّهَا لاَ تَشُقُّ ظِلْفًا، فَهِيَ نَجِسَةٌ لَكم.

 

القرآن الكريم أحل الأنعام الأربعة كلها وهي الجمل والبقر والمعز والغنم كما صرح بتحريم الخنزير باعتبار أن الخنزير رجس والرجس لا يعني النجس. هو خطأ من أخطاء بني إسرائيل حينما ترجموا التوراة كما أحتمل بل الرجس يعني توقف الحركة التطورية فما يأكله الخنزير لا يتطور جيدا إلى لحم مفيد للإنسان كما أن الأرنب لا يجتر بل يخرج الأكل عذرة ثم يأكلها مرة ثانية وهي عملية لا تناسب الطهارة المطلوبة للإنسان على أنه ليس من الأنعام.

 

لكن إخواننا المسيحيين استندوا إلى كتبهم البشرية التي كتبت بعد وفاة المسيح عليه السلام لتحليل الخنزير. قالوا في سفر أعمال الرسل، الإصحاح العاشر: ثُمَّ فِي الْغَدِ فِيمَا هُمْ يُسَافِرُونَ وَيَقْتَرِبُونَ إِلَى الْمَدِينَةِ، صَعِدَ بُطْرُسُ عَلَى السَّطْحِ لِيُصَلِّيَ نَحْوَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ. 10فَجَاعَ كَثِيرًا وَاشْتَهَى أَنْ يَأْكُلَ. وَبَيْنَمَا هُمْ يُهَيِّئُونَ لَهُ، وَقَعَتْ عَلَيْهِ غَيْبَةٌ، 11فَرَأَى السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَإِنَاءً نَازِلاً عَلَيْهِ مِثْلَ مُلاَءَةٍ عَظِيمَةٍ مَرْبُوطَةٍ بِأَرْبَعَةِ أَطْرَافٍ وَمُدَّلاَةٍ عَلَى الأَرْضِ. 12وَكَانَ فِيهَا كُلُّ دَوَابِّ الأَرْضِ وَالْوُحُوشِ وَالزَّحَّافَاتِ وَطُيُورِ السَّمَاءِ. 13وَصَارَ إِلَيْهِ صَوْتٌ:«قُمْ يَا بُطْرُسُ، اذْبَحْ وَكُلْ». 14فَقَالَ بُطْرُسُ:«كَلاَّ يَارَبُّ! لأَنِّي لَمْ آكُلْ قَطُّ شَيْئًا دَنِسًا أَوْ نَجِسًا». 15فَصَارَ إِلَيْهِ أَيْضًا صَوْتٌ ثَانِيَةً:«مَا طَهَّرَهُ اللهُ لاَ تُدَنِّسْهُ أَنْتَ!» 16وَكَانَ هذَا عَلَى ثَلاَثِ مَرَّاتٍ، ثُمَّ ارْتَفَعَ الإِنَاءُ أَيْضًا إِلَى السَّمَاءِ.

 

هذا الكتاب بخط لوقا وهو أحد كتاب الأناجيل الأربعة ويحتمل أن يكون من بني إسرائيل كغيره من الكتاب الثلاثة واسم كتابه بالإنجليزية Acts. يحتمل البعض أن يكون أنطاكيا فسيكون أول غير إسرائيلي كتب كتبا سماوية. ولعل الذي قال ذلك هو بولس أو بولص وهو رسول عند المسيحيين أيضا وكان في زمن لوقا واعتبر لوقا غير مختن فهو يعني بأنه لم يكن يهوديا تنصر.

وصرح في نفس سفر أعمال الرسل: الإصحاح الخامس عشر: 18مَعْلُومَةٌ عِنْدَ الرَّبِّ مُنْذُ الأَزَلِ جَمِيعُ أَعْمَالِهِ. 19لِذلِكَ أَنَا أَرَى أَنْ لاَ يُثَقَّلَ عَلَى الرَّاجِعِينَ إِلَى اللهِ مِنَ الأُمَمِ، 20بَلْ يُرْسَلْ إِلَيْهِمْ أَنْ يَمْتَنِعُوا عَنْ نَجَاسَاتِ الأَصْنَامِ، وَالزِّنَا، وَالْمَخْنُوقِ، وَالدَّمِ. 21لأَنَّ مُوسَى مُنْذُ أَجْيَال قَدِيمَةٍ، لَهُ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ مَنْ يَكْرِزُ بِهِ، إِذْ يُقْرَأُ فِي الْمَجَامِعِ كُلَّ سَبْتٍ».

22حِينَئِذٍ رَأَى الرُّسُلُ وَالْمَشَايِخُ مَعَ كُلِّ الْكَنِيسَةِ أَنْ يَخْتَارُوا رَجُلَيْنِ مِنْهُمْ، فَيُرْسِلُوهُمَا إِلَى أَنْطَاكِيَةَ مَعَ بُولُسَ وَبَرْنَابَا: يَهُوذَا الْمُلَقَّبَ بَرْسَابَا، وَسِيلاَ، رَجُلَيْنِ مُتَقَدِّمَيْنِ فِي الإِخْوَةِ. 23وَكَتَبُوا بِأَيْدِيهِمْ هكَذَا:«اَلرُّسُلُ وَالْمَشَايخُ وَالإِخْوَةُ يُهْدُونَ سَلاَمًا إِلَى الإِخْوَةِ الَّذِينَ مِنَ الأُمَمِ فِي أَنْطَاكِيَةَ وَسُورِيَّةَ وَكِيلِيكِيَّةَ: 24إِذْ قَدْ سَمِعْنَا أَنَّ أُنَاسًا خَارِجِينَ مِنْ عِنْدِنَا أَزْعَجُوكُمْ بِأَقْوَال، مُقَلِّبِينَ أَنْفُسَكُمْ، وَقَائِلِينَ أَنْ تَخْتَتِنُوا وَتَحْفَظُوا النَّامُوسَ، الَّذِينَ نَحْنُ لَمْ نَأْمُرْهُمْ. 25رَأَيْنَا وَقَدْ صِرْنَا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ أَنْ نَخْتَارَ رَجُلَيْنِ وَنُرْسِلَهُمَا إِلَيْكُمْ مَعَ حَبِيبَيْنَا بَرْنَابَا وَبُولُسَ، 26رَجُلَيْنِ قَدْ بَذَلاَ نَفْسَيْهِمَا لأَجْلِ اسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 27فَقَدْ أَرْسَلْنَا يَهُوذَا وَسِيلاَ، وَهُمَا يُخْبِرَانِكُمْ بِنَفْسِ الأُمُورِ شِفَاهًا. 28لأَنَّهُ قَدْ رَأَى الرُّوحُ الْقُدُسُ وَنَحْنُ، أَنْ لاَ نَضَعَ عَلَيْكُمْ ثِقْلاً أَكْثَرَ، غَيْرَ هذِهِ الأَشْيَاءِ الْوَاجِبَةِ: 29أَنْ تَمْتَنِعُوا عَمَّا ذُبحَ لِلأَصْنَامِ، وَعَنِ الدَّمِ، وَالْمَخْنُوقِ، وَالزِّنَا، الَّتِي إِنْ حَفِظْتُمْ أَنْفُسَكُمْ مِنْهَا فَنِعِمَّا تَفْعَلُونَ. كُونُوا مُعَافَيْنَ».

 

فيبدو بأنه ذكر تلك الحكاية الغريبة ليؤكد لهم بأن الله تعالى أراد ألا يثقل على الداخلين الجدد في الدين المسيحي فسهل عليهم الأمور واكتفى بتحريم ما ذكر فقط. وعلى أساسه لم يتمكن المسيحيون الكارهون للخنزير أن يحرموه. ولقد سألوا المرحوم البابا شنودة عن لحم الخنزير فقال بأن الله تعالى لم يحرمه في العهد الجديد. ولكن لو ثبت بأنه ضار فهو حرام باعتبار الضرر. ثم أضاف: نحنا ما ناكلش لحم الخنزير. ولا أدري من الذي يقصده بنحنا. هل هو نفسه أم هو وعائلته أم هو والقساوسة أم كل الأقباط؟

 

فمشكلتهم أيضا هي عين مشكلتنا. هي هذا التراث السخيف الدخيل عليهم وعلينا وعلى إخواننا اليهود. أما زعماء بني إسرائيل فهم في الواقع ليسوا يهودا بل هم غالبا بلا دين ولكنهم مثل دواعش المسلمين يتشبثون بالديانة اليهودية.  لك وللجميع كل الشكر والدعوات بالتوفيق من الجبار العظيم عز اسمه,

أحمد المُهري

26/9/2016 

#تطويرالفقهالاسلامي

https://www.facebook.com/Islamijurisprudence

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.