نظرية ظهور العلم -27 – عندما يظهر الإمبراطور تظهر الكتابة وتظهر الحضارة

نظرية ظهور العلم 27- عندما يظهر الإمبراطور تظهر الكتابة وتظهر الحضارة

حدث منذ مئة ألف عام أن ظهر الإنسان. أو على الأقل هذا هو ما يحدثنا عنه ذلك البعض منا من الذين تخصصوا في دراسة علم الإنسان.  وعلم الإنسان هذا هو ذلك العلم الذي يدرس موضوع ظهور الإنسان وظهور الثقافة الإنسانية, أي أنهم لا يدرسون فقط الهياكل العظمية البشرية وإنما يدرسون كذلك طرق صنع الأدوات (ثقافة), وأنواع الأدوات التي استخدمها الإنسان في ذلك الزمن السحيق (ثقافة), وطرق الدفن (ثقافة), وحجم المجموعة البشرية (علم اجتماع), والرسم (الرسوم على جدران الكهوف) وهذه, مرة أخرى, ثقافة. 

حقيقة الأمر, يقدم لنا علم الإنسان صورة مثيرة لما حدث عند ظهور خليفة الله على أرض الله منذ ما يزيد على مائة ألف عام.  من ذلك أنه – حتى في ذاك الزمن السحيق – كان هناك إيمان بالبعث وبحياة أخرى بعد الموت.  يظهر ذلك من أنه من حوالي خمسين ألف عام بدأت عملية دفن الموتى ووضع “هدايا” معهم في قبورهم, وهو ما يدل بوضوح تام على وجود فكرة البعث بعد الموات.  لمَ تضع “هدايا” مع المتوفي إلا إذا كنت واثقا من أنه سيقوم من نومته هذه, ويستأنف حياته, وبالتالي يستفيد من “الهدايا” التي وضعها له أهله معه في قبره؟   من ذلك أن هناك اختلافات أساسية بين البشر من ناحية التكوين الجثماني.  مثال على ذلك أن هناك شعوبا بأكملها “لا تستطيع” أن تشرب اللبن أو تأكل الجبن, على حين “تستمتع” شعوب أخرى, بأكملها أيضا بهذا الأمر.  والقصة وراء ذلك هي أن الأصل في الأشياء أن يتغذى الإنسان الطفل على لبن الأم إلى أن يبلغ الفطام وعندها يتوقف عن الرضاعة ويتم “إقفال” هذا الموضوع نهائيا – أي يفقد القدرة على هضم اللبن وبذا ينسى الموضوع ويتوقف عن إزعاج أمه حيث إن شرب اللبن لن يعطيه شعورًا بالراحة بل سيعطيه شعورًا بعسر الهضم, أي بالمرض.    إلا أنه حدث منذ فترة قريبة جدًا (عشرات آلاف السنين طبعا) أن حدث تحول في الأمر واستمرت بعض الشعوب في “شرب اللبن”, وإن كان في هذه المرة من “الحيوانات” وليس من “الأم” وعليه تم “إلغاء الإقفال” وبذا أصبحت لدى هذه الشعوب القدرة على “شرب اللبن” و”هضم اللبن” من الميلاد إلى أن يتوفاهم الله.  هذا هو السبب في أننا نشرب اللبن بينما لا يستطيع أهلنا وأحبابنا في ماليزيا شرب اللبن أو أكل الجبن, كما يعرف كل من زار ماليزيا, أو جنوب شرق آسيا, أو الصين.  حقيقة الأمر, يشعر الصينيون بالغثيان من رائحة اللبن أو منتجات الألبان.   على العكس منا تماما, وعلى العكس, طبعا, من الهنود.

يفيض علم الإنسان – “الأنثروبولوجيا” باللغة الإنجليزية, وهي كلمة إنجليزية مشتقة من كلمة “أنثروبوس” اليونانية بمعنى “إنسان” وكلمة “لوجوس” اليونانية أيضا بمعنى علم, أي أن كلمة “أنثروبولوجيا” تعني “علم الإنسان” –  بآلاف من المعلومات المثيرة وهي كلها متوافرة الآن على الشبكة ولا يحتاج الأمر إلا إلى اشتراك في Questia  لتنفتح لك خزائن الكتب عبر العالم.  إلا أن هذا, طبعا, ليس موضوعنا وإنما هذه زيارة سريعة للغاية الهدف منها هو وضع السؤال الخاص بـ”ظهور العلم” في أوسع إطار ممكن بحيث نرى “الصورة الكبيرة”.  أي أننا سنبدأ بـ”ظهور الإنسان”, يلي ذلك “ظهور الثقافة”, يلي ذلك “ظهور الحضارة”, يلي ذلك “ظهور العلم”. 

رجاء ملاحظة أن ما سوف أقدمه هنا هو “صورة تقريبية إلى أقصى حد” وأن الهدف هنا ليس تقديم “بحث علمي في علم الإنسان”, وإنما “الحديث عن هذا الموضوع”.  هذا ليس بحثا علميا عن علم الإنسان وإنما حديث عن هذا الموضوع.  يعني ذلك, من ضمن ما يعني, عدم توقع “الدقة المطلقة” في التواريخ كما يعني عدم توقع “الوضوح المطلق”.  على القاريء المهتم الرجوع إلى المراجع المختصة والمسألة لن تتطلب أكثر من الاشتراك في Questia.  إلا أن ذلك لا يعني كذلك أننا نتحدث عن “الجساسة”, أو “القردة الزانية”, أو “الحجر المسكين”.  نحن نتحدث علما.

تبدأ القصة بظهور الإنسان منذ مئة ألف عام.  ومئة ألف عام هذه هي تقريبية جدًا لأن هناك اختلافات واسعة بين المختصين في علم الإنسان إلا أن هذا الرقم يعتبر رقما جيدًا جدا بالنسبة لغير مختص مثلي ويكفيني تماما.  يحدثنا المختصون هنا عن بداية “ظهور الثقافة” والثقافة هنا تعني كل “سلوك” أو “منتج” لا يمكن إرجاعه إلى البيولوجيا.  في حالة البيولوجيا كل البشر سواء (باستثناء شرب اللبن وبضعة أشياء أخرى).   في حالة الثقافة الأمر مختلف.  كل مجموعة بشرية تختلف عن كل مجموعة بشرية أخرى.  أذكر كلمة لديجول ذكر فيها أن من الصعب للغاية أن تحكم بلدًا يأكل فيه أبناؤه 450 نوعا من الجبن.  إذا كانت فرنسا تأكل 450  نوعا من الجبن فنحن في مصر نأكل عشرات الأنواع “الأخرى” من الجبن.   نحن, بهذا الشكل, مختلفون “ثقافيا” عن فرنسا, فضلا عن أننا مختلفون عن بعضنا البعض.  مثال على ذلك أنا أحب جدًا “المش المنوفي” ولا أميل كثيرًا إلى “المش الصعيدي”, على الرغم من توافره لدينا باستمرار.  يعود ذلك, بطبيعة الحال, إلى الاختلافات “الثقافية” بيني وبين زوجتي إذ هي من أصول صعيدية على حين أني منوفي. 

يقصد بالثقافة, بهذا الشكل, كل عمل يقوم به الإنسان لا يمكن إرجاعه إلى البيولوجيا وإنما يمكن إرجاعه إلى المجموعة التي يعيش فيها.  تختلف طرق “الصيد” من مجموعة إلى مجموعة.  يقوم الصينيون – وهذا شيء مذهل – باستخدام “البط” في صيد الأسماك.  على حين يقوم العرب – وهذا أيضا شيء مذهل – باستخدام “الصقور” في صيد الحبارى.  وهذا طبعا اختلاف “ثقافي” إذ لا يمكن تفسير هذا الاختلاف بالرجوع إلى البيولوجيا.  العرب ليسوا “مبرمجين” على الصيد بالصقور والصينيون ليسوا مبرمجين على الصيد بالبط.  هذه اختلافات “ثقافية”.

يمكننا, بهذا الشكل, إذا أردنا الحديث عن “تاريخ ظهور الثقافة” أن نقول إن “الثقافة” ظهرت مع “ظهور الإنسان”.  ظهر خليفة الله على أرض الله تحيط به ثقافته –  من أدوات صيد (لسنا مبرمجين على الصيد بطريقة واحدة), وعادات دفن (لسنا مبرمجين على الدفن).  حقًا, لم يكن خليفة الله عند أول ظهوره على سطح الأرض من “كبار المثقفين” إلا أنه كان “مثقفا” من أول لحظة ظهر فيها.  كان “أستاذا” في “اختراع” كل ما يساعده على البقاء على ظهر البسيطة.

من أهم “الاختراعات” التي اخترعها الإنسان للبقاء على قيد الحياة كان “اختراع الزراعة”.  وهو اختراع اخترعة الإنسان منذ ثلاثة عشر ألف عام تقريبا (ناقص أو زائد ألف عام).  يعني ذلك أنه إذا كان الإنسان قد ظهر منذ مائة ألف عام (منتهى التقريب, تذكر), فإنه عاش معظم حياته يعتاش على الصيد والتقاط الثمار. 

يخبرنا علماء الإنسان أن الإنسان أمضى خمسة وثمانين ألف عام “يلقط رزقه” إما عن طريق الصيد, أو عن طريق التقاط الثمار.  كان هناك كذلك تقسيم للعمل.  يخرج الرجال في الصباح للصيد, وتخرج النساء لالتقاط الحبوب, أو الفاكهة, أو الصراصير, أو فئران الصحراء, أو السحالي (الضب), أو الجراد, أو فئران الغيط, أو الخنافس, أو أي شيء قابل للأكل.  يعود الرجال آخر النهار بما استطاعوا صيده, وتضع النساء “على المائدة” ما استطعن جمعه ويأكل الجميع سويا مما رزقهم الله. 

حدث منذ حوالي اثنى عشر ألف عام (أو خمسة عشر ألف عام) في المنطقة الواقعة بين فارس وفلسطين أن لاحظت امرأة أن الحبوب التي تجمعها إنما هي حبوب تنمو على نباتات.  لاحظت كذلك أن هذه النباتات تظهر كل عام في نفس الزمان والمكان.  لاحظت أيضا أنها لو عادت إلى نفس المكان في نفس الزمان مرة كل عام فإنها سوف تجد أكلها ينتظرها.  كانت هذه السيدة الفاضلة التي ماتت منذ إحدى عشر ألف عام (أو أربعة عشر ألف) ولم يهتم أحد بسؤالها عن اسمها هي المسؤولة عن “اختراع” الزراعة.

كان لاختراع الزراعة أثر كبير على ثقافة الإنسان.  للمرة الأولى في تاريخ البشرية أصبح هناك مورد “مضمون” للطعام.  ابذر حبوبك, وستأتي الأمطار, وتستطيل السيقان, وتسطع السنابل ضياء, ويأكل الجميع.  كل ما هو مطلوب هو “البقاء على مقربة من الزرع” وحماية هذه السيقان من أن تلتهما الحيوانات.  كانت هذه هي المرة الأولى التي ارتبط فيها الإنسان بالمكان.  وهكذا تحول التقاط الثمار إلى زراعة, وتحول الصيد إلى رعي.  حدث ذلك منذ اثنى عشر ألف عام (أو إحدى عشر ألف عام).

كان لاختراع الزراعة أثر ضخم على “ثقافة الإنسان”.  تم تقسيم العمل بحيث تتولى النساء الزراعة (بدلا من التقاط الثمار), على أن يتولى الصبيان الرعي على حين يقوم الرجال بـ”حماية” الزرع والضرع من اعتداءات الرجال الآخرين من الجماعات الأخرى.  كان لاختراع الزراعة كذلك أثر ضخم على “حجم الجماعة البشرية”.  على العكس من أيام الصيد والتقاط الثمار حين كان حجم أي “جماعة بشرية” لا يزيد عن بضعة أشخاص في حركة مستمرة طوال النهار من مكان إلى مكان بحثا عن الحبوب, والثمار, والجرابيع, استقرت “الجماعة البشرية” في مكان واحد به “مخزون غذائي” يكفي العشرات.  كانت هذه “ثورة”.  لأول مرة في تاريخ البشرية تتألف “جماعة بشرية” من عدد من البشر يصل إلى العشرات يقيمون معا في نفس المكان.

إذا كان “اختراع الزراعة” قد مثل “ثورة” في تاريخ الإنسان كان لها تأثير هائل على ثقافته, فقد كانت هذه الثورة هي “الثورة الزراعية الأولى”.  جاءت الثورة الزراعية الثانية عندما حدث تراكم متواصل في “عدد” الجماعات البشرية التي تعيش على الزراعة والتي تضاعف عددها بالعشرات – إن لم يكن بالمئات – وتزاحمت جميعها في نفس المكان.  حدث ذلك على ضفاف النيل ودجلة والفرات.  وهنا كانت “الثورة الزراعية الثانية”. 

لم يعد حجم “الجماعة البشرية” يصل إلى العشرات, ولا إلى عشرات الألوف, وإنما وصل إلى مئات الألوف.  تخيل عدد البشر الذين تجمعوا على ضفاف النيل في دلتا مصر.  تخيل العدد.  وهنا حدثت “الثورة الثقافية الثانية”.  لم يعد الأمر يحتاج إلى تعاون بين الرجال والنساء الذين يتنتمون إلى نفس “العائلة” – هذه تهتم بالزرع, وهذا يهتم بالرعي, وذلك يقوم بالحماية.  لم يعد الأمر يخص عائلة شاهين, ولا لاشين, ولا العكابري.  أصبح الأمر يخص المنوفية كلها بل والدقهلية كذلك.  حقيقة الأمر, أصبح الأمر يخص عموم أهل مصر من منوفية, إلى دقهلية, إلى بحيرة, إلى كله.  أصبح الأمر خارج يد الشهاينة واللشاينة.  من أين للشهاينة واللشاينة حفر الترع, والمصارف, والإشراف على صيانتها؟  من أين للشهاينة واللشاينة تنظيم الحماية لمئات الألوف من البشر الذين لم يروهم مرة في حياتهم.  باختصار, كان هناك احتياج شديد للغاية إلى رجل قوي للغاية يستطيع أن يقدم “الحماية” لهذه المئات من الألوف, ويقوم على شق الترع وصيانة المصارف.  وهذا ما حدث.

ظهر في المنوفية منذ عشرة آلاف عام (أو خمسة عشر ألف عام) عدد من الرجال العظام الذين قاموا بشق الترع والمصارف وصيانتها وحماية الزرع والضرع –  كل في منطقته.  وهو ما حدث أيضا في الدقهلية والقليوبية, بل في كافة أنحاء مصر.   لم يطلب هؤلاء الرجال العظام من الفلاحين أكثر من أن يعطوهم بعضا من الحبوب, وبعضا من الأوز والبط, مقابل “الحماية والتنظيم”.  ولم يكن هناك اتفاق أعظم ولا أعدل من هذا.  تخيل أن تستيقظ في الصباح وأنت على ثقة من أن سنابلك على أعوادها في الحقل, وجاموستك في الزريبة في البيت.  تخيل أنه لو حدث لا قدر الله وسرقها مخلوق فسوف تذهب إلى هذا الرجل العظيم وتطلب منه تعويضك عن “تقصيره” في حمايتك, ولسوف يعوضك, فسمعته على المحك, وإذا فشل فسوف يطيح به رجل عظيم آخر.  تخيل “حلم” أن تعيش وأنت “ضامن” مستقبلك. 

لم يكن هؤلاء الرجال العظام يعملون لوحدهم بالطبع.  كان هناك “المحصلون” الذين يمرون على الفلاحين لجمع “الغلة” والبط والأوز.  كان هناك كذلك “مديرو المخازن” الذين يستقبلون الغلة, والبط, والأوز, ويحفظونها في مخازن الرجل العظيم.  كان هناك كذلك “رجال الأمن” الذين يعملون ليل نهار على حماية الفلاحين, وزرعهم وضرعهم.  وهو عمل لو تعلمون عظيم.  وتعقدت الأمور تعقيدًا عظيما, وأصبح الأمر مع الوقت يحتاج إلى سجلات “لضبط” الأمور وظهرت حاجة شديدة إلى شيء نسميه نحن الآن “الكتابة”.  وهكذا “ظهرت الكتابة”.

كانت كل هذه “تغيرات ثقافية”.  كانت كل هذه “التغيرات الثقافية” النتيجة الطبيعية لاختراع الزراعة الذي نتج عنه توفر “مخزون غذائي” يكفي عددًا كبيرًا من البشر (الثورة الزراعية الأولى), ثم عددًا مذهلا من البشر (الثورة الزراعية الثانية, ثورة الزراعة الكثيفة على ضفاف الأنهار).  كان “ظهور الكتابة”, بهذا الشكل, هو “النتيجة الطبيعية” و”الاستجابة الحتمية” لاحتياجات المجتمع.    لم “تظهر الكتابة” من أجل كتابة “المعلقات العشر”, ولا من أجل تسجيل “حكاية الفلاح الفصيح”, وإنما ظهرت استجابة لاحتياجات عملية للغاية تتعلق بعدد البط والأوز الوارد إلى مخزن الرجل العظيم, وعدد البط والأوز الذي حصل عليه كل رجل من “رجال الأمن” مقابل عمله.  بدون الكتابة كان من “المستحيل” ضبط أعمال الرجل العظيم.  وكما نعرف جميعا, فالحاجة أم الاختراع. 

إذا كان الإنسان قد احتاج إلى خمسة وثمانين ألف عام (بمنتهى التقريب) من لحظة ظهوره على ظهر الأرض إلى لحظة اختراعه الزراعة, فإنه احتاج إلى عشرة آلاف عام من الزراعة لكي يحدث الضغط المجتمعي (كبر حجم الجماعة البشرية في مكان واحد) والتراكم المعرفي اللازم للوصول إلى “الانفجار المعرفي” المتمثل في اختراع الكتابة.  عشرة آلاف عام من الضغط, وتراكم الخبرات, وتوالي الرجال العظام.   رجلا, بعد رجل, بعد رجل.  رجال تستطيع أن توفر “الحماية والرعاية” لمئات الألوف.    لم يكن عجيبا على الإطلاق أن يتزامن ظهور الكتابة مع ظهور الفرعون.  حقيقة الأمر, كان العجيب وغير المفهوم هو أن يظهر الفرعون بدون الكتابة, أو تظهر الكتابة بدون الفرعون.  بعبارة أخرى, يستحيل ألا “يتزامن” ظهور الكتابة مع ظهور الإمبراطور.  عندما يظهر الإمبراطور تظهر الكتابة وتظهر الحضارة.  وهذا ما حدث على ضفاف دجلة والفرات تماما مثلما حدث على ضفاف النيل.  عندما يظهر الإمبراطور تظهر الكتابة وتظهر الحضارة.

يبتع…..

كمال شاهين 

#تطوير_الفقه_الاسلامي 

#نظرية_ظهور_العلم 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.