اصحاب الاعراف الحلقة 1 و 2

بسم الله الرحمن الرحيم

أصحاب الأعراف

في المحاضرة القيمة التي ألقاها أخونا الفاضل لقمان الداماد في الليلة الماضية مساءل قرآنية غير قليلة ونحتاج لفهم عدة مسائل من خارج السورة لعلنا نطلع على بعض أسرار السور الكريمة. فمثلا كنت أتحاشى أن أتحدث عن أصل أصحاب الأعراف حتى لا يرتبك المجموعة الطيبة بمسائل قد لا يحتاج إليها. ولكنني أشعر الآن بوجوب بيان بعضها. وسأتحدث هنا فقط عن الأعراف وأصحابه وقليلا عن الفرق بين صحابة الرسل وغيرهم من البشر. ذلك لأنني وجدت البعض يتحدث عنها.

سورة الأعراف تتحدث عن صحابة الرسل في الأساس والفرق بينهم وبين غيرهم ليتضح لأهل الاختصاص وجه الاختلاف بين التعامل معهم كما نقرأ في الكتاب الكريم. قال تعالى في سورة البقرة: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (143). نحن من الناس والصحابة شهداء علينا ولكن الرسول عليه السلام شهيد على الصحابة. والآية تتحدث عن كل الذين حضروا رسالة محمد عليه السلام فهم جميعا أمة وسط ومنهم من لا يتبع الرسول فالمقصود كل حاضري الرسالة لأنهم جميعا صحابة الرسول. وقال تعالى في سورة التكوير: وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ (22). هم ليسوا مؤمنين لأنهم وصموا الرسول بالجنون ولكنهم صحابة الرسول والرسول صاحب لهم. وتعلمون قطعا بأن الصحبة مشتركة دائما بين الرسول وصحابته وهكذا بين كل شخص أو أشخاص وشخص آخر.

وقال سبحانه في سورة الحج: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77) وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78). ولكن الخطاب في سورة الحج هو ليس لعامة الصحابة بل هو للذين آمنوا منهم فهم المسلمون بناء على تسمية أبينا إبراهيم عليه السلام.

فالرسول الأمين عليه السلام نموذج لكل من حضر الرسالة ونموذج أيضا للذين آمنوا منهم. ومن سورة البقرة عرفنا بأن الرسول نموذج للصحابة والصحابة بمن آمن منهم بالرسول فأسلم وبمن لم يؤمن به عليه السلام فبقي على شركه أو على اتباعه لأديان سماوية منقرضة فهم جميعا نماذج لنا. والشهيد تعني النموذج لأن الشهيد يشهد بعمله على من عمل مثله أو من خالفه. فعلى الذين حضروا الرسالة السماوية جميعا أن يتبعوا رسولهم ويسيروا على نهجه فالرسول شهيد عليهم ونموذج لهم. لكننا نحن البعيدون عنهم فالرسول بنفسه ليس نموذجا لنا لأن اتباعه بالكامل غير ممكن لنا باعتبار الزمان الفاصل بيننا. لكن الصحابة نماذج لنا. بمعنى أن الله تعالى سوف يقارن بين كل واحد منا ومماثله من الصحابة. فلو كان مماثلا لأبي ذر فهو في زمرته يوم القيامة ومن كان مماثلا لأبي جهل فهو في زمرته يوم يقوم الناس لرب العالمين. بمعنى أنه تعالى من لطفه لا ينتظر منا أن نكون مثل الرسول نفسه بل مثل صحابته فقط وهم بين مؤمن وكافر وعامل ومنافق.

هكذا يتم الحكم العادل بين الناس يوم الحساب. قال تعالى في سورة النساء: إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (40) فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا (41). فالعدالة تتم إذا جاء الله تعالى من كل أمة بشهيد وهو رسولهم طبعا وجاء على الصحابة الذين أنزل عليهم القرآن برسولهم شهيدا عليهم.

أعتذر من السامع بأن المسألة من أعقد المسائل القرآنية وقد وضحتها في محاضرات ولكنني أختصر كثيرا ليتناسب مع برنامج واحة الحوار القرآني.

والصحابة ورسولهم باعتبار أنهم رأوا آيات الله تعالى التي لم يرها غيرهم سواء الذين كانوا بعيدين عنهم زمانيا أو مكانيا فهم مميزون عن غيرهم. وتمييزهم هو أنهم حين موتهم وقبل يوم الحساب فإن مصير كل فرد منهم واضح بصورة إجمالية. والعدالة تقتضي بأن يبلغ بأنه من أهل الجنة أو من أهل النار. ولذلك يبلغون لحظة الموت أو بعده بقليل. فالمؤمنون يشعرون بالأمان من النار من تلك اللحظة وغيرهم يشعر بالخوف والذعر من نهايته الواضحة في النار ولكن الدرجات غير واضحة طبعا قبل يوم الحساب. وهذا هو معنى الأجر العظيم المذكور  في القرآن للصحابة فقط. وكذلك معنى العذاب العظيم المذكور في القرآن للصحابة وللقاتلين فقط. نحن حين سعادتنا نرزق الأجر الكبير لا العظيم. بمعنى أننا سوف لا نعرف مصيرنا أبدا بعد الموت فنحن سنكون محرومين من رزق خاص بالصحابة المؤمنين بعد الموت سواء الذين قتلوا في سبيل الله أو الذين ماتوا وهم مؤمنون بالرسول عليه السلام.

ورزقهم هو الأمان فقط وليس طعاما وشرابا فهم في حالاتهم النفسية. قال تعالى في سورة آل عمران: وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173). اقرأوا الآيات عدة مرات بإمعان لتروا بأن الرزق هو الأمان فقط وبأن تلك النعمة لكل من استجاب لله والرسول سواء قتل أم لم يُقتل. كما أن أجرهم جميعا أجر عظيم بأنهم من تلك اللحظة يعرفون مصيرهم النهائي  بعكسنا نحن.

يتبع، بيان الأعراف بإذن الرحمن.

أحمد المُهري

25/7/2020  

بسم الله الرحمن الرحيم

تابع بيان الأعراف

لست بصدد تفسير سورة الأعراف لأن ذلك لا يتناسب مع برامج واحة القرآن. لقد أخذ مني تفسيرها 67 محاضرة في حدود ساعة لكل منها وساعة مناقشات بعدها فلا يمكن اختصار ذلك في مقالات. لكنني فقط بصدد بيان جزئي للأعراف التي خلقت جدلا كبيرا بين علماء التفسير وهكذا تلاميذ التفسير. هذه السورة غريبة حتى في تلاوتها. سمعت من أحد المقرئين في التلفزيون وهو يقول بأن كل المقرئين تقريبا يتحاشون تجويد هذه السورة لما فيها من مشاكل موسيقية.

وأعود فأقول بأن السورة في حقيقتها بصدد بيان الفروق المميزة لصحابة الرسل. والله تعالى كما أظن يريد إثبات عدالته في تعامله مع خلقه حتى يساعدنا في تقييماتنا. فليس للصحابة ميزات كبيرة يوم القيامة حيث يضع الله تعالى فيه الموازين القسط وهو أدق بكثير من موازين العدل. كما أنه سبحانه لا يريد أن يحرم الصحابة أنفسهم من بعض الميزات التي يستحقونها.

ويبدو لي بأن مشكلة المفسرين يكمن كثيرا في كلمة الأعراف في السورة الكريمة. لقد اشتهر بينهم وبين عامة المسلمين بأن الأعراف تعني المرتفعات باعتبار عرف الديك الذي يقع في أعلى منطقة من بدن الديك. هذا غير صحيح قطعا.

ولنتعرف على معنى الأعراف ونبدأ بمقولة اللغويين:

قال ابن فارس في مقاييس اللغة:

العين والراء والفاء أصلان صحيحان، يدلُّ أحدُهما على تتابُع الشيء متَّصلاً بعضُه ببعض، والآخر على السكون والطُّمَأنينة. فالأوّل العُرف: عرف الفَرَس. وسمِّي بذلك لتتابُع الشَّعر عليه.

ويقال: جاءَت القَطا عُرفاً عرفاً، أي بعضُها خَلْفَ بعض.

ومن الباب: العُرْفة وجمعها عُرَف، وهي أرضٌ منقادة مرتفِعة بين سَهْلتين تنبت، كأنّها عُرف فَرَس.
ومن الشِّعر في ذلك …

والأصل الآخر المعرِفة والعرفان. تقول: عرف فلانٌ فلاناً عِرفاناً ومعرٍفة. وهذا أمر معروف.
وهذا يدلُّ على ما قلناه من سُكونه إليه، لأنَّ مَن أنكر شيئاً توحَّشَ منه ونَبَا عنْه.

ومن الباب العَرْف، وهي الرَّائحة الطيِّبة.
وهي القياس، لأنَّ النَّفس تسكُن إليها. يقال: ما أطيَبَ عَرْفَه. قال الله سبحانه وتعالى: وَيُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ [محمد 6]، أي طيَّبَها. قال:
ألا رُبَّ يومٍ قد لَهَوْتُ ولَيْلَةٍ    بواضحةِ الخدّين طيِّبة العَرْفِ

والعُرْف: المعروف، وسمِّي بذلك لأنَّ النفوس تسكُن إليه. قال النابغة:
أبَى اللهُ إِلاَّ عدلَه ووفاءه    فلا النُّكْرُ معروفُ ولا العُرْف ضائعُ
.

انتهى قول ابن فارس الرازي.

وقال الراغب في المفردات:

المعرفة والعرفان: إدراك الشيء بتفكر وتدبر لأثره، وهو أخص من العلم، ويضاده الإنكار، ويقال: فلان يعرف الله ولا يقال: يعلم الله متعديا إلى مفعول واحد، لما كان معرفة البشر لله هي بتدبر آثاره دون إدراك ذاته، ويقال: الله يعلم كذا، ولا يقال: يعرف كذا، لما كانت المعرفة تستعمل في العلم القاصر المتوصل به بتفكر، وأصله من: عرفت. أي: أصبت عَرفه. أي: رائحته، أو من أصبت عَرفه. أي: خده، يقال عرفت كذا.

انتهى ما أردت نقله من الراغب الأصبهاني في المفردات في غريب القرآن.

وقال ابن منظور في لسان العرب:

وعُرْف الرمْل والجبَل وكلّ عالٍ ظهره وأَعاليه، والجمع أَعْراف وعِرَفَة.

وقوله تعالى: وعلى الأَعْراف رِجال؛ الأَعراف في اللغة: جمع عُرْف  وهو كل عال مرتفع؛ قال الزجاج: الأَعْرافُ أَعالي السُّور؛ قال بعض المفسرين: الأعراف أَعالي سُور بين أَهل الجنة وأَهل النار، واختلف في أَصحاب الأَعراف فقيل: هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فلم يستحقوا الجنة بالحسنات ولا النار بالسيئات، فكانوا على الحِجاب الذي بين الجنة والنار، قال: ويجوز أَن يكون معناه، واللّه أَعلم، على الأَعراف على معرفة أَهل الجنة وأَهل النار هؤلاء الرجال، فقال قوم: ما ذكرنا أَن اللّه تعالى يدخلهم الجنة، وقيل: أَصحاب الأعراف أَنبياء، وقيل: ملائكة ومعرفتهم كلاً بسيماهم أَنهم يعرفون أَصحاب الجنة بأَن سيماهم إسفار الوجُوه والضحك والاستبشار كما قال تعالى: وجوه يومئذ مُسْفرة ضاحكة مُستبشرة؛ ويعرفون أَصحاب النار بسيماهم، وسيماهم سواد الوجوه وغُبرتها كما قال تعالى: يوم تبيضُّ وجوه وتسودّ وجوه ووجوه يومئذ عليها غَبَرة ترهَقها قترة؛ قال أَبو إسحق: ويجوز أَن يكون جمعه على الأَعراف على أَهل الجنة وأَهل النار.

وقال ابن منظور أيضا:

وعُرف الدِّيك والفَرَس والدابة وغيرها: مَنْبِتُ الشعر والرِّيش من العُنق، واستعمله الأَصمعي في الإنسان فقال: جاء فلان مُبْرَئلاً للشَّرِّ أَي نافِشاً عُرفه، والجمع أَعْراف وعُروف. والمعرَفة، بالفتح: مَنْبِت عُرْف الفرس من الناصية إلى المِنْسَج، وقيل: هو اللحم الذي ينبت عليه العُرف. وأَعْرَفَ الفَرسُ: طال عُرفه، واعْرَورَفَ: صار ذا عُرف. وعَرَفْتُ الفرس: جزَزْتُ عُرْفَه.

انتهى ما أردت نقله من أقوال أرباب اللغة.

لاحظنا بأن عالمي اللغة ابن فارس والراغب لم يذكر الأعراف بمعنى المناطق العالية ولكن ابن منظور الأفريقي في لسان العرب ذكر ذلك. والتذبذب واضح في تحقيقات ابن منظور كما أنه بدأ بمقولة المفسرين الذين أظن بأنهم أخطأوا خطأ فاحشا في فهم الأعراف. ويمكنني أن أستخلص بأنع العرف في واقعه يعني المترابط مثل عرف الفرس حيث يكون الشعر متتابعا ومترابطا. وهكذا المعرفة حيث تتتابع المعلومات المترابطة معا لتكوِّن معرفة أمر هام.

مثال: معرفة الله عن طريق خلقه وترابطها وحاجتها إلى الزمان والمكان والمواد والفضاء والهندسة ووو…

أو معرفة الحياة الدنيا: نتصور الله تعالى الدائم الذي لا يزول ولكنه خلق خلقا يزول سواء الكائنات المدركة أو الكائنات الأخرى التي لا يمكن للمدركين أن يعيشوا بدونها مثل الشمس والقمر والنجوم والهواء والماء والمدن والقرى والبحار والأنهار وكلها مع نجومها في طريقها إلى الزوال. فكيف يُعقل أن يخلق الذي لا زوال له خلقا يزول مع قدرته بأن يخلق خلقا لا يزول. إذن هناك حكمة في الحياة الفعلية الدنيوية التي وضعها الله تعالى وصنعها بشكل لا يمكن لأي شيء البقاء في كنفها. فيتكون في ذهننا قناعة بأن هذه الحياة حياة أولية تتبعها حياة أخرى سيكتب الله تعالى لها البقاء.

ولقد فسرت المرسلات عرفا بأنها الغازات التي أرسلت إلى أعالي مركز الكون لتشكيل القبة السماوية. ولكنني قلت ذلك باعتبار أن الحديث في بداية المرسلات عن بداية خلق الكون وعن الانفجار الكوني.

لكننا في سورة الأعراف لم نجد حديثا عن مكان خاص لنتحدث عن أعراف ذلك المكان بل يدور الحديث مدار مشاعر تنتاب نفوس أصحاب الرسل بعد الموت مباشرة.

فالأعراف هنا في واقعها هي إشارة إلى الذين لم يُعرف بعد مصيرهم. واختصار الموضوع بشبه جملة:

وعلى الأعراف، ليعطي المعنى التالي: وعلى سبيل التعرف على المصير الذي يكون عليه كل الناس بعد الموت ولكن هؤلاء موجودون من بين أصحاب الرسل ولم تتكامل صحبتهم بتواجد المدة الكافية ليصيروا عضوا كاملا في الشهداء.

أحمد المُهري

27/7/2020

يتبع (3) 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.