من تائية بلفقيه

ابياتٌ مختارة من تائية العلامة الجليل/ عبد الرحمن بن عبد الله بلفقيه– المتوفي في عام 1760 م ، 1173 هجرية (تريم- حضرموت) وهو احد اجداد ابواصيل ابوبكر سالم بلفقيه:

ومن نفحاتِ الله في كلِّ لمحةِ *** سحائبُ جودٍ ودقها كلُّ نعمةِ

تعرّض لها في عرض كلِّ عبادةٍ *** وشِم برقها بالقربِ في كلِّ قربةِ

وأحمق من يرجو بغير تعرضٍ *** ويستطلعُ الآمالَ من غير كلفةِ

فلا شيءَ للإنسان إلا إذا سعى *** وعن سعيهِ يُجزى بأوفى وفيّةِ

ولا يدخلُ الأبوابَ إلا فتى غدا *** وأمسى بإلحاحٍ ملازمَ عَتْبةِ

ولا عملٌ إلا بقصدٍ وإنما *** لكلِّ امرىءٍ ما كان في عقدِ نيّةِ

إذا طاب قصدُ المرءِ طابت فعاله *** وإلا فإن الخبثَ أصلُ الخبيثةِ

وإن حلّتِ الأعمالُ حلّت ثمارُها *** ونِيطت بها الآمالُ في كلِّ ملةِ

ومن يردِ الدنيا ويحرث لحرثها *** يذقْ لذةً منها بأعظمِ ذلةِ

ومن يردِ الأخرى ويسعَ بسعيها *** ينلْ كلَّ مأمولٍ وأنعمَ جنةِ

وقدرُ الفتى ما كان فيه وفضلُهُ *** على حسبِ استكمالِ كلِّ فضيلةِ

وما شرف الإنسان إلا بنفسِهِ *** إذا اكتسبت من كلِّ حالٍ شريفةِ

وما المرءُ في دنياه إلا ابن دينه *** ولا نفعَ إلا فيه يوم القيامةِ

ومن جدَّ في الأفعالِ سادَ على الورى *** وما ينفعُ الأدنى علوُّ الأبوةِ

وما مجدُ أهل المجدِ إلا بجدِّهم *** وإلا فما مجدٌ يُنالُ بجيعةِ

وما فخرُ أهل الجودِ إلا بجودِهم *** وإلا فما للمرءِ فخرٌ بطينةِ

وما نسبٌ إلا سيُقطعُ حبلُه *** سوى نسبِ التقوى أعز تقيّةِ

وما سببٌ يبقى سوى سببِ الهدى *** وما العزة القعساءُ غيرُ الفتوّةِ

ومن لم يكن ثوبٌ عليه من التقى *** فعارٍ وإن ألبستَهُ ألفَ حُلّةِ

وكلُّ الورى لله عبدٌ وإنما *** يُقدَّرُ قدرُ العبدِ في قدرِ خدمةِ

وما الموتُ بعد العيش إلا ليُبتَلى الـ *** ـورى أيُّهم خيرٌ وأحسنُ سيرةِ

ومن نَصَبٍ شُقّ النصيبُ وقدرُهُ *** على قدرهِ فانصب تُصبْ كلَّ مُنيةِ

وما كلُّ من يهوى المعالي ينالُها *** ولم يرتكبْ في قصدِها كلَّ شقّةِ

فلابد قبل الوصل من ألم النوى *** ولابُدّ دون الشهدِ من سمّ لسعةِ

إذا المرءُ لم يصبرْ على مِرّةِ الدوا *** سيصبرُ مضطراًّ على طولِ علّةِ

ومن يكُ ذا صبرٍ على شربِ جرعةٍ *** سيحمدُ عقبى الصبرِ في كلِّ صحّةِ

ومن يرضَ بالعيش الدنيِّ فإنه *** سيغرقُ في كلِّ الأمورِ الدنيّةِ

إلا إن أبكارَ المعالي مهورُها الـ *** ــنفوسُ وفيها رُخصُ كلِّ كريمةِ

ولا ترتضي في الناس إلا بكفؤها *** فتى همُّهُ يعلو على كلِّ رُتبةِ

له همةٌ تسمو إلى كلِّ ما سما *** ولا يرتضي بالعَودِ دون الغنيمةِ

وما قصباتُ السبق إلا لمن غدا *** بكلِّ اجتهادٍ طالباً كلَّ رفعةِ

ولا يبلغُ الغاياتِ في المجدِ والعلا *** سوى من له في المجدِ أقربُ نسبةِ

فلله ربي الحمدُ في كلِّ حالةٍ *** على كلِّ في رخاءٍ وشدّةِ

وأزكى صلاةٍ ثم أزكى تحيّةٍ *** على خيرِ مبعوثٍ بأكرمِ ملّةِ

محمدٍ المختارِ من خيرِ عُنصرٍ *** وآلٍ وأصحابٍ وأتباعِ شرعةِ

الاعمال الكاملة للحبيب عبدالرحمن بلفقيه:

https://ia800804.us.archive.org/32/items/Majmoa-Blfageeh/%20%D8%A8%D9%84%D9%81%D9%82%D9%8A%D9%87%201.pdf
اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.