العقرب

هذه القصة الصغيرة ضمن مجموعتي ( الكاتب) نشرت لاول مرة مطلع 2001 ، الا انني لم اجد غيرها تعبيرا عما يحدث اليوم مع (صفقة القرن) حيث لم يتغير شيء من عشرين سنة ! 

العقرب

          صخب وضجيج ، والكل يتحدث ، ولا جديد، هاهم يتساقطون ولانحزن فلابد من ذلك حتى يأتي النصر ..وما النصر ببعيد……

سمعت الجميع، سمعتهم ولكنني لم أصدق إلا واحداً لأنه قالها بصدق ومن قلبه…… أسمعتم ؟!….:

                    (إلى متى صمت العرب .. اللعنة على اتفاقية السلام … اللعنة على الحك….)

          وهاهو آخر:

 ( لابد من العيش بأمان كمواطنين مع إخوانكم اليهو….”لم يكمل لأنه تلقى صفعة “حامية” جداً!!!)

(أمريكا هي الخلاص…..)

كلام ، وهرج كثير وكلهم يقولون (مجرد ريح وتذهب )

          ربما هي ريح لكنها تحمل دخان نار حارقة لا يمكن أن تذهب دون أيد تطفيها …

استمعوا (الاتفاقيات الدولية وقرارات الأمم المتحدة و..و..و…………) ويستمر(..و…)

إنهم ويا للحرقة يقارنون جهاد شعب ضد جيش مع شعب مغتصب جاء من الشرق والغرب ينشد الأمن في أرض لم يحببها ولم يحترق لهفة عليها إنه شعب جبان لا حق له ولا مصير إلا في (القبر..)

وجال ذاك الخاطر صوت عمي يردد كلماته كالأغنية كنا حينها في المخيم، وفي ليلة مقمرة أمسكنا بعقرب أسود وحفرنا له حفرة وقذفناه فيها، وأخذنا نداعبه كلما حاول الخروج منها دفعناه فيها بعصي صغيرة معنا ….

فجأة…. توقف فدهشنا وأصابني الخوف..

 وارتفع ذيله السام … وبلا مقدمات ضرب رأسه وخر ميتاً …

 انتحر العقرب …

ساد الصمت فينة .. ماذا أصاب العقرب أهو شريف لم يتحمل الذل؟؟

أهو بذا أشرف ممن رضوا بأسوء من ذلك وضحكوا بحجة (وهم السلام!) ..

غنى عمي حديثه صار لي أغنية أنشدها قائلا:

(أ رأيت بني؟!

لم يقبل الذل.. عقرب لا أرض له ولا عقل! …

ورضوا هم لنا بالذل.. استكانوا .. نذبح .. قفوا لا تفعلوا شيئاً..

 إننا نوقع إننا نسالم إننا ….

غريب أتانا وقال هذا لي ليس لكم فيه شيء قال عنا أنّا غرباء..

شعب خرج من داره برضاه.. وجاءنا قائلاً هذه داري .. أين نذهب ؟! .. جعلوا مساكننا العراء .. أ رأيت؟! أترضى الذل يا ولدي …)

ومرت الأيام والسنون وأتى علي العام بعد العام …

هأنا أواري رفات عمي ” أهذا ما صنعناه له..؟”

فلا تتعجبوا أن العقرب صار لي مثلاً وقدوة.. لكن بصورة أخرى ..

لن أرضى الذل ولن أموت ذليلاً …

فاجأنا خبر أو لعله لم يفاجئ أحد.. انتحاريا سموه .. شهيد قال بعضهم .. قد صنع أمراً عجباً .. فجر نفسه بين العدو شمال تل أبيب مات من مات وجرح من جرح … إنه لم يرض الذل ..

وسار بقول القائل (عليّ وعلى أعدائي!)

                                                                      تمت

                                                                                أحمد مبارك بشير

تعليق واحد
  1. ambmacpc :

    أخ أحمد مبارك بشير بارك الله فيك
    كالعادة شعر بديع ومعبر ولو أنني أكره الانتحاريين وأعتبرهم مجرمين مهما كان هدفهم باعتبار افكاري الدينية. ولي ملاحظة لغوية بسيطة.
    الرفاة ليست كلمة صحيحة والصحيح هو رفات. إنها من رفت يرفت بمعنى تهشم وصار حطاما.
    تحياتي لك ولأهلك جميعا
    أحمد المُهري
    1/2/2020

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.