ثقافة القرآن للمبتدئين 10 – الرسول

ثقافة القرآن للمبتدئين

10 – الرسول

الرسول تعبير لبيان الشخص الذي يحمل رسالة إلى أمة أو إلى مجموعة من الناس أو إلى شعب آخر. فالرسول لا يحمل أي امتياز على أحد سوى أنه باعتبار رسالته وبحسب قوة الرسالة وقوة المرسل فإنه يُطاع ويُسمع له. والرسول البشري في نظام السماء هو الشخص الذي يبعثه الله تعالى من بين أمة معلومة إلى نفس الأمة ليُبلِّغ قومه وأمته رسالة الله تعالى. الرسول إنسان مهذب وذكي ومؤمن بالله إيمانا كافيا ليردعه عن الإثم والبغي والظلم على نفسه وعلى غيره وموحد لا يسجد لغير الله تعالى. ولو لم يحمل الصفات الضرورية أو فقد أيا منها فهو يفقد رسالته. فلو أن رسولا اضطر للهجرة من بيته إلى مكان بعيد وأمة غريبة لا ينتمون إلى بلده أصلا فهو يفقد رسالته ويبقى نبيا فقط. وقد حصل ذلك لنبينا العظيم إبراهيم عليه السلام أن طرده قومه من بلده والمحتمل أنه العراق فانتقل إلى فلسطين وفقد رسالته لأنه ذهب إلى قوم غير قومه. وبقي إبراهيم عليه السلام يسافر سفرات طويلة بين مكة وفلسطين فما كان ممكنا أن يحمل رسالة.

ومثل ذلك لو أشرك بالله مثلا فسوف يفقد رسالته أيضا لأنه فقد شرطا من شروط الرسالة وهو توحيد العبادة لله وحده. ورسل الله تعالى في كوكبنا كانوا نخبة طيبة حافظوا على رسالاتهم وأدوها خير أداء فكسبوا رضوان الله تعالى دون ريب. فهم إذن نماذج طيبة لقومهم ولمن يأتي بعدهم. والرسل مأمورون بأن يؤمنوا برسالاتهم قبل بقية الناس. فمحمد عليه السلام نبينا الأمين كان يشهد كل يوم عدة مرات: أشهد أن محمدا رسول الله، مثل قومه. فهو آمن بما أنزل إليه. قال تعالى في سورة البقرة: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285). والمؤمنون في الآية تشمل الرسول نفسه وصحابته الذين آمنوا مع رسولهم برسالة رسولهم محمد عليه السلام. كما آمن رسولنا نفسه والمؤمنون من صحابته بالله وملائكته وكتبه ورسله دون أن يفرقوا بين أحد من رسله. فلا يجوز لرسولنا ولا لأي منا بأن نقول هذا الرسول أفضل من ذلك الرسول كما فعله النصارى واليهود بالنسبة لرسلهم بل نحن نقول بأن لا فرق بينهم ولا فضل لأي منهم على رسول آخر كما أمرنا الله تعالى في القرآن لنكسب بذلك رضا ربنا.

فرسالة الرسل فضل من الله تعالى على الناس وليس فضلا من الرسل على الناس. إن الله تعالى يبعث الرسل رحمة للناس ليمنحهم الهدى على لسان إنسان مثلهم يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ولكنه يتَّبع أوامر الله تعالى بكل دقة وبلا حرج ليعطي قومه شهادة بأن رسالته رسالة قابلة للتنفيذ ولا حرج ولا حيف فيها. وما نبديه نحن من حب لرسلنا يجب أن يكون أقل من حبنا لله تعالى ويجب أن نعلم بأن حبنا لرسل الله تعالى أمر ممدوح وعمل طيب ولكن ليس هذا الحب جزءا من أسباب المغفرة. وعلينا بأن نعرف بأن أي كره لرسل الله تعالى فهو عمل سيء قطعا وموجب من موجبات الدخول في النار لأنه رفض لاصطفاء الله تعالى. فحبهم لا يكفي للغفران ولكن بغضهم يكفي لدخول النار والعياذ بالله. أرجو أن ننتبه كثيرا حينما ننسب أي قول إلى الرسل لنكون حذرين جدا من أن ننسب إليهم ما لم نره في كتاب ربنا فذلك ادعاء غير مشفوع بدليل يحررنا من المسؤولية أمام الديان العظيم يوم الحساب العظيم. 

أحمد المُهري

#تطوير_الفقه_الاسلامي

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.