عن المرأة العربية غير المضطهدة!

عن المرأة العربية غير المضطهدة!                                                                               …………………………

أتابع باهتمام ردود الفعل العربية الغاضبة حول مشروع السيدة ايفانكا لتمكين المرأة في شمال افريقيا.واتابع باهتمام أكبر ردود الفعل ضده التي ترفض تصوير المرأة العربية انها مضطهدة ومنتهكة الحقوق.واتابع باهتمام إستثنائي التحول المفاجيء للنسويات والحقوقيات العربيات الى خطاب يرفض فرضية اضطهاد المرأة العربية ويعتبر ان الحديث عن الاضطهاد مجرد ترديد لأفكار الغرب والعرق الأبيض، وهذا بالمناسبة هي جوهر رد الفعل السلفي/المحافظ تجاه خطاب تمكين المرأة وتحريرها.وهو بالمناسبة نفس الخطاب الغربي المؤيد لاستمرار الجاليات المسلمة في الغرب في ممارسة فرض الحجاب على الصغيرات وعزلهن عن المجتمع وسيطرة الذكور وفرض الأحكام الدينية عليهن بحجة ان ذلك اختيار المرأة وليس اضطهادا لها.قام الخطاب المعادي لحقوق المرأة على رفض فرضية اضطهاد المرأة،  وعلى ترويج وهم التكريم الاستثنائي الذي يقدمه المجتمع والدين للمرأة العربية والمسلمة.إن ظاهرة “انا وأخي على بن عمي، وانا وابن عمي على الغريب” ظاهرة ثقافية وليست اجتماعية فقط. فما ان ينتقد الغرب ظاهرة من الظواهر السلبية في مجتمعاتنا حتى نثور وننكر وجودها مع ان كل خطاباتنا وكتاباتنا كانت انتقادا وادانة لنفس الظاهرة.لكن الجناح العربي الداعم لتحرر المرأة العربية اثارته ان تأتي دعوة تحرير المرأة من انثى بيضاء مثيرة وذكية فتحول بقدرة قادر الى سلفي محافظ يرفض رفضا باتا حقيقة وجود أي اضطهاد للمرأة العربية، ويشدد في خطاب انفعالي مجاف الحقيقة أن المرأة العربية ليست بحاجة الى دعم لنيل حقوقها.إن “الشرف العربي الرفيع” الذي أثارته الدعوة البديهية لتمكين المرأة العربية وتخفيف قيود الاضطهاد عن كاهلها نسي أو تناسى أن كثيرا من الحقوق التي نالتها المرأة العربية في العقود التي الماضية لم يكن ليتحقق لولا الدعم والضغط العالمي على الحكومات من أجل إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة.لكن السيدة البيضاء جمعت النسويات مع المحافظات مع الليبراليين مع المحافظين مع المؤيدين ومع المعادين لحقوق المرأة في صف واحد يرفض أن يتحدث الغرب عن اوساخنا. فالمبدأ العربي المقدس يقول: من حقنا رمي القمامة في الشوارع،  لكن ليس من حق الآخرين انتقاد شوارعنا الوسخة وسلوكنا المتأخر. وإذا ما بدأ الغرب في انتقادنا سننكر وجود القمامة ووجود الشوارع أيضا لو اضطررنا لذلك!عزيزتي وعزيزي/ المرأةو الرجل العربي/ المتحررة والمتحرر/ والمحافظة والمحافظ…المرأة العربية مضطهدة وفي أشد الحاجة للتمكين ولن تستطيع ذلك دون دعم وتأييد الغرب وفرض ثقافة حقوق الإنسان وإلغاء كافة أشكال التمييز..عندما ينتقد الغرب الرذيلة العربية لا تدافعوا عن انفسكم بتحويل الرذيلة الى فضيلة!
حسين الوادعي

#تطوير_الفقه_الاسلامي 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.