ثقافة القرآن للمبتدئين 3- الرب

3 – الرب

الرب هو اسم خالقنا العظيم ولكن ليس كإله مخضوع له خضوعا وسجودا بكل المعاني. إنه اسمه باعتبار أنه يساعدنا ويهدينا ويمن علينا بكرمه ولطفه. فنرى ذوي الألباب والرسل الذين يخشونه يدعونه ويتحدثون عنه سبحانه بلفظ الرب غالبا لأنه يهدؤهم ويقلل من روعهم. قال تعالى في سورة الإسراء: قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (108) وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (109). وقال أيضا في سورة السجدة: إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (15) تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (16). والسبب هو أنهم لا يعلمون ما أخفاه الله تعالى لهم من خير ونعمة ليجازيهم بها ولذلك يعقب سبحانه الموضوع بالآية التالية: فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17).

فالرب في حقيقته يشير إلى أن الله تعالى لا يفرض التغيير والتطور الفوري على خلقه بل يصبر عليهم حتى يتجاوبوا مع أمر ربهم بيسر ويمدهم بما يحتاجون إليه من زمان وطاقات وإمكانات ليقووا على التطور والتحول المطلوب منهم. هذا ما يفعله الله تعالى تجاه كل الكائنات بما فيها الكواكب الغازية والصلبة والهواء والماء والنبات والحيوان والملائكة والبشر وكل الممكنات بلا استثناء. إنه رب السماوات والأرض التي احتاجت إلى بلايين السنين لتصير سماوات وأراضي يسكنها خلقه البشري. والأرض اسم للمفرد والجمع فالمقصود من الأرض كل الأراضي في الكون وليس أرضنا فحسب. لكن الله تعالى لم يستعمل لفظة “الأرضين” أو ما شابهها لأن الأرضين كلمة شاذة في اللغة العربية. 

أحمد المُهري 

#تطوير_الفقه_الاسلامي

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.