معجزة القرآن

معجزة القرآن

لكل رسول معجزة حتى يعرف الناس أنه مرسل من الله. وانزل مع بعضهم كتابا إلا آخر الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام كانت القرآن فقط لا غير رغم طلبهم بآية مثل باقي الأنبياء. فمثلا قال تعالى 《الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار. قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين. [آل عمران: ١٨٣]》نعم جائوهم بالكتاب وكلمة التوحيد وبما قالوا فلم يؤمنوا. وجاء محمد برسالة الى العقل تعيش مع الناس الى آن تقوم الساعة.

القرآن عربي اللسان

جاء القرآن بلسان العرب. يقول تعالى 《وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم. [إبراهيم: ٤]》والرسول عربي فمنهم من شكك في محمد عليه السلام ومنهم من قال أنه سرق القرآن من السريالية ومنهم من قال بعدم وجود اللسان العربي في الواقع وعدم وجود الشعراء العرب وادعى بأن الشعر الجاهلي انتج في العصر العباسي مع نبوغ الشعر. والقرآن موجود قبل العصر العباسي وسجل القرآن الكريم قول الوليد بن المغيرة عن اعجاز القرآن الكريم《فإذا نقر في الناقور، فذلك يومئذ يوم عسير، على الكافرين غير يسير. ذرني ومن خلقت وحيدا، وجعلت له مالا ممدودا، وبنين شهودا، ومهدت له تمهيدا، ثم يطمع أن أزيد. كلا إنه كان لآياتنا عنيدا، سأرهقه صعودا. إنه فكر وقدر، فقتل كيف قدر، ثم قتل كيف قدر، ثم نظر، ثم عبس وبسر، ثم أدبر واستكبر، فقال: إن هذا إلا سحر يؤثر، إن هذا إلا قول البشر. سأصليه سقر. [المدثر: ٨-٢٦]》لقد كان القرآن وهو كلام للبشر من الله تعالى، لا هو بالشعر ولا بالنثر الذي اشتهر به العرب فله تأثير أعمق من الشعر والنثر. وقد ابدع سيد قطب في كتابه التصوير الفني في القرآن الكريم ففيه من البلاغة التى برع فيها العرب وقد نجحوا في التعبير عن مشاعرهم فإذا بكناب لم يكتفي بالمشاعر وخاطب عقولهم ايضا بعبارات بليغة. إنه سحر يؤثر كما قال الوليد بن المغيرة.

العالمية والمحلية

جاء القرآن بلسان العرب وبلاغة العرب ويحكي عن قصصهم ولكنه رغم هذا جاء للعالم كله. وقد أخذ نجيب محفوظ جائزة نوبل رغم أن رواياته كلها عربية ولم يكتب بأي لغة أخرى. فمن قال إن الله كان متحيزا للعرب فانزل القرآن بلسان العرب ولذلك قالوا أن القرآن نزل بلسان خاص به وليس بلغة العرب. فلغة العرب فيها لغو والقرآن ليس فيه لعوا. وحتى يكون الله عادلا عليه أن ينزل القرآن بلغة لا يعرفها كل الناس ليظهر الكهنة الذين يتقنون لغة القرآن الخاصة بتفسيراتهم الى عامة الناس. ومن إعجاز القرآن الكريم وبلاغته أنه كتب بلغة يفهمها عامة الناس ولا يحتاجون للفقهاء الذين يتقنون لغة القرآن 《ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر. [القمر: ١٧]》وقد تكررت في القرآن كما تكرر تيسير القرآن للرسول المبلغ حتى يخبر عامة الناس به 《فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون. [الدخان: ٥٨]》فهو مبسر للرسول والناس. وبسأل الناس لماذا لم يترك الرسول تفسيرا للقرآن كما جاء بالقرآن نفسه. ذلك لأننا لا نحتاج الى مفسرين انما نحتاج الى متدبرين للقرآن الكريم. وليعلم المعترضون أن هناك اصطفاء وتقوم حياة الدنيا كلها على الاصطفاء. ولله سبحانه حكمة في اصطفاء الرسول واصطفاء قومة ولا شأن لهم في عالم عصر الرسول واصطفاء لغتهم التى أنزل القرآن بها.

الوحدة الموضوعية

قال الله تعالى 《وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين. فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين. [البقرة: ٢٣-٢٤]》وجاء هذا التحدي على مستوى السورة الواحدة وجاء على مستوى القرآن كله 《أم يقولون: تقوله، بل لا يؤمنون. فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين. [الطور: ٣٣-٣٤]》القرآن يتحدث عن موضوع واحد تجده في القرآن كله ولهذا الموضوع سبل نسلكها للإيمان بالله تعالى. ويوجد الكثير من الكتب التى تفهم القرآن من القرآن وتبحث في علاقة السور ببعضها.

عزت هلال
4 شوال 1440
8 يونيو 2019

لا زلنا نؤكد بأن هذا رأينا ونرحب بكل نقد.

#تطوير_الفقه_الاسلامي 

https://www.facebook.com/Islamijurisprudence/

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.