سيرة الاحلام 3 – خطوات الرسول

سيرة الاحلام 3 – خطوات الرسول 

إن منامة اتباع البخاري لخطوات الرسول بعد خروجه من قبره لم تكن “رؤيا” خاصة بمحمد بن أبي حاتم البخاري الوراق بل هي” رؤيا” رآها أيضًا نجم بن فضيل حسب ما رواه الفربري أيضا، ونقله ابن حجر العسقلاني في الفصل الأول من مقدمة كتاب فتح الباري.   فنفس الراوي يروي نفس القصة عن شخصين مختلفين، محورها أنهما رأيا البخاري في المنام يتبع خطوات الرسول. وبالتالي فمحاولة الاستدلال على أن البخاري كان شخصًا ملتزمًا باتباع الرسول اتباعا تامًا، وما رواه عن الرسول صحيح تمامًا، بدأت بخرافة الأحلام والرؤى، ووجدت من يصدق هذا العبث المستهزئ بالعقول مع كامل أسفنا الشديد.

 وقد أسهم في تقبل هذه الرؤى والأحلام أحاديث رويت في صحيح البخاري أيضًا لاستكمال حلقات الاستحكام والتحكم في العقول، لتتقبل مثل هذه الخرافات ومنها حديث جاء فيه “إذا إقتربَ الزمانُ لم ْتَكَدْ رُؤيا المؤمن تكذبُ، ورؤيا المؤمنِ جزءٌ من ستةٍ وأربعينَ جزءاً من النبوةِ” متفق عليه ( صحيح البخاري6614) وصحيح مسلم 2263 من حديث أبي هريرة .  بل إن الرؤيا دليل على صدق رائيها، وبالتالي فقد تم صنع أحاديث  أيضًا تسير على نفس المنوال، وعلى خطى التحكم والاستحكام التي أشرنا اليها، مثل حديث جاء فيه “(أصْدَقُكُمْ رُؤيا أصْدَقُكُمْ حديثا) ( مسلم كتاب الرؤيا/ 2263 ) من حديث أبى هريرة.  بل في صحيح البخاري أن النبوة لم تنته تماما كما يقول القرءان ، بل بقي من النبوة شيء آخر وهو الرؤى.  وللاستدلال على ذلك تم وضع حديث كهذا الذي ينسب للرسول فيه أنه قال: “لَم يبقَ منَ النُّبُوَّةِ إلا المبُشَّراتُ” قالوا : وما المبشراتُ ؟ قال : (الرؤيا الصالحةُ) ” (صحيح البخاري كتاب التعبير باب المبشرات (6990) من حديث أبى هريرة).   ورغم بعض الأصوات التي حاولت تنبيه الناس إلى أن الرؤى والاحلام لايحتج بها ولا تصلح للمحاججة، كمثل قول المُعلِّمي اليماني – رحمه الله تعالى : “اتفق أهل العلم على أنّ الرؤيا لا تصلح للحجة، وإنما هي تبشير وتنبيه، وتصلح للاستئناس بها إذا وافقت حُجّة شرعية صحيحة” “التنكيل” (2/242).   رغم  كل ذلك إلا أن عباد الأشخاص يقدمون الأحلام التي أوردناها ضمن بناء شخصية محمد بن إسماعيل البخاري وكأنها حقيقة تاريخية لا غبار عليها.  لكن من يتعظ؟ بل من يعقل؟

رشيد أيلال – من كتاب صحيح البخاري

#تطوير_الفقه_الاسلامي 

https://www.facebook.com/Islamijurisprudence/


اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.