النسخة الاصلية للقرأن 2

النسخة الاصلية للقرآن

نظر شيخنا الفاضل عبدالمنعم النهدي إلى الكلام المنشور علاه في النسخة الاصلية وكتب التالي:

“الكثير من التساؤلات التي تحتاج إلى أن يعيد الكاتب النظر في الكلام الذي كتبته.
ومن الواضح أنه يقرأ على عجل أو يفهم على كيفه بالنظر لسياق الأدلة التي ذكرتها, فإن ما هو مذكور كدليل رقم أربعة مرتبط بما قبله من الأدلة .هذا أولا, ثانيا ، الدليل الأهم أنك تجد قرآنا يقرأه مليار ونصف المليار ولا يختلفون على حرف منه, بل وحتى الرافضة والشيعة يتفقون على أن هذا القرآن هو الذي أنزل على محمّد ويقرأون منه رغم قول غلاتهم أن القرآن محرف وأن هناك مصحفا أخفاه بعض الصحابة وغيرها من الشقشقات المعروفة.  ومع ذلك فإن الجميع يعتمد هذا المصحف بحروفه وضبطه ويسمونه المصحف العثماني.  وفي الاجتماع البشري يستحيل أن تجد هذا التوافق البشري بين المسلمين في كل العصور على نسخة من القرآن بين سنتهم, وشيعتهم, وخوارجهم, ومعتزلتهم, ومرجئتهم.  الجميع يعود لنفس المصحف, ونفس الحروف, ونفس الآيات والسور, بالترتيب الذي بين يدينا.  إن هذه حالة مستحيلة في الاجتماع البشري.  لو لم يكن القرآن أصليا والحفظ الذي تكفل به الله قد تم بحمد الله.  وهذه الحجة لا يستطيع تفنيدها لا بوذي, ولا نصراني, ولا غيره, ولذا طاروا فرحًا بمصحف صنعاء ظنا منهم أنهم وجدوا بغيتهم في ايجاد نسخة أقدم فيها اختلاف, وخاب ظنهم. .ثانيا: عندما قلت إشرافا ربانيا، فهذا مختص في فترة النبوة فقط ووقت نزول جبريل ولكن يجب أن تدرك أن أبا بكر والصحابة لم يفعلوا أكثر من إعادة نسخ المصحف وارساله للأمصار.

وأما مسألة الأجراءات فهذه الإجراءات يفترض بك اذا كنت تدعي العلم أن تدرك أنها موجودة في القرآن نفسه، ولو أردت أن أسوق لك الآيات التي تدل على ذلك لفعلت، ولو قرأت القرآن لوجدت الله يخاطب نبيه بهذه الإجراءات، وهي ليست من الغيب بل هي من عالم الشهود وكانت تنزل الأيات على النبي صلى الله عليه وسلم توجهه والصحابة يعلمون ذلك.  ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخاطب نفسه *لا تحرك به لسانك لتعجل به* إن علينا جمعه وقرآنه*.   ومن الإجراءات التي تم اعتمادها من قبل النبي صلى الله عليه وسلم موضوع تحفيظ القرآن للأمة بحيث يكون الاعتماد على النسخة المحفوظة في الصدور, بالتزامن مع النسخة المحفوظة في الألواح, وحفظه غيبا في صدور الملايين من الأمة على مدار التاريخ. *ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر*. 
وعليه, فمعظم تساؤلاتك لا معنى لها لو فهمت المقصود من سرد الأدلة.

 إن الآليات والإجراءات التي تم اتخاذها لحفظ القرآن كفيلة باليقين التام بأن كتاب الله الذي بين يدينا هو كما قال سبحانه *لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ.”  انتهى  كلام فضيلته   

خالص الشكر لفضيلة الشيخ عبد المنعم النهدي على كريم رسالته.  ولي تعليق.

يخبرنا شيخنا الفاضل بالتالي:

1.     أن الدليل على أن النسخة الموجودة في أيدينا هي نفس النسخة التي كانت موجودة أيام الرسول الكريم هي أن القرآن يقرأه مليار ونصف المليار ولا يختلفون على حرف منه حيث إن هذه حالة مستحيلة في الاجتماع البشري لو لم يكن القرآن أصليا والحفظ الذي تكفل به الله قد تم بحمد الله. 

2.     أن الإشراف الرباني مختص بفترة النبوة فقط ووقت نزول جبريل.

3.     أن الإجراءات موجودة في القرآن نفسه.

4.     أن الإجرءات ليست من عالم الغيب بل هي من عالم الشهادة.  

5.     أن من الإجراءات التي تم اعتمادها من قبل النبي صلى الله عليه وسلم موضوع تحفيظ القرآن للأمة بحيث يكون الاعتماد على النسخة المحفوظة في الصدور, بالتزامن مع النسخة المحفوظة في الألواح, وحفظه غيبا في صدور الملايين من الأمة على مدار التاريخ.

6.     أن الآليات والإجراءات التي تم اتخاذها لحفظ القرآن كفيلة باليقين التام بأن كتاب الله الذي بين يدينا هو كما قال سبحانه *لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ.”  

وعليه, 

1.     القول بأن قراءة مليار ونصف المليار للقرآن الكريم لا يختلفون على حرف منه هي الدليل على  أن النسخة الموجودة في أيدينا هي نفس النسخة التي كانت موجودة أيام الرسول الكريم هو قول غير سليم.  ما هي العلاقة بين قراءة الملايين للقرآن الكريم قراءة لا اختلاف فيها وبين أن النسخة الموجودة بين أيدينا هي النسخة التي كانت موجودة أيام الرسول عليه السلام.  لا يمكن القطع بأن النسخة الموجودة بين أيدينا هي نفس النسخة التي كانت موجودة أيام الرسول إلا إذا كانت لدينا نسخة من القرآن كانت موجودة أيام الرسول حيث إن ذلك سيمكننا من دراسة النسختين وبيان اتفاقهما.  في غياب “النسخة الأصلية” لا يمكن القطع بأن النسخة الموجودة بين أيدينا هي “النسخة الأصلية”.

2.     أن الحديث عن الإشراف الرباني مختص بفترة النبوة فقط ووقت نزول جبريل هو حديث عن الغيب.   الحديث عن الإشراف الرباني هو حديث عن الغيب.  أي حديث عما نؤمن به لا عما نعلمه. 

3.     الحديث عما هو بالقرآن هو حديث عما نؤمن به. 

4.     القول بأن الإجراءات من عالم الشهادة قول مقبول طالما بين لنا شيخنا الفاضل كيفية التحقق من أن هذه الإجراءات قد تمت بالفعل. 

5.     أن الحديث عن “النسخة المحفوظة في الألواح” هو حديث عن الغيب.  يستحيل أن يثبت العلم وجود أو عدم وجود “اللوح المحفوظ”.  يستحيل أن يكون “اللوح المحفوظ” موضوع دراسة “علمية”.  هذي أمور لا يعلمها إلا الله وليس لنا سوى أن نؤمن بها مع المؤمنين أو نكفر بها مع الكافرين.   ومن شاء أن يؤمن فليؤمن ومن شاء أن يكفر فليكفر.

6.   القول بأن “الآليات والإجراءات التي تم اتخاذها لحفظ القرآن كفيلة باليقين التام بأن كتاب الله الذي بين يدينا هو نفس الكتاب الذي كان موجودًا أيام الرسول الكريم” هو قول غير سليم إذ يفترض مبدئيا أن الكتاب الموجود بين أيدينا هو نفس الكتاب الذي كان موجودًا أيام الرسول.  مرة أخرى, يستحيل القطع بـ”تماثل” النسخة الحالية من كتاب الله بالنسخة التي كانت متوافرة أيام رسول الله إلا إذا أتينا بالنسختين, وقارناهما, وتبيّن لنا “تماثلهما”. 

وكأن المسألة, بهذا الشكل, هي أن من آمن بالله, وبأن محمدًا رسول الله, وبأن القرآن كلام الله, إنما يؤمن كذلك بأن النسخة الموجودة في أيدينا من كتاب الله هي نسخة من النسخة التي كانت موجودة أيام رسول الله.  أما القول بأن “العلم” يمكنه أن يثبت ذلك فهو قول غير سليم إذ يستحيل إثبات ذلك إلا إذا أتى لنا العلماء بالنسخة الأصلية, وهو ما لم يحدث حتى الآن.  كيف يمكن لعالم أن يقرر تماثل النسخة الحالية مع النسخة الأصلية في غياب النسخة الأصلية؟  ثم كيف يمكن لمؤمن أن “يعلق” إيمانه بكتاب الله على ما توصل إليه العلماء.  أين الإيمان؟

وإن الحمد لله, والشكر لله, على ما آتانا وما لم يؤتنا, وما أعطانا وما لم يعطنا.  وقد أعطانا فأفاض العطاء.  ومرة أخرى, خالص الشكر والتقدير لفضيلة الشيخ عبد المنعم النهدي على كريم رسائله.

كمال شاهين 

#تطوير_الفقه_الاسلامي

https://www.facebook.com/Islamijurisprudence/

15 فبراير 2017

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.