اركان الاسلام 1

اختلف المسلمون على الأصول الكبرى للإسلام..
فأركان الإسلام عند السنة خمسة ” الشهادتان، الصلاة، الصوم، الزكاة، الحج”.وعند الشيعة الاثناعشرية خمسة باختلاف ركن واحد ” الصلاة، الزكاة، الصوم، الحج، والولاية”وعند الإسماعيلية سبعة ” الولاية، الطهارة، الصلاة، الزكاة، الصوم، الحج، الجهاد”هذا الاختلاف يعود إلى حقيقة مسكوت عنها، وهي أن هذه الأركان بهذا الترتيب تم وضعها بشكل نهائي في عصر التدوين(العصر العباسي)، وخضع ترتيبها للصراعات السياسية بين الفرق الإسلامية.فوضع الزكاة ركناً من أركان الإسلام (وهو شيء غريب فعلا إذ كيف يصبح دفع ضريبة مالية ركنا من الدين) يعود إلى أسباب سياسية واقتصادية.وضعه السنة ركناً في عقيدتهم اتباعا لأبي بكر في حربه ضد من رفضوا دفع الزكاة للحكومة المركزية(حرب الردة)، وكانت وجهة نظرهم ان الزكاة كانت تدفع للرسول، وأنها بعد وفاته يجب أن تدفع للفقراء لا للخليفة.ووضع الشيعة الزكاة ركنا بسبب النصيب الخاص لال البيت “الخمس” الذي يضعهم في مرتبة متميزة اقتصاديا واجتماعيا.ووضع الشيعة الولاية ركنا من أركان الإسلام في إطار صراعها مع السنة على السلطة، فأراد الشيعة قطع الطريق على الخصوم باعتبار الخلافة ركنا دينيا تم النص عليه في القرآن ” ولاية علي وآل بيته من بعده”!اما الإسماعيلية فوضعوا الجهاد ركنا من أركان الإسلام في إطار حاجتها الدائمة للدفاع عن نفسها كأقلية، مع ان اعتبار الجهاد ركنا دينيا يجعل العالم في حالة حرب أبدية.اتفقت الفرق الثلاث على أربعة أركان هي ” الصلاة، الصوم، الحج، الزكاة”.لكن هناك إشكاليات عديدة في هذه الأركان.فالحج لا يمكن أن يكون ركنا من أركان الدين لأن أغلبية المسلمين لا يقدرون عليه، واغلبيتهم لم يحجوا.. والاستثناء ” لمن استطاع إليه سبيلا” لا يصح لا عقلاً ولا ديناً لأن الأركان ملزمة ولا يجوز استثناؤها .. ولو كان هناك إمكانية لاستثناء الحج فيمكننا بالتالي استثناء الصلاة والصيام والزكاة.سيبقى الحج عبادة دينية ثابتة، لكن ليس ركنا من أركان الإسلام.فإذا قلنا ان الحج اختياري، وهو اختياري فعلا، فإن الصلاة والصوم اختياريان أيضا.أما الزكاة فلا تصح ان تكون ركنا من أركان الدين، والأرجح انها كانت شيئا خاصا بالرسول انتهى بوفاته (هذه كانت نفس وجهة نظر القبائل التي حاربها ابو بكر في حروب الردة).اما الصيام فإن الاستثناءات الكثيرة للمريض والمسافر والحائض والحامل والذي يعيش في بلدان النهار الدائم والليل الدائم أو النهار الطويل جدا تجعله ركنا اختياريا.. بل ان الآية القرآنية “وعلى الذين يطيقونه فدية…” تجعل الاختيار في الصوم واسعا.فهل يصح أن تكون أركان الإسلام اختيارية.أما الصلاة فهي عبادة فردية (بين العبد وربه) يستطيع المسلم اداءها منفردا في بيته أو جماعة في المسجد.إذا، لا يزال النقاش حول الأصول الكبرى للإسلام مفتوحا، ويبدو ان الاوائل خلطوا بين العبادات والأركان…فالصلاة والصوم والحج عبادات فردية مثبتة لكنها ليست أركانا أو أصولا. ولا شك أن الأصل الأكبر هو الشهادتان، وهو الأصل الوحيد الذي لا يمكن الاختلاف عليه.حسين الوادعي #تطوير_الفقه_الاسلامي 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.