ليس لأحد أن ينسخ القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم

ليس لأحد أن ينسخ القرآن

بعث إلي أخي الكريم أحمد الكاتب بمقالة كتبها حول رأي سماحة المرجع الكبير السيستاني لنسخ القرآن والسنة من قبل أهل البيت. ويقصد بأهل البيت كما أظن الأئمة الإثني عشر عليهم السلام. وعلى أنني قرأت مثل ذلك في كتب سلفنا كما قرأت في نهج البلاغة ما يفيد نسخ القرآن للرسول فقط ولكنني أعود وأقول كما قاله أخي الكاتب نفسه بأنني لا أصدق ذلك وأتمنى أن يقوم السيد السيستاني نفسه بتفنيد الموضوع. لكنني على كل حال أرى من واجبي أن أرد على الموضوع درءا للضلال. وسوف أختصر جهد الإمكان ليتمكن من الاطلاع عليه عددٌ أكبر من الناس ومن ذوي الشأن.

1. يخلو القرآن من أي إذن للرسول بنفسه عليه السلام أن يفتي بأمر. هناك آيتان في سورة النساء يفتي فيهما الله تعالى على استفتاء من الرسول نفسه وهما في الآية 127: وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ…. والآية 176:يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ…. ظاهر الآيتين يدل على أن الرسول ليس مأذونا بالتشريع. لكننا لو وجدنا آية أخرى في القرآن تبيح له عليه السلام أن يقوم بالتشريع لقلنا بأن الله تعالى منعه أن يفتي في الموضوعين المذكورين في سورة النساء فقط. لكنني بقدر علمي المتواضع لم أجد إطلاقا أية آية تسمح للرسول بالفتوى.

2. نقصد بالفتوى الرأي الملزم للناس شرعا ولا نقصد به مجرد الرأي. فإن من حق كل شخص أن يبدي رأيه في كل ما يشاء من أمور لكن ذلك الرأي ليس ملزما لأحد.

3. يصرح القرآن الكريم بأن الرسول بشير ونذير ولا يقول بأنه عليه السلام مشرع. قال تعالى في سورة فاطر: إِنْ أَنتَ إلاّ نَذِيرٌ (23) إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إلاّ خلا فِيهَا نَذِيرٌ (24). وقال تعالى في سورة الأعراف:كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ (3). فمن واجب المسلمين أن يتبعوا القرآن وحده ولا يجوز لهم ان يتبعوا غير القرآن أو يتخذوه مرجعا لهم. فنحن ننتظر من سماحة السيد السيستاني أن يطلعنا على آية كريمة تسمح للبشير النذير عليه السلام أن يقوم بالتشريع أو يأتي بآية يأمرنا ربنا فيها بأن نتبع الكتب التي خطتها يد البشر كائنا من كانوا.

4. يستند فضيلة السيد السيستاني على أحاديث مروية من أئمة أهل البيت المعروفين لدينا نحن الشيعة. ولذلك نسأله: هل هناك أمر أو إذن في القرآن بأن نتبع غير القرآن الكريم؟

5. لاحظت بأن الكثير من السنة والكثير من الشيعة يستندون على آية من سورة الحشر للاستدلال بلزوم الأخذ بما قاله الرسول بدون القرآن الكريم وهي هذه: مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8). إنهم في الواقع يقطعون الآية تقطيعا فكأنهم جعلوا القرآن عضين. الآية والتي بعدها تشيران إلى غنيمة اغتنمها المسلمون دون حرب فيمنحها الله تعالى للفقراء المهاجرين. ويقول سبحانه قبلها في نفس السورة: وَمَا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَاء وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6). فكأنه سبحانه يقول بأنها ليست غنيمة عامة لأنكم ما أوجفتم عليها من خيل ولا ركاب، ولكن الله تعالى سلط رسوله على من يشاء دون أية مساعدة منكم. ليس للصحابة أي حق فيما أفاء الله تعالى على رسوله فهي مال خالص لله وهو الذي أمر رسوله بأن يدفعها لفقراء المهاجرين.

6. الإيتاء تعني إيصال الشيء إلى المطلوب يدا بيد أو قولا شفهيا يسمعه الشخص مباشرة. ولن تجد في القرآن أية آية تدل على أن أي إنسان تمكن من إيتاء غير المال والحب إلى شخص آخر. بمعنى أن العلم يمكن نشره ولكن لا يمكن إيتاؤه إلا عن طريق الله تعالى وملائكته. إيتاء العلم للإنسان يعني طبع المعلومة العلمية في القلب النفسي وأنى للبشر أن يتصرف في القلب النفسي؟ فلو كان مقطع الآية عاما فهو من العلم ولا يمكن للرسول أن يؤتي العلم أحدا. هاتوا آية تدل على قدرة الرسول على ذلك.

7. هل يمكن أن يؤاخذنا الله تعالى بأننا لم نعمل بقول لم يصنه هو كما صان القرآن الكريم؟ أين أقوال الرسول الواجب اتباعها؟ الكتب التي تستندون إليها غير مصانة وأنتم تستندون إليها ضمن قواعد وضعتموها بأنفسكم. فهل أحكام الله تعالى بهذا الفقر الذي لا يمكن لأحد معرفتها إلا عن طريق بشر عاجز؟ الذين يتبعون المراجع الكرام فهم لا يتبعون شرع الله تعالى ولا يتبعون أحكام الرسول عليه السلام بل ولا يتبعون ما قاله الأئمة عليهم السلام. كل أولئك لم يخلفوا كتبا مصانة بل لم يخلفوا كتبا تشريعية إطلاقا.

8. السيد السيستاني إنسان ارتضاه بعض المسلمين الشيعة ليكون زعيما لهم. هذا من حقهم أن يختاروا من يحكمهم. ولكن هل للسيستاني أو أي مرجع أو أي إمام أو أي نبي أن ينسخ أحكام الله تعالى في القرآن الكريم؟ قال تعالى في سورة يونس: وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) قُل لَّوْ شَاء اللّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ (16) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17). يقول الله تعالى هذا واجب فهل لأحد غيره سبحانه أن يغير ذلك الحكم؟ أليس ذلك تكذيبا لآيات الله تعالى النافذة الواجبة العمل بها للناس جميعا؟

9. يقولون بأن الأئمة يفسرون القرآن الكريم أو بأن التشريع الذي يكتبونه بأنفسهم هو شرع الله تعالى. فهل هم آلهة؟ وأما تفسير القرآن فإنه تعالى يقول في سورة القيامة: لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19). ليس من حق رسول الله أن يجمع القرآن وليس من حقه أن يبين القرآن لكل الناس. الله تعالى هو الذي جمعه وهو هذا الذي بين يدينا وهو سبحانه يبين القرآن للناس بالطريقة التي يبينها. ولذلك لم يصن الله تعالى ما قاله رسولنا عليه السلام. إذا كان الرسول بنفسه ممنوعا من بيان القرآن فهل يجوز لغيره أن يفسر القرآن تفسيرا ملزما. وإن كان الرسول بنفسه ممنوعا من أن يجمع القرآن، فهل من حق غيره أن يجمع القرآن؟ وهل يجوز لنا أن نتبع المسلمين الذين قالوا بأن القرآن جُمع أيام الخليفة عثمان رضي الله عنه؟ أو أن الأمام علي عليه السلام جمع القرآن؟ من هو عثمان، ومن هو الإمام علي ليجمع القرآن؟

10. كنت أتمنى أن أرى في المكتبة الإسلامية تفسيرا للقرآن باسم الرسول أو باسم الإمام علي الذي كان من رسول الله كالضوء من الضوء والذراع من العضد. ولكن لا أرى ولا ترون ذلك. أليس في ذلك دليل عملي استقرائي واضح بأن الله تعالى هو الذي لم يصن تفسيرهما حتى لا نضل وحتى لا نكون من أتباع البشر؟ ما من شك بأنهما قد فسرا القرآن لقومهما بما يتناسب مع زمانهما ومكانهما ولكن تفسيرهما غير مفيد لنا نحن اليوم. ألا ترون بأن الله تعالى يرينا في كل زمان آية جديدة وفهما راقيا متطورا حادثا لكتابه الكريم؟ فهل كان بمقدور أحد أن ينسخ القرآن العظيم قبل خمسة عشر قرنا؟ وهل الرسول كان يعلم الغيب ليورث ذريته فهما خاصا للقرآن؟ وهل يجوز لنا أن نتبع من يدعي ذلك، أم من واجبنا أن نكذبه ونضرب بقوله عرض الحائط؟

11. إن هذا القرآن الذي نراه اليوم على رأس كتبنا هو كله قول الله تعالى وإلا فنحن لسنا مسلمين تسليما كاملا لله تعالى الذي أنزل علينا الذكر وهو حافظ لذكره. لم ينسخ الله تعالى كلمة واحدة من كتابه. كل النسخ الذي نراه ونفهمه من القرآن الكريم هو في حكم واحد من التوراة وهو حكم تحريم شحوم الأنعام لا غيره. وقد وضح سبحانه بأن ذلك كان عقابا وليس حكما عاما ولذلك أمر المسيح بأن يحل ذلك وانتهى النسخ. وقال اليهود بأن الجمل محرم في التوراة فكذبهم الله تعالى. قال سبحانه في سورة آل عمران: كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (93).

وقال سبحانه في سورة الأنعام: وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ وِإِنَّا لَصَادِقُونَ (146).  وقال تعالى في سورة آل عمران على لسان المسيح عليه السلام: وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ (50). فأحل المسيح بأمر الله تعالى شحوم الأنعام وهو بعض ما حرمه ربهم عليهم في التوراة وترك البعض الآخر على حرمته وهو حكم تحريم ذوي الأظفار.

وأما الجمل فإنه تعالى وضح لبني إسرائيل في الآية 93 أعلاه بأن الجمل لم يكن محرما في التوراة وإنما حرمه أبوهم إسرائيل على نفسه لأنه كان لا يحب الجمل كما يبدو. إن إسرائيل عليه السلام أورث أولاده كراهية أكل لحم الجمل فهو ليس تشريعا. هناك غير بني إسرائيل من يكره الجمل وأنا أحمد المُهري واحد من الذين يكرهون لحم الجمل.

12. قال تعالى في سورة البقرة: مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105) مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ (107) أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِن قَبْلُ وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ (108). اقرأوا الآيات معا لتعلموا بأن الله تعالى سمح لنفسه بأن ينسخ آية من التوراة ولم يقل بأنه ينسخ القرآن. إنه سبحانه مالك السماوات والأرض ومن حقه أن يأمر وينسخ ذلك الأمر. إنه أمر بني إسرائيل أن لا يأكلوا الشحوم عقابا وليس تشريعا ثم أباحه أيام المسيح. فالنسخ لم يقع في القرآن الكريم.

فهل يحق للرسول أو لأولاده أن ينسخوا القرآن؟ معاذ الله. إذن فما معنى قوله تعالى في سورة فصلت: إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (40) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) مَا يُقَالُ لَكَ إِلاّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ (43). فهل الرسول عليه السلام يُلحد في آيات الله التي أنزلت عليه؟ معاذ الله. وهل هناك باطل في هذا الكتاب العزيز حتى ينسخه الله تعالى أو يسمح لأحد بأن ينسخه. وهل ما قاله المفسرون بأن هناك آيات نسخت صحيح أم أنهم من جهلهم قالوا ذلك؟

ولعلم الذين لا يعلمون؛ فإن هذا القرآن بكامله صحيح ولا يوجد أي تعارض فيه إطلاقا ومن يرى فيه تناقضا أو تعارضا فيما بينها أو يرى فيه تضادا بين الآيات فليوضح ذلك بالدليل والبرهان لنناقشه. لا يوجد أية آية منسوخة في القرآن الكريم ومن يقول ذلك فهو إما جاهل أو مفتر كائنا من كان. كيف يمكن أن يأمرنا خالق السماوات والأرض جل جلاله أن نتبع كتابا لا يستقيم 23 سنة ويحتاج إلى نسخ وتعديل؟ أنتم تقولون بأن حلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة بلا دليل طبعا، ولكنكم تقولون بأن تشريع السماء ليس تشريعا إلى يوم القيامة بل يحتاج إلى نسخ وتعديل خلال 23 سنة وبعد ذلك فإن الأئمة ينسخونها!! معاذ الله.

13. أرجو من السيد السيستاني ومن بقية المراجع المكرمين عندنا نحن الشيعة وأرجو من كل علماء السنة ومن كل علماء المسلمين أن يكفوا عن المساس بالقرآن الكريم. لا يوجد أي أمر في القرآن بوجوب اتباع الصحابة أو الأئمة أو الخلفاء راشدين وغير راشدين أو اتباع أي إنسان خارج نطاق القرآن الكريم. هناك أحكام قضائية وتشريعات بشرية مؤقتة يمكن لكل أمة أن تخول أشخاصا من بينها ليقوموا بها مالم يخالفوا القرآن الكريم. سيكون ذلك ملزما للناس بما ألزموا به أنفسهم وليس بحكم الله تعالى. الناخبون لأعضاء البرلمان يلزمون أنفسهم بتشريعاتهم فهي أحكام بشرية لا علاقة لها بالسماء جل جلاله. وهكذا لو أن أناسا خولوا شخصا من بينهم ليحل محل البرلمان ويشرع لهم فهم قد ألزموا أنفسهم بأحكام ذلك الشخص وليس بحكم الله تعالى. إنه يمثل الحَكَم الذي يعينه المتخاصمون للفصل بينهم. هذا هو دور المرجع أو المفتي أو من في حكمهم وليس لهم دور آخر.

لنتفق معا على أن نتقي الله تعالى في كتابه ونسعى لنجلب رضوان ربنا ونكف عما يمكن أن يجلب لنا غضبه جل جلاله. هذا ما لا تقوم له السماوات والأرض.

14. ومن المؤسف حقا ما نقرأه في نهج البلاغة للشريف الرضي وهو برأيي أحسن كتاب عربي موروث اطلعت عليه حتى يومنا هذا بعد القرآن الكريم. بالطبع أنني ما اطلعت على التوراة والإنجيل المنزلتين من عند الله تعالى. ينقل الشريف الرضي في أول نهج البلاغة خطبة طويلة لا يمكن لمن يعرف الإمام علي ويعرف القرآن الكريم ولو قليلا أن يتقبل تلك الخطبة. ولا سيما ما ذكره حول خلق العالم فهو كلام غير دقيق ولا يمكن أن ننسبه إلى تلميذ الرسالة المجيدة.

ينقل الشريف فيها هذه الجمل من الإمام علي عليه السلام وهي من الخطبة الأولى من نهج البلاغة:

كِتَابَ رَبِّكُمْ فِيكُمْ مُبَيِّناً حَلالَهُ وَ حَرَامَهُ وَ فَرَائِضَهُ وَ فَضَائِلَهُ وَ نَاسِخَهُ وَ مَنْسُوخَهُ وَ رُخَصَهُ وَ عَزَائِمَهُ وَ خَاصَّهُ وَ عَامَّهُ وَ عِبَرَهُ وَ أَمْثَالَهُ وَ مُرْسَلَهُ وَ مَحْدُودَهُ وَ مُحْكَمَهُ وَ مُتَشَابِهَهُ مُفَسِّراً مُجْمَلَهُ وَ مُبَيِّناً غَوَامِضَهُ بَيْنَ مَأْخُوذٍ مِيثَاقُ عِلْمِهِ وَ مُوَسَّعٍ عَلَى الْعِبَادِ فِي جَهْلِهِ وَ بَيْنَ مُثْبَتٍ فِي الْكِتَابِ فَرْضُهُ وَ مَعْلُومٍ فِي السُّنَّةِ نَسْخُهُ وَ وَاجِبٍ فِي السُّنَّةِ أَخْذُهُ وَ مُرَخَّصٍ فِي الْكِتَابِ تَرْكُهُ وَ بَيْنَ وَاجِبٍ بِوَقْتِهِ وَ زَائِلٍ فِي مُسْتَقْبَلِهِ وَ مُبَايَنٌ بَيْنَ مَحَارِمِهِ مِنْ كَبِيرٍ أَوْعَدَ عَلَيْهِ نِيرَانَهُ أَوْ صَغِيرٍ أَرْصَدَ لَهُ غُفْرَانَهُ وَ بَيْنَ مَقْبُولٍ فِي أَدْنَاهُ مُوَسَّعٍ فِي أَقْصَاهُ.    انتهى النقل.

دعنا نفترض صحة الكلام فأين هذه البيانات من كلام رسول الله عليه السلام؟ وما فائدة أحكام لا نراها وهل كانت موجودة أيام الإمام علي عليه السلام؟ فمن أضاعها بعد وفاة الإمام؟ وهل ذكر أحد وجود كتاب من تأليف رسول الله عليه السلام أيام الخلفاء الراشدين؟ أو من تأليف الإمام علي موضحا بيانات الرسول؟ وهل للرسول أن ينسخ أو أن يوجب ما أباح الله تعالى تركه؟ لماذا لم يذكر الإمام مثالا لمثل تلك الأحكام؟ ما نفعل بآيتي سورة يونس المذكورتين أعلاه؟ أليس تبديل آيات الله تعالى تكذيب لآياته؛ فكيف يأتي بها رسول الله؟ يصرح الرسول الأمين عليه السلام بأنه يخاف عذاب يوم عظيم لو مس القرآن الكريم فأنى له أن ينسخ القرآن؟ هل يمكن أن نتصور صدور مثل هذا الكلام الباطل والزيف الواضح من إمام بقامة علي بن أبي طالب عليه السلام؟ أما أنا شخصيا فلثقتي بعلم المرحوم الشريف الرضي أشك كثيرا في صدور مثل هذا الخطأ الفادح منه رحمه الله تعالى.

وفي الختام أتمنى أن يقوم السيد السيستاني بتكذيب ما ورد عنه على لسان تلميذه السيد منير القطيفي أو يعترف بأنه قد أخطأ لو كان قد قاله فعلا لعله ينجو من المساءلة الخطيرة يوم الحساب. لو خاف رسول الله عليه السلام من عذاب يوم عظيم إن مس القرآن فكيف بعبد أضعف من الرسول مثل السيستاني؟

تحياتي

أحمد المُهري

6/3/2019

تجدون أدناه نص ما كتبه أخي الكاتب رعاه الله تعالى.

وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) قُل لَّوْ شَاء اللّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ (16) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ

هل يعتقد السيستاني بنسخ القرآن والسنة من قبل أئمة أهل البيت؟

موضوع اصولي خطير جدا قد يفتح الباب أمام انحرافات مغالية كثيرة:

هل السنة مهيمنة على القرآن، وان الحديث ينسخ القرآن؟

هل أحاديث أهل البيت مهيمنة على القرآن، وأن بإمكانهم نسخ القرآن والسنة؟

ماذا يقول السيد السيستاني؟

قد يتعجب المرء إذا علم أن بعض أئمة أهل السنة من أهل الحديث، الذين كانوا يساوون بين السنة والقرآن، باعتبارهما وحيا من الله، كانوا يقولون بهيمنة السنة على القرآن، وأنها ناسخة له. ولكن العجب العجاب هو ما قرأته مؤخرا في كتاب: (الرافد في علم الأصول، تقرير بحث السيستاني، للسيد منير القطيفي، الطبعة الأولى ١٤١٤، نشر مكتب السيد السيستاني، قم) من ذهاب السيد السيستاني الى القول بنسخ أهل البيت للسنة والقرآن!

ولم أصدق نفسي حتى الآن، فهذه أول مرة أقرأ وأسمع من يقول بذلك من الشيعة، ولا زلت أقول في نفسي: ربما أخطأ الكاتب تلميذ السيستاني: السيد منير القطيفي الخباز، الا أنني أعود فأرى تبني السيد السيستاني لكتاب تلميذه النجيب وتوقيعه عليه في مقدمة الكتاب.

فقد جاء في الصفحة ٢٦ -٢٧ ما يلي، تحت عنوان:

“مشكلة اختلاف الحديث

أسباب الاختلاف قسمان: داخلية وخارجية، والمقصود بالاسباب الداخلية هي الأسباب التي صدرت من قبل اهل البيت انفسهم، والمقصود بالاسباب الخارجية هي الأسباب التي صدرت من الرواة والمدونين.

فالاسباب الداخلية عدة منها:

1- النسخ، وتحدثنا فيه عن امكان صدور النسخ من قبل أهل البيت عليهم السلام، للآية القرآنية والحديث النبوي والحديث المعصومي السابق، واقسام النسخ من النسخ التبليغي الذي يعني كون الناسخ مودعا عندهم عليهم السلام، من قبل الرسول صلى الله عليه وآله، لكنهم يقومون بتبليغه في وقته، والنسخ التشريعي وهو عبارة عن صدور النسخ منهم ابتداءا، وهذا يبتني على ثبوت حق التشريع لهم عليهم السلام، كما كان ثابتا للرسول صلى الله عليه وآله.

وقد طرحنا هذا الموضوع أيضا ضمن بحث النسخ.

2- انقسام الحكم الصادر الى قسمين:

أ‌- حكم قانوني

ب‌- حكم ولايتي، وهذا من أسباب اختلا ف الحديث لاختلاف نوع الحكم الصادر، وهناك نبحث عن الفارق بين الحكمين وعن وجودهما، في

أحاديثنا وعن حدود الحكم الولايتي مع بيان حدود ولاية الفقيه وانقسامها للولاية العامة والولاية في الأمور العامة.

3- الكتمان: أي كتمان بعض الأمور الواقعية في حديث وذكرها في حديث آخر، فيحصل الاختلاف المذكور، وتحدثنا في بحث الكتمان عن أربعة أمور: أولا: في اثبات حق الكتمان لهم عليهم السلام، وثانيا في أسباب الكتمان وهي متعددة: منها اختلاف أسلوب التبليغ على نوعين:

أ- التعليم: وهو طرح الكبريات الشرعية على الفقهاء من اصحابهم كزرارة وممحد بن مسلم.

ب – الإفتاء، وهو طرح نتيجة تطبيق الكبرى على الصغرى من دون إشارة لعملية التطبيق المذكور، وهذا الأسلوب يتم مع عوام الناس الذين يستفتون أهل البيت شفاها أو مكاتبة. واختلاف أسلوب التبليغ سبب في اختلاف الحديث، ومنشأ أيضا لكتمان بعض الاحكام كالحكم الكلي حين استخدام أسلوب الإفتاء مثلا، حيث ان الإفتاء يتعلق بالحكم الجزئي لا الكلي.

ويواصل السيد السيستاني الحديث في ص ٢٨ فيقول:

ومن أسباب الكتمان المداراة أي مداراة ظروف السائل في كونه ملحدا أو حديث عهد بالإسلام او حديث عهد بالتشيع فلا يلقى له الحكم الصريح حفاظا على شعوره وهدايته، أو كونه من الغلاة او المقصرين أو أصحاب المذاهب الاقتصادية أو السياسية أو الفكرية فيحذر الامام أن يلقي له الحكم الواقعي فيكون مؤيدا لخطه المنحرف الذي يدعو له، أو كونه يعيش في بيئة منحرفة لا تتحمل هذا الحكم فيراعي الامام عليه السلام، بيئته ومحيطه.

ومن أسباب الكتمان التقية بأنواعها، وهي التقية من السلطة الحاكمة أو من المذهب المشهور عند الجمهور او من التيارات الفكرية المناوئة، واستعمال الامام للتقية تارة بإلقاء الاختلاف بين الشيعة حتى لا يطمع فيهم أعداؤهم نتيجة لاختلافهم كما ورد في الروايات، وتارة بإخفاء الحكم الواقعي.

ومن أسباب الكتمان السوق للكمال فقد يبدي الامام عليه السلام، الحكم المستحب بدون قرينة على الترخيص في تركه رغبة منه في سوق المكلفين لدرجات الكمال المعنوي.

ان الشيعة تعتقد أن السنة الحقيقية للرسول صلى الله عليه وآله، هي موروثة عند أهل البيت عليهم السلام، كما ورد عن الصادق عليه السلام: “لو كنا نفتي الناس برأينا وهوانا لكنا من الهالكين ولكن أصول علم نتوارثها عن رسول الله صلى الله عليه وآله، كابرا عن كابر”. لذلك فان سائر التشريعات التي حدثت بعد وفاة الرسول بعيدة عن سنته، سواء التشريعات التي حدثت في القوانين المالية كإلغاء سهم المؤلفة قلوبهم وسهم ذوي القربى وهو الخمس والقول بالعول والتعصيب في الميراث، أم في الأمور العبادية كإلغاء متعة الحج وبعض فصول الأذان ووضع صلاة التراويح، أم في القضايا المعاملية كاشتراط صحة النكاح بحضور شاهدين وعدم اشتراط ذلك في الطلاق وإلغاء نكاح المتعة وشبه ذلك. وحدوث هذه التشريعات البعيدة في نظر الشيعة عن سنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. (ص ٧٤) هو السبب في وجود الفقه الخلافي عند الشيعة، الذي هو عبارة عن مجموعة من المناظرات والمناقشات التي تنقض التشريعات الحادثة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله، اعتمادا على أصول وقواعد معينة.

وهذا العلم امتداد لعلم الكلام، لأن علم الكلام يبحث عن الخلافات العقائدية بين الفريقين، وهذا العلم يبحث عن الخلافات الفقهية الفرعية. ولذلك نلاحظ الارتباط الوثيق بين علم الكلام وعلم الأصول وعلم الفقه في كثير من البحوث. (ص ٧٥)

ويضيف السيد علي السيستاني:

التشيع الثقافي بدأت بذرته بالنمو منذ زمن الامام الباقرعليه السلام، ويعني افراز المذهب الشيعي ككيان فكري وعملي له اصوله وقواعده المعينة من بين بقية المذاهب والفرق الأخرى استنادا لكتاب الله والسنة النبوية الموروثة عند اهل بيت العصمة عليهم السلام. (ص ٧٥)

وبعد أن ينقل السيستاني كلام المؤرخ الشهير ابن خلدون:

“شذ اهل البيت بمذاهب ابتدعوها وانفردوا بها، وبنوها على مذهبهم في تناول بعض الصحابة بالقدح، وعلى قولهم بعصمة الأئمة ورفع الخلاف عن اقوالهم، وقال: وهي كلها أصول واهية ولم يحفل الجمهور بمذاهبهم بل اوسعوها جانب الانكار والقدح، فلا نعرف شيئا من مذاهبهم ولا نروي كتبهم ولا أثر لشئ منها الا في مواطنهم، فكتب الشيعة في بلادهم وحيث كانت دولتهم قائمة في المغرب والمشرق واليمن”.

يقول:

يمتاز الفقه الاستدلالي عند الشيعة عن الفقه الاستدلالي عند غيرهم بأمرين:

ا – امتداد السنة المعصومية الى زمان أهل البيت عليهم السلام، وشمولها لأحاديثهم، وهذا يشكل ثروة فقهية متعددة الحقول في الفقه الاستدلالي الشيعي اكثر من غيره من المذاهب التي قصرت السنة على احاديث الرسول صلى الله عليه وآله.

ب- انفتاح باب الاجتهاد عند الشيعة نظريا وعمليا حتى زماننا هذا، مما أدى لوجود حاجة ماسة لتطور علم الأصول واشتماله على بحوث وقواعد جديدة لم يسبق طرحها في الأزمنة السابقة، وهذه ميزة فاصلة بين الفكر الاصولي عندنا والفكر الاصولي عند بقية المذاهب الإسلامية … (ص ٧٦ – ٧٩)

تعليق أولي:

ان السيد السيستاني ينقل عن الامام الصادق عليه السلام: “لو كنا نفتي الناس برأينا وهوانا لكنا من الهالكين ولكن أصول علم نتوارثها عن رسول الله صلى الله عليه وآله، كابرا عن كابر”. وهذا حديث صحيح وثابت، ولكنه يتناقض مع ما اضاف اليه السيستاني من “قدرة الأئمة من أهل البيت على نسخ القرآن والسنة، وكون الناسخ مودعا عندهم عليهم السلام، من قبل الرسول صلى الله عليه وآله، لكنهم يقومون بتبليغه في وقته، والنسخ التشريعي وهو عبارة عن صدور النسخ منهم ابتداءا، وهذا يبتني على ثبوت حق التشريع لهم عليهم السلام، كما كان ثابتا للرسول صلى الله عليه وآله”. وهذه أمور لا دليل عليها، ولم يثبتها السيستاني ولم يبحثها في (علم الكلام) ولم يعرفها أحد من أهل البيت ولا الشيعة عبر التاريخ، والا فانها تجعل الأئمة من أهل البيت كأنبياء، أو أنبياء جدد، كما كان يقول بعض الغلاة الملعونين في زمان الامام الصادق، كأبي الخطاب.

وفي الحقيقة أنا (احمد الكاتب) لست مصدقا نفسي حتى الآن بأن هذا من عقيدة السيد السيستاني، وسوف أكون بمنتهى السعادة لو يقوم السيستاني أو مكتبه بنفي هذا الكلام والتبرؤ منه.

#تطوير_الفقه_الاسلامي

تعليق واحد
  1. عبدالله السالم :

    مرحبا..
    عن آيات القرآن التي تفيد إفتاء النبي الملزم أو تشريعه للأحكام هناك أدلة كثيرة في القرآن تفيد هذا المعنى وهي التي تذكر عادة في موطن الاستدلال على حجية السنة، ومنها قوله تعالى :
    فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ.
    فلا وربك لا يؤمنون حتّى يحكمُّوك فيما شجر بينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مـمّا قضيت ويسلموا تسليماً ,
    يا أيّـُها الّذين أمنوا استجيبوا لله وللرّسول إذا دعاكم لما يُحييكم..
    وغيرها كثير.
    أما مسألة نسخ القرآن بالسنة فمثلك يعرف أنها مسألة خلافية قديمة وبعض العلماء ضد هذا الرأي ومنهم الشافعي.
    أما نسخ القرآن أو حتى السنة بأقوال الرجال فهذا عبث في الدين.
    تحياتي

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.