7 اشكالات القبنجي – اشكالات القبنجي العلمية 1


7 اشكالات القبنجي – اشكالات القبنجي العلمية 1

رابعا: إشكالات القبنجي العلمية

اعتبر الأخ القبنجي ما يجهله من المعالم العلمية في القرآن أخطاء قرآنية، والعياذ بالله. وبما أنه شاب ذكي فدعني أصحح رأيي فيه فأغير ما يجهله بما اتبع فيه الذين هم أكثر منه علما. وأقول ذلك لأني ومن حسن الصدف التقيت قبل أيام عدة مرات بصديق جديد أعتز به مع أنه ليس من معارفي القدماء. إنه كما يبدو من المعجبين بالدكتور سروش وبالعرفان مثل القبنجي. رأيته يتحدث إلي تماما كما يتحدث القبنجي مع المحيطين به في النجف. كان الأخ يجاريه بصورة خاصة في الإشكالات العلمية لديه. كان يقول بأن محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد فكر في أن يساير العرب في أفكارهم المتوارثة من القدم فينسب خلفياتها إلى الله تعالى ويصحح بعض هناتهم ليجمعهم تحت لوائه. وقد نجح في ذلك حينما أودعها في قرآنه. معاذ الله. كان يناقشني على أساس ثابت لديه وهو أن القرآن يجب أن يُلاحظ في قوقعة الزمان والمكان الذين أنزل فيهما. بالطبع أنه يعتقد بأن القرآن مكتوب بيد محمد عليه السلام، كالقبنجي وسروش. سوف أرد عليه بعد قليل بإذن الله تعالى.

قال القبنجي:

الف: الشهب والنيازك رجوم للشياطين. ولقد أثبت العلم اليوم بأنها نجوم عظيمة وليست رجوما للشياطين. وقرأ صديقي الآخر بدايات سورة الصافات وقال نفس الكلام وأردف بأن محمدا كان يتلو على العرب ما يعتقدون به لهدف إنساني نبيل ويستفيد منها لصالح أهدافه السامية.

كلاهما في الواقع يعتبران القرآن من صنع شخص مكيافيلي لا يمانع من أن يكذب أو يصدق الخرافات سعيا للوصول إلى الهدف. هذا يعني أن القرآن يكذب، معاذ الله تعالى. فاسمحوا لي أن أقرأ كل الآيات المشابهة ونسعى لفهم ما نحتاج من معانيها باختصار:

1.  قال تعالى في سورة الحجر: وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاء فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ (15) وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ (17) إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ (18).

2.  وفي سورة الصافات: رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5) إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ (7) لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلا الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلاّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10) فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لازِبٍ (11).

3.  وفي سورة الملك: الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5).

4.  وقال سبحانه في سورة الجن: وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا (7) وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا (9) وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (10).

وقبل أن نبدأ البحث أرجو من القراء الأكارم ألا ينتظروا مني أن أدافع عن الأحاديث المنسوبة إلى حبيبنا المصطفى عليه السلام. أنا لا أؤمن بأي كتاب لم يتعهد الله تعالى بحفظه. إنه سبحانه وعدنا أن يصون القرآن فقط وأنا أكتفي به كتابا هاديا ونورا مبينا. هناك الكثير من الأحاديث عن الجن وعن الشياطين بأنهم يتشكلون بأي شكل أرادوا وبأن هناك أناسا تحدثوا إليهم ورأوهم. ولم يكتفوا بذلك بل قالوا بأن هناك تزاوجا بين الإنس والجن وما إلى ذلك من مفتريات لا دليل عليها. إنني أرفض كل ذلك جازما وأنا على علم بما أقول والحمد لله تعالى الذي علمني ما لم أعلم.

الجن ومنهم الشياطين كائنات طاقوية مخلوقة من الطاقات الخالصة. نحن أيضا طاقويون ولكننا خلقنا من طاقات قد تحولت إلى تراب ثم إلى نبات وأصبحت لها أبعاد ثلاثة. نحن لا نشترك مع الجن إلا في بعد الزمان. حتى حاجتهم إلى المكان تختلف عن حاجتنا نحن إليه. ولا يمكن أن نراهم بعيوننا ولم يقل الله تعالى أبدا بأنهم قادرون على أن يتشكلوا بأي شكل يريدون. لو كانوا كذلك لكان لهم سلطان علينا وقد قرر العليم الخبير ألا يكون لهم أي سلطان علينا.

وأما قصة ليلة الجن وما شابهها من خرافات ساقها المفسرون فهي بأسرها تخالف القرآن وعلينا أن نضرب بها جميعا عرض الحائط. قال تعالى في بداية سورة الجن:

قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2).

فلم تقل الآية أبدا بأن النبي سمعهم أو رآهم بل أوحى إليه ربُّه قصة سماع الجن للقرآن. ولا أدخل في تفاصيل الآية حتى لا نخرج من الموضوع. وقال تعالى في سورة الأحقاف:

وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ (29) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ (30) يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (31) وَمَن لاّ يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ (32).

هذه الآيات توضح كيفية استماعهم للقرآن. وبأن الله تعالى قدَّر أن يطلعوا على القرآن بعد التوراة دون الإنجيل. ذلك لأن الإنجيل لا يفيدهم ولا يجديهم شيئا. والذي تعجبوا منه هو أن كل هذه المجموعة تدعو إلى الرشد بمعنى خلوه من أي ضلال فلا تناقض فيه ولا تضاد ولا أي نوع من أنواع الباطل. لقد تعجبوا من أن هذا الكتاب قرآن بمعنى أنه مجموعة مفيدة تهدي بمجموعها إلى الرشد. فلا نحن ولا نبينا نعرف عنهم شيئا سوى ما ذكره القرآن لنا. بالطبع أنهم لم يسمعوا من الرسول بآذانهم إذ ليس لهم آذان ولكنهم اطلعوا على القرآن الكريم بالنظر إلى التفاعلات القلبية للرسول عليه السلام كما أظن والعلم عند المولى عز اسمه.

وأما الآيات التي ذكرناها أعلاه. فآيات سورة الحجر تقول: لو أن الله تعالى فتح للكافرين بابا إلى السماء لظلوا إلى الأبد في حال العروج دون أن يغادروا الباب. ذلك لأن الله تعالى جعل الكون في حال توسع مطرد وسرعة التحرك ضد جهتنا أكبر من السرعة التي تتحملها أجسامنا فلا يمكن أن نغادر النافذة التي فتحت أمامنا. حينذاك يقولون بأنهم لا يرون شيئا لأنهم يشعرون بسرعة السير دون أن يغادروا بوابة الطريق. أو يقولون بأنهم قد سُحروا لأنهم يشعرون بما لا تصدقه عقولهم. ويساعدهم في التأكد من هذا الشعور المرعب بأن الكواكب المضيئة التي يرونها بزينتها في الأرض لا تبدو لهم في حقيقتها زينة بل كرات ضخمة في حال الاحتراق. ولذلك قال سبحانه بأنه زين البروج للناظرين. لعل الغازات المحيطة بالأرض تحولها لنا على شكل قناديل مضيئة جميلة.

ثم تتحدث الآيات الكريمة عن الموضوع الذي نحن بصدد فهمه حول الشياطين وهم نوع قوي من الجن.

قلنا بأن الشياطين موجودات طاقوية بمعنى أنها مصنوعة من الطاقة الخالصة فهي كائنات مشعة. ولهذا السبب منعهم الله تعالى من الاقتراب الكامل من البشر وأمرهم كما أمر الملائكة بالانكماش حينما يمرون بنا لئلا نتأثر بإشعاعاتهم القوية الخطيرة. إن قوة إشعاعات الشياطين أقل من إشعاعات النجوم وحتى من الإشعاعات الضوئية. يقول تعالى في سورة الرحمن وهي إحدى السور المشتركة بيننا وبين الجن: رب المشرقين ورب المغربين. ذلك لأنهم لا يرون حينما نرى. فنحن نرى تحت الضوء وهم يرون في غياب الضوء. فمغرب الشمس مغرب لنا ومشرق لهم ومشرق الشمس مشرق لنا ومغرب لهم. ولذلك سمى الله تعالى نفسه في هذه السورة بأنه رب المشرقين ورب المغربين. ولا ننس بأنه لم يقل خالق المشرقين. فالربوبية مفهوم آخر كما عرفنا جزئيا في بدايات البحث. وترى بأن الشيطان حينما وسوس للمشركين قبل بدر ألا يخافوا وبأنه سوف يساعدهم. ولكنه حينما تراءى الجمعان، بمعنى أن المسلمين والمشركين رأوا بعضهم البعض. هذا يعني مقدمات شروق الشمس. هناك قال الشيطان: إني أرى مالا ترون وهرب منهم. بالطبع كلها إيحاءات ولسان حال وليس رؤية بالعين. والآيات في سورة الأنفال:

وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (48).

ولو ننتبه بأن الذين يأتون بالمنكرات في النوادي والحانات فإنهم يحبون النور الخافت. ذلك من وحي الشيطان لهم حتى يكون معهم فهو يصعب عليه التواجد في الضوء الشديد.

ولتعلم بأنهم أقل قوة من إشعاعات النجوم فانظر إلى هذه الآيات من سورة الرحمن أيضا:

يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلاّ بِسُلْطَانٍ (33) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (34) يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ (35).

هذه الكائنات تسعى للتنصت إلى السماوات. ومعنى التنصت أن ترسل إشعاعاتها إلى السماء لتسترق بعض المسائل منهم فتستفيد منها في مكرها. إنها تعمل بما يشابه حركة الإلكترونات. فهي تبتعد عن مدارها إذا غُزيت بإشعاعات أقوى منها. وحينما تبتعد تفقد السيطرة وتتخلى عن حملها. والشياطين تبعث بإشعاعاتها إلى المنافذ الخالية من الإشعاعات. وخاصة الإشعاعات الضوئية. يكفي أن يغزوها إشعاع أقوى منها فتترك حملها وتخسر كل المعلومات. وهم يشرحون عملياتهم في آيات سورة الجن أعلاه. وقبل أن نتحدث عن كيفية غزوهم فلا بأس بأن نعرف السبب في إغلاق أبواب التنصت عليهم.

قبل ظهور خاتم النبيين كان هناك كهنة يخبرون بالغيب وكان في المقابل أنبياء يستوحون من الله تعالى ما يبطل تنبؤات الكهنة. كان الكهنة يستوحون من الشياطين. قال تعالى في سورة الأنعام:

وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (121).

وحينما قرر الله تعالى أن يغلق باب الوحي فإنه سبحانه أغلق التنصت عليهم بمقتضى عدالته. فكيف يرضى الله تعالى بأن ينفرد الشياطين في الإيحاء إلى عملائهم الفاسدين فيتغلبون على المؤمنين بالمعلومات الدقيقة من الملائكة في حين يغيب الوحي عن المؤمنين بالله. كان وجودهم مفيدا بعض الشيء في فترة الغياب السماوي من وفاة المسيح إلى ظهور محمد وليس بعد محمد. ولذلك قال الجن ما قالوه كما قرأناه أعلاه من سورة الجن. ولعل قفل أبواب التنصت أخذ وقتا طويلا يمثل الفترة بين عيسى ومحمد.

أما كيفية التنصت كما نعرفه من الآيات الأربعة فيقوم على معرفتنا بأن الشياطين كما عرفنا من القرآن نوع من أنواع الجن. قال تعالى في سورة الكهف:

وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا ِلآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً (50).

إنهم يقعدون مقاعد للسمع كما قرأنا في آيات سورة الجن أعلاه. بالطبع أن الشيطان ليس كائنا فيزيائيا يجلس كما نجلس بل القعود بالنسبة لهم معناه الاستقرار وعدم التحرك لإجراء عملية ما. فهو يريد أن يبعث بإشعاعاته باتجاه الملائكة لاستراق السمع. وهو لا يقدر أن يكافح الضوء وما في حكمه من إشعاعات أو ما هو أقوى من الضوء. ولذلك فهو يبحث عن منفذ لإرسال الأشعة باتجاه الملائكة العلويين المسئولين عن النظام الشمسي. أولئك الملائكة يتلقون الأوامر من الله تعالى بشكل يشابه الإلكترونات أيضا ولكن بقوة أكبر من الإشعاعات المعروفة لدينا احتمالا. ولمزيد من العلم يمكنكم ملاحظة بداية سورة فاطر لتروا بأن الملائكة لا يمكنها أن تقوم بعمل إلا إذا كانوا مثاني او مثالث او مرابع وكلمة الأجنحة معناها القوى أو الطاقات والمثنى لا يعود للجناح بل للمَلك نفسه. فالملائكة الثنائيون مثل جبريل وميكال أو الرقيب والعتيد أو هاروت وماروت. والرقيب والعتيد اللذين يتحولان يوم القيامة إلى سائق وشهيد، هما اللذان يسجلان ذبذباتنا النفسية طيلة حياتنا. فالرقيب يراقب الذبذبات ويصورها بطريقته بمساعدة الخازن الذي معه وهو العتيد الذي يحتفظ بالمعلومات. هو بالنسبة لزميله الرقيب مثل الأرض بالنسبة للبرق. هو الذي يتحول إلى شهيد يوم القيامة، والعلم عند الله تعالى.

ولا بأس بأن نعرف بأن الملائكة العلويين على علم بمسائل لا يعلمها الملائكة السفليون سواء منهم الموكلون بنا أو غيرهم. نحن نتحدث في هذه المواضيع حديثا قرآنيا وليس لنا أي دليل علمي على صحة هذه المعلومات. فمثل هذا الحديث لا يفيد الذين لا يؤمنون بسماوية القرآن ولذلك فأنا أعتذر منهم. لقد شرحت في مقالة مفصلة مطولة حكاية ليلة القدر وهي ليلة كل ألف سنة في الواقع وبينت الكثير مما أعرفه قرآنيا عن ارتباط الملائكة العلويين بالملائكة السفليين. وأظن بأن الملائكة السفليين قد يتلقون الأوامر في وقت قصير قبل تنفيذها من الذين هم يعيشون في أعالي النظام الشمسي والعلم عند المولى عز اسمه.

وأما كيفية منعهم فعن طريق ملئ الله تعالى المكان المراد حمايته بالطاقات المضادة التي تفوق طاقة الجن أو طاقة الشياطين لتبعدها عن المكان. وإن حدث أن تمكنوا من الاستراق بطريق الاختطاف فإن هناك طاقات ترسل إليها لتغزوها في مداراتها فتفقد كل ما حملته من معلومات. هذا ما تقوله الآيات المذكورة أعلاه بظني والعلم عند الله تعالى. فلننظر إليها لنزداد يقينا.

يتبع….

أحمد المُهري

#تطوير_الفقه_الاسلامي

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.