عيد ميلاد مجيد

عيد ميلاد مجيد



تحية لكل إخواننا وأخواتنا المسيحيين في العالم.

نحن أيضا نحتفل بميلاد الطيبين في الأرض ونتمنى أن يتبع الناس جميعا أولئك الصفوة الطيبة الذين دعوا إلى السلام والوفاق والأمان بين الناس بغض النظر عن أديانهم وألوانهم وأجناسهم. إنهم لم يدعوا إلى أنفسهم أبدا بل دعوا إلى الله تعالى وحده ليحتفلوا معا بحمل لواء الأمان للبشرية. قال تعالى في سورة آل عمران مخاطبا رسولنا المصطفى: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64). أهل الكتاب هو شرف للنصارى واليهود المتواجدين في مكة يوم إعلان الدعوة المحمدية إلى دين الله تعالى المحدث. أهل الكتاب يعني الذين اتبعوا كتاب الله تعالى التوراة حينما كان أهل مكة مشركين يعبدون الأصنام. فحينما يخاطبهم رسولنا بأهل الكتاب فهو يعطيهم مديحا لا يمكن لغيرهم أن يكتسبه.

لنلاحظ أن الإسلام يهتم بالصفات الطيبة والخلال الحميدة والعقيدة الصحيحة ولا يهتم بالأسر إلا في حدود التعارف. فتسميتهم بأهل الكتاب شرف لهم وإعلاء لشأنهم. بالطبع نحن المسلمون اليوم أيضا أهل الكتاب. لأننا مثل إخواننا الذين هادوا والذين قالوا إنا نصارى نؤمن بكتاب سماوي ونفقد رسولنا. سلام الله على موسى وعيسى ومحمد وعلى نوح وإبراهيم وكل أنبياء الله تعالى. فلنحتفل جميعا بميلاد المسيح كما نحتفل بميلاد محمد. هذا الاحتفال لا يمثل دعوة قرآنية ولا أثر له في علاقتنا مع الله تعالى ولكن ما دام المسلمون يحبون أن يذكروا رسولهم في يوم ميلاده، فليكن. ومادام المسيحيون يحبون أن يذكروا رسولهم في يوم ميلاده، فليكن أيضا.

ولعل المسلمين على علم بأن القرآن الكريم اهتم بميلاد موسى ويحيى وعيسى ولا ذكر لميلاد بقية الأنبياء والرسل بمن فيهم نبينا. اهتمام السماء بميلاد بعض الناس سواء كانوا أنبياء أو لم يكونوا أنبياء كأبينا آدم؛ فهو اهتمام باعتبار ما فعله الله تعالى وليس باعتبار الأشخاص طبعا. هناك إرادة سماوية جازمة لجعل كل من تلك الأحداث الطيبة آية من آيات الله تعالى. كما أنه سبحانه جعل لموت فرعون أيضا آية فليس فرعون آية ولكن ما فعل الله تعالى آية وعلامة على ألوهيته وعلى اهتمامه بألوهيته. ليتنا نعلم بأن ربنا مهتم بكل أفرادنا وسنرى يوم القيامة كيف يذكرنا بما فعله في كل فرد منا. لكن هل نهتم نحن أيضا بربنا ونحترم خلقه جميعا لأنهم خلق الله فنحب كل البشر ما داموا يحترمون إنسانيتهم ولا نبغض إلا المجرمين الذين يؤذون خلق الله أو يقتلونهم.

تحياتي لكل البشر المحبين للسلام وتبريكاتي الخاصة لإخواننا المسيحيين في عيد الميلاد المجيد وتعازي لأهل الفتاتين الاسكندينافيتين المظلومتين في مغربنا العربي.

أحمد المُهري

22/12/2018

تابع مركز #تطوير_الفقه_الاسلاميhttps://www.facebook.com/Islamijurisprudence/

ان كان لديكم الرغبة في الانضمام لمجموعة النقاش في المركز برجاء ارسال بريد الى :

islamjurisdev@gmail.com

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.