الغريب ورد المُهري

لست بصدد الرد على الأخ الفاضل أحمد محمد غريب. إن شعوري المنبعث من تصرفاته يهديني إلى أن سيادته لا يحب أن يسمع لمن يقول له: كلا. إنه مثل المعممين يحب أن يسمع: نعم، كما يبدو لي. لعلي مخطئ ولكن هذا شعوري المتواضع.

المشكلة لدي بأن سيادته يسعى لفهم القرآن فهما مغايرا للسلف وهو ما أشاركه فيه. فنحن لسنا مقلدين للسلف الذين هم دون شك أقل منا علما وأقل منا قدرة على التفكر والتدبر. إن سعيه قد يكون مشكورا ولكن ليس بالضرورة أن يكون صحيحا وفي محله. فأكتب هذا لغيره ممن يحب أن يستمع القول فيتبع أحسنه.

1. قوله: النفس ليست من مادة الأرض فكانت خلق من السماء من أعلى وجعل منها زوجها تعود على الأرض فالنفس اشارت لها السماوات والزوج من مادة الأرض التى جعل منها زوج النفس.  انتهى النقل.

يظن سيادته بأن خلق النفس سابق على خلق الأرض، وهو مخالف لصريح القرآن الكريم. قال تعالى في سورة الانفطار: يَا أَيُّهَا الإنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ (8). وقال سبحانه في سورة الشمس: وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7). إذن: سواك تعني خلق نفسك مستوية مع بدنك. عدلك: تعني أمر سبحانه بتعديل الجينات لتظهر الصورة الجديدة للكائن الجديد. فالعملية إذن تبدأ من خلق الإنسان، ثم خلق نفس له، ثم التعديل الكروموزومي بل الجيني بمعنى تنشيط بعضها وعدم تنشيط البعض الآخر.

قال تعالى في سورة الحج: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الأرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5). المخلقة برأيي القاصر تعني التي قدرها الله تعالى للخلق وغير المخلقة تشير إلى التي لم تتنشط للخلق. وآية الحج هذه في نفس الوقت تدل على أن التعديل الجيني تتم بعد الخلق من التراب. ولمن ليس عارفا بالنحو العربي فإن الفاء على رأس الفعل تدل على التراخي، بمعنى أن الفعل بعدها تم أو يتم بعد الفعل قبلها. خلقك فسواك فعدلك؛ تعني خلقك وبعد ذلك سواك وبعد ذلك عدلك.

والآن لنفهم خطأ سيادته. قال تعالى في سورة الأعراف: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189). جعل منها زوجها حسب رأيه يعني خلق النفس (من أعلى من السماوات كما تفضل) وجعل منها زوجها تعود على الأرض؛ تعني بأن النفس خُلقت قبل البدن الأرضي وهو مناقض لآيات سورة الانفطار فرأي سيادته غير صحيح.

ومن جانب آخر ظن سيادته بأن الخلق الأرضي مجعول ليكون زوجا للنفس. وحتى يثبت ادعاءه تصور بأن الهاء في زوجها تشير إلى الأرض المذكورة في الآية 187. بالطبع أنه لن يجد عالما نحويا واحدا يرضى بأن تُعاد الضمير في منها وزوجها في جملة: (خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها) إلى كلمة مذكورة قبل النفس بدون مرجح أو بدون دليل. ما الضرر في أن تعود الضميران إلى النفس القريبة منها وما هي ضرورة أن نعيد الضمير إلى كلمة في جملة بعيدة عنها؟ اللهم إلا مجرد أن سيادته يظن ظنا خاصا به ويريد توجيه الآية الكريمة لينطبق مع رأيه. لو كان كذلك فهو لا يفسر القرآن بل يجعل القرآن والعياذ بالله مطية لآرائه. أتمنى ألا يكون كذلك.

2. إذا كان الجسد يسكن إلى النفس وهو كلام غير علمي بالطبع. لأن النفس هي التي تسكن سكونا معنويا نفسيا وليس الجسد. ليس للجسد بدون النفس أي شعور يمكن أن ننسبه إلى السكون. هل رأيتم عالما من علماء الأرض يقول بأن الجسد كائن مدرك أم يقولون بأن النفس كائن مدرك؟ ثم ماذا يفعل سيادة الأستاذ غريب بالآية التالية من سورة الروم: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ َلآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21). تعني الآية الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار بأن الله تعالى خلق لنا من أنفسنا أزواجا لنسكن إليها. فلو قلنا بأن الأزواج تعني الجسد الأرضي تبعا لرأي الأخ غريب فمعنى الآية بأن الله تعالى خلق لنا من أنفسنا أبدانا لنسكن إليها. فما نعمل بالآية التالية من سورة نوح: وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الأَرْضِ نَبَاتًا (17)؟ فالله تعالى خلق البدن من الأرض أو أنبته من الأرض ولم يخلق البدن من النفس. وقال سبحانه في سورة النجم: الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الأرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (32). فهو أنشأنا من الأرض بمعنى أنه تعالى خلق أبداننا من الأرض وليس من النفس.

وآية سورة الروم تعني بأن النفس تسكن البدن وليس العكس. بالطبع أن الآية لا تعني ذلك بل تعني بأن النفس الإنسانية للزوج تسكن إلى النفس الإنسانية للزوج الآخر. فنفس الزوج الذكري تسكن لنفس الزوج الأنثوي ونفس الزوج الأنثوي تسكن لنفس الزوج الذكري، والعلم عند المولى عز اسمه.

أكتفي بهذا الحد معذرة إلى ربي ألا يضل الإخوة والأخوات بفهم أخينا الفاضل الغريب على مسمع مني. ومن شاء المزيد فليتصل معي لأوضح له.

أحمد المُهري

19/10/2018

المقالة الغريبة للأخ غريب

النفس ليست من مادة الأرض فكانت خلق من السماء من أعلى وجعل منها زوجها تعود على الأرض فالنفس اشارت لها السماوات والزوج من مادة الأرض التى جعل منها زوج النفس

هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ..
هو إشارة لله سبحانه وتعالى خلقنا من نفس واحدة وهذه النفس الواحدة جعل (منها) زوجها و(منها) تعود على الأرض فمادة الخلق لزوج النفس من الأرض المخلوقة مسبقا ً والتى جاءت فى الآية 187 من نفس السورة (الأعراف) فكان القوم يسألوا عن الساعة وجاء الرد فى نفس الآية ثم امر الله البنى محمد بأن يقول (قل) وهذا القول الذى جاء فى الآية 188 جاء بعد الرد على سؤال القوم عن الساعة فالقول بعد الرد هو مجرد ان النبى لا يعلم الغيب أى سؤال القوم له كانت إجابته من عند الله وقول النبى هو لتذكير القوم بأنه لا يعلم الغيب فالقول فى الإجابة او عن السؤال لله ثم جاءت الآية التى نحن بصددها وجعل للنفس زوجها من مادة الأرض المخلوقة مسبقا ً .
وكأن السياق هو ربط الآية 187 بالآية 189 والفاصل هو تعريف النبى للقوم بانه لا يعلم الغيب كأنه تذكير للقوم بانه بشر مثلهم لا علم له بالغيب فسيكون الربط هكذا .
(يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) الأعراف 187 
(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) الاعراف 189 
ثَقُلَتْ فِي (السَّمَاوَاتِ) وَ (الأَرْضِ) ((هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا)) 
ثقلت فى السماوات والارض ..

فلما تغشاها حملت حملا خفيفا ..
الشرح ربما طويل ولكن مهم بالفعل وانا اكتب لمن يقرأ واسف جدا ً لا يمكن ان اختصر الشرح وربما اعيد كتابة هذا الموضوع بتوسع لانه يحتاج الى سعة فى الشرح 
العنوان نص من الآية 189 من سورة الأعراف والذى قد سمعت فيديو للمدعوا محمد حسين يعقوب يتكلم فيه عن المرأة كغيره مِن مَن هم على شاكلته بطريقة سوقية يحط فيها من شأن المرأة ودورها فى المجتمع بل والتى هى مقدمة فى القرآن الكريم عن الرجل فى عدة مواضع ، ولكن هذا الكائن كا كبراءه جعل من المرأة مجرد وعاء جنسى فقط للتمتع والمتعة حسب زعهمهم فى مفهوم مفردة متعة والتى لا تعنى جنس ولكن هذا مفهومهم الذى يخالف تماما ً مفهوم القرآن .
محمد حسين يعقوب فى الحديث عن المرأة ينقل لمتبعيه تفسيرات السابقين وفكرهم الذى لايستوى مع مفهوم القرآن ولا مع المنطق ، حيث ان ما ينقله حسين يعقوب هو نفسه الذى جاء فى تفسير القرطبى والطبرى وغيره وهؤلاء استشهدوا بالروايات التى اقرها مذهبهم العقدى والمفتراه على النبى .
حيث أن فهم القوم لهذه الآية من سورة الأعراف هو انه موضوع ذكر وانثى وموضوع جماع ومعاشرة جنسية ونتج عنه حمل .
ولكن من خلال التدبر للآية وما جاء فيها من مفردات نجد ان الآية لا يوجد بها ذكر أو انثى ولا جانب جنسى من قريب أو بعيد او حمل نتاج جنس او معاشرة زوجية وسوف نؤكد على هذا من خلال الآية الأولى من سورة النساء أيضا ً .
(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) الاعراف 189 
هذه الآية من سورة الأعراف هى التى نحن بصدد فهمها الأن وسوف نؤكد على صحة الفهم من الآية الاولى من سورة النساء .
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) النساء 1 
الآية من سورة الأعراف لا يوجد بها مفردة ذكر أو انثى ثم نجد فى زوجها انه جعل وليس خلق كما فى الآية من سورة النساء وهنا نجد فرق كبير بين الجعل والخلق فالجعل مادته مخلوقة مسبقاً ومن هذه المادة جعل منها الزوج للنفس وسوف نفند الآية ونأخذ منها كل جزء على حدة لكى نفهم ما تقوله الآية .
1- هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ..
هو إشارة لله سبحانه وتعالى خلقنا من نفس واحدة وهذه النفس الواحدة جعل (منها) زوجها و(منها) تعود على الأرض فمادة الخلق لزوج النفس من الأرض المخلوقة مسبقا ً والتى جاءت فى الآية 187 من نفس السورة (الأعراف) فكان القوم يسألوا عن الساعة وجاء الرد فى نفس الآية ثم امر الله البنى محمد بأن يقول (قل) وهذا القول الذى جاء فى الآية 188 جاء بعد الرد على سؤال القوم عن الساعة فالقول بعد الرد هو مجرد ان النبى لا يعلم الغيب أى سؤال القوم له كانت إجابته من عند الله وقول النبى هو لتذكير القوم بأنه لا يعلم الغيب فالقول فى الإجابة او عن السؤال لله ثم جاءت الآية التى نحن بصددها وجعل للنفس زوجها من مادة الأرض المخلوقة مسبقا ً .
وكأن السياق هو ربط الآية 187 بالآية 189 والفاصل هو تعريف النبى للقوم بانه لا يعلم الغيب كأنه تذكير للقوم بانه بشر مثلهم لا علم له بالغيب فسيكون الربط هكذا .
(يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) الأعراف 187 
(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) الاعراف 189 
ثَقُلَتْ فِي (السَّمَاوَاتِ) وَ (الأَرْضِ) ((هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا)) 
ثقلت فى السماوات والارض ..
النفس ليست من مادة الأرض فكانت خلق من السماء من أعلى وجعل منها زوجها تعود على الأرض فالنفس اشارت لها السماوات والزوج من مادة الأرض التى جعل منها زوج النفس .
2- لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا
هنا ليسكن تعود على الزوج الجسد الذى هو من مادة الأرض وإليها إلى النفس فالزوج سيكون سكن للنفس والزوج هذا هو الجانب العضوى للنفس لتصبح النفس والجسد بشر 
3- فَلَمَّا تَغَشَّاهَا
هنا تغشاها تعود على الجسد الذى تغشى النفس داخله فأصبح سكن لهذه النفس وتغشى اى غيب النفس داخله سكنت فيه .
(والليل إذا يغشاها) أى الليل يغشى النهار فيخفيه .
(وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ) يس 9 
السد معنوى فهى غشاوة على الأعين أى لا تبصر الشىء الذى تريد رؤيته فعينك لا تراه .
فى الصحراء ترى النخل بعينك ولكن لو هبت عاصفة رملية النخل موجود اصلا ً ولكن غبار العاصفة اغشى النخل عن رؤية عينك له فالغبار اخفى النخل داخله .. 
فلما تغشى الجسد النفس داخله فاصبحت النفس تسكن الجسد الذى هو الزوج للنفس 
4- فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ ..
فلما تغشى الجسد (الزوج) النفس هذه حملت حملا ً خفيفا ً وكأن النفس حملت الجسد الذى بدون نفس الجسد ثقيل لا يتحرك فالنفس حملته جعلته خفيف قابل للحركة فمرت به اى النفس مرت بالجسد فى حركة حياة الجسد على الأرض والمرور هنا هو ما يمر به الإنسان فى مراحل عمره اى حركته فى الحياة ..
5- فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا.
اثناء مرور النفس بالجسد فى حركة الحياة اثقلت اى اثقلت بما كسبت هذه النفس من خلال حركتها بالجسد فى الحياة فدعوا تعود على الذكر والأنثى فالزوج الذى هو الجانب العضوى للنفس ذكر وانثى ، فلما اثقلت أى النفس بما كسبت من عمل .
(ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) (فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا) 
فالثقل هنا هو ما تحمله النفس من ما كسبت فى الدنيا .
6- لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ
النفس عندما ثقلت بما كسبت ذكر كان او انثى دعوا ربهما لئن اتيتنا صالحا .
لا تعنى مولود ولا اى شىء بل تأتنا صالحا اى ما يصلح لنا اعملنا ويهدينا والإتيان هنا هو ان يأتى الله لهم بالهدى والتأكيد سيأتى فى الآية التالية .
(فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) الاعراف 190 
(لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) ((فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً) 
7- فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا
هنا كيف يكون حسب مفهوم التراث معاشرة جنسية وحمل وولادة ويجعلوا شركاء لما اتاهم الله لو كان مولود من جنس ؟
الله اتاهم الكتاب والآيات تتحدث عن الرسالة الخاتمة ونزلت للقوم فالإتيان هو ما اتاهم الله من آيات الكتاب والتى من خلالها سيكون العمل الصالح لانها قانون دين إذا إلتزم به الإنسان صلحت اعماله .
(جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا) اى جعلا لله شركاء فيما اتاهم من آيات للصلاح والهدى 
فلما اتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما أتاهم اى الله انزل قرآن وامر بعبادته فقط فجعلوا لله شركاء ، للنبى سنة الرسول وجعلوا فقهاء وجعلوا شيوخ دين ورجال دين وعلماء دين وكل يوم يجعلوا لله شركاء فيما اتاهم من رسالة .
فى سورة النساء الآية الاولى نجد
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا) 
هنا خلق من النفس هذه انفس كثيرة فأنت نفس وزوجتك نفس واخيك وعمك وخالك ووالدك وهكذا فهذه انفس خلقها الله من النفس الواحدة .
فالخلق جاء من النفس فخلق انفس ولم يقل وجعل كما فى الآية من سورة الاعراف.
هذا فهمى للآية 189 من سورة الاعراف وهناك فرق بين الجعل الذى هو مخلوق مادته مسبقا ً والخلق من النفس اى عملية تخليق من نفس النفس وليس من مادة أخرى .

أحمد محمد غريب

تابع مركز #تطوير_الفقه_الاسلامي
https://www.facebook.com/Islamijurisprudence/
ان كان لديكم الرغبة في الانضمام لمجموعة النقاش في المركز برجاء ارسال بريد الى :
islamjurisdev@gmail.com
او الاشتراك في المجموعة
https://groups.google.com/forum/?hl=ar#!forum/islamjurisdev

islamjurisdev@googlegroups.com

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.