حول البخاري وأصحابه.

حول البخاري وأصحابه.

كتب : حسين الوادعي

 

النقاش الدائر حول “البخاري” وكتب الحديث نقاش صحي وكان من المستحيل أن يتأخر أكثر من هذا.

مشكلة المسلم المعاصر مع مدونات الحديث يمكن توضيحها في أربع نقاط:

– الاحاديث محشوة الخرافات المنافية للعقل ولابسط مباديء العلم وخاصة تلك المتعلقة بالطب والعلاج والحسد والعين.

– الأحاديث المنافية لأبسط مباديء الضمير الإنساني كالتحريض على القتل والخداع وتبرير الاستعباد و احتقار الذميين ورجم الزاني وقتل المخالفين حتى لو كانوا نساء واطفال

– الأحاديث المحقرة للمرأة ودورها وعقلها وشخصيتها.

– الأحاديث التي تروج لسلوكيات غاية في القذارة مثل لعق الأصابع اثناء الاكل والتبول في وعاء تحت السرير والشرب من “بئر بضاعه” التي كان الناس يتبولون فيها ويرمون فيها مخلفات الحيض والختان!

– الأحاديث العنصرية مثل أحاديث تفضيل العرب أو تفضيل قريش أو تفضيل الهاشميين أو احتقار السود والعبيد واتباع الديانات الأخرى.

إضافة إلى هذه التناقضات في المضمون يجد المسلم المعاصر نفسه متشككا في الرواة ومصداقيتهم.

فكيف يثق ان طفلا مثل ابن عباس مات الرسول وعمره 8 سنوات روى 2000 حديث، وأن أبا هريره الذي لم يعرف الرسول الا أقل من سنتين روى 5000 حديث وكان مكروها من عمر وعائشه الذين شككا في صحة ما يقول.

وكيف يصدق ان شيخا اعمى كالبخاري إستطاع معرفة السند الصحيح للاحاديث بعد مرور 200 سنه على روايتها، وهذا مستحيل من الناحية العلمية.

بقية إشكالية معرفية خطيرة هي إشكالية “أحاديث الآحاد “.. فمن الغريب جدا ان الرسول الذي كان الصحابة يحيطون به ليلا ونهارا روى أحاديثه لأفراد، وأن اغلب الأحاديث المروية سمعها الراوي عن الرسول وهم لوحدهم دون أن يكون معهم شاهد اخر ..

فكيف نصدق أن اغلب الاحاديثة لم يروها الرسول لجماعة أو اثنين أو ثلاثة، وإنما كان يرويها دائما لفرد كان و يا للعجب مجتمعا لحظتها بالرسول وحيدا!!

نقطة أخيرة، اكبر صدمة يواجهها المسلم المعاصر عندما يقرأ كتب الحديث هي إحساسه أنه يقرأ كتابا لعصر بدائي جدا شروط النظافة فيه كانت متدهورة، وأخلاقيات الناس بدائية، وأفكارهم تسيطر عليها الجهالات والخرافات.

لهذا بدأ الناس يقتنعون ان هذه الأحاديث مدسوسة وملفقه، وأن كتب الحديث لا تنفع مرجعية للتشريع في ظل كل الشكوك التاريخية والعلمية والمعرفية التي تحيط بها.

لكن هناك إشكالية عقائدية حرجه… فإذا كانت الأحاديث وحيا من الله فلماذا لم تنزل مع القرآن؟ واذا لم تكن وحيا فهذا يجعل الرسول شريكا لله في التشريع (الشرك).

كانت بداية الإصلاح الديني في المسيحية برفض كل التفسيرات التي دخلت على الكتاب المقدس والعودة للفهم المباشر للنص، وإعطاء كل مسيحي حق قراءة النص وتفسيره.

واؤمن ان بداية الإصلاح الديني في الإسلام ستكون برفض كل مدونات الحديث السنة والشيعية والعودة للاشتباك المعرفي المباشر مع النص المؤسس (القرآن).

 

 

تابع #تطويرالفقهالاسلامي

https://www.facebook.com/Islamijurisprudence/

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.