فرعون لم يغرق وليس من اهل النار

 

 

استمع الشيخ أحمد المُهري الى فيديو الباحث الشاب أمين صبري الساعي لفهم كتاب الله تعالى ، والذي قاده فهمه الى القول ان فرعون لم يغرق وليس من اهل النار:

https://www.youtube.com/watch?v=IQLGWPAM13c

علق الشيخ على افتراض الباحث امين صبري بالمقال التالي :

لدي مشكلة في السمع ولقد حاولت أن أستمع إلى بعض ما تفضل به الأخ الشاب فأعجبت بحسن أدائه وبسعيه الجاد لإثبات فكرته. بالطبع أنه لم يكن مصيبا في مقولته. لو كان ما تفضل به مكتوبا لقمت بالتعليق عليه وبيان نقاط الضعف لديه لكنني مع الأسف لا أقوى على الرد على المسموعات. لاحظت بأن سيادته يسعى لإثبات أن فرعون شخص تائب عن أعماله ولا دليل بأنه سيدخل النار. لنفرض بأن فهمه صحيح فما الفائدة من أن نعرف اليوم بأن فرعون كان رجلا طيبا تاب من بعد أن كان فاسدا يضاهئ ربوبية الله تعالى؟ إنه نموذج الشر والفساد وأراد أن يقتل موسى والذين آمنوا معه والأخ يظن بأنه تاب. ما هو دليله على توبة فرعون؟
ولنكن واقعيين؛ هل للمجرمين الذين قتلوا الناس أن يتوبوا فعلا؟ رسالة الحكاية المكررة في القرآن برأيي المتواضع هو أن المجرمين لن يتوفقوا للتوبة ولو أرسل الله تعالى إليهم رسله بالبينات. هناك تصريح في القرآن الكريم بأن فرعون وهامان وجنودهما كانوا فاسقين وأن الله تعالى أخذهم بذنوبهم. قال تعالى في سورة العنكبوت: وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءهُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ (39) فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40). فرعون هنا مذكور بالاسم بدون إضافة القوم. فلو أن فرعون لم يكن من الذين أخذهم الله بذنوبهم وأماتهم غرقا لقال سبحانه قوم فرعون أو ملأه أو جنوده ولكنه تعالى قال فرعون. بالطبع أن المقصود هو كل قوم فرعون ولكن مع فرعون. لا نرى في الآيات استثناء لفرعون نفسه. وقال سبحانه في سورة ص: كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الأَوْتَادِ (12) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ أُوْلَئِكَ الأَحْزَابُ (13) إِن كُلٌّ إِلاّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (14). قوم نوح باعتبار أن نوح مستثنى منهم ولكن عاد وفرعون بدون إضافة القوم.
استشهد الأخ الكريم بآيات من سورة غافر ولكنه لم يكملها فاسمحوا لي بأن أنقلها كاملة: فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46) وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ (47) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ (48). من هم الذين استكبروا في الآيات ومن هم الضعفاء؟ وفي الآية 45 يصرح سبحانه بأن الذي ينجو منهم هو مؤمن آل فرعون فقط. كما يستثني سبحانه زوجة فرعون في مكان آخر لكنها كما يبدو لم تكن ضمن حاضري مجلس فرعون ذلك اليوم.
آل فرعون يعني فرعون ومن آمن به معا. قال تعالى في سورة النساء: أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا (54). هل آتى الله تعالى آل إبراهيم الكتاب دون إبراهيم؟ إنه سبحانه يصرح بأن الكتاب منزل على إبراهيم. قال تعالى في سورة الأعلى: إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19).
إنه شاب مهذب وطيب ويحب أن يُظهر علمه. وأنا طبعا تلميذ مجتهد أسعى لأفهم وأصحح معلوماتي. لكنني أتبع الصحيح ولا أتبع الآراء العجولة. يستشهد سيادته ببعض الجمل من سورة الأعراف لإثبات أمر مغاير لكل ما فهمه كل المؤمنين بالله تعالى من يهود ومسيحيين ومسلمين. لنقرأ الآيات من سورة الأعراف بصورة موسعة:
قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (123) لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلاَفٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (124) قَالُواْ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ (125) وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ (126) وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127) قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128) قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (129) وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (130) فَإِذَا جَاءتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (131) وَقَالُواْ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (132) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ (133) وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُواْ يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ (134) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ (135) فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ (136) وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ (137).
1. يستشهد الأخ الكريم بالآية الأولى وبأن فرعون لم يكن مخالفا مع إيمانهم بموسى وهارون ولكنه قال كان عليهم أن يستأذنوه. هل تقبُّلُ دين الله تعالى يحتاج إلى إذن من الملك؟ إنه قمة الكفر والطغيان فلا يمكن الدفاع عنه لكن الأخ ينصب نفسه محاميا لفرعون ويجهل بأنه يعرض مستقبله للخطر أمام ربه.
2. هل جزاء الذي آمن بربه بدون إذن فرعون أن يقطع أيديه وأرجله من خلاف؟ أم أن فرعون مجرم فاسد؟
3. ألا تدل الآية 127 بأن فرعون كان عدوا لبني إسرائيل؟ إنه هو نفسه الذي هدد السحرة الذين آمنوا كما هدد بني إسرائيل بأنه سوف يقتل أبنائهم ويستحيي نساءهم. هذا دليل على أنه عدو لبني إسرائيل.
4. وفي الآية 129 يتمنى موسى أن يهلك الله تعالى عدو بني إسرائيل ويستخلف بني إسرائيل في الأرض التي يحكمها فرعون وهي أرض مصر. وقد عرفنا من الآية 127 بأن فرعون هو عدو بني إسرائيل. لاحظوا بأن العدو مفرد ولم يقل ربنا الأعداء.
5. في الآية 130 نسمع من ربنا سبحانه يقول بأنه أخذ آل فرعون بالسنين. فهل يعني بأنه سبحانه استثنى فرعون من آل فرعون؟ أم أنه يعني فرعون وآل فرعون. آل فرعون مثل آل محمد أو آل إبراهيم. الآل يعني الذين يعيشون معا متآهلين متحابين لعلمكم وعلم سيادته. ولو قلنا بأن فرعون مستثنى من الذين أنزل عليهم عذاب السنين فعلينا بأن نقول بأن عقاب الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم المذكورة في الآية 133 لم يصب فرعون. هل هذا صحيح؟ هل استثنى الله تعالى فرعون من الإجرام أم قال بأنهم كانوا قوما مجرمين.
6. ولو قال أخونا الكريم بأن فرعون مستثنى من العقاب الدنيوي فإن آيات سورة الزخرف تكذبه. قال تعالى في سورة الزخرف: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (46) فَلَمَّا جَاءهُم بِآيَاتِنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ (47) وَمَا نُرِيهِم مِّنْ آيَةٍ إِلاّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (48) وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ (49) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ (50). تصرح الآيات الكريمة بأن الله تعالى أرسل موسى إلى فرعون وملئه وليس إلى فرعون وحده أو الملإ دون فرعون. ثم تصرح الآيات 47 – 50 بهم جميعا والضمائر لا تستثني فرعون منهم.
7. لنعد إلى آيات سورة الأعراف الكريمة. في الآية 135 نرى كل الذين كشف عنهم الرجز نكثوا عهودهم وفرعون على رأسهم. وفي الآية 136 ينتقم الله تعالى منهم جميعا ويغرقهم جميعا لأنهم جميعا كذبوا بآيات الله. وفي الآية 137 يورث الذين بقوا من بني إسرائيل في مصر ولم يسافروا مع موسى ليجاوروا الأرض المقدسة ملكَ مصر. وهم طبعا ليسوا من مؤمني بني إسرائيل كما أحتمل لكنهم من بني إسرائيل الذين كانوا يخدمون القصر الفرعوني. وتم في الآية 137 تدمير ما كان يصنع فرعون وقومه. فهل يريد أخونا الصغير بأن نتبع خيالاته. نحن نرفض كتب الحديث والتاريخ ونعتبرها كتابات بشرية لا يمكن الاطمئنان بها فكيف نتقبل تخيلات أخينا الشاب؟
8. استشهد سيادته بآية من سورة هود ليقول بأن فرعون لا يرد النار ولكنه يورد قومه النار. ولنقرأ الآيات كاملة: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (96) إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُواْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (97) يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98) وَأُتْبِعُواْ فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ (99) ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَآئِمٌ وَحَصِيدٌ (100) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ مِن شَيْءٍ لَّمَّا جَاء أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (101). لنتساءل: ما هو دور فرعون ليورد أحدا النار؟ الذين يُدخلون الناس النار هم الملائكة وليس البشر. قال تعالى في سورة ق: وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24). فلا دور لفرعون لإدخال أحد النار.
والواقع أن كل رئيس أو ملك يقدم قومه لأن هناك علاقات مترابطة بينهم ومن حق التابع أن يقاضي المتبوع بأنه خدعه ولو لم يكن في ذلك جدوى له. قال تعالى في سورة الإسراء: يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (71). بالطبع أن الآية تدل أيضا على أن لكل مجموعة كتاب يقدمهم. وآيات سورة هود بصدد إثبات أن إمامة فرعون كانت خاسرة مضرة. ولذلك قال سبحانه فيها: وما أمر فرعون برشيد. والنتيجة أنه يقدم قومه باعتبار أنه أميرهم ولكنه بأوامره التي أطاعوها يدخلهم النار. فإيراد النار ليس بعمل فيزيائي يقوم به فرعون بل بما فعله فرعون فيهم في الدنيا.
لنعلم بأننا نفقد كل إرادتنا بعد الموت ولا قوة لأي إنسان يوم القيامة حتى لدخول الجنة. قال تعالى في سورة الزمر: وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72) وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73). فالفاسقون والمؤمنون جميعا يساقون يوم القيامة بواسطة الملائكة ولا دور لفرعون وغيره هناك.
ثم إن فرعون كان يؤمن بآلهة غير الله تعالى كما قرأنا في سورة الأعراف وأكرر ذكر الآية: وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127). فالآية 101 أعلاه من سورة هود تتحدث عن آلهة فرعون أيضا و بأنها عقيدة خاسرة.
نكتفي بهذا القدر وأتمنى منك أخي أحمد أن توصلها إلى الأخ الشاب لعله يتذكر أو يخشى. كما أرجو أن ترسلها إلى مركز تطوير الفقه أيضا لو أمكن مع فيديو الأخ المتحدث.
أحمد المُهري

19/10/2018

#تطوير_الفقه_الاسلامي
https://www.facebook.com/Islamijurisprudence/
اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.