إلى متى ستطير الطائرات تحمل هذه الكائنات؟

إلى متى ستطير الطائرات تحمل هذه الكائنات؟

 

 

لا أذكر متى كانت آخر مرة شاهدت فيها نشرة الأخبار في تليفزيون من تليفيزيوناتنا العربية “الجميلة”.   قد يكون عشرين أو ثلاثين عاما أو أقل قليلاً أو أكثر قليلا.  المهم أني لا أشاهد نشرات الأخبار العربية لأنها تصيبني بالحزن.  وهي تصيبني بالحزن لأن أخبارها حزينة إذ هي أخبار سرقة وفساد, وقتل ودماء, وخراب ودمار.  وهذه أخبار ترهقني.  وعليه, اكتفيت بـ CNN  وBBC.  فأخبارها جميلة, عن شعوب جميلة, مشاكلها جميلة.  وحتى عندما يحدث دمار, كانفجار بركان, مثلاً, أو حدوث عاصفة مثلاً, أو ضربة سونامي, مثلاً, أو حتى زلزال, مثلاً, فإن طريقة حل هذه المشاكل جميلة.  أضف إلى ذلك أن هذه مشاكل لم يتسبب أحد فيها وإنما هذه هي طبيعة الأمور.  هذا هو ما يحدث في فلوريدا وكاليفورنيا. 

 

إلا أنه منذ أسبوعين تحولت الـ   BBCوالـ CNN إلى قنوات عربية لا حديث لها إلا عن مصائب عربية.  ذهب جمال خاشوقجي إلى القنصلية السعودية في اسطنبول وتحولت حياة كل إنسان على ظهر هذه الكرة التي نعيش فوقها إلى جحيم.  قام نوع من الكائنات الحية بتحطيم أصابع جمال ثم قام بتمزيقه.  كان من ضمن هذا النوع من الكائنات الحية نوع تخصص في الجراحة وحضر خصيصًا وهو يحمل منشارًا لتقطيع العظام.  وتحولت حياتي أنا إلى جحيم.  أنا لا أحب القتل.  أنا لا أحب أن أسمع أن خمسة عشر كائنا من هذه الكائنات الحية قد طار في طائرتين من الرياض إلى اسطنبول وهو يحمل منشارًا ليقص به عظام جمال.  هذه أخبار ترهقني.   والسؤال الآن هو كالتالي: إلى متى ستعيش هذه الكائنات بيننا؟  إلى متى سيقصون أصابعنا وينشرون عظامنا؟   إلى متى ستقبل البشر أن تعيش هذه الكائنات بيننا؟  ثم إلى متى ستطير الطائرات تحمل هذه الكائنات؟ 

 

كمال شاهين

20 أكتوبر 2018

#تطوير_الفقه_الاسلامي
https://www.facebook.com/Islamijurisprudence/

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.