تعليق من الشيخ أحمد المُهري على (هذيف وطن 56)

شكرا للشعر وللقصيدة المرفقة. طال انتظار اليمنيين ولا حل في الأفق. لا حل فعلا إلا إذا جلس اليمنيون معا وقرروا ترك الغرباء جميعا وطرد العملاء جميعا. العملاء يمنيون ولكن يجب طردهم من وظائفهم لا من اليمن، لعل المخلصين يتمكنوا من وضع خطة اقتصادية بما تبقى من إمكانات لإسعاف اليمن بالحلول البسيطة ولو كانت مؤلمة. فكلما تطول الحرب فإن الإمكانات تتضاءل والحاجات تزداد والمعوقين يتكاثرون. أتذكر الحرب العراقية الإيرانية وكم كنت أنصح كبار الشخصيات ليتركوا الحرب بأسرع وقت ممكن قبل أن تتفاقم الأمور فلم يسمعوا حتى جاءتهم الضربات من كل مكان. لكن إيران غنية ولها علاقات واسعة مع العالم ولذلك تمكنت من ترقيع الخروق بسرعة كبيرة نسبيا. وما زالت تبعات الحرب مشهودة في إيران ولكنها مقبولة تقريبا. واليمن أضعف كثيرا من إيران وأنا خائف كثيرا على مستقبل هذا البلد العربي العريق. أتمنى أن يسعى أهلي في اليمن للمصالحة الوطنية الشعبية. هذا حل بسيط ولكنه صعب ولا مفر منه. اتركوا أمر المجرمين لله تعالى وتصالحوا. العدو الحقيقي والأعداء بالوكالة الذين يحاربونكم بالوكالة فهم يستفيدون من اختلافات الجنوبيين مع الشماليين. لقد ظنوا بأنهم ضمنوا عدن وعليهم فقط بأن يلحقوا صنعاء بعدن فيكمل لهم الاستيلاء على كل اليمن. يجب أن تُدخلوا اليأس الكامل في قلوبهم بإعادة التواصل والتوادد بينكم. كل ظني بأن الله تعالى يحب أن يرى عبيد الله يحبون بعضهم البعض. هذا يعني بأنهم تركوا أنانيتهم وعادوا إلى حقيقتهم التي خلقهم الله تعالى عليها. نحن لله ونحن جميعا إليه راجعون فلا داعي لأن نحارب بعضنا البعض. إن نسبتكم إلى الله تعالى نسبة واحدة فحينما تحارب عبدا آخر دون إذن من ربك فأنت تحارب ربك في الواقع. أين أذن الله تعالى لليمنيين بأن يقتلوا اليمنيين. لو قتلتم الدخلاء فمن حقكم لأنهم غاصبون ولو قتلتم العملاء الثابت عمالتهم فقد تكونوا محقين لأنهم جلبوا الدمار لبلادكم. لكن جيش صنعاء يحارب جيش عدن عمل غير صحيح وغير صائب. عبد الملك الحوثي يتكلم بكل عقلانية ولا أدري لما ذا لا يسعى لإرضاء أهله في عدن وضواحي عدن؟ يجب أن يرضيهم حتى لو اضطر بأن يعزل السلطة. ما قيمة السلطة التي تفرض عليه أن يقتل أهله وما موقفه أمام ربه؟ ومن جانب آخر هناك حكماء وعلماء في عدن ولا أدري لماذا لا يسعون للمصالحة. لو تصالح أبناء الشعب الواحد فمن ذا الذي يمد الطامعين بالقوة البشرية؟ لو شعر هادي وأتباعه بأن اليمنيين يمتنعون من مقاتلة اليمنيين فأنى لهم أن يوسعوا الحرب؟ لنتعلم من رسول الله عليه السلام أنه دخل مكة فاتحا ولكنه لم يقتل أحدا بل تركهم لله تعالى. وهكذا فعل العقلاء الذين درسوا أحواله مثل المهاتما غاندي. لو شعر الجنوبي بأن أخاه الشمالي لا يريد أن يثأر منه فهو سوف يستنكف عن اتباع الغرباء والجهلاء. وهكذا الشمالي. أنتم كشعب يمكنكم أن تبادروا بالأغاني والأشعار والشعارات بإعادة الثقة والمحبة بينكم كيمنيين أبناء وبنات وطن واحد. أتمنى لكم كل خير وتقبل تحيات أخيك

أحمد المُهري

29/9/2018

 

هذيف وطن 56 هنا :

“هذيف” وطن 56 (قصيدة وحوار)

 

 

تابع مركز #تطوير_الفقه_الاسلامي

https://www.facebook.com/Islamijurisprudence/

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.