سؤال و جواب

 

 


سؤال و جواب/ 

 

 

 

 

 

الآيات تساؤلات وملاحظات   
قال تعالى :

الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ .(2) سورة النور

 

كما نفهم من الآية الكريمة عقوبة الزنا (الجلد 100 جلدة) ،

وان يشهد عذابهما طائفة من المؤمنين ،

 

التساؤلات :

–        ان فهمنا ان القصد بالزاني او الزانية الذي تمرس الزنا ، واستباح القيام به ،

–        وبالتالي لا يمكن اعتبار مرتكب الزنا لمرة واحدة (زان) ولو انكشف امره .

–        الا انه كيف ينكشف امره ، بدون شهادة الشهود  الأربعة ،

–        وكيف لشهود أربعة ان يتفقوا في وقت واحد على رؤية تلك الحادثة ،

–        فهمنا ان مرتكب الزنا يجلد 100 جلدة بلا رأفة ،

–        الا ان الآية حددت الشهود بطائفة من المؤمنين ، و ليس طائفة من الناس ، ولا طائفة من الفاسقين  .. لماذا المؤمنون ؟ وكيف نعرف انهم مؤمنون .

–        حيث والقاضي لا يمكنه ان يفند المؤمن من غير المؤمن ليدعوهم لحضور انزال العذاب وبالتالي

–        قد نفهم ان المعني بالمؤمنين المجتمع (الذي يخضع لولاية الإسلام )

–        او نفهم ان المؤمنين ( كل من آمن بالله تعالى وبكتبه ورسله ) ويدخل في ذلك المسلمين واهل الكتاب .

أجاب الشيخ

أحمد المُهري

1. المؤمنون الذين يشهدون جلد الزاني والزانية. فمن هم المؤمنون؟ دعنا نفترض بأن شخصا قال: أؤمن بالله تعالى وبأنه خالق السماوات والأرض ولكنني لا أؤمن بأنه خلق الإنسان. فهل هو مؤمن؟ هل لو أستعد أحد للصلاة بالوضوء وتكبيرة الإحرام ولكنه ترك الصلاة قبل أن يقوم للركعة الثانية فهل نعتبره مصليا أم ليس مصليا؟ إنه ليس مصليا لأنه لم يكمل الصلاة. وهكذا الذي يؤمن جزئيا بالله تعالى. والواقع أن الذي لا يؤمن بكل الأنبياء فهو ليس مؤمنا. قال تعالى في سورة النساء: إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً (150) أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا (151). هم الكافرون حقا وليسوا مؤمنين.

وأما المؤمنون حسب تعريف القرآن. قال تعالى في سورة النساء: لَّكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا (162). المؤمنون هم الذين يؤمنون بما أنزل على رسولنا وهو القرآن الكريم وبما أنزل على الذين من قبله.

وأما المؤمنون الذين يشهدون عذاب الزاني، فما هو المقصود من رؤية العذاب وما هو المقصود من أن يكونوا مؤمنين. فمن الواضح أن العذاب الذي يرونه ليس عذابا كاملا بل هو عذاب ناقص بغية تخويف الناس بأن الذي تتكامل لديه حيثيات الزنا فإنه سوف يُجلد فعلا. المقصود هو الردع والمقصود من الذين يرون العذاب أن يخافوا ويسعوا لإقناع أنفسهم بعدم الإتيان بالزنا.

وأما المقصود من كونهم مؤمنين هو مجرد ظاهر الصدق. فلو كانوا من المشهورين بالفسق فإن الناس لن يصدقونهم فلا يتحقق المقصود من رؤية العذاب. فمثلا لو يُقام العذاب في المسجد بعد صلاة الجماعة فإن غالبية أهل المسجد صادقون حسب العادة فهم يمثلون طائفة من المؤمنين، وتنتهي المشكلة بإذن الله تعالى.

 

علق الدكتور

كمال شاهين

*الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين*  النور:  2

 

قرأ فضيلة الأستاذ أحمد مبارك بشير الآية الكريمة أعلاه فتساءل عمن هم أولئك المؤمنون الذين سيشهدوا عذاب الزاني والزانية؟  أي, من أين لنا أن نعرف المؤمن من غير المؤمن حتى ندعو طائفة من المؤمنين ليشهدوا عذاب الزاني والزانية؟  والسؤال وجيه.  من أين لنا, فعلاً, أن ندعو طائفة من المؤمنين لشهود عذاب الزاني والزانية إذا كان من المستحيل أصلاً أن نعرف ما إذا كان أي إنسان مؤمنًا أم غير مؤمن.  هذا أمر لا يعلمه إلا الله.

 

قرأ فضيلة الشيخ أحمد المُهري ما كتبه فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد مبارك بشير عن هذا الأمر فكتب إليه يبيّن من هم أولئك المؤمنون الذين سيشهدون جلد الزاني والزانية.   بيّن فضيلته أن المؤمن هو من

يؤمن بما أنزل إلى رسول الله, و

ما أنزل من قبله, و

والمقيم الصلاة, و

المؤتي الزكاة, و

والمؤمن بالله واليوم الآخر.

 

كما بيّن أن:

“المقصود من كونهم مؤمنين هو مجرد ظاهر الصدق.  فلو كانوا من المشهورين بالفسق فإن الناس لن يصدقونهم فلا يتحقق المقصود من رؤية العذاب. فمثلا لو يُقام العذاب في المسجد بعد صلاة الجماعة فإن غالبية أهل المسجد صادقون حسب العادة فهم يمثلون طائفة من المؤمنين، وتنتهي المشكلة بإذن الله تعالى”.

 

وفي ما يقوله فضيلة الشيخ أحمد المُهري مشكلة.  يعود ذلك إلى أن أمر الله لنا بشهود جلد الزاني والزانية إنما هو أمر موجه لمن آمن بالله وباليوم الآخر, ومن أين لنا أن نعرف ما إذا كان أي منا مؤمنا بالله وباليوم الآخر؟  بصورة أوضح, الدعوة ليست موجهة إلى من كان “ظاهر الصدق حسب العادة” وإنما إلى من كان يؤمن بالله واليوم الآخر.  إلا أن المشكلة, والحمد لله, ليست مشكلة ليس لها حل.  كل ما هو مطلوب منا هو أن نعيد قراءة الآية الكريمة منتبهين إلى أن الله عندما يطلب من المؤمنين مشاهدة عذاب الزاني والزانية فإنه لا يطلب منا أن “نرسل” من آمن بالله واليوم الآخر ليشهد عذاب الزاني والزانية وإنما يطلب ممن آمن بالله وباليوم الآخر أن يجمع حاله, ويشد رحاله, ويذهب ليشهد ذلك.  الدعوة شخصية, وفضيلة الأستاذ الدكتور أحمد مبارك بشير ليس مسؤولاً عن جمع المؤمنين والذهاب بهم إلى مكان الجلد لمشاهدة جلد كل من الزاني والزانية, وطبعًا, ولا أنا, ولا فضيلة الشيخ المُهري, ولا أي مخلوق من مخلوقات الله.  الدعوة موجهة فقط لمن يؤمن بالله, وبأن محمدًا رسول الله, وبأن القرآن كلام الله.  يعلم الله أن لا أحد من خلق الله يعلم ما إذا كان أي من خلق الله يؤمن بالله واليوم الآخر أم لا.  هذي أمور لا يعلمها إلا الله.  والدعوة شخصية.

 

يحتاج الأمر هنا إلى التوكيد على أن ما قلته هنا هو ما فهمته أنا من الآية الكريمة.  وهو فهم لا يدعي العصمة, ولا الصواب, ولا يلزم أحدًا غيري.  أي أنه فهم بشري يصيب, ويخطئ, ويتغير من ساعة إلى ساعة.  يعني ذلك أنه إذا كنت قد أخطأت فيما قلت فلا مشكلة هناك من أصله.  كل ما هو مطلوب هو بيان أين أخطأت, وما هو الدليل على هذا الخطأ.  المسألة لا يكفي فيها الاتهام بالخطأ ثم نسيان الموضوع.  لا بد من الدليل.

 

بناء على ما سبق قد نفهم : أن المعني بقوله تعالى (فليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين ) هم من اتخذ الإسلام دينا ، وبالتالي فالحكم في اطار منظومة الجماعة او الدولة الإسلامية ،

وهذا قد نفهمه أيضا عن الإشارة بالقول في كثير من الآيات (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) أنهم اتباع النبي محمد عليه الصلاة والسلام ، في خلاف ذلك الآيات العامة التي تشير لكل الناس (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ) ، وهذا قد نفهمه أيضا في قوله تعالى في سورة البقرة :

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)

بمعنى ان الإشارة للمؤمنين هم اتباع الإسلام ، والاشارة بمن آمن بالله هو مفهوم الايمان (انعدام الشك بما لا يقوم عليه دليل )

وكما أشار الدكتور كمال : يحتاج الأمر هنا إلى التوكيد على أن ما قلته هنا هو ما فهمته أنا من الآية الكريمة وهو فهم لا يدعي العصمة, ولا الصواب,

 

قال تعالى :

الزَّانِي لا يَنكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ . (3) سورة النور

 

الآية تنفي أي نكاح ( بين زان او زانية ) الا من (زان او زانية او مشرك او مشركة ) ، قد نفهم من ذلك في دلالة النفي (استنكارا !)

ان وقوع حادثة الزنا لا يتم قطعا الا من شخص (تمرس الزنا ) او مشرك بالله ، و لذا تنتهي الآية بتحريم تلك العلاقة على المؤمنين .

و قد يعني ذلك انه لا اباحة للآية بالزواج بين الزاني او الزانية او المشرك او المشركة ، وكما قد يعني انه لا تحريم أيضا ،

وبالتالي عبارة وحرم ذلك على المؤمنين ان التحريم في (الزنا ) وليس في الزواج ،

فلا يوجد زان او زانية يحمل شهادة (بالزنا – الا ان يكون ممارسا معروفا بتلك الفاحشة  ) لنتمكن من التحقق منه قبل ابرام عقد زواج ،

قال تعالى :

 

وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً “، الإسراء/32

 

 

الآية نفهم انها واضحة في تحريم الزنا ، و ضعتها هنا للإشارة لتحريم فاحشة الزنا .

أجاب الشيخ

أحمد المُهري

الزواج بين الزاني والزانية أو المشركة والعكس.

رابطة الزواج رابطة اجتماعية ضرورية بغية تكثير النسل بالدرجة الأولى وكذلك بهدف تقليص احتمالات الفاحشة بين الناس جميعا وليس فقط بين المؤمنين. فالإسلام بصورة طبيعية قطعية يريد حل مشكلة الشهوات بين الناس جميعا. فلو أنه حرم الزنا ولكن هناك نساء معروفات بالزنا مثل ذوات الأعلام في مكة قديما وهكذا الفواحش المعروفات في دور الفاحشة في عصرنا هذا، مضطرون للبقاء على حالة الزنا إن لم يطلب يدهن أحد وهكذا الشباب المعروفون بالاعتماد على الزنا لدفع شهواتهم. ولذلك فمن صالح المجتمع البشري أن يشجع الله تعالى الزواج بين الذين زنوا لعلهم يتركوا الزنا. فالآية الثالثة من سورة النور تروم تحديد كيفية التزاوج بين الأفراد. فهي تحرم الزواج بين الزانية أو المشركة مع المؤمن كما تحرم الزواج بين الزاني والمشرك مع المؤمنة. والتحريم حكم شرعي بالمنع ومستوجب للعقاب إما في الدنيا أو في الآخرة أو في كليهما. فلا معنى للاستنكار بعد التصريح بالتحريم.

دعنا الآن نتصور العادات الغربية والشرقية في التجمعات غير الإسلامية اليوم. أكثر تلك التجمعات تشجع الفتيان والفتيات ليرتبطوا معا برباط الصداقة. وهو حل وسط للمنع من الفاحشة وضياع النسل طبعا ولكن الإسلام حرم ذلك. قال تعالى في سورة النساء: وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (25). خشية العنت قد تعني الخشية من الوقوع في المعصية إثر طغيان الشهوة لدى الجنسين طبعا. فالآية الكريمة تحل مشكلة طغيان الشهوة يوم نزول القرآن بالنسبة للعاجزين عن الزواج ماليا بالسماح لهم بالزواج مع المملوكات باليمين إذا سمح أهلهن بذلك. لكنه لم يأذن باتخاذهن أخدانا. الخدن والخدنة تعني الصديق والصديقة الذين يعيشان معا كالأزواج. هذا محرم في الإسلام. ثم إنه سبحانه لا يُبيح الزواج مع الإماء المعرفات بالمملوكات باليمين قرآنيا. يحب تحرير الأمة ثم الزواج معها. لكنه أباح ذلك فقط للفتيان العاجزين ماليا والخائفين من العنت.

ولننتبه بأن إباحة الزواج مع الإماء مشروطة بأن يكن مؤمنات وإلا يحرم الزواج معهن كما يحرم الارتباط الجنسي بأي شكل معهن. فالإسلام يحدد العلاقات الجنسية بالنسبة للمؤمنين بالإيمان الكامل للطرفين. وتساؤل الأخ أحمد مبارك عن كيفية فهم الإيمان، تساؤل في محلة إذ أن الإيمان قلبي فأنى لنا أن نكتشفه. لكن المقصود هنا هو قبول الالتزامات الشرعية فقط. فالذي يُشهر نفسه بأنه مسلم فإن المحكمة تفرض عليه كل الالتزامات الشرعية المقررة على المسلمين سواء كان مسلما حقيقيا أو مسلما بالاسم فقط أو كذابا، مسلما في الظاهر وكافرا في الباطن.

وأما السر في إباحته سبحانه الزواج بين المشرك أو الزاني مع المشركة أو الزانية والعكس هو ما قلته في بداية البحث بأن الزواج رباط ضروري للحد من انتشار الفاحشة وتبعاتها الخطيرة على المجتمع. فمن اشتهرت بالزانية فإنها لن تجد لنفسها زوجا بين العوائل المؤمنة لكنها لو رضيت بأن تترك الفاحشة فمن حقها أن تبتغي لنفسها شريكا في الحياة. ولذلك أحل الله تعالى لها أن تتزوج بمعروف بالزنا أو بمشرك. وأما موضوع أن الزنا لوثبت وجب الحد فإن الزاني والزانية هنا لا تعني الذَين ثبت شرعيا حدوث الزنا بينهما بل تعني المعروفين بأنهم لا يتورعون عن الزنا وبالنتيجة لا يوجد من يرضى بالزواج معهم من العوائل المحترمة. أولئك يتزوجون مع بعضهم البعض والعلم عند المولى عز اسمه.

واحتمال أخي أحمد مبارك بأن التحريم قد يكون في الزنا وليس في الزواج غير مصيب. لأن الحديث في الآية عن النكاح وليس عن الزنا.

 

علق الدكتور

كمال شاهين

سؤال حول الإماء المعروفات بالمملوكات

يخبرنا فضيلة الشيخ أحمد المُهري بأن الله سبحانه وتعالى “لا يُبيح الزواج من الإماء المعروفات بالمملوكات باليمين قرآنيا. يجب تحرير الأمة ثم الزواج منها.”  يخبرنا فضيلة الشيخ المُهري, بهذا الشكل, أن الله جل جلاله “لا يبيح” زواج الرجل المؤمن إلا من المرأة “الحرة”.  وفي ما يقوله شيخنا الفاضل مشكلة, إذ يخبرنا خالق الخلق أن لمن لم يستطع القيام بتكلفة “المحصنات المؤمنات” فله أن يتزوج ممن ملكت أيمانهم من فتياتهم المؤمنات بإذن أهلهم.  وإذا حدث وأن *أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ*.   ألا يعني قول الله هذا أن هاته الفتيات لسن بأحرار؟

ما قد نفهمه حسب ما وضحه الشيخ أحمد أن الآية تعبر عن تحريم الزواج بين المؤمن والمشرك او الزاني،

وما فهمته ان الآية تستنكر ان تكون هناك علاقة زواج تجمع المؤمن بالمشرك او الزاني ،  حيث ان هذا لا يمكن ان يتم ، بالتالي فالآية ليست نصا للنهي او الاباحة ، وهو ما بينه الشيخ احمد بأنه لم يكن احتمالا صائبا .

وتعليق الدكتور كمال يعطي الانتباه ان حالة الزنا قد تقع من الزوج او الزوجة ، فهل تنهي بهذه العلاقة الزوجية ان فهمنا ان الآية تحرم استمرار علاقة بين المؤمن او المؤمنة والزاني او الزانية ، وهذا ينطبق على ان الزواج من غير الحرة يجعلها حرة الا ان الآية : أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ، تنفي كونها صارت حرة ،

الا انه زفي الاطار العام مسألة الاماء (امر قد انتهى ولن يعود بإذن الله تعالى…  )

والله أعلم .

قال تعالى :

وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ ۖ قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ ۖ وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (220) وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ ۚ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ۗ وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا ۚ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ۗ أُولَٰئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ۖ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ ۖ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221) البقرة

 

 

 

تبدأ الآيات بالحديث عن اليتامى ، والاختلاط بهم ( التعايش والاندماج الاجتماعي ) ، والتوضيح ان الله اعلم بالمفسد او المصلح ،

تنتقل الآية التالية لتبدأ بلا الناهية (تحريم ) الزواج من المشركين ،

فهل المشرك او المشركة ، اشمل من الكافر او الكافرة ، او ان الكافر والكافرة اشمل ؟ ، فإن كان الشمول للكفر ، فيعني ذلك عدم حرمة الزواج الا من مشرك ، وليس من اهل الكتاب (باعتبار ان اهل الكتاب يؤمنون بالله وينكرون نبوة محمد “كفر به”)

أجاب الشيخ

أحمد المُهري

. التساؤل التالي من سيادة الأخ الكريم: فهل المشرك او المشركة، اشمل من الكافر او الكافرة، او ان الكافر والكافرة اشمل؟ فإن كان الشمول للكفر، فيعني ذلك عدم حرمة الزواج الا من مشرك، وليس من اهل الكتاب باعتبار ان اهل الكتاب يؤمنون بالله وينكرون نبوة محمد “كفر به”.  انتهى النقل.

القاعدة التي أفهمها من القرآن الكريم هو أن كل من تقبل رسالة الرسول محمد عليه السلام فهو من الذين آمنوا وهو مؤمن قانونا. وكل من كفر به فهو ليس من الذين آمنوا وهو كافر قانونا. ليس من الضرورة أن يكون مشركا كأبي لهب وأبي جهل أو كافرا بالله تعالى كالدهريين بل يكفي أن يكفر برسالة محمد ولو أنه كان يهوديا أو نصرانيا وتلك الطائفتان هما من المؤمنين بالله وبرسالات الأنبياء السابقين لكنهما لم يؤمنا بما أنزله الله تعالى على البشرية بعد أن سمعا ذلك. أرجو من القارئ الكريم أن يفكر مليا في الآيات التالية من سورة النساء:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا (136) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً (137) بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا (139) وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (140). فكل من لا يؤمن بالله وبرسوله محمد وبالتورة والإنجيل وبكل الرسل السابقين وبالملائكة وبيوم القيامة أو يوم الفصل فهو كافر لأنه رفض كتاب الله ورفض رسول الله وفرق بين رسل الله. والغريب أن المؤمن لا يجوز له أن يجلس مع الذي يستهزئ بالقرآن الكريم. وأنا متعجب من الإخوة الذين يظنون بأن الزواج مع الذين يرفضون القرآن مباح لأنهم تقبلوا الرسالات السابقة!!

أتمنى أن يعرف إخواني وأخواتي الكرام بأن القرآن هي الحجة الواضحة الوحيدة اليوم وأي مساس به أو رفض له فهو بمثابة ضرب للسبيل الوحيد للهدى بين البشر. أتطلع إلى اليوم الذي يعرف فيه المؤمنون أهمية القرآن الكريم وحجيته على الناس. هناك سبع سور متتالية من غافر إلى الأحقاف تبدأ بـ حم، وكلها تتحدث عن أهمية القرآن الكريم. وأظن بأن الحاء تعني الحجة والميم تعني التمسك بما قبلها، والعلم عند المولى العزيز عز اسمه.

وتساؤل أخي أحمد واضح الجواب في نفس الآية الكريمة التي ذكرها من سورة البقرة وهي هذه: وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221). فكل من يدعو إلى النار بأفكاره وعقائده فالعلاقة معه لا يجوز أن تشمل الزواج لأن الله تعالى يدعو إلى الجنة والمغفرة فعلى الناس أن يؤمنوا بآياته لعلهم يتذكروا حقائق السماء ويتعرفوا على شريعة السماء. فهل الذين يُكذِّبون الرسول الأمين محمدا يدعون إلى النار أم إلى المغفرة؟ إن تكذيب خاتم النبيين يستوجب دخول النار حسب قانون القرآن ولكننا لا نعرف بالضبط كيف يتعامل معهم ربهم طبعا في النهاية؟

 

قال تعالى في سورة البقرة: وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39). ولذلك فلا عبرة بعمومية الكفر أو الشرك. ولا ننس بأن الشرك نفسه يجتمع مع الإيمان. قال تعالى في سورة يوسف: وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ (106). والواقع أن الشرك أعم من الكفر لأن كل الكفار مشركون ومن المؤمنين من هو مشرك أيضا. ذلك لأن الشرك لا يعني القول بأن لله تعالى شريك أو شركاء كما يقول بعض الهندوس أو كما يوحي إليه قول غالبية النصارى ولا سيما الذين يقولون باسم الأب والابن والروح القدس. بل الشرك أعم من ذلك. فكل من يعصي الله تعالى فهو قد أشرك شهواته بالله تعالى، بمعنى أنه اتبع الله في بعض أوامره وعصاه في بعض أوامره مفضلا شهواته على الله سبحانه. لكن القرآن لا يسمي كل من عصى ربه مشركا. بل سمى الذين يعبدون غير الله مشركين.

وعبادة غير الله تعالى لا تعني أن تتوضأ وتصلي لذلك الشخص بل يعني الخضوع الاختياري لغير الله تعالى سواء بالحب المفرط أو بالطاعة العمياء أو بالشكر الكثير. وآية سورة يوسف لو فكرنا فيها فهي اليوم تشمل كل اليهود والنصارى والغالبية العظمى من المسلمين. لكننا يمكن أن نفسر آية تحريم الزواج مع المشركات والمعروفات بالزنا إلى أن المقصود من الشرك هنا التمادي في المعاصي الكبيرة بأي شكل كان. ذلك لأنه تعالى جمع المشرك مع الزانية أو الزاني. ولا يوجد وجه للجمع بينهما إلا القول بأن الزاني والزانية هما اللذان يصران على معصية كبرى دون أن يشعرا بالندم فهما كالمشرك الذي ينسب أعمالا إلهية إلى غير الله تعالى أو يجعل بينه وبين ربه واسطة مع علمه بحرمة ذلك ويتجاهر بعمله دون الشعور بالخوف أو الوجل من الله تعالى. فمشركو مكة كانوا يعتبرون الأصنام أو الذين ترمز إليهم تلك الأصنام وسائط بينهم وبين الله فيعبدون الأصنام تقربا إلى الله تعالى متجاهرين غير نادمين.

ينهم وبين الله فيعبدون الأصنام تقربا إلى الله تعالى متجاهرين غير نادمين.

ولعل السر في أن الله تعالى لم يأمر بتحريم الزواج مع من زنت أو من زنى بل مع الزاني والزانية هو أن الذي يزني مرة أو مرات قليلة فهو قد يشعر بالندم ولكنه فعل ما فعل تحت ضغط الشهوات أما المقتدر الذي يمكنه الزواج ولكنه لا يتزوج طلبا للمتعة المتغيرة أو التي ترفع الأعلام متخذة الزنا عملا لها فهما ليسا مؤمنين بل هما مشركان أو في حكم المشركين لإصرارهما على الفاحشة دون أي تورع.

   
قال تعالى :

 

وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ ۖ فَإِن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا (15) وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا ۖ فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا (16) البقرة

 

 

 

انقل الآيات هنا والتي توضح العلاقة السدومية كما نعتقد ( المثلية ) بين النساء او الرجال ،

حيث والأولى يتم اثبات العلاقة على النساء (المثليات) من شهادة 4 نساء مثلهن ، وليكون العذاب ( السجن) في البيت ،

والرجال (المثليون) فتتبع الآية السابقة ان كانت شهادة الاثبات 4 من النساء ، فالرجال أيضا 4 من الرجال ، والعذاب (الايذاء .. وبالتأكيد ليس ايذاءً يصل لحد القتل وقد يعني الايذاء البدني او النفسي ) .

وقد نفهم من ذلك ان فحش الزنا اعظم بلاء من فحش (المثلية ) ،

وقد نفهم انها فاحشة يجب ان تبعد وتستر .. قدر الإمكان …

وقد تفتح الآيات النظر بصورة مختلفة حول تلك الفاحشة و فاحشة الزنا  ان تم مراجعتها بتأن  وفهم اعمق ،

أجاب الشيخ

أحمد المُهري

4. تساؤله حول المثليين والمثليات واستشهاده بالآيتين التاليتين من سورة البقرة: وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً (15) وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا (16). فأقول بداية أن الآية لم تطلب شهودا على المثليات من جنس النساء كما تصور أخي الكريم، ولذلك فلا معنى لطلب شهود من الرجال على المثليين. إنه أمر فقط باستشهاد أربعة من المؤمنين أو من الذين آمنوا فقد يكونوا رجالا أو نساء كما أظن.

لكن المشكلة هنا هي أكبر بكثير مما يتراءى للعامة من الناس.

نحن لا نعرف من الآيات الكريمة سواء في البقرة أو في النور درجة الفاحشة عند الله تعالى. وقد يصعب فهم ذلك لأن مسألة الفاحشة الجنسية معقدة جدا وقد لا يمكن وضع قانون يوضح درجات الفاحشة في أنواع العلاقات الفاسدة. والله تعالى في الدنيا لا يريد العقاب الحقيقي فالعقاب الكامل في الآخرة؛ كما لا يريد في مسألة الفاحشة أن ينتشر التهم بين المؤمنين. إنه سبحانه كما يبدو لي يلاحظ تكريم العوائل التي ينتسب إليها اللذين أو اللاتي يأتون بها. كما أنه لا يريد أن يلتصق وصمة العار على جبين جاهل أتى بعمل خاطئ تحت ضغط الشهوات أو أي ضغوط أخرى فيحرمه من تعاطف مجتمعه معه. كلما نقرأه في هذا المجال يدل على الردع فقط. أما اهتمامه الأكثر بالزنا والمثلية بين النساء دون المثلية بين الرجال فقد يكون بسبب أن المرأة عنصر هام لا يمكن تجاهله إطلاقا في المجتمع الإنساني. هذا العنصر هو سبب بقاء النسل البشري وقد أثبتت امرأة واحدة هي النبية مريم بأن المرأة لوحدها قادرة على الإنجاب دون الحاجة للارتباط مع رجل. إنه سبحانه يريد تنظيف المرأة ومهتم بذلك كثيرا أكثر من اهتمامه بتنظيف الرجل كما يبدو.

هي التي تخلق الطفل في كيانها ثم ترضعها من بدنها في حدود سنتين. أما دور الرجل فهو دور بسيط يمكن تجاهله في الواقع. لكن الله تعالى أراد تكرما وتفضلا أن يثبت دورا للرجال فجعل الطفل مشتركا بينهما وفرض على الرجل واجبات غير طبيعية حتى يشعر الاثنان بالرضا وبأن الإنتاج مشترك بينهما ليعيشا بسلام ووئام وعدم ظهور أي شعور بالنقص لدى أي منهما. كما فرضت على المرأة أن تحترم شرفها لأنها هي التي يمكن أن تعرض أسرة كاملة للنبذ والطرد من المجتمع. وفرض عقاب صارم واضح للزنا بمثابة إكرام للمرأة أولا ثم للمجتمع الذي تنتمي إليه المرأة وبعده مجتمع الرجل الذي قام بالفاحشة.

وأما المثليين فنرى بأن لا عقاب عليهما بل مجرد إيذاء قد ينحصر في بعض اللوم لأن ارتباطهما لا يؤثر في النسل. إنه عمل قبيح وفاحشة يجب الابتعاد عنه بكل قوة. لم يذكر ربنا أي شي عن الاستشهاد على المثليين بل اكتفى بالإيذاء. ولعل البرلمان لو رأى خطورة انتشار المثليين أن يضع لها قوانين رادعة مستفيدا من الآية الكريمة.

نأتي إلى المثليات. إن خطر المثليات لا تقتصر على التأثير في النسل فقط بل تتعداه إلى أن الشباب الذين يبحثون عن شريكات العمر قد يفقدون من تشاركهم فينتشر المثليون بالنتيجة. يجب أن لا ننس بأن المثلية قد تقتنع بالتعايش مع فتاة مثلها وتفكر في أنها ترتاح من الحمل وتبعات الحمل من الرضاعة والتربية وغيرها. الأعباء البدنية الملقاة على المرأة أضعاف الأعباء البدنية على الرجل فمن السهل على الشياطين أن يقنعوا النساء بتجاهل الرجال. ونعلم بأن عدد الرجال مساو تقريبا مع عدد النساء فكل مثليتين تحرمان رجلين من شريكة حياة.

ثم إن الفتاة هي المسؤولة اجتماعيا عن تشجيع الفتى للزواج أكثر من الفتيان أنفسهم. ألا ترون بأن الفتيات يصرفن أضعاف الفتيان مساحيق الزينة والعطور والحلي والملابس الثمينة وإظهار الجمال الفاتن. يشعر المجتمع البشري بأن الفتيان قد لا يفكرون بالزواج ولا بالإنجاب إن لم تهتم العنصر النسائي بجاذبيتها وسعيها لإقناع الشباب بالزواج.

ما ترونه في بعض الدول المتقدمة من جاذبية نسائية ظاهرة فهي ليست دعوة للفاحشة بقدر ما هي دعوة لجذب الفتيان للزواج. القليل منهن فاسدات والأكثرية تطلبن الزوج والدول والجمعيات الخيرية تشجع ذلك. ولذلك نرى القرآن الكريم يتحاشى انجذاب النساء وراء الحركات المثلية أكثر من الرجال فيحاربها بشدة. والعلم عند الله تعالى.

قال تعالى :

 

قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110) الكهف

 

هذه الآية اكثر آية اكررها عند ذكري لركني الإسلام، فمن كان يرجو لقاء ربه :

والعمل الصالح ( فليعمل عملا صالحا )

الايمان بالله ( ولايشرك بعبادة ربه أحدا)

 

   
قال تعالى .

ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ ۖ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ ۗ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ۗ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ۖ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ۖ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154) آل عمران

 

–        كنت ارفض ومازلت التعليق القائل (انها قدرنا ) هذا ما قدره الله لنا ، واصرح بل ( هو ما صنعناه بأيدينا واختياراتنا )

–        حيث لدي قناعة وقبول بما أشار وفسره  الشيخ احمد المُهري حول القضاء والقدر ، حيث افهمها منه :

–        بان القضاء هي سنن وقوانين الكون التي وضعها الله تعالى ،

–        والقدر تدخل في تلك القوانين ، وبالتالي

–        كلما تمكن من فهم قوانين الكون زادت قدرتنا في التحكم فيها (بأمر الله )

–        وبالتالي اقبل فهمه ان الله تعالى يختبرنا في الحياة و (لا يعلم القرارات التي سنتخذها في المستقبل الا من خلال تفكيرنا ونوايانا ) وهو

–        سبحانه محيط بكل شيء حافظ عليم ،

–        وكلما امر بالآية الكريم في سورة آل عمران (لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ) اتوقف ، واتساءل هل كتب الله تعالى طريقة موتنا ، و يأتي السؤال عن القاتل ان قتل ، فهل قتل ( لأنه مكتوب عليه ان يكون أداة قتل ، ام انه ارتكب جرما يخالف أمر الله تعالى في سورة المائدة :  مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32))

–        اثق بالفهم الأول الذي أوردته ، الا انني انقل نقاشا توقفت عنه حيث ما زلت اسعى للفهم فيه … واضعه هنا للمشاركة

أجاب الشيخ

أحمد المُهري

5. آية آل عمران تنطوي على مسائل كثيرة ولكن الإشكال الذي يجول بخاطر أخي الكريم أحمد مبارك يعود إلى ما فهمه المفسرون من الجملة الكريمة: لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم. فيقول بتعجب: هل كتب الله تعالى طريقة موتنا؟

 

بالطبع أن السؤال وجيه ولكن هذه الآية الكريمة لا تتحدث عن هذا الموضوع بل بعكس ذلك إلا أن المشكلة في المفسرين الذين لم يصيبوا في فهمها. فباختصار: فكر بعض الصحابة من قليلي الإيمان ولعلهم من المنافقين بأنهم لو لم يحضروا لميدان القتال لما خسروا بعض أهلهم أو إخوانهم. والله تعالى يرد عليهم بأن المقصر هم هم الذين تركوا المعركة في حدتها وذهبوا وراء المغانم فسببوا الموت لإخوانهم وليس المعركة في حد ذاتها كانت سببا لذلك العدد الكبير من القتلى.

 

ولو ننتبه إلى بداية الآية حيث تتحدث عن تقدير الله تعالى للباقين أن يشعروا بالأمان بحيث يغشى النعاس بعضهم. لكن النعاس لم يتمكن من أولئك المنافقين احتمالا. فلولاهم لبرز الذين قتلوا إلى مضاجعهم أسوة بإخوانهم المذكورين في بداية الآية. بمعنى أنهم كانوا لم يتعرضوا للقتل.

 

وأما مسألة كتب عليهم القتل. بالطبع لم يقل سبحانه كتب عليهم الموت بل القتل والقتل يمثل الموت غير الطبيعي في الغالب. ولكن متى كتب عليهم القتل؟ لنقرأ هذه الآية من سورة الحديد: مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22). نريد أن نعرف الزمان الذي يكتب فيه الله تعالى قضاءه بالنسبة للناس بعد أن يقدر طبعا. ما معنى نبرأها؟ بأي معنى فسرنا الكلمة فهي لا تتجاوز معنى الإذن أو السماح بالعمل. فيعني بأنه سبحانه من قبل أن يأذن بذلك يكتبه في كتاب.

 

ما معنى يكتبه في كتاب؟ ألا نرى كل حاكم وكل قاض وكل رئيس يكتب أوامره في كتاب. هناك مستند كتبي لدى المنفذ يتضمن أمر المسؤول وإلا فكيف يقوم المنفذ بتنفيذ عملية كبيرة مثل الحرب أو التدمير أو توقيع معاهدة أو مقاولة؟

 

فالمنفذون هم الملائكة يأتيهم الأمر بطريق لا نعلمها طبعا ولكن الله تعالى يحدثنا عنها بأنها مشابه لما نكتبه نحن. بالطبع لا توجد أوراق وأقلام ولا كمبيوترات في ذلك الوسط. لكن مشكلة أهلنا بأنهم يظنون بأن الله تعالى قد كتب كل شيء من قبل أن يخلق الخلق. إنه تعالى يصرح بأنه يمحي ويثبت في سورة الرعد: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (38) يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39) وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (40). لا يوجد كتاب سابق لأعمال الناس ولا لما سيحل بهم. في كل مورد يقضي الله تعالى قضاء مناسبا ويكتب قضاءه من قبل أن يأذن أو يأمر بالتنفيذ وليس قبل مليون سنة. والسبب في ذلك هو أنه تعالى يريد أن يمنح الناس قدرا كافيا من الحرية ليختبرهم ولكنه لا يريد أن يفقد هيمنته على القضايا. فعنده أم الكتاب بمعنى أن السياسة العامة محفوظة عنده وهو سبحانه يسمح بما يمكن أن يسمح به ما لم يؤثر في سياسته العليا.

 

قال تعالى في سورة النجم: وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى (26). بمعنى أن الملائكة الذين يحملون أوامر عامة فإنهم مع ذلك وفي كل مرحلة عمل ينتظرون أمر ربهم ليباشروا التنفيذ، والعلم عند المولى.

 

لا يوجد مجرم كتب الله تعالى عليه أن يقوم بالجريمة لكن كل المجرمين لا يمكنهم تجاوز سياسة الله تعالى وحكمته التي قد تقتضي أحيانا أن يتعرض الملايين للموت والدمار. المجرمون بأنفسهم ينوون والله تعالى يأذن أو يمنع كما أن المؤمنين بأنفسهم ينوون عمل الخير والله تعالى يأذن أو يمنع. لكن المشكلة التي تسبب المزيد من الإجرام في الأرض هو أن الله تعالى وعد أن يثيب المؤمن على نواياه ولكنه لا يعاقب المجرم إلا إذا مارس الجريمة أو بدأ بها أو رضي بالجريمة التي وقعت أو ظن أنها وقعت. ولذلك نرى الإذن بالجريمة كثيرا في حياتنا والعلم عند الله تعالى.

 

أتمنى أن تكون الأمور واضحة الآن حتى لا نضطر إلى الدخول في أبحاث عقائدية معقدة.

 

تحياتي للأخ أحمد مبارك بشير ولكل من اطلع على هذا

 

أحمد المُهري

 

18/9/2018

 

قال تعالى :

وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۗ وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ (7) هود

–        اتشكك كثيرا بمن يقول ان الله في السماء السابعة ، حيث اؤمن

–        بان الله تعالى هو خالق الزمان والمكان ، لا يحده زمان ولا مكان ، هو الله الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا احد ، ليس كمثله شيء وهو السميع العليم ، واذن

–        فكل شيء يدل عليه ، ولا يحتاج هو الى دليل ، بل الايمان ،

–        وهذه الآية التي فيها ( وكان عرشه على الماء ) اتوقف عندها ، ولا زلت اسعى لفهمها ، وكذلك اشرككم فيها …

   

 

تابع مركز #تطوير_الفقه_الاسلامي

https://www.facebook.com/Islamijurisprudence/

 

 

 

 

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.