دور الأنبياء والرسل في نشأة العلم

دور الأنبياء والرسل في نشأة العلم

 

 https://ambmacpc.com/2018/06/28/%D9%83%D9%86%D8%AA%D9%85-%D8%AE%D9%8A%D8%B1-%D8%A3%D9%85%D8%A9-%D8%A3%D8%AE%D8%B1%D8%AC%D8%AA-%D9%84%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B3/

 

في نقده لكتاب “ظهور العلم”, يخبرنا فضيلة الشيخ أحمد المُهري أنه يتحدث عن العلم المفيد للناس سعيًا لفهم منشئه وتاريخه.   يلقي فضيلته الضوء على الدور الذي قام به رسل الله, سلام الله عليهم جميعًا, في نشأة العلم.  من ذلك :

  1.  أن صناعة السفن هي التي قام بها رسول الله نوح, و

 

  1. أن صناعة الخوذات واكتشاف الحديد كان باهتمام النبي الصناعي سليمان عليه السلام, و

 

  1. أن اكتشاف السماد العضوي وبأنه الطريقة المثلى لتكثير النبات هو مما تعاون عليه داود وسليمان النبيان العالمان ولكن سليمان هو الذي شرفه الله تعالى باكتشافه, و

 

  1. أن صناعة الكمبوست هي التي قام بها الرسول عيسى المسيح عليه السلام, و

 

  1. أن صناعة الزجاج صناعة إسرائيلية قام بها النبي سليمان وبها قاس درجة معلومات ملكة سبأ فأثبت لها بأنها لا تحمل معلومات كافية عن التطور الصناعي في الأرض, و

 

  1. أن صناعة أول سد في الأرض هو ما بناه ذو القرنين وهو شخص عاش في فلسطين احتمالاً ولا دليل على عروبته وقد اعترف به القرآن الكريم وبقدرته على السياحة واتخاذ الشمس دليلاً ليذهب بها إلى الغرب ثم يعود بها إلى بلاده ثم إلى الشرق ثم أخذ خطا عمودًا على مشرق الشمس في باكستان ليصل إلى منغوليا.

            

خالص الشكر لفضيلة الشيخ أحمد المُهري على كريم رسالته, وعندي سؤال.   ما هو دليل فضيلته على ما يخبرنا به من أن اكتشاف السماد العضوي هو مما تعاون عليه داود وسليمان النبيان العالمان ولكن سليمان هو الذي شرفه الله تعالى باكتشافه ومن أن صناعة الكمبوست هي التي قام بها الرسول عيسى المسيح عليه السلام؟  كما يعلم كل من يعمل في حقل العلم “العلم هو ما يقوم على صحته دليل”.

 

 
الأستاذ الفاضل الدكتور كمال شاهين أعزه الله تعالى
 
حينما نتحدث عن التواريخ فإن كل الدلائل الموجودة بين أيدينا تعود إلى كتابات قديمة مؤرخة أو غير مؤرخة. بمعنى أن هناك تواريخا مكتوبة بدقة بالسنة واليوم كما نراه في تواريخنا العربية مثل تاريخ الطبري وغيره. ومن يدري أن الذي بيدنا هو فعلا ما كتبه محمد بن جرير في القرن الرابع الهجري أم أنه مزور. ومن يدري بأن ما كتبه وأرخه الطبري هو صحيح أم باطل. أغلب الظن بأن كتاباتهم باطلة لأنهم يتحدثون عن مسائل لم تدون أصلا مثل تاريخ خلق آدم فلم يكن هناك مؤرخ يؤرخ خلق آدم وميلاده. وما أدرانا بأن التواريخ التي كتبها بنو إسرائيل في قديم الزمان صحيحة أم باطلة وأغلب الظن أنها غير صحيحة.
 
الكمبوست أو السماد غير العضوي وغير الكيماوي مثلا غير مؤرخ بدقة وهناك ظنون لدى الكتاب الغربيين. هناك كتاب كتبه أحد مؤرخي الإمبراطورية الرومانية 160 سنة قبل الميلاد كما يقولون. تصور بأن المسيح لم يكن مولودا فكيف أرخوا كتابته 160BC؟ ذلك الشخص يتحدث عن الكمبوست أو السماد الذي يُصنع في المنازل وهو مقصودي من الكمبوست. لكنني فهمت الآية الكريمة التالية من سورة آل عمران بمعنى الكمبوست المنزلي: وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِىءُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (49).
 
فكرت كثيرا في تفسير قول المسيح (ما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم). بالطبع أنني أرفض مقولة المفسرين الكرام بأنه كان يخبر الناس عن مدخراتهم الغذائية في منازلهم. فلو صح بأن الرسول عيسى عليه السلام كان يعلم الغيب فهو من أعيب المعايب أن يكشف أسرار الناس ومدخراتهم المنزلية. هناك أمر آخر يريد الله تعالى أن يبلغنا ويدل ذلك الأمر على تفوق علمي للمسيح على من كان حاضرا أمامه ليكون دليلا على رسالته. فباعتبار أن تاريخ الكمبوست المنزلي كما هو معروف يعود إلى ما قبل 2000 عام وهو تاريخ ميلاد المسيح وبما أن ما يأكلون وما يدخرون قد يعني ما يستهلكه الناس كطعام لهم وما كانوا يرمونه من بقايا. فعلمهم المسيح بأن هناك إمكانية ادخار زوائد الطعام في مكان ما في أفنية منازلهم ليستفيدوا منها مستقبلا. هذا ما نفعله نحن اليوم في منازلنا بأن نضع في نهاية فناء البيت برميلا مفتوحا من أسفله وله باب أعلاه ونرمي به كل بقايا طعامنا وكذلك بقايا الورود التالفة وبعض أوراق الجرائد وبعض الأعشاب التي نقطعها من حديقة المنزل وتتحول بعد عدة سنوات إلى سماد طيب نستفيد منها. على الأقل نحن في لندن نقوم بعمل ذلك والبراميل البلاستيكية المخصصة مهداة لنا من بلدية كنجستون في المنطقة التي أعيش فيها.
 
فهمت من الآية الكريمة بأن المسيح عليه السلام علم الناس كيف يدخرون تلك الأطعمة الزائدة كسماد لمستقبل الزراعة. هذا فهمي طبعا وأتمنى أن يكون صحيحا.
 
وأما السماد العضوي المعروف. قال تعالى في سورة الأنبياء: وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلاَّ آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ (79) وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ (80) وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ (81). الآيات الكريمة تتحدث عن بعض أعمال الرسل المفيدة للناس. فهمي للآية الأولى هو أن هناك بستانان في مكان مجاور ويستفيدان من نفس التربة ونفس المياه ولكن أحد البستانين أثمرت بكثافة أكثر من الثاني. تعجب الناس من مشاهدة وملاحظة ما رأوه ولم يعلموا السبب. ذهبوا ونقلوا الموضوع إلى داوود النبي الملك. جاء داوود ومعه سليمان ليكتشفا الأمر. لم يتمكن داوود من فهم السبب ولأنه كان مضطرا للعودة إلى مكتبه باعتباره ملكا كما يبدو فإنه اعتمد على سليمان لينظر في الأمر.
 
استمر سليمان في البحث عن السبب فلاحظ بعد السعي بأن هناك غنما تمر في أحد البستانين وتنفش فيه ولكن البستان الآخر مقفول على الحيوانات. أظن بأنه بالطبع قام بالتجربة ليعلم بأن ظنه صحيح بأن البستان الذي أصبح مرعى للغنم فإنه استفاد مما خرج من الغنم من روث وهي ترعى في المزرعة بلا راع وبكل حرية. نفش يعني دخل البستان ليرعى بلا راع. وهكذا تعلم سليمان بأن السماد العضوي تساعد الأرض لتعطي نباتا أكثر من الأرض غير المسمدة. وأتذكر بأنني حينما بينت تفسيري للآية الكريمة في شمال لندن علق أخي قصي الموسوي وكان زميلا يحضر محاضرتي التفسيرية في تلك السنوات، علق على تفاسير المفسرين قائلا بأن الخلافات بين المزارعين تُحل فيما بينهم ولا يمكن أن يذهبوا إلى رئيس الدولة وهو نبي فيأتي هو ونبي آخر ليحلا الخلاف بين أصحاب البساتين!
 
واللبوس هي الخوذة المعدنية أو الخشبية أو الجلدية التي يلبسها المحاربون لحماية رؤوسهم وكذلك الصدريات الواقية. فكما يبدو بأنها من ابتكارات سليمان وليس مما سمعناه عن غيره من المحاربين كما قرأنا في تاريخ المحاربين القدامى من قبل العصور الوسطى. هذا ما نفهمه من القرآن الكريم الذي نؤمن بصحته.
 
وأما الآية الأخيرة أعلاه فأظن بأنها تتحدث عن نوع من الطائرات التي استعملها سليمان. كانت تلك الطائرات تعمل بواسطة الطاقة التي تنبعث من الشياطين باعتبارها كائنات نارية. قال تعالى في سورة الفرقان مشيرا إلى نفس الحكاية كما أظن: وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (34) قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (35) فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ (36) وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ (37) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ (38). أولئك الشياطين المقرنون في الأصفاد كانوا يحركون الطائرات التي تشق الهواء كما أحتمل والعلم عند المولى.
 
كل ذلك احتمالات قرآنية استنبطتها من كتاب لا يشك أي منا في صحته ولكن فهمي قد يكون صحيحا وقد يكون خاطئا.
 
لكم خالص التقدير والاحترام
 
أحمد المُهري
 
26/6/2018
 
 

تابع مركز #تطوير_الفقه_الاسلامي

https://www.facebook.com/Islamijurisprudence/

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.