الأردن و ابوكوفية #معناش
الأردن و ابوكوفية #معناش
حقيقة ممتنع عن الكتابة لأسباب خاصة ، الا ان احداث الأردن التي فجرتها (الضريبة ) … جعلتني في حزن ..
وفي خوف على الأردن … ولعل في كلامتي تخفيف من حزني عليه .. الا انني وفي ذات الوقت لا اريد الاطالة في الحديث ..
هناك أمور نفهما في الاقتصاد وعلينا ان نفهمها …
الدعم كارثة على الدولة واقتصادها ، واستمراره قنبلة ستنفجر وان طال الوقت ، وقد اتضح ذلك في كل مكان …
هل معنى ذلك وقوفي مع الحكومة ؟
لا….. بالتأكيد !
الأردن يتعرض للضغط من الخارج لأجل مصالح ليس للأردن فيها مصلحة ، في المقابل
الأردن ضعيف بحكومته ، ولديه من المشاكل ما يغنيه عن ما يحدث اليوم ، وتأخير الحلول سيؤدي لعواقب رأيناها من قبل في دول أخرى .
هناك فهم خاطئ لدى العامة وتخوف وله ما يبرره ، الا انه في المقابل لا يؤسس الإصلاح الاقتصادي في وضع ضعيف داخلي بهذا الشكل وليست القضية مسألة عند … أما ان تمتلك قوة التغيير … نعم قوة التغيير ، ..
او تبدأ في مراحل تحسين تدريجي تأخذ وقتها ، قد يطول هذا ،..
او ان تستسلم للضغوط التي لن تكون بالتأكيد مرضية ….
الا يوجد حل بديل ؟
الحلول تصنع من الداخل ولست طرف لاستوعب كل ما يحتاجه الامر ،
الا انني ربما اضع اطارا عاما فقط …
والبداية الدائمة في ان تمتلك الشرعية الحاكمة قوة من شعبها ،
ولذا ينبغي ان :
أولا : تعليق أسباب الازمة ، ومنها تشكيل حكومة مصغرة مفعلة و فاعلة ،
الشفافية والمصارحة قبل أولا وبعد أولا و دائما … لابد ان يعرف الناس (ماذا ولماذا وكيف ) والان وبلا تردد … انهم الحصن الحصين …
ثانيا العمل على إعادة هيكلة المنظومة وفق قواعد المساءلة ، لا يمكن ان تشارك الناس اقواتهم ولا يعلمون اين تذهب مشاركتهم ، بل ويمتلكون وسائل المحاسبة لاستخدامها في غير محلها ..
الا انه علي ان أؤكد عاجلا او آجلا لا حل بديل عن رفع الدعم … لا حل بديل عن مصادر الايراد الداخلية ، إلا انه هذا لابد أن يكون مدروسا ، ومجدولا ، وبمشاركة شعبية واعية …
كما قلت ليس لدي رغبة في الاطالة … إلا انه وفي كل ازمة مالية أتذكر …
أتذكر قصة نشرتها 2010 بخصوص الازمة المالية ، ثم اعدت نشرها في احدى مقالات سلسة اضلاع القوة … القصة هي :
(أبو كوفيه والازمة المالية ) :
يحكى في زمننا هذا المسمى بزمن العولمة حكاية ترددها الأجيال النائمة عن صاحب محلات في السوق تعرف بمحلات السيد زعلان، وكان زعلان يبيع في الشهر بألف دينار كاملة، و لكنه يعاني… فعليه التزامات بثلاثة آلاف دينار شهرية ، ويمر الشهر و يتبعه الشهر، وزعلان يعاني والديون تزداد وقبضة الديانة قاتلة ، فالدين والالتزام هم الليل و ضيق النهار … ولما ضاق به الحال استنجد بأشهر تجار السوق وكبيرها و هو معروف مراب كبير …ما كان امام زعلان أي حل ، فكبير التجار واشهرهم في السوق هو المتحكم المتصرف ..
المهم ماجاكم شر ،
ذهب زعلان إلى السيد الشهير بأبي كوفية وحكى له قصته ودار حديث طويل منه باختصار :
– كل اللي أنا محتاجه يابو كوفيه مئة الف دينار ، فبها افك ضيقتي ، وأسدد ديني ,افتح باب رزق أكبر وأسدد لك منه مالك .
– أممممممممممممممممممم!!
– تعرفنا وتعرف مكاني وكل أمري عنك لا يخفى يا سيدي .
– اسمع سأعطيك ولكن عليك أن تنفذ ما سأقوله وسيكون بيننا عقد بذلك
– لك ما تريد .
– لديك بيت واسع ..
– أكيد ..
– ومن العيال أربعة
– الحمد لله .
– وكلهم بلا عمل
– الله يسهل العافية .
– ما ينفع يا زعلان
– والحل
– بيتك فيه غرف كثيرة
– تمام وهذا من فضل ربي .
– وحوش واسع
– لله الحمد .
– عيالك ما يجلسون في الصالون ببلاش ..
– كيف ؟؟؟؟!!!!
– الغرف لابد أن تأجر يومياً …
– نعم !!! أيش ..
– زي ما اقولك ..
– والعيال ..
– هم اللي يدفعوا الايجار ..
– بمعنى
– ينزلوا للعمل يستفيدوا من الحوش معك ويفتحوا مشاريع صغيرة . ويزيد دخلك ودخلهم عبر سداد الإيجارات للغرف والجلوس في الصالون مش ببلاش …
– الله أكبر ..
– أكيد .. يعني اللي حابب يجلس لابد يدفع واللي حابب يتفرج تلفزيون لازم يدفع .. واللي يشتي الحمام لازم يدفع ..
– بس هذا كثير ..
– براحتك .. أنت تشتي نقد .. وأنا اشتي فلوسي … وعندك الباب مفتوح …
– لا ماو صلنا كذا .. لازم نتفاهم …
– طيب ..
– خلاص .. ممكن بس متى تعطينا النقود الله يرضا عليك …
– ويرضا عليك .. لما نوقع العقد …
– عقد ايش ..
– الاتفاقية …
– خلاص أنا ملزم .. ما تقبل كلمة الرجال …
– عقد وشهود … وإلا الباب مفتوح ..
– خلاص .. جهز عقدك ..
– العقد جاهز ,,, والآن يجي الشهود ..
وهكذا كان جاء الشهود وقاضي تجاري، وتم الاتفاق والتوقيع:
– ( مبارك يازعلان ) ..
– طيب وقعنا هات الفلوس …
– لن تستلم مني كل المبلغ دفعة واحدة بل سأعطيك المبلغ على خمس دفعات ,,
– بس اتفقنا على مئة ألف ..
– يا حبيبي هذه دفعة أولى تنفذ تجينا ما تنفذ…. يبقى كأن شيئا لم يكن …
– نعم ولكن !!
– تقبل !!
– لأمر لله ..نعم …………………….
وبالفعل تم توقيع العقد واستلم زعلان المبلغ وهو فرحات في يده 20 الف دينار .. توجه للبيت وجلس مع عياله الأربعة واخبرهم بالأمر ، وقال لهم أن عليهم السعي في طلب الرزق ، وسيعطيهم الدفعات موزعة بالتساوي ، وبالمرة عليهم الاستفادة من عمهم فرحان الذي اشتهر بالتجارة والحرفة والذكاء …
ومرت الأيام … الشهر … الثاني والثالث ..
اجتمع الاب والابناء ، وكلهم في استجداء لولدهم ان يسعفهم بالسيولة من ابي كوفيه فقد نفد ما لديهم و السوق لا يشجع احداً … وانهم يتعهدون بسداد جزء من القسط لأبيهم خلال شهرين …
وراح زعلان إلى أبي كوفية …
– يا زعيم نحن والله نحتاج باقي الفلوس والضغط علينا كبير …
– ما شيء جديد …
– صدقنا لما نستلم المبلغ كامل يتغير الحال ..
– لا يمكن .. بسلمك خمسة عشر ألفاً .. وتجربة ثانية .. وخليك قدها
– قد ايش …
– قد العمل و الكلمة .
– الأمر لله .
وخرج زعلان وهو يدير رأسه ، وفي الأفكار خاطرة لو سلم الفلوس للعيال . . أكيد سيضيعونها .. إذن لابد أن يبدأ هو … ويعمل صح ويستفيد من موارده ، وبعد تفكير مجهد وليلة شديدة الظلمة ، أشرق عليه الفجر وهو يعد العدة للبدء … لقد قرر أن يوجه استثماره بشكل فعلي وجدي ، وليخرج من كل أزماته ، سيستثمر معه ..سيذهب مع ابي كوفيه ليستثمر له !!!!!
وكما قررت سابقا ( لا تعليق !)
.. القصة تفهم ،،،، لمن أراد
ولانا #معناش
#اصلح_الله_بالكم
احمد مبارك بشير
4/6/2018