أنواع البشر : الحمقى والقبليون والمواطنون

 

الأخوة الأفاضل..
 
بعد مشاهدتي للفيديو الذي أرسله مشكورا الأستاذ المياحي، ولشدة صلته بما دار هنا من مناقشات حول تعريف العمل الصالح
وأيضا لتشابه التوجّه مع محاضرة الأستاذ قصي، والتي حضرتها في لندن عن علاقة الإيمان بـ (المواطنة الصالحة)
لذلك ولرغبة الدكتور م.سلامة في المتابعة، وجدت من اللائق أن أقوم بترجمة سريعة لأهم ما ورد في مقطع الفيديو – بعد إذن أخي ا.عبد السلام
 
 
هناك ثلاثة أنواع من البشر في أي مجتمع..
بحسب تصنيف مؤسّسي الفكر الديمقراطي في اليونان القديمة..
 
الصنف الأول: (الحمقي)
 
وهذا شخص يتصف بالأنانية المفرطة، يتمحور حول ذاته، لا يتحمس سوي لقضايا تمسّ مصالحه ومكاسبه ومتعه الشخصية..
لا يتمتع بشيء من الفكر الخاص أو الرؤية العامة أو المهارات المكتسبة أو أي من السمات التي تؤهّل الفرد للمشاركة المجتمعية..
هو باختصار النسخة المعدّلة ل(البربرية).
 
الصنف الثاني: (القبليّون)
 
ويعني اليونانيون بهذه الفئة الأشخاص ذوي العقلية القبليّة؛ هم أولئك النفر الذين يعجزون عن التفكير (خارج) دائرة أو نطاق العشيرة أو المجموعة الصغيرة
التي ينتمون إليها؛ ولاؤهم الأول والأساسي لقبيلتهم أو جماعتهم، ويصيبهم الخوف والتربّص والشك تجاه كل (مختلف) عنهم وعن فكرهم،
ويتعاملون مع الأشخاص أو المواقف (المغايرة) بالتلويح أو التهديد باستخدام القوة الغاشمة والعنف..
والشخص الأيقونة أو المثال الذي يحتذي لديهم هو: المحارب
فهم قوم مثيرو حروب ومشاكل..
 
الصنف الثالث: (المواطنون)
 
هم لا يعنون بهذا الوصف سمة سياسية أو قانونية؛ بل الشخص مثال للمواطنة الحقّة
فالمواطن لديهم هو الذي يمتلك المعرفة والمهارات اللازمة التي تؤهله للمشاركة المجتمعية (الحياة العامة)
الشخص القادر علي العيش بطريقة (متحضّرة)، هو\هي يدرك أنه\أنها أحد أعضاء (جمهورية\دولة) ديمقراطية؛
لذا عليه العمل بغية تحقيق المصلحة العامة؛ يعرف حقوقه جيداً، ويعمل للحصول عليها، ويدرك في نفس الوقت
وبنفس الحماسة أن عليه مسئوليات ينبغي عليه الالتزام بها؛ يطالب بحقوقه بإدراك واحترام كامل لمصالح الآخرين؛
الذين قد يكونون: (عائلته، جيرانه، أقليات في مجتمعه، وحتي ألدّ أعدائه)
علي أكتاف أولئك ال(مواطنين) تقوم وتُبني المجتمعات المتحضرة، تلك التي تسمو لتفعيل المعاني الحقيقية الراقية للفظة: (مجتمع)
فهي لفظة تعني (حرفياً) الصداقة والمودّة..
فالمواطنون الصالحون هم أولئك الذين يملكون القدرة علي تسوية خلافاتهم بطريقة متحضّرة وراقية..
ذلك هو الاختيار الذي يواجه كل فرد في المجتمع الذي يعيش فيه، أيا كانت سماته أو توجهاته..
فهل سنختار أن نكون حمقي أنانيين لا تحركنا ولا يهمنا سوي مصالحنا وغرائزنا الشخصية، أم نكون قبليين ضيّقي الأفق لا نسعي سوي لخدمة أغراض
قبيلة أو مجموعة خاصة من البشر، نناصب من عداهم الكره والعداء، أم مواطنين صالحين يأخذون مصالح واهتمامات كل البشر من حولهم بعين الاعتبار والمراعاة،
يسعون بمنتهي التفاني والإخلاص لما فيه (الصالح العام) بلا تمييز أو تفريق؟!
أثق وأؤمن بقدرتكم علي الاختيار السليم..أخواني المواطنين.
 
د. كيفيتشوزا

تابع مركز #تطوير_الفقه_الاسلامي

https://www.facebook.com/Islamijurisprudence/

 
 
 
 
https://www.youtube.com/watch?v=KfSMr8-fn8k
 
اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.